عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-05-2024, 04:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2007, 08:19 AM

Abdelrahman Elegeil
<aAbdelrahman Elegeil
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 2031

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! (Re: محمد عادل)

    الخصومة وفجورها:



    وقبل الاسترسال يُذكر أن الطرفين أصحاب تراث وافر في الخلاف, وأكبره بالنسبة للسيد الصادق خلافة الشهير مع عمه السيد الهادي المهدي, وقد تناسل مع بعض أفراد أسرته بعد أن غيبه الموت في العام 1970 وكان قد إرتكز أساساً حول دعوة السيد الصادق للفصل بين رئاسة الحزب وإمامة كيان الأنصار, وهي الدعوة التي إرتد عنها كما ذكرنا, ولكن حتى الآن لا يدري المرء كيف يتصالح السيد الصادق مع نفسه, وهو يدعو سراً لفصل الدين عن السياسية, وجهراً للمزاوجة بينهما؟ أما خلافه الثاني والذي ما زال مستمراً, فقد كان مع عمه السيد أحمد المهدي وهذا تمحور أساساً حول التنازع في الإمامة, وهو في طريقه لأن يحتل موقعاً متميزاً في قائمة (جينس) للأرقام القياسية وذلك إثر تأهبه لدخول العقد الرابع, ويعد الأطول في الواقع السياسي الاجتماعي السوداني بين (مُختصمين).



    أما السيد مبارك فبالرغم من أن ذلك الخلاف يعد الأول له حول القيادة, إلا أنه صاحب رقم قياسي أيضاً في الخلافات داخل الحزب, والتي بدأت إبان تسلمه مقاليد الوزارات في الديمقراطية الأولي 1986-1989 (وهي الفترة التي شهدت بزوغ نجم السيد مبارك حيث لم يكن معروفاً قبلها بالنسبة لغالبية أهل السودان, إلا في إطار دوائر الحزب), علي كلٍ شملت مظلة خلافاته آنذاك الأمير عبد الرحمن نقد الله (أسبغ الله عليه ثوب الصحة والعافية) د. آدم موسى مادبو, السيد بكري عديل, والسيدة سارة الفاضل, وآخرين من خلف ستار, وما تزال هذه الخلافات تمد لسانها ساخرة من أي جهد لا يراعي دواعيها.

    بعد سقوط الديمقراطية الثالثة وهروب السيد مبارك لخارج السودان وإنخراطه في النشاط المعارض في إطار التجمع الوطني الديمقراطي, ضرب أيضاً رقماً قياسياً في الخلافات مع نشاطيه, حتى أعتبره البعض بمثابة (خميرة عكننة), ولا يعني ذلك بالضرورة أنه كان الطرف المخطئ علي الدوام, فما أكثر الخطاءين الذي لا يعرفون التوبة في ذلك الكيان كثير الذنوب, غير أن الإشارة جاءت من باب الرصد لا أكثر و لا اقل, وقد تنفس كثير من ناشطي التجمع الصُعداء حين خروجه من الكيان المعارض. بل أن معظمهم لم يتمعن كثيراً في الخسارة التي سيُخلّفها حزب الأمة من وراءه في دهاليز التجمع.



