صديقنا واستاذنا التشكيلي العالمي عبد الرحمن حامد جمعة (بليا)..واحد م ملامح مدينة الدلنج التي يحرص زوار المدينة من الإنجمام في بيته..و هو مركز فيه يعرض لوحاته واعماله الفنية..اضافة لفصول دراسة لطلاب وطالبات واخرون لهم اهتمام بالفن والتشكيل والجمال..! ولازال حلمه مستمرا ان ينشأ المركز بصورة متكاملة..جانب للفن ، جانب للموسيقى ، جانب للشعر ..جانب للدراما..جانب للنقد الفني والأدبي..!
حينما نشأت رابطة اصدقاء بليا في بداية التسعينات..كان يرجى منها ان تساهم في التجربة بمجملها..و لقد كانت الرابطة في بداياتها ، رغم التضييق غير المبرر من السلطات ، تحرص على وجود نشاط بنوع او اخر في المركز..وكانت تضم افراد من مختلف المشارب الفكرية و العقائد السياسية المختلفة..وكانت لها مبادرات تجاه المجتمع.. ففكرة بليا الأساسية ان الفن له علاقة وثيقة بقضايا المجتمع..!
زرت بيت استاذنا بليا ، وهو صوفي نقي يصوم الإثنين والخميس ، وفي نفس الأيام مرت به الأخت تابيتا بطرس حين زيارتها لجامعة الدلنج ..وقد قام هو بعمل معرض صغير بالجامعة..! التقيته ، وادهشتني اول مفاكرة معاهو.. فلقد سألني ، مباغتا: مالك ما داير تنشر الروايات يا كبر؟.. عقدت حواجب الدهشة وانا اقول: ما مستعد انشر؟.. قال: ليه؟..اديني باقي الكراسات وانا ح انشر..!! و ظننت اني متهربا ، قلت: ما لاقي لي ناشر..!! هبش جيوبه ، وقلت: بتفتش لي شنو؟.. قال: تلفون نور الهدي ، وهسع ده نتكلم معاهو..!! حسيت اني داير اركض..اركض ..اركض..!!
البيت يزدان بهاء بابداعات استاذنا وصديقنا بليا ، والأهم روح بليا الشفيفة وهي تظلل البيت بهاءا وجمالا..قمت بتصويرات كتيرة في البيت..واستوقفتني تجربة طريفة..فهناك بيت نمل.. أي والله بيت نمل (لم ارى في حياتي انسانا متوحد مع الطبيعة والكائنات مثلما هوبليا..!!)..تم صنع غطاء لبيت النمل هذا ، بصورة تحميه من اقدام الزوار والعبور..والغطاء عبارة عن قطية صغيرة مصنوعة من رقايق شجرة القنا..التقطت بعض من الصور..لأنها تجربة طريفة ومفارقة للغاية..و حدثتني صديقتنا عبير (وهي احد التلميذات التي تعمل في مجال القرع وتصنع منه مزهريات ، شمعدانات ، دليات حلوى ..الخ)..ان فكرة قطية بيت النمل هي واحدة من افكار تلاميذ الأستاذ بليا..!! في مدخل البيت هناك شجرة امديكا Wild cherry وكانت مثمرة..وبليا يحرص على هذه الشجرة كأنها طفلته المدللة..وامديكا هي واحدة من الأشجار المثمرة في جنوب كردفان..ولينا معاها حكاوي..ولكني حينما رأيتها في بيت الأستاذ بليا ، شعرت بها كائنا اخر.. كانما هي لوحة من لوحات الجمال.. فيا بليا : اشمعنا امديكا من دون بقية الخلق؟..
في اخر الأيام ، كانت جلسة ، وهي طقس حفل صغير يحرص صديقنا بليا من اقامته لكل ابناء وبنات المدينة الذين هدتهم اغبرة الغربة اللعينة..و تيسرت لهم الظروف بالعودة حتى ولو كانت عودة خاطفة..مثلما يجسد هو تلك العودة بلوحته الحنينة (عودة السمبر/عودة الطيور المهاجرة)..جمعني الحفل بكوكبة من الأصدقاء..واندهشت ان كان من بينهم من هو في اقصى اليمين (ناس الجبهة الإسلامية) ومن هم في اقصى اليسار ، وما بينهم من انتماءات ومشارب فكرية..وكلهم جمعتهم المحبة الخاصة للأستاذ بليا والدلنج وامسودان (فامسودان كل منا يحبها على طريقته الخاصة ، ويكفي ان نسمى ذلك حب..فلا حب يفوق الأخر..!!)..
التحية للشبيبة في غرفة (دلنج سودان) وتحية خصوصية للشاب عبد الرحمن عزاز الإمام ، و هو كائن مسكون بالدلنج مثل الكثيرين والكثيرات ، ولكنه يملك القدرة على التعبير عن لعنة السكون بطريقته الخاصة..وهم الشباب الذين قاموا بتجميع مادة الفيديو المنشور هنا.. صديقنا ، ول ابا استاذنا الطيب رحمة قريمان ، لو عبر وشاهد الفيديو..مين يعرف ..عسى ولعل يحدثنا عن الكائن الظاهر في الدقيقة (1:08)..وانتا ماشي..!!
تحية لأهلنا في الدلنج..والحكاوي عنهم لا تخلص البتة..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة