|
Re: ليالي جامعة الخرطوم لتأبين للاستاذ عمر كانديك (Re: Amjad ibrahim)
|
Quote: كانديك كان عمر من مواليد 1977م .... وكان يكبرنا جميعا ...............
واع ،، صادق ،، مبتسم ،، لطيف المعشر ،، جم المروءة ،، مثقف من غير تكلف ، عذب الحديث ، ينتقى الحنين والدفىء من مفردات العامية لكلامه ، تسمعه يخاطب رفيقاته .. ( تعالى يمة ، اقعدى بى جاى ) .. اصرخ انا من الداخل ، اناديه عندما تحاصرنى الاعباء ، يا كاندييييك ... ويعلو صوته مجيبا من مكانه ..( هوى يمة انمهلى جاييك !!) .. وعندما يحتدم النقاش وترتفع الاصوات ... يرفع عمر كلتا يديه ويطلق مقولته التى صارت محل دعابات شباب حق .. يا اخوانا انمهلوا ... انمهلوا .. اذكر كم كنا نستخدمها ضده .. فما ان يخرج عمر عن صمته ، وعن هدوءه المتسم بالكبرياء ... ويبدا بالانفعال ،، حتى يسمعنا فى وقت واحد يا كانديك دقيقة انمهل ..انمهل ...
فيضحك ضحكته اللطيفة ،، التى تجلو بريق عينيه وتكشف عن عمق بعيد ! ولم تنمهل يا صديقى ....... ولم تمهلنا ........ تسربت من بين ايدينا!
واحسرتاااه كنت يا عمر شامخا سامقا رغم نحولك ............ كنت كريما شهما رغم عوزك ................... كنت جميلا ، وسيما ، بهى الطلعة ،، كامل الحضور .......................
لم تكن تنسى ابدا ،، انك ابن الهامش ، وقد افلحت فى ان تجعل من تمتعك بهذه الابوه .. ميزة يفوق اثرها ويتفوق على كل مزاياك .. لم تتخلى عنها فى حديثك ، ولا فى ملبسك ، ولا فى طعامك ، كان الكثيرين ممن (يدعون الكفاءة) فى انفسهم يتجاهلونك فى الحديث .. وما ان تنتزع فرصتك وتبدا بالحديث حتى تنبثق من روحك ، قوة منطق ولباقة ، لا عهد لهم بها .. ولا حول .. تجبرهم على الانحناء .......................
كان .. مجادلا عنيدا .. يعجب الحضور بحماسه لافكاره ،، حتى لو لم يشاركوه الايمان بها .... سعيد من يتوهج فى قلبه كل ذلك الحماس .... كان عمر ..... ساميا .. مطهرا من الدنث والضعة ... والغرض ...
فهل تساميت اخيرا يا كانديك وارتفعت عن فورة السياسة ، والتهاب الجدل وشدة الخصام ،، وصراع الطبقات !!! لشد ما افتقدك يا عمر بما قام بيننا من معايشة والفة ،، كنا نستشرف نفس الامال والتطلعات ،، نختلف احيانا ،، خلافنا ابدا لم يمس الجوهر ... لم تضعف ثقتنا بتغيير الحياة التى نحبها رغم الاحباط ،، وقصر اليد ... اين ترجلت يا عمر ؟؟ .............كنا. نعرف الموت ككلمه ،، وندركه كمعنى ... ونسمع انه نقاد يختار الجياد .. ونعرف اننا سنموت كلنا مخلفين وراءنا الامال .. اما اذا اطل بشبحه علينا ... واخذ ... ساعتها يكون شاننا اضعف مما نتصور .. يفارقنا المنطق وتجافينا الحكمة ونخسر عقولنا .......... امسية الجمعة 13 ابريل جلسنا اليك طويلا .... تحدثت بفتور على غير عادتك .. دون مناسبة سردت لنا كيف انك لم تنتمى الى اى تنظيم سياسى قبل حق ،، وحكيت ملابسات دخولك لحق !! كانت لحظات الخبر الاولى يا عمر احرجها جميعا ..............
يا للشباب الذى انطوى بسرعة البرق .. هناك فى مستشفى (ابو عشر) حيث نقلوك لا يوجد ما يفعلونه لمثل روحك الغالية سوى ان ينتظروك لتموت !! دوى نواحنا يزلزل قلوب الساهرين فى حلتكم الذاهله .. ويطير النوم عن اعين الراقدين .. مع ساعات اليل الاخيرة كان وصولنا ! الفجيعة كبيرة .. فى باب الغرفة التقت عيناى مع عينا امك ،، عرفت لحظتها من اين اتيت يا عمر بكل تلك الجسارة .. والشجاعة .. اعطتنى نظراتها ثباتا ،، لم اتحرك من باب الغرفة كفكفت دمعى وناديتها ياااا (بت عتيق ) كما كان يحلو لعمر مناداتها ... سامحينا .. كنا دايرين نجيك فى عرسو ... تقدمت نحوى تعانقنا وبكت لاول مره عانقت اكرام ، والشاتى ، وشذى ، وسعاد ، سناء ، ومحاسن ...الخ من حق . والكثيرات من رفيقاته بالجامعة مثلنا كل من لم يسعفه الزمن بالحضور ...تنفس كل من حولها الصعداء قالوا : اخيرا بكت كنا خايفين عليها شديد .. ازعجتنا بصمتها .. تعرفت علينا واحده واحده ثم عادت لثباتها .. فاتنا حضور دخولك الاخير لحلتك ،ولكننى اطمئنيت عليك فقد كان حنينك الدائم لاصولك وللرجوع اليهم بقية من عشقك القديم ... وفى حوشكم الكبير لم نتعب من النواح عليك جائلين انعام اختك ام الاولاد أعرف كم كنت تحبها وتشفق عليها لم تصدق الخبر ولم تشبع من البكاء عليك ... يا هاله ... حليل ولدى ودم وريدى ... رفيقى وحبيب حبيبى .. توب غتاى .. شبعى ورواى .. يا عمر الشملول .. ال ما مبدول .. الممهول . حليلك لى الليله وكل ليله ... ال بتقيم الناس.. ال مافراز .. يا غيمتى من الحراز.. وظلت تلوك الكلمات حتى اصبح علينا الصباح ... حدثتنى انك كنت ولدها ما اخوها .. كيف انها شالتك وما زالت محتفظه بملابس طفولتك .. فهل من عزاء الا ان نتملى هذه الحياة قبل ان ينعق بوم الخراب .... هل سنكتفى يا كانديك بنصب سرادق العزاء لك ... ؟ هل سيكون تقبل العزاء فيك هو اقصى ما نملك تجاهك ؟؟ حتما لا .. لن تموت اى بذرة غرستها ... فقد رايت تدافع الشباب بعد رحيلك لسد فراغك الكبير يعيد للحركة حيويتها .. وحراكها .. اكاد اجزم باننا سنكون اقوى ... عرفانا منا بجميلك الى ان تشرق شمس حق غدا انصع واجمل .. بعد ان تراءت لنا الدنيا ظلمات فوق ظلمات ..
هالة محمد عبدالحليم |
|
|
|
|
|
|
|
|
|