    كذلك إشتعل أوار خلافاته في إطار أروقة ناشطي الحزب نفسه, وما يهم هنا تلك التي كانت مع الذين تربطهم معه صلة (الدم والرحم والعقيدة الأنصارية) وأشهرها علي الإطلاق ذلك الذي جري مع السيد نصر الدين الهادي سليل البيت المهدوي أيضاً, والذي إحتوته المنافي بعد إنهيار الديمقراطية الثالثة, وكان خلالها يشغل منصب نائب رئيس الحزب, وتلك صفة كانت كفيلة أن يشرع السيد مبارك منكبيه للحؤول دون أن يتسنم المذكور موقعاً في منظومة الكيان المعارض, وبعد خروج السيد الصادق شهد مؤتمر للحزب أقيم في أسمرا في فبراير 1998 مصالحة بين الطرفين تداعت فيها المشاعر وتفجرت فيها العواطف ينابيع من (عسلٍ ولبن) فأصلحت ذات البين أسرياً, وشأنها شأن الذي حدث اليوم تركت الباب موارباً سياسياً, ويذكر أن السيد نصر الدين كان الإستثناء الوحيد بين أفراد أسرة الأمام الراحل في مؤازرة السيد الصادق, والوحيد أيضاً الذي جعل بينه وبين طموح القيادة سداً, وبدا ملتزماً بالأمر الواقع في المؤسسية ومع ذلك إنتاشته نبال السيد مبارك؟ والخلاف الثاني جري مع السيد مهدي داود حفيد الخليفة عبد الله التعايشي, والذي كان يشغل منصب رئيس تجمع القاهرة نيابة عن حزب الأمة, وكان ذلك خلافاً صامتاً لم ينطق إلا في إطار الدوائر الخاصة, ولم يصل لوسائل الإعلام, وكانت ضريبته أن دفع بالأخير إلى منافي لا يغشاها الأول إلا لماماً. وثمة آخرين طووا الأرض طياً وتركوا القاهرة بقضها وقضيضها وآثروا الفرار بجلودهم إلى منافي إحتوتهم أيضاً, بعضها لن يراها السيد مبارك الفاضل إلا بين الفينة والأخرى, وأخري لن يدركها إلا في الخارطة!! ذلك ببساطة لأن السيد مبارك يعرفه كل من اقترب منه, رجلٌ أبصَع Idiotفي ممارسته السياسة, إذا نازعته ذبابة بعض زاده, إستجلب لها كل ما يستطيع من أسلحة دمار شامل, في الوقت الذي بإمكانه أن يهُش عليها هشاً رفيقاً, فتبتعد عن ملكه وملكوته!



    الأحباب كل في طريق:

    بالعودة إلى التسلسل الذي إنقطع, مضي الأحباب كل في طريق, فقد جمع السيد مبارك رهط من مناصريه في مؤتمر بقرية سوبا في يونيو 2002 علي إثره أرسل السيد الصادق خطابات فصل لنحو 23 كادراً من قيادات الحزب وقال أنهم يمثلون 22% من عضوية المكتب السياسي والقيادي, ولم يمض شهر علي ذلك في يوليو 2002 إلا وكان السيد مبارك يتبوأ منصب مساعد رئيس الجمهورية, وصحبه الميامين علي كراسي وزارات ومناصب (دستورية) مختلفة, وعن ذلك قال عنهم في مذكرة الشراكة «إن حزب الأمة الإصلاح والتجديد شريك في الحكم ولديه إتفاق مع حزب المؤتمر الوطني, وهناك ثلاثون شاباً من كوادره المجاهدين يتولون مواقع دستوريه في الدولة», وأقام حزب الأمة الجناح الرئيسي أيضاً مؤتمراً ملأ فيه الفراغات, وإستمر سجال الطرفين من علي المنابر الإعلامية المختلفة بسفور أعجز أي راصد, وبفجور أغلق الأبواب أمام أي حادب, وإحتار كثير من قيادات وناشطي الحزب, أخلف عليٌ يصلّون أم من وراء معاوية يسيرون, ولزم غالبيتهم الصمت خاصة أولئك الذين يدركون أن صراع الفيلة الكبيرة لن تتأذى منه سوى الحشائش الصغيرة!!.

    لكن الذي حدث, أن السيد مبارك لم يهنأ برزق جلبته له غمامة طائشة, وكدأب أهل الإنقاذ حينما يوغلون في الديكتاتورية, فوجئ السيد مبارك وكثير من المراقبين السياسيين بفصله من النظام من خلال وسائل الإعلام, وكان قرار الفصل الدرامي من السوانح التي لا تفوت علي الخيال الشعبي المُلّهِم فغذّاها بكثير من (المحسنات البديعية) حتى كاد أن يغري أهل هيلوويود Hollywood بإخراجها سينمائيا. وحتماً ستحفظ الذاكرة السياسية السودانية في تلافيفها قرار الفصل ذاك بصورته المهينة والممعنة في الازدراء من نظام شمولي, خاصةً أنه وُجِه لرجل ذو حسب ونسب وأرومة, ولعل الكثيرون يعدونه بمثابة أسوأ ما أصاب ناشط سياسي, تقلب في طموحه في فترة وجيزة, وصاغ في النظام الذي فصله درراً أذهلت حتى الذين أراقوا ماء وجوههم تقرباً وزلفي للنظام ذاته وسدنته.

