|
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! (Re: Rabab Elkarib)
|
الأخ أبو ساندرا ... سلمات
مالك تحرر أنفاسك وتستدعي الظلال القديمة ,
إذ أرى فى الأفق مشروع التخوين الأمني يعتلي صدر إسهاماتك الاخيرة فى هذا البوست , وحقيقة فأنا شديد الحساسية تجاه هذا الإتهام , إذ إختلط فيه الحابل السياسي بالنابل الإقصائي , بضاعة قديمة لا يسلم المروج لها من التجاوز ومن ظلم الآخر فى أغلب الأحيان , وهو إتهام كلما يطل فيحمل فى طياته إشارة بالغة لتوقف الحوار والتمترس فى خانات العداء التقليدي للمتحاورين , مع أن للحوار هنا وفى هذا الظرف الوطني وفي هذه الوضعية المتأخرة لقوانا السياسية ... أهمية عظيمة .
وبعدين يا أبو ساندرا ... إنتوا ناس الأمن ديل بتعرفوهم كيف ؟ سؤال جاد والله لأن خيالي لا يتسع للإجابة , وما تقول لي { نعرفهم بسيماهم } ... فهنا مسؤولية عظيمة لا بد وأن يكون إحتمال صدق الإتهام مائة بالمائة , فأي نقص في هذه النسبة يقلل من حجم الإعتداد بالإتهام , ويفتح بطبيعة الحال بابا لإحتمال البراءة . وبعدين ألا تلاحظ أن هذه التهمة يطلقها الشيوعيون على خصومهم الفكريين والسياسيين غض النظر عن مستوى إقترابهم أو إبتعادهم من الأنظمة القهرية , إذ يعلو صخب هذه التهمة كلما إشتد الخصم فى الهجوم على الحزب الشيوعي , وليس بمقدار الإقتراب من نظم الإستبداد , فهنا متوالية حزبية صرفة قررتها جملة عوامل متعلقة بحزبكم وبالطريقة التي تنظرون بها للخارجين عنكم . كنت أظن أن الجيل الشاب والصاعد بين صفوفكم سوف يتجاوز هذه النظر القاصرة ليفرض رؤآه العصرية وليضع بصماته على مقادير حزبكم ومخرجاته السياسية والإجتماعية والأخلاقية , لكن الواضح أن أثر التاريخ أقوى مما توقعت , مع هذا فلا يمكنني التعميم , وأحفظ لمن هم غير ذلك حقهم الموضوعي فى تثبيت رؤيتهم المختلفة .
وحتى موضوع الإقتراب والإبتعاد من سلطة قهرية هو عملية سياسية أكثر من كونه أمنية , فالحزب الشيوعي يقترب الآن بمقدار من المؤتمر الوطني ويشاركه بعض مزايا السلطة وإن يخف نصيبه , فهل يعني هذا الإقتراب أن حزبكم يشارك الإنقاذ مخازيها الأمنية ؟؟ ... وإن فضل حزبكم المشاركة الراهنة لإعتبارات ذات طبيعة سياسية/تاكتيكية وفى إطار تقييم كلي لمسألتنا الوطنية فى ظرفيتها الراهنة , وإذ يحدث ذلك من قبلكم , فهل هو وقف عليكم ... فقط لا غير , وهل حرام على بلاله الدوح وحلال على الطير من كل جنس ...؟؟ فمغبة التعجل والتجاوز والإصرار على إطلاق التهم الأمنية عفو الخاطر يورثكم إضطراب فى توقيع مواقفكم فى إطار اللوحة الكبيرة , ويجعلكم تتقاضون عن أفعال تنتسب إليكم , وتحيلونها بقدرة قادر لإتهامات ضد الآخرين ... كده كر البصر ... وتأمل سابقه ... فربما تتعدل الرؤية .
