|
رغم الحريق..المطر شفقانة كايسة السكة....توجد صور؟؟؟؟؟؟؟
|
..مخرج ومؤلف شاب خرج من المركز باتجاه الهامش، الى حيث الصراع الحقيقي للحياة، للمسرح من ثم.. وليد عمر الألفي.. درس في قصر الشباب والأطفال وتتلمذ على يد الاساتذة (الرشيداحمد عيسى، محمد عبدالرحيم قرني، حامد جمعة) وتخرج فيه (1993).. ثم درس الفلسفة في جامعة الخرطوم متخرجاً في العام (2004).. وبين هذا وذاك كتب ما يزيد على (21) نصاً واخرج معظمها.. آخرها المسرحية التي عرضها في اطار مهرجان البقعة المسرحية (كايليك).. للاذاعة قدم أربعة مسلسلات.. لكنه في المسرح له شأن آخر.. قلت له: الفلسفة وعلاقتها بالكتابة عندك؟ قال: دراسة الفلسفة كانت اضافة للكتابة لديّ.. لأنها تثبت أشياء أساسية منها التأمل، والفلسفة والدراما يلتقيان في حيز البحث سواء ما تكتبه أو داخلك.. فهما يحملان هماً واحداً هو الانسان.. فالدراما بالنسبة لي أمر حيوي، وكذلك الفلسفة التي تعلمت من سارتر الذي أحبه الكثير، لاحظت عقب بداية دراستي للفلسفة ان الفكرة عندي بدأت تتطور، اللغة من ثم.. وأزعم ان السفر أيضاً والدراسة في قصر الشباب والأطفال للمسرح، والعمل في فضاءات متعددة (المنظمات، ورش العمل) كل هذا اضاف الى رصيدي. ـ لماذا قررت دراسة الفلسفة؟ - في الصف الخامس الابتدائي، في حصة العلوم كان الحديث عن الخلية (سرحت) حين انتهى الاستاذ سألته: ما هي علاقة الخلية بالروح؟ الاستاذ ضربني (بالكف) وقال: بلاش فلسفة.. خفت من السؤال عنها ايضاً، بعد ذلك الحادث تنامت لدي عقدة عدم السؤال، لكن الأسئلة لدي لم تتوقف.. في الصف الأول الثانوي وقع تحت يدي كتاب (مدخل جديد للفلسفة ـ تأليف دكتور عبدالمتعال زين العابدين) أجاب بعضاً من أسئلتي.. حتى دخلت الجامعة، تعرفت الى الفلسفة عن قرب وزال عني بعض خوف أن يضربني أحد بالكف، وأعتقد لولا ذلك (الكف) لما درست الفلسفة. ü قلت انك بأت دراسة المسرح في قصر الشباب والأطفال.. قبل المرحلة الثانوية؟ - تلك مرحلة أدخلتني في فضاء آخر.. بدأت في تلك السن كتابة المسرح، ذات يوم جئت للاستاد عادل ابراهيم محمد خير حاملاًمسرحية، طلبت اليه ان (يحولها) الى عمل اذاعي لكنه رفض، وقال: أكتبا براك.. وبدأت منذ تلك الفترة كتابة المسرح. مسرحية كايليك ذلكم العرض الذي شاركت به في ليالي البقعة المسرحية، كيف ترى اليه كمخرج/ مؤلف؟ - السنة (القبل) (الفاتت) في مدينة كاس جنوب دارفور، (مشيت) عشان أعمل ورشة تدريبية لحماية الطفل، الناس كانوا يحكون عن تجاربهم،عن الأطفال الذين مروا بتجارب أشد رعباً.. أدهشتني الحكايات، ثم شاب حكى لي عن مأساة حدثت لهم في كايليك في مارس (2003م).. (الحلة اتحرقت من ضمن عشر قرى في ليلة واحدة، كانوا محتجزين دون أن يصلهم أحد، وصلهم أخيراً الصليب الأحمر، نقلوهم الى كاس) ظلت تلك القصة دون القصص الأخرى تعيش في داخلي. ذهبت الى كايليك القرية، وجدت المنظمات السودانية تعمل بجدية.. شابات وشبان يتدافعون لخدمة الناس، بين كل تلك (الزحمة) وجدت فتاة كانت تعمل ضمن (التيم) السوداني.. كتبت عنها قصيدة: يا خشيتي على البلد الخراب خففتي منسوب العذاب كايليك مدفئة وبردانه مفرحة وحزنانه وبدأت أكتب النص.. مسرحت القصيدة.. أضفت اليها مارأيت بعد ذلك.. كنت أرى القرى محترقة من حولي طوال الساعات، محتشداً كنت بصور الأطفال (الحفاة، النازحين.. الراجين الاغاثة) في زعمي أن هذا العرض (نفذ) جزءاً من صورة كبيرة كانت داخلي، لكن لو (قعد كل كتاب البلد دي للكتابة عن الحرب في دارفور لن يستطيعوا القول عن آثار الحرب). ثم في نيالا التقيت بشباب ملتقى المشيش للابداع والفنون.. وبدأت معهم العمل.. رغم ظروفهم القاسية لكنهم صمدوا في الورشة (قسمة بشارة، ابراهيم خليل، محمد الطاهر أب شرا، آدم أحمد) وحدهم الذين دعموني ودعموا هذا العرض.. فهم يتامى وفقراء.. مع ذلك حاولنا تقديم جزء من المعاناة، داخل نسيج العرض ثم توظيف الألعاب الشعبية، تمت رؤية خاصة بالمخرج/ المؤلف لواقع الوطن بكامله.. سرد لنا عبر أربعة شخوص