    وبعدئذ قُدر للسيد مبارك أن يخوض آخر معاركه الخاسرة حينما إنفضت من حوله ذات الكوادر المجاهدة من صحبه الميامين (20 من جملة الـ 23 أعلاه) وإعتبروا أن (قرار الفصل يخصه وحده), ولعمري تلك من أغرب ما سجلته مضابط السياسية السودانية منذ أن أجري الله الكلم علي ألسنة ساستها, لقد نسى السيد مبارك في من وصفهم بالكوادر المجاهدة أن للنفس جهاداً لا يقوي عليه إلا المتجردون والراسخون في نكران الذات, ولهذا لم يكن غريباً أن يزايدوا عليه في ميدانه, فباعوه بثمن بخس, ولم يكن أمام رجل مهيض الجناح بعدئذٍ, طاحونة هواء يُصارعها!!



    الموبقات العشر:

    إذاً فقد نهض الخلاف الأخير بين السيدين من وسط تراث وافر في (أدب الخلافات), لكن الذي ميّزه عن مثيلاته, أنه استتبعته موشحات مدهشة في الخصومة وفجورها, وقد تعدي ذلك دائرة المسائل الشخصية والعائلية إلى اتهامات في قضايا تعد من صميم القضايا الوطنية والسياسية, وبتجاهل الإساءات الشخصية التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل, يكون الأمر عندئذ قد تعدي دائرة السيدين حقاً, وأصبح بقدر سواء يهم قواعد حزب الأمة بصفة خاصة, وجموع الشعب السوداني بصفة عامة, وذلك إبراء لذمة السيدين أولاً من أي استحقاقات وردت جراء التراشق بالاتهامات بينهما, وكذلك تبييضاً لصحيفة الحزب نفسه من الاستحقاقات التي سودتها ذات الاتهامات, ومن هذا وذاك نحن نتوخي أن يلعب الحزب دوراً ريادياً في تأصيل أدب الخلاف والاختلاف, فهو سنه جارية منذ أن خلق الله البرية وأمرها بعبادته, لكن المهم أن يؤدى إلى نتائج منطقية بعد معالجته بإسلوب حضاري وبإيجاد الحلول الشافية لكل القضايا التي أثيرت حوله, ونذكر غيضاً من فيض هذه الاستحقاقات التي تستوجب البيان والتبيين, وذلك علي سبيل المثال وليس الحصر:



    أولاً: الخطاب المفتوح الذي نشره السيد مبارك الفاضل (الصحافة 5/5/2004) ووجهه للسيد الصادق المهدي, ألحقه بالوثيقة ذائعة الصيت التي رفعها له اللواء صلاح الدين مطر مدير إدارة الأمن الداخلي في الفترة الديمقراطية, وقد إستنكر فيها السيد الصادق احتمال حدوث انقلاب عسكري, وعليه ما يزال السيد الصادق المهدي مطالب بتقديم دفوعاته في هذا الأمر حتى يبرئ نفسه من المسؤولية التاريخية.

    ثانياً: تحدث السيد الصادق المهدي في مؤتمر صحفي بداية المشكلة بعد تجميد عضوية السيد مبارك لمدة عام واتهمه بارتكاب عشر خطايا أدناها العمالة لأمريكا في تقديمه معلومات لقصف مصنع الشفاء العام 1998 وتلك من القضايا التي تاه في أضابيرها التجمع الوطني الديمقراطي, بغض النظر أن البعض اعتبرها صفعة لنظام سدر في غيه, وتمدد في غلوائه الإرهابية, فالسيد الصادق مطالب بتقديم ما يسند اتهامه, عملاً بالقاعدة القانونية البسيطة, البينة على من إدعي واليمين على من أنكر.