هناك عامل مهم كذلك فى سياق المناولة الأمنية ... فخطورة الأمنجي هي فى وجوده فى ظل سلطة يمكن أن تترجم موقفه المعادي لخصومه لحالة عنف أو تعذيب أو إهانة , يعني الخطورة فى السلطة الزائدة التي تودعها الأنظمة الديكتاتورية فى يد أهل الأمن , وتجعلهم من ثم يقبضون على الخصم ويعاقبونه كذلك , كان هذا حال الإنقاذ فى أول سنينها , لكن المتغيرات التي إستصحبت العملية السياسية وروافدها الجديدة ودستورها الإنتقالي وكذلك الحريات السياسية والصحافية والنقابية , كما وجود قوى سياسية/عسكرية فى إطار توازنات القوى التي فرضتها إتفاقات السلام فى نيفاشا وأبوجا والشرق , وعلى ظلال الوجود الكثيف للمجتمع الدولي وهو يحرس الأمر السوداني ... فكل هذه وغيرها متغيرات تخصم من رجل الامن سلطته الزائدة وتعيده أدراجه موظفا فى جهاز الأمن ... وإن لا تتحقق هذه الرؤية بالتمام والكمال ... لكن لا يمكن تجاهلها كحقيقة موضوعية فى المشهد السياسي السوداني الراهن . لهذا ... وإذا ما تناولت بعض الأقلام { المتهمة } بالعمالة للأمن الحزب الشيوعي سلبا , فهذا ما أنظر إليه كنقد سياسي طالما لم تعد لديهم القدرة على البطش ... فثمة وقائع وإحداثيات تحط على الطاولة السياسية وتفسد { موضوعيا } الإستدعاءآت القديمة وتحيل مستخدميها إلى خارج الحدث .
لاحظت كذلك أن الإتهامات الشيوعية هنا لا تتوقف عند تصنيف المتهم بكونه معادي للشيوعية وحزبها , وإنما تحمله كذلك مسئولية ضربه وتدميره , والغريب فى الأمر أن معظم الذي يرددون هذا القول يختمونه بأن حزبهم وجد ليعش وليلبي ضرورة إجتماعية موضوعية ذات طابع تاريخي , وأنه حزب أقوى من أن ينتاشه الضعاف وأنه ... وأنه .... إذن فهنا تناقض عظيم , إذ لا يمكن أن تبدي مخاوفك من إحتمال ضرب الحزب وتنفيه فى ذات السياق , وبعدين كيف يدمر النقد حزبا ... ول أقول ليكم ... هذا ممكن , إذا ما إستطاع الناقد أن يوجه سهاما صائبة لصميم الحزب وأن يكشف عن تناقضاته وإدعاءآته , وأن يستجلي معايبه النظرية وأن يستبين قصوراته فى الممارسة يعني ان يكشف عن ضعف هذا الحزب ويقلل من جدوى دعواه وعدم أهليته للتصدي لقضايا البلد , فعندما يحدث هذا فى صيغة جمعية تؤكد على أحكام الناقد , فهذا مما يفتح الطريق لإنصراف الناس عن هذا الحزب { الإفتراضي وليس بالضرورة الشيوعي } ... وهذه عملية سياسية ديمقراطية صحيحة وليس ثمة ما يستدعي تأويلها إلى مؤآمرة . لقد رأيت بأم عيني كيف نحرت المعارضة السياسية فى كندا حزبها الحاكم بزعام { ماروني } وإنتاشت مسالبه وأوقدت مشاعر الناس تجاه أفشاله , فأحالته من سلطة الإغلبية { ذات الثقل البرلماني } إلى حزب معارض بنائبين فقط , ففي هذا الإطار أرجو أن ينظر إلى الصراع السياسي وأن يتجاوز الناس الأحكام الجزافية التي تنبئ بضيق من الآخر وبالطبع فالضيق من الآخر يشي بالضيق من الديمقراطية كذلك ... وأربا بكم يا أبو ساندرا أن تقعوا فى مثل هذه الحبائل .
أما عندما يكون الناقد ... ما عندو موضوع , ولا يتحدث بالحقائق ولا يوفر للناس الروابط التاريخية والأدلة الفكرية والمقررات السياسية التي تثبت خطل الحزب , ففي هذه الحالة يكون الناقد هو الخاسر وليس الحزب بحال , بل ربما يكسب فى هذه الحالة بعض تعاطف ... لموجبات التجني ... وهكذا أرى الأمر , فإما نقد صحيح يكشف الأخطاء والتجاوزات ويتيح للحزب فرصة الإطلاع علي مستخباته السالبة ليسلط عليه الضوء ويصححها وإما أن تأخذه العزة بالإثم فتخف أوزانه بين الناس , وإما نقد غير مؤسس ترتد سهامه للناقد العشوائي ... وبصراحة يا أبو ساندرا فأنتم مطالبون أكثر من غيركم بالصبر الديمقراطي , لأن ظلال الشمولية والأحادية تلاحقكم وأنت تعلم ... من متونكم النظرية إلى تجربة الشيوعية العالمية إلى تعليتكم للمقادير الثورية خصما على المبادئ الديمقراطية إلى بعض مواقفكم الحزبية فى إجتراح أو دعم الإنقلابات العسكرية ... بل إلى التقاضي عن الممارسة الديمقراطية وتعليق اللائحة وