سنار فى الرمق الاخير ... و شقيقتها سنجة عبدالله ... و تومتها الدندر.. ليستا باحسن حال منها

Quote: الطاهر ساتي كُتب في: 2007-01-09 ** نصيحة لوجه الله .. اذا حدثتكم أنفسكم ذات يوم بزيارة سنار في ظل حكومتها الولائية الراهنة ، انصحكم - احبابي القراء - بحمل الآتي قبل أمتعتكم الخاصة .. ( كمامات أنف واذن و أعين ) .. ( انابيب اوكسجين نقي ) .. ( شوال ليمون و عطرون ) .. ( كرتونة مناديل ورق ) .. ( ناموسيات ) .. ( أمصال لكل الامراض ) .. ( براميل مياه شرب و غسيل ) ... ( لوري بف باف ) .... واياكم ان تنسوا قراءة ( آية الكرسي ) و ( المعوذتين ) و نطق الشهادتين) عند مدخل الولاية و حاضرتها التاريخية التي تحتضر بأمر الوالي و أعضاء حكومته ...!! ** حين ساقتنا الأقدار ثاني أيام التشريق الي هناك ، كنت اتلهف إليها وتسابق أشواقي سفريات الصفصاف بأميال الي سنار ، حيث كانت مدينة نظيفة ورشيقة ، كنا نقضي فيها ( اجازات ) المرحلة الثانوية ، وعلى جانبي خزانها تستنشق الافئدة الهواء النقي، و تكتحل الاعين بالخضرة و الجمال، و تتجمل بوجه المدينة الحسن .. كل المشاهد القديمة الوسيمة حملتها الذاكرة وسبقتنا بها الي هناك قبل أن نصل مدني .. ولكن ...!! ** يا للأسف ... مثل كل اشيائنا الجميلة ، انهارت سنار أيضا واضحت كأطلال العرب بعد غزو التتار وأشلاء يافا عند الاحتلال ، بائسة مع الاعتذار للبؤس ، ويائسة يشفق عليها اليأس ، وكئيبة مع الاحترام للكآبة .. ولو لا بقايا أهلها الطيبين يحسبها - حتى النازح - سرابا في مدينة ، بيد انها مدينة سراب في سراب .. حكومتها لم تستوعب بعد ما معنى حديث المصطفى عليه السلام ..( النظافة من الايمان ) ...!! ** نصف لكم بكل صدق حال الناس في تلك المدينة ثم حال المدينة ذاتها ، وكلاهما بئس الحال .. الشوارع التي رصفتها حكومة نميري لم تعد تحمل من معانى الشوارع شيئا الا ( اسمها ) ، وأما الاسمنت والحصى فأضحيا رملا وغبارا تمتلئ بهما الأعين والرئات صبحا ومساء ، والشارع الوحيد الذي يبدو جديدا هو الذي يربط مكاتب معتمد سنار بالشارع القومى الممتد حتى مكاتب الحكومة القومية .. أما الظلام الذي يغرق شوارع المدينة ( الترابية ) ليلا ربما تعمدت الحكومة الولائية بذاك الظلام إذكار اهل سنار بظلام القبر ما لم يتقوا الله كثيرا، ثم يطيعوا واليهم عظيما .. وغير هذا التبرير لا نجد تبريرا آخرا يحيل المدينة الي قاع كهف بحجة عدم سداد ( جهة حكومية ) فواتير أعمدة كهرباء الشوارع لجهة حكومية أيضا .. ولله في تعدد حكوماتنا و تجاراتها شؤون ..!! ** أما مياه المدينة فإنها - مثل اللص - لا تأتي البيوت الا بعد منتصف الليل وقبيل الفجر ، أفراد العائلة هناك يتناوبون في حراسة ( المواسير ) لضبط المياه وملئ ( البراميل ) ، وكثيرا ما تخدعهم المياه فتغيب ليال و هنا يتجلى الدور الانساني و الوطني لاصحاب ( الكارو ) و حميرهم المعطاءة .. علما بأن المسافة بين المدينة والخزان كالمسافة بين فتحتي الانف غير المصاب بروائح سوق سنار ...!! ** و لن نحدثكم عن أسواق سنار و ما يحيط بها من الشرق والجنوب .. فقط حين تقضي حاجتك تذكرها وكفي .. ولكن المؤلم أن اجمل شواطئ الوطن الحبيب تحولت في سنار الي تلال من الاوساخ، يتخذها الذباب امبراطورية بالنهار و البعوض مملكة بالليل .. و السوق - بلحمه وخضاره و فاكهته وكافتيرياته و مطاعمه - يجاور هذا الشاطئ، و لا فاصل بينهما الا أسراب الذباب حين تأتي ببضاعتها الي سوق الناس تحت سمع وبصر و مسؤولية حكومة سنار ..!! ** عفوا ... هل بسنار حكومة ولائية يا عزيزتى الحكومة الاتحادية ..؟؟

(عدل بواسطة احمد حامد صالح on 01-10-2007, 11:07 PM)