    ثالثاً: اتهم السيد الصادق المهدي السيد مبارك الفاضل بعد إقامته مؤتمر سوبا بالعمالة للإنقاذ, وأنه قبض أموالاً من المؤتمر الوطني, وبما أنه لا يفيد الشاة كثيراً سلخها بعد ذبحها, فإن اتهام العمالة لا يفيد كثيراً وقد شارك المتهم في النظام, لكن كونه قبض أموالاً نظير مشاركته فإن السيد الصادق مطالب بتقديم ما يعضد اتهامه, فتلك الأموال وإن عبثت بها طغمة الإنقاذ فهي أموال دافعي الضرائب, وخيرات بلادهم التي ينبغي أن توجه لرفاهيتهم وتلبية احتياجاتهم الحياتية, وهذا النظام حتى وإن طالت سلامته, فلا بد أن يحمل يوماً علي آلة حدباء إلى مزبلة التاريخ, ويومئذ ستفتح الصحائف ولن يجف حبرها, حتى يعرف هذا الشعب المغلوب علي أمره أين ذهبت كل مليم من أمواله.

    رابعاً: بالمقابل في الخطاب المفتوح نفسه قال السيد مبارك في سياق اتهاماته للسيد الصادق «لقد اعترفت زوجتك السيدة سارة الفاضل بأنك استلمت مليون دولار من الحكومة تعويضات عن عربات حزب الأمة» ثم مضي في فقرة أخري وقال: «قبل عودتك من منفاك الاختياري الأخير بالقاهرة في 2003 أرسلت ابنك عبد الرحمن إلي رئيس المؤتمر الوطني ليقول له: إن أبي يقول لك بأن بقائه في القاهرة ليس عوده إلي المنفي, و لا هو مرتبط بموقف سياسي, ولكنه بسبب العجز عن مواجهة الالتزامات المالية في السودان وأنه يسألك العون حتى يعود إلي السودان, وقد استجاب رئيس المؤتمر الوطني وسدد فاتورة العودة», ثم اتهام مالي أخير بتمويل الحكومة «لمؤتمر السقاي وسوبا». إذن نحن أمام اتهامات قبل أي شيء تنطوي علي جانب أخلاقي كبير, فالسيد مبارك مطالب بتقديم كل الوثائق التي تدين السيد الصادق في هذه الاتهامات, ولا أظنه سيعوزها فقد شارك في الحكومة التي دفعت, وبالنظر لظروف الخصومة فمن المؤكد بأنه سعي بكل جد وهمة للحصول علي هذه الوثائق, علي الرغم أن حلفائه الإنقاذيين آنذاك لن يجعلوه يجتهد كثيراً في الحصول عليها, فتلك من الفرص التي لن يدعوها تفوت للتشهير بالآخر, سيما إن كان الآخر المشار إليه قد شاركهم إحدى موبقاتهم. ولعل القول بأن الجزء الأول هو حق مستحق لن يخفف من وطأة الجانب الأخلاقي, فهل التعويض للحزب يتم بمعزل عن تعويض الشعب السوداني حريته المسلوبة وأمواله المنهوبة؟ وبما أن الشيء بالشيء يذكر, لعلنا جميعاً نسترجع الاستهجان الذي قوبلت به مسألة تعويضات آل المهدي بعد سقوط نظام نميري, رغم أنها دين مستحق, ويومها دخل حتى السيد الصادق نفسه في مأزق, خرج منه بتكوين لجنة قومية للنظر في المسألة.

    خامساً: في الخطاب المفتوح أيضاَ قال السيد مبارك مخاطباً السيد الصادق «لقد خاب جهادك المدني, عندما كان النظام شمولياً معزولاً وجبهات القتال تحاصره من الجنوب والغرب والشرق». وسنتجاوز عمّا قاله عنه حول مصالحته نظام نميري الشمولي في العام 1977 بإغراء أنه سينال منصب رئيس الوزراء. وقد كان الجهاد المدني هو خيار السيد الصادق, وذلك بالطبع أمر يخصه بغض النظر إن أصاب فيه أو أخطأ, وقد قلنا يومها أنه أخطأ في تقديراته تلك, غير أن السيد مبارك كان يري غير ذلك, بل طفق يصوغ من الشعر أعذبه تغزلاً في الجهاد المدني, وأنبري يدحض أي رأي غير ذلك, وهو يعلم بأنه يدافع عن أمر لا طائل يُجني من وراءه, وعليه فإن السيد مبارك مطالب باعتذار مقرون بالأسف للشعب السوداني بصورة عامة, والتجمع الوطني بصورة خاصة علي كذب صريح لا يليق بسياسي في مقامه, وفي إضاعته عمراً للكري, فقد أكد أنه كان يعلم خيبة الجهاد المدني, في الوقت الذي كان يردد غير ذلك, بل كان مدافعاً عن باطلٍ - من وجهة نظره ـ ناهيك عن وجهة نظر الآخرين.