هي (الكورس، والممثلون، وشهود العصر في آن واحد). المسرحية تبدأ من خارج الخشبة (الممثلة تبحث عن فضاء روحي مفقود، ممثل في شخص القرية المحترقة، أو ابنها المفقود) في هذا العرض نشهد تواشجاً حميماً بين الواقع اليومي والفرضية المسرحية.. حيث جملة العرض تتركز في رفض التشظي الاجتماعي للواقع اليومي/ الحياتي.. يبحث عن الهوية في سؤال جوهري غير معني بكايليك في خصوصيتها وكفى بل يتجاوزها ليسألنا عن هويتنا.. هوية ظلت لعشرات الأعوام مصدراً للسؤال.. جارة خلفها مئات الآلاف بل ملايين القتلى في أتون حروب بلا حصر، حاول العرض أن يقول كلمته في شأنها: «الحرب لا تمهلك حتى تنقذ الأطفال من الموت» لكن بدلاً عن الحرب (تعالوا نولع شمعة) ذلك ان كايليك (رغم الحريق بتحلم بالمطر،كايسه السكة).. عرض كايليك.. اتسم بحركة رصينة داخل الخشبة، متسقة مع الحدث، لغة العرض كانت محلية أحياناً يصعب عليك التقاطها لكنها أوصلتنا الى قمة المتعة المسرحية حتى حين استخدام الممثلين اللغة الانجليزية التي أيضاً كانت واضحة القسمات، وتفسيرنا لوجودها داخل العرض ان المخرج/ المؤلف يومئ الى خطورة وجود الأجنبي الذي بات (مخرجاً) لأهل المنطقة الذين يغنون ويحتفون بوجوده: الحكومة جوعتنا منظمة شبعتنا للخلطة أكلتنا.. سمنتنا.. فهل من منقذ لتلك المنطقة قبل الطوفان؟ الخرطوم 2005
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: رغم الحريق..المطر شفقانة كايسة السكة....توجد صور؟؟؟؟؟؟؟ (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
سلمى سلامة سلامات يا سلمى حوار ذكى وشامل وسابر لغور الموهوب المسرحى وكاشف لعمق مأساة دارفور. ولقد استوقفتنى هذه الحكاية الطريفة والمؤسية فى نفس الوقت. ازدراء الفلسفة! لو كنا نتفلسف ونتأمل احوالنا ومآلاتنا، ربما كنا/صرنا على حال افضل مما هو عليه الان. منذ 50 عامآ وطنيآ..
Quote: ـ لماذا قررت دراسة الفلسفة؟ - في الصف الخامس الابتدائي، في حصة العلوم كان الحديث عن الخلية (سرحت) حين انتهى الاستاذ سألته: ما هي علاقة الخلية بالروح؟ الاستاذ ضربني (بالكف) وقال: بلاش فلسفة.. خفت من السؤال عنها ايضاً، بعد ذلك الحادث تنامت لدي عقدة عدم السؤال، لكن الأسئلة لدي لم تتوقف.. في الصف الأول الثانوي وقع تحت يدي كتاب (مدخل جديد للفلسفة ـ تأليف دكتور عبدالمتعال زين العابدين) أجاب بعضاً من أسئلتي.. حتى دخلت الجامعة، تعرفت الى الفلسفة عن قرب وزال عني بعض خوف أن يضربني أحد بالكف، وأعتقد لولا ذلك (الكف) لما درست الفلسفة. |
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: رغم الحريق..المطر شفقانة كايسة السكة....توجد صور؟؟؟؟؟؟؟ (Re: Adil Osman)
|
الأخت الفاضلة سلمى الناس برضو شفقانة وكايسة السكة ... لأي مخرج وكوابيس أحلامها... رغم الحريق خرجت معك وطافت الذكري بأيام الدراسة و القهر التربوي الذي منعنا من أن نسترسل بسيل من الأسئلة التي كانت تخطر ببالنا مخافة الكف: ثم عبرت بنا نحو محرقة دارفور ومعاناة الانسان ..... الانسان .... ورغم الحريق العنوان الأول كان رائعاً يا سلمى: كل النص يهمني بحكم سودانيتي وأنت تكتبين عن مبدع سوداني وتتكلمين بمأساة عن مآساة ولكنني بواقع تدريسي للأحياء لأزيل هاجس الكف سأحاول أن أجيب عن العلاقة بين الروح والخلية:
كلنا يعلم أن جميع الكائنات بما فيها الانسان وأحاديات الخلية مكونها الأساسي هو خلية حية وحينما نقول حية نعني أنها تقوم بكل وظائفها الحيوية وهذا يعني أنها تستمد هذا من الروح التي تجعلها ككائن حي، ونجد المخلوق الانساني ككائن حيواني حي خاصة، يتأثر باطنياً أو جوهرياً أو فسيولوجياً في وحدة شاملة ندعوها الحياة والتي من مكوناتها كجزء أساسي الطاقة، الروح، فالطاقة نستمدها من خلايانا عبر آلية تسمي الهدم "كاتابولزم" فالخلية تقوم بذلك إذا توفرت فيها الحياة والحياة تستمد من الروح أما ظواهر الانسان تشير إلى تناقض كبير وهنا تدخل نواحي وراثية وهرمونات ولصغر سنك يا بني لن تعيها فلنتركها لمقامها.
