|
ياسر عرمان - معجبون ومؤيدون
|
Quote: سياسي مثل ياسر عرمان لا بد من ان يكون له معجبون ومؤيدون ومعارضون وكارهون لانه سياسي ايجابي، بمعنى لديه قدرة على اتخاذ قراره وبناء موقفه ثم الدفاع المستميت عن ذلك الموقف، فعندما كان كادراً شيوعياً في الجامعات كان «ركانياً» درجة اولى وكان قائداً لجماعته بل كان صاحب تكتلات داخل الجبهة الديمقراطية عندما اقتنع بطرح الحركة الشعبية شدّ إليها الرحال واصبح من أقرب المقربين لقائدها، بل واصبح كوماندر يتجول بين الغابة والمطارات، والذي قدمه ياسر عرمان للحركة الشعبية لم يقدمه لواء كامل، فقد دخل بها الشمال ودخل بها العالم العربي وأعطاها وجهاً يختلف عن الحركات الجنوبية التي سبقتها، لا تكفي هنا قناعة جون قرنق وفلسفته بل كان لا بد من وجود شخص مثل عرمان يترجم تلك الفلسفة ويجعلها تسعى بين الناس لكي يرونها ويقتنعون بها.
وفي تقديري ان عرمان لم يكن مجرد منفذ او ناقل لفلسفة قرنق، انما كان له دور في إثرائها وتكييفها..
بعد اتفاقية السلام الشاملة عاد عرمان للبلاد واصبح من اكبر المدافعين عن الاتفاقية ومن المروجين لها، وكان يود ان ينتقل السياسيون الى مربع الاتفاقية ولكن للاسف كانت هنالك عقبات كثيرة جعلت الاتفاقية تمشي اثنتين وترجع ثلاث عقبات اهمها من صنع الشريكين ، لم يتخل عرمان عن انتمائه للحركة بل كان يظهر بمظهر صقور الحركة في مواجهة الشريك الكبير، ولكن في نفس الوقت كان يبدو حرصاً كبيراً على الشراكة، كان متمسكاً بالاتفاقية مهما كانت سلحفائية في حركتها لانه يراها خيار الصفر أي الخيار الذي لا بديل له وان النكوص عنها سوف يلحق البلاد «امات طه».
الفترة التي امضاها ياسر في العاصمة اي فترة ما بعد التوقيع على الدستور الانتقالي الى ساعة ذهابه الى الولايات المتحدة استطاع فيها ان يصنع لنفسه مساحة واسعة يتحرك فيها، كانت قدرته على الحركة كبيرة جداً وقدرته على البيان كانت اكبر، كانت الوسائط الاعلامية تقصده وكان هو مبذولاً لها، كان يعاملها باحترام ففرض عليها احترامه، كانت قدراته على تسويق افكاره كبيرة جداً، كان مُجيداً لفن المحاورة، لم يكشف عرمان نفسه ولم يشكُ من أية معاناة ولم يظهر اي احباط، لذلك جاءت هجرته او اغترابه بصورة مفاجئة وترك الناس يذهبون مذاهب شتى في تفسيرها، هل كان محبطاً من مجمل مجريات الامور؟ هل لديه اشكالات داخل الحركة الشعبية؟ هل فقد اراضيه؟ هل هي استراحة محارب؟ هل ذهب في مهمة خاصة؟ يتمثل ذكاء عرمان في انه ترك الباب موارباً لذلك يمكنه العودة في اي وقت ويواصل من المكان الذي خرج منه، لم يغلق منفذاً ولم يحرق مركباً.
اكتب هذا المقال لا لتوصيف عرمان انما لكي اقول ان الساحة السياسية عامة والاعلامية المرتبطة بالسياسة قد افتقدته، وفي تقديري ان البلاد محتاجة لكل جهود بنيها وعرمان كان على ثغرة لن يغلقها أو يملأها احد غيره، كان على ثغرة الوحدة بين الشمال والجنوب، وفي تقديري ان الحادبين على الوحدة في اي حزب كانوا قد افتقدوا ياسر عرمان وكل الذي نتمناه ان يقضي اجازته ويعود ليدخل مربعاً جديداً هدفه السودان الواحد ما قد كان وما سيكون. |
عبداللطيف البوني
http://www.rayaam.net/colum/boni.html
|
|
|
|
|
|