    في إطار الحزب:

    ويتداعى الدين المستحق أيضاً في إطار الحزب نفسه, فثمة مطلوبات ينبغي الإيفاء بها لكي تكتسب الخطوة مصداقيتها ومنها.

    سادساً: هدد السيد مبارك السيد الصادق بأن لديه «أدق الأسرار وكافة الوثائق الدامغة» وزاد علي ذلك مرة أخري بالإبهام والغموض في قوله «في لقاءي المغلق معك بمنزل الأخ السر الكريل ذكرتك بما أعرفه عن علاقاتك الخارجية من أسرار في طيها أسرار, وقلت لك في نافلة قولي هل تريدني أن أرد عليك بما أعرف وما إطلعت عليه من خبايا وأسرار». وبغض النظر عن الإسقاطات الشخصية التي لا تهمنا كثيراً, لعل قواعد حزب الأمة من حقها أن تطالب السيد مبارك بنشر هذه الأسرار, وذلك حتى تطمئن لثقتها التي أولتها قيادتها, أي علي حد المثل الشعبي الدارج, هذه القواعد من حقها أن تعرف «إن كان تحت القبة فكي», فإما واصلت تقديم آيات الولاء وفروض السمع والطاعة, أو أنها صحت من ثباتها العميق وسحبت منها ثقتها, كما هو الحال في كل الديمقراطيات المحترمة, لكن ترك الأمر بتلك الصورة المبهمة, يجعل الباب مشرعاً لكل وسواس خناس قد يدفع البعض لأن يشطح في تخيلاته, وإلي حين أن يفصح السيد مبارك عمّا ادعي وإلي حين أن يُبرئ السيد الصادق ساحته من تلك الاتهامات الخطيرة, ينبغي أن تكون قيادته موضع نظر في أروقة الحزب والكيان معاً, وبالقدر نفسه بالنسبة لجموع الشعب السوداني كقيادي يناضل من أجل استعادة الديمقراطية, فنحن قد اهتدينا بديمقراطية وستمنستر Westminsterولكننا لم نهتد بتطبيقاتها, وقد رأينا حكومات تهاوت ووزراء فقدوا سلطاتهم في منبت تلك الديمقراطية, لمجرد أن قطة تعثرت في حديقة أحدهم, ولم يلها حقها من الرعاية والعناية.

    سابعاً: قال السيد مبارك أن السيد الصادق قال في اجتماع مُصغر ضمهما والمرحوم صلاح عبد السلام والسيد عبد الرسول النور واللواء (م) فضل الله برمة والدكتور علي حسن تاج الدين وآخرين: «إن هذا حزبي أنا فمن يريد العمل فيه عليه أن يفهم ذلك ومن لا يريد فأمامه الشارع والمؤتمر الوطني», فإن كان السيد الصادق يعني ما قال تماماً فما عليه سوى إعلان ذلك علي الملأ, حتى تعرف جماهير حزب الأمة موقعها تماماً من الإعراب, إما كانت تلك زلة لسان أو كبوة فارس من جواده, فالأمر يستلزم إعتذاراً جرئياً طالما أنها نُشرت علي الملأ, لأننا نعتقد بأن السيد الصادق غير قمين بمثل تلك اللغة المنحوتة من قواميس الطغاة والديكتاتوريين, وفي واقع الأمر لم يعرف التاريخ السياسي الإنساني أن فرداً بعينه احتكر حزباً لنفسه, وبمثل هذا القول الذي جري علي عواهنه, قد يستذكر البعض منا شقاوة صباهم حينما تحتدم معركة مع أترابهم فينبري أحدهم متوعداً ومهدداً بقوله «الراجل فيكم يجي بشارعنا», وبفتوة الصبا هو لا يعلم أنه وأسرته لا يملكون سوى بضع أمتار معدودات في ذلك الشارع الذي زعم إمتلاكه!!