كما أدلف لرأي آخر عن النفس في إطار الروح أعجبني
Quote: ولا شك ان أهل الفلسفة قد درسوا ويفهمون في ذلك الكثير تُعَدُّ النفس مجموعة المشاعر والأحاسيس والعواطف. هي الأعصاب التي تمرُّ عبرها الطاقة الحيوية والروحية لتعبِّر عنها بالحدس وبالإحساس بالوجود. النفس هي مظهر حركة الروح في الإنسان؛ هي دفق داخلي يتمحور حول ذاته في شعور بالحياة، وبكل ما يمتُّ إلى الكرامة، والنبل، والسمو، والرفعة، والألم، والحزن، والفرح، والغبطة، والعاطفة، إلخ. |
ويعلو فوق المقام قول الشاعر:
أقبل على النفس وأستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
| |

|
|
|
|
|
|
Re: رغم الحريق..المطر شفقانة كايسة السكة....توجد صور؟؟؟؟؟؟؟ (Re: Adil Osman)
|
ليتنا يا اخى عادل كنا قد وجدنا من يضرب ( اهل الحل والربط عندنا) كفا ، وكفا صارما ، لكان حالنا الى ما هو خير من راهن لا نستطيع ان نراهن به حتى للغد القريب ناهيك عن المستقبل لكن هذا الابن وليد استطاع من خلال 0 (الفلسفة) اجتراح عرض مسرحى لا ينسى ، كنت اتمنى ان يعاد عرضه بل ان يظل معروضا طوال العام حتى يعرف الناس حجم الماساة ، بل لن تصدق ان ذلك العرض كان هو الاول والاخير فلم تبادر ادارة مسرح البقعة الى ابقائه ضمن جدولها الذى يبلغ من الهزال ما يبلغ ومن الركاكة ما لاتستطيع الى مشاهدته العرض يا عادل كان لوحة من الشجن عن قرية ابيدت بكاملها لكن لا احد انتبه لضرورته فى فض النزاع او فى عكس الصورة التى راها الفنان وليد الالفى مستمدا اياها من واقع لم يفارقه خلال العرض وكنت قد زرت نيالا ووقفت على حال معسكراتهاوكيف كان الحال من سئ الى اسوا ن شهدت يا صديقى البنات المغضوب عليهن والفتيان الذين يجويون المدينة بل امل فى الصحو (حالات الجنون لا يمكن ان تحصى )ورايت كيف ان كلمة واحدة كفيلة بقتل عشرات فقط ان يينطق طفل كلمة ( جنجاويد ) ليتم قتل العسرات فى ثانية ، وكم من الشباب العاملين فى المنظات طوعا قد تم اغتيالهم جراء تلك الكلمة الخائبة اذن لا توجد حتى ( فلسفة للعمل الطوعى ) ولا حماية للمتطوعين صدقنى يا عادل كنت ابكى من المطار الى موقع سكنا فيه فى نيالا ، رايت تناقضات عجيبة تحكم تلك المنطقة من حاكم لا هم له من الناس الذين يموتون بلا طائل لكنه معنى بجلب الجبايات منهم فى نفس الوقت ، وبكيت دارفور التى يرمى اهلها منتجاتهم الى المطامير ليس الا بسبب غياب المواصلات الناقلة لتلك المنتجات لاننا لانملك ( فلسفة حكم وقيادة ) رايت ما رايت من العجب وبكيت ما شا الله لى ان ابكى حزنا على بلاد تطويها المجاعة وخيراتها الى جوف الارض وابناؤها تغتالهم كلمة ( جنجاويد)
| |
 
|
|
|
|
|
|
|