|
سودانى جدا
|
اتجول فى المنابر والمجالس وهالنى الى حد الرعب تلك الحالة الغريبة من التشظى النفسى والاجتماعى والتى للاسف يسكب عليها الوقود ويجلب لها حطب الحريق المثقفون او من بيدهم كتاب البيان والمنطق - ولعل فى هذا المنبر شواهد - حتى غدت تسميات مثل (اهلى ) و (اهلك ) وقبيلتى وقبيلتك و(نحن اعز مالا ونفرا ) والغريب ان مجاميع الاقلام التى تصر على هذا المنطق تكون قد عاشت فى مدن السودان المختلفة (عيشة هنية رضية ) زامل فيها الجنوبى الشمالى وجاور فيها اهل دارفور واشقائهم (الكردافة ) اهل الشرق والوسط والشرق بالذات للحد ان اكبر نظارة لبعض قبائل غرب السودان تتواجد فى القضارف وشخصيا فى الخرطوم نشات وترعرعت فى حى جاورت فيه الدناقلة والمحس وكذا الحلفاويين و(الدباسيين ) من اهل الجزيرة وعشت وجاورت الجنوبيين بكل استقامتهم الوضيئة بل اكثر من ذلك ان جارتنا (الهيتة بالهيتة ) كانت اسرة حلفاوية تداخلنا معها الى حد ان (حبوبة مياسة ) صارت جدة لى ولاخوتى وفى ذات الحى الشعبى البسيط عاش معنا (فريق الرباطاب ) ونفر عزيز من كرام الشايقية والفور والزغاوة المهرة فى التجارة والاوفياء جدا لجيرانهم فى المنشط والمكره ... كان حيا عاش فيه كل السودان لم يتخلف احد او جهة جمعتنا السكنى والمواطنة وكل شدائد العيش فى السودان من الملاريا الى هوس الهلال والمريخ وتطريبات (ود الامين ) و(وردى ) وفى وسط هذا الزحام لم يشعر احد بانه خارج هذه التوليفة وانه غريب اليد والوجه واللسان ... الفرح يشارك فيه الجميع ... والاحزان يحمل الامها الجميع ... يتقاسمونها كما يتقاسمون نسمات السودان فى انصاف لياليه المقمرة ... ولا يزال هذا الواقع الى اليوم والساعة قائما ... لا يزال الحاج اسحق فى دكانه العتيق بجوار منزل الاستاذ حسين ابو سارة استاذ اللغة الانجليزية صاحب الروح المرحة والذى لا يطيب يومه وليلته ان لم يجلس فى ظل راكوبة الدكان فى ايام العطلات يتجاذب اطراف الحديث مع بابو ابن جبال النوبة المولع بالسياسة لينضم اليهم عمك الشيخ وهو موظف بنك متقاعد من ابناء جزيرة مقرات ويتسع هذا المجلس ليكون بعد قليل ضاجا بالضحكات و(الونسات ) ثم ينصرف الجميع ليس بينهم ضغينة او غبينة وحتى عبارات مثل (يا عربى يا مطرطش ) وما يقابلها لا تعدو ان تكون ممازحات لا تستبطن تحقير وزاراء بجهة اذن فليكن هذا البوست نموذجا لمثل هذه الشخوص والحكايا من اجل سودان نتختلف فيه نعم لكن نتفق فيه على الاقل على ان بين الناس عامر
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سودانى جدا (Re: Osman M Salih)
|
عثمان محمد صالح :
الفكرة عن الحديث - باقتضاب - عن نموذج لشخصية وتجربة عايشتها فى هذا البلد مع اخرين لم يشعر فيها احد انه غريب وانه مهمش زملاء دراسة ... جوار فى داخلية ... فى حى ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سودانى جدا (Re: محمد حامد جمعه)
|
سلام يامحمد حامد..تعرف ما أن بدأت أقرأ كلمة التشظي النفسي والإجتماعي وأتبعها التي تليها والسطر السطر لم تفارق ذهني على خلفية القراءة العبارة الإنجليزية: (out of body experience) التي تعني - بمفهومي - النظر إلى الذات من خارج الذات..وهي حالة لا تشبه حالة التصالح مع الذات لأن هذه نتاج دروس العمر وهي حالة يبلغها كل إنسان إلا قليل من منصور خالد إلى محدثك هذا البسيط الذي ليس هناك دونه أحد. أما ما تعنيه العبارة الإنجليزية فهو نتاج تجربة لا يمر بها كل شخص ولا يتحكم فيها الشخص الذي خاضها مرة ليعيدها متى ما شاء وتختلف تعريفاتها من شخص إلى آخر ممن له أهتمام بالموضوع ولا يمكن إبتسارها في سطر أو سطور قليلة. لا أقصد أن بوستك هذا هو منطقة وسطي بين (OBE) و (التصالح مع الذات) رغم أنف التشطي النفسي والاجتماعي ولكنها خاطرة أخترت أن لا أسك عليها مداخلة في هذا البوست ذو الإسقاط المحمول على حالة سياسية (الجهوية والقبلية) أو على حالة التحسر على الزمن الجميل (وأنت ما زلت تعيشه).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سودانى جدا (Re: banadieha)
|
هذا البوست ذو الإسقاط المحمول على حالة سياسية (الجهوية والقبلية) أو على حالة التحسر على الزمن الجميل (وأنت ما زلت تعيشه).
بناديها :
هل اطمح فى مزيد من التعمق من مداخل بعض النقاط التى اشرت اليها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سودانى جدا (Re: محمد حامد جمعه)
|
نعم ياسيدي..أنت قلت ما قلت..وأردت أن تقول (ولكن باللسان الموجود في فك القارئ) لماذا توجد هذه الأواصر القوية والتألف والتعايش والتسامح والتمازج العرقي والثقافي والإجتماعي بين السودانيين داخل الأحياء السكنية في السودان (ومثلت بالخرطوم) لا تشوبها شائبة عنصرية عربية أو زنوجية مثل تلك التي يصادفها (المرء) في كتابات المثقفين من السودانيين خارج السودان في الوسائط المختلفة.
ولكن مداخلتي يامحمد حامد خاطرة، مجرد خاطرة تتأرجح كالبندول بين إطارين فلسفين ليس إلا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سودانى جدا (Re: banadieha)
|
لماذا توجد هذه الأواصر القوية والتألف والتعايش والتسامح والتمازج العرقي والثقافي والإجتماعي بين السودانيين داخل الأحياء السكنية في السودان (ومثلت بالخرطوم) لا تشوبها شائبة عنصرية عربية أو زنوجية مثل تلك التي يصادفها (المرء) في كتابات المثقفين من السودانيين خارج السودان في الوسائط المختلفة
سؤال كبير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سودانى جدا (Re: محمد حامد جمعه)
|
اها، ده من راسك، ولامن كراس "شعبة القبائل" في جهازك اياهو؟
لو الحاصل في بلدنا بالوردية الحالمة دي، يارب ليه بلدنا اليوم مسرح لاكبر كارثة بشرية غيرطبيعية علي كوكب الارض، بفضل دولة "شرع الله"؟
ذي البتتكلم عنو ده، يمثل فتات ماتبقي فينا من قيم، قبل ماتحل بارضنا جرذان جدري اسلامك السياسي، الوافد والدخيل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سودانى جدا (Re: Bashasha)
|
الاخ محمد حامد
شايفك جبت سيرة الحاجة مياسة وانا عندى قريبة بالاسم فورينى كنت ساكن ويين ولو برضو ذكرت لينا اولادها او بناتها لانها بتكون قريبتى
ولك ودى
| |
|
|
|
|
|
|
|