    ثامناً: أومأ السيد مبارك أن للسيد الصادق يدٌ فيما حاق بالأمير عبد الرحمن نقد الله في قوله «ألغيت مناقشة التقرير وقلت بالحرف الواحد (أنا معي الجماهير إما أن تقبلوا ورقتي هذه وإما أن أحلكم وأنزل للجماهير والحشاش يملأ شبكتو), عندها إنسحب الأمير عبد الرحمن نقد الله شفاه الله مما ألمْ به واعتكف بمنزله لأن تقريره الذي سكب فيه عصارة جهد ثلاثة أشهر اختزل في وريقات من رئيس الحزب», ورغم التسليم بقضاء الله وقدره فيما حاق بالأمير نقد الله, إلا أن هذا يعد من أخطر الاتهامات التي تتطلب حيثيات تزيل ما يمكن أن يلتصق بالنفوس, ولعل سيرة الأمير نقد الله ونقاء سريرته وتاريخه الناصع قد جعل منه رجلاً قومياً تعدت قامته أطر الحزبية الضيقة.

    تاسعاً: أين المؤسسية فيما كان يجري, علي سبيل المثال هل كان المكتب السياسي والقيادي ناهيك عن القاعدة يعلم شيئاً عما جاء في (رابعاً), وإن كان يعلم فما هي أوجه صرف تلك الأموال, وقد قلنا من قبل تلك إحدى معضلات النشاط الحزبي بصورة عامة, إذ تنعدم الشفافية تماماً, ولا تعرف كثير من القيادات والقواعد كيف تُسيّرنشاطات الحزب, ذلك ببساطة لأن منصب أمين المال هو المنصب الذي يظل شاغرا علي الدوام في أروقتها, وإن وجد فغالباً ما يكون المدعو أميناً للمال دون مال, ومع ذلك لم يعلن حزب يوماً إفلاسه, أو علّق آخر أنشطته نسبةً لظروف إعسار.

    عاشراً: وأخيراً من جملة الأسئلة سالفة الذكر, لعل قواعد الحزب وجماهيره العريضة في توقٍ لأن تعلم إن كانت تلك المصالحة تمت علي أسس أسرية أم حزبية, لأن غياب بعض الوجوه في يوم المصالحة يؤكد أن إخراجها تم بعيداً عن المؤسسية في الحزب, وإن حدث ذلك فقد تكون خصماً علي آخرين, وحتى أن أسلمنا جدلا بأنها ليست كذلك, هلّ أقدم السيد مبارك عليها باعتباره رئيساً لما أسماه (الإصلاح والتجديد), أم باعتباره مبارك عبد الله الفاضل المهدي؟ وهل هناك فعلاً علي أرض الواقع جناحاً بهذا المسمي بعد أن تفرقوا شذراً مذراً وتركوه كالريشة في مهب الريح؟ وإن كان فما هو قوام الحزب بمعناه المعروف؟ وهل نوقشت الخطوة مسبقاً في المكتب السياسي والقيادي لحزب الأمة؟ كذلك نزعم أو نفترض أنهم في توق لأن يعرفوا ما إذا كان السيد مبارك تخلي عن مسلماته التي ساقها في إحدى بياناته ورهن فيه أي اتجاه للتوحد مع الحزب بخمس شروط أهمها « الفصل بين القيادة الدينية والسياسية, واعتماد مبدأ التطور والتجديد بانتقال المسؤولية لجيل الشباب وإعادة صياغة دور المخضرمين ومبدأ الإصلاح السياسي العام», وكذلك هل تخلي السيد الصادق عن شروطه حول «التوبة ونبذ الشمولية والاعتراف بالخطأ علناً». وتتوالي ذات أسئلة البدايات سالفة الذكر وتُلولب نفسها مرة أخري, وتدور كحجر الرحى بصريرٍ يصُم الآذان, في انتظار سميع أو مجيب
    مما لا شك فيه أن الخلاف برمته أزعج الوسط السياسي السوداني وكذلك قواعد حزب الأمة, وقد ساءهم جميعاً تراشق السيدين من خلال المنابر الإعلامية المختلفة, فبقدر الأطنان التي تدفقت فيها الخصومة سيولاً, نريد من السيدين أن يشنفوا آذاننا بأطنان مثلها من النقد والنقد الذاتي, تلك الفريضة الغائبة في الممارسة الحزبية السودانية, فإن فعلوا ذلك سيكون الحزب مثلاً يُحتذي في أدب الخلاف ومنهج المصالحات, وإن فعلوا ذلك سَمَوا في نفوسنا وازددنا احتراما لهم, وإن فعلوا ذلك وضعنا علي رؤوسهم أكاليل من ودٍ وتقديرٍ ومحبة. ذلك لأن الديمقراطية المرتجاة وهي تدق بعنف علي الأبواب نريدها مبرأة من كل عيب (لاشق ولا طق) أو كما قال طيب الله ثراه.

