|
|
 خمس قوائم تتنافس للفوز باتحاد طلاب جامعة الخرطوم / الصحافة
|
فيما بدأت حمى الانتخابات بالارتفاع التدريجي
طلاب جامعة الخرطوم يتعاهدون على وثيقة لنبذ العنف
اعداد: محمد محمد عثمان
عادت احداث العنف والاضطرابات للظهور مجددا في جامعة الخرطوم في الفترة الماضية ، بعد فترة مرور اكثر من سنتين من الهدوء والسكينة والحوار الايجابي الخلاق ، وجاءت احداث العنف على خلفية حرق (صيوان) الاسبوع الثقافي للمؤتمر الوطني، وكذلك الاحتكاكات بين طلاب حزب الامة وطلاب المؤتمر الوطني ا ثر الغاء السلطات لاحتفال حزب الامة بالانتفاضة في السادس من ابريل الماضي.
وللخروج من هذه الدوامة شديدة الدوران، وفي سياق الاستعداد للانتخابات القادمة، تواضعت القوى السياسية والروابط الاكاديمية والاقليمية بجامعة الخرطوم على ميثاق شرف لنبذ العنف، امس في ميدان الآداب بمجمع الوسط، وسط حضور معتبر من طلاب الجامعة ، ومديرها البروفيسر محمد احمد الشيخ.
بلغ عدد التنظيمات السياسية داخل الجامعة 24 تنظيما وقعت كلها على الميثاق، وكانت حركة اتحاد قوى المسلمين «اقم» قد رفضت التوقيع على الوثيقة معللة رفضها لعدم وجود البسملة، في ديباجة الميثاق ، ولعدم وجود تعريف محدد لمفهوم (احترام الثقافات) ولكن مندوب الحركة عاد ووقع على الميثاق بعد اعلان نائب رئيس لجنة الانتخابات عن وجود البسملة في وثيقة التوقيع!
واكدت وثيقة نبذ العنف، والتي اعدت بواسطة لجنة انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، على انتهاج السبل النظرية والعملية للخروج بالنشاط الطلابي الى مرافيء الحرية وقبول الرأي والرأى الآخر، واعتبار الميثاق خطوة نحو الاصلاح المؤسسي، ويسري مفعول الميثاق طوال فترة انتخابات الاتحاد وحتى استلام اللجنة التنفيذية القادمة، ويستمر تلقائيا ما لم يقدم احد الموقعين بطلب الغائه او تعديله.
وتأسست الوثيقة على 6 مرتكزات عامة هي قبول الرأي والرأي الآخر وحرية النشاط الطلابي واستقرار الجامعة مطلب لكل افرادها ومؤسساتها، وضرورة العمل على اثراء الحياة الجامعية ونبذ العنف ومسبباته والعمل على ازالتها وادارة الانتخابات بآليات سلمية والالتزام باخلاقية التنافس علي مقاعد الاتحاد.
البروفيسر محمد احمد الشيخ مدير الجامعة اكد ان جامعة الخرطوم ما زالت هي المثال الذي تحتذى به كل الجامعات السودانية. مشيرا الى ان اهم ماجاء في هذه الوثيقة ان المبادرة جاءت من الطلاب انفسهم، بعد حل الاتحاد لنفسه، حسب الدستور، واعتباره لجنة للانتخابات القادمة.
واعتبر الشيخ وجود الاتحاد ضروري لأنه اداة من ادوات الجامعة في تحسين بيئتها الاكاديمية والفكرية، واضاف ان التباين الموجود في الجامعة هو دليل صحة وعافية في جسدها ، مؤكدا انها يمكن ان تتسع لأكثر من هذا التباين الموجود.
وطالب الشيخ الطلاب بسعة الصدر، واحترام الآخر واحترام نتيجة الانتخابات القادمة التي تقررها صناديق الاقتراع، مشيرا الى ان ادارة الجامعة ستساند اي اتحاد يختاره الطلاب، وفق الطرق الديمقراطية.
نائب رئيس لجنة الانتخابات حسن ابوعلامة اكد ان الطلاب تعاهدوا على عدم اللجوء للعنف مرة اخرى ، معتبرا هذا الميثاق حلا جذريا لمشكلة العنف في الجامعة ،واضاف ان كل القوى السياسية وافقت على التوقيع علي هذا الميثاق رغم تحفظ بعضها على التوقيع الاولي في دار الاتحاد في فترة سابقة..