    فيا أيها الثقلان, الحزب والكيان, ويا أيها الحادبون علي الحرية والديمقراطية والمؤسسية والشفافية تعالوا إلى كلمة سواء...!!

    فتحي الضو
                  

العنوان الكاتب Date
عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن05-21-07, 11:14 PM
  Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن05-21-07, 11:38 PM
    Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن05-21-07, 11:44 PM
      Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن05-22-07, 08:44 AM
        Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن05-22-07, 09:56 PM
          Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! Ahmed Abdallah05-22-07, 10:26 PM
            Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن05-23-07, 06:51 AM
          Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن05-22-07, 11:25 PM
        Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عادل05-25-07, 08:01 PM
  Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! Amjad ibrahim05-24-07, 04:24 PM
    Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! عبدالكريم الامين احمد05-24-07, 10:27 PM
      Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عادل05-25-07, 03:48 PM
        Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عادل05-25-07, 08:04 PM
          Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن05-25-07, 11:30 PM
      Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن05-26-07, 00:10 AM
    Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن05-25-07, 11:37 PM
  Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! Mahadi05-26-07, 03:05 AM
  Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! Basheer abusalif05-26-07, 06:48 AM
    Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن05-26-07, 07:47 AM
      Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن05-28-07, 11:10 PM
        Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عادل05-29-07, 09:53 AM
          Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! Abdelrahman Elegeil06-01-07, 07:40 AM
            Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! Abdelrahman Elegeil06-01-07, 08:21 AM
              Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن06-01-07, 09:47 AM
                Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! lana mahdi06-01-07, 11:08 AM
                Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! jini06-01-07, 11:14 AM
                  Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عادل06-01-07, 07:10 PM
                    Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! الجيلى أحمد06-01-07, 10:12 PM
                      Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عبدالرحمن06-02-07, 11:10 PM
                        Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! عبدالمنعم خيرالله06-03-07, 06:05 AM
                          Re: عودة مبارك الفاضل (دون كيشوت ) المسرح السياسى السودانى ..! محمد عادل06-03-07, 05:51 PM
  شهادة حق lana mahdi06-03-07, 09:20 PM
  شهادة حق lana mahdi06-03-07, 09:20 PM
    Re: شهادة حق معتصم مصطفي الجبلابي06-03-07, 10:05 PM
      Re: شهادة حق محمد عبدالرحمن06-03-07, 10:27 PM
        Re: شهادة حق معتصم مصطفي الجبلابي06-03-07, 11:04 PM
    Re: شهادة حق عبدالمنعم خيرالله06-04-07, 03:58 AM
      مسألة الفط في الردود!!!!!!! lana mahdi06-04-07, 10:39 AM
        Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! محمد عادل06-04-07, 04:26 PM
          Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! Abdelrahman Elegeil06-05-07, 06:23 AM
            Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! Abdelrahman Elegeil06-09-07, 02:10 AM
              Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! معتصم مصطفي الجبلابي06-09-07, 05:17 AM
                Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! Abdelrahman Elegeil06-09-07, 08:33 AM
                  Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! Abdelrahman Elegeil06-09-07, 08:50 AM
                    Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! Abdelrahman Elegeil06-09-07, 08:58 AM
                      Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! علي محمد علي06-09-07, 09:02 AM
                  Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! معتصم مصطفي الجبلابي06-09-07, 12:26 PM
                    Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! محمد عادل06-09-07, 03:58 PM
                      Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! Abdelrahman Elegeil06-09-07, 08:15 PM
                        Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! محمد عادل06-10-07, 01:04 PM
                          Re: مسألة الفط في الردود!!!!!!! Abdelrahman Elegeil06-13-07, 08:19 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de