وفعليا، وعلى ارض الواقع، بدأت حمى الانتخابات القادمة في الارتفاع التدريجي وسط القوى السياسية ،فثمة وجود لأكثر من ركن نقاش في طريق المين بالجامعة مع وجود مكثف لانصار الحزب الاتحادي الديمقراطي ، وجماعة انصار السنة المحمدية (الاصلاح) وحركة القوى الحديثة (حق).
وتبدو الصورة معتمة وغير واضحة المعالم هذه المرة، بمن سيحظى بمقاعد الاتحاد، فالتحالف الوطني وهو الفائز لدورتين متتاليتين في الانتخابات ما زالت مشاوراته مكثفة ومتواصلة للوصول الى صيغة ترضي جميع الاطراف في داخله، خاصة بعد الاخبار التي رشحت عن مطالبة الجبهة الديمقراطية للمقعد الرئيسي في الدورة القادمة، مع دخول الجبهة الوطنية الديمقراطية ANF في هذا المطلب، والاعتراضات التي تقدمت بها قوى آخر لهذا المطلب لأنه لا يمكن للجبهة الافريقية ان ترأس الاتحاد وهي شريك قوي للمؤتمر الوطني في الحكومة !!
والامر اللافت للنظر ان المؤتمر الوطني يعول كثيرا هذه المرة على قيادة اتحاد (الجامعة الام) خاصة بعد ان فاز في جامعة كسلا بعد معركة حامية مع التحالف ، وجامعة السودان والنيلين، ويذهب بعض المراقبين بالقول ان ارتكاز انصار المؤتمر الوطني على تعويذة الصبر وعدم اللجوء للعنف في الاحداث الاخيرة مع رابطة طلاب دارفور هو مؤشر واضح على نية المؤتمر الوطني، الفوز في الانتخابات القادمة وذلك بهدف كسب اكبر عدد من الانصار والمؤيدين.
ويعتبر محمد حسن التعايشي القيادي في حزب الامة، ورئيس الاتحاد الاسبق، ان فكرة الميثاق في جوهرها جيدة لأنها تؤسس لعمل سياسي يقوم على احترام الرأي والرأي الآخر، وتقلل كثيرا من فرص الارهاب الفكري والمادي، وتوقع إلا تحدث احداث عنف اثناء سير عملية الانتخابات لارتفاع وتيرة الوعي لدى الطلاب.
ويعطي اسامة عبدا لرحمن ، و هو من مراقبي العمل السياسي بالجامعة تفسيرا لسلوك العنف بقوله ان هذه الاحداث لا تنفصل عما يحدث خارج اسوار الجامعة ، هذا فضلا عن عدم وجود آليات تعبير سلمية مثل المظاهرات السلمية او وجود ممثلين شرعيين لهؤلاء الطلاب في البرلمان ، ويعتقد اسامة ان تجربة ميثاق نبذ العنف غير كافية لأنها نظرية فقط، ويرى ضرورة استصحاب الاسباب الحقيقية للظاهرة مثل توفير معيار للثقة المتبادلة بين القوى السياسية نفسها داخل وخارج الجامعة، ويضيف: اذا لم يتم تجاوز هذه الاشكالات فإن هذا الميثاق لا يعدو كونه مناورة سياسية !.
وفي المقابل ستبدو قوى اليمين غير منضوية تحت مسمى واحد فهي تتوزع من جماعة انصار السنة المحمدية (الاصلاح) الى جمعية الكتاب والسنة الى الاخوان المسلمين، وقائمة التيار الاسلامي التي تضم انصار السنة (جناح الهدية) واتحاد قوى المسلمين.
ويبدو ادم موسى حسن وهو من قياديي جماعة انصار السنة (الاصلاح) متفائلا هذه المرة بالفوز الانتخابات والوصول الى دار الاتحاد بشارع النيل، حيث اكد لي جاهزيتهم الكاملة هذه المرة بالرغم من التصدع الشديد في اروقة الجماعة بعد الخلافات الاخيرة بين ابوزيد والهدية.
ويرى آدم ان توقيعهم على الوثيقة جاء بناء على وجود نقاط التقاء فيما بينهم وبين التنظيمات السياسية الاخرى.
الجدير بالذكر ان جامعة الخرطوم تمور هذه الايام استعدادا للانتخابات المقرر قيامها 11 مايو الجاري ، وبمشاركة واسعة من كافة القوى السياسية، في قوائم وتحالفات تضم التحالف الوطني (فاز بالانتخابات بدورتين متتاليتين) والمؤتمر الوطني، وانصار السنة (الاصلاح) والتيار الاسلامي وحركة الطلاب المحايدين، والمؤتمر الشعبي.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
ahmed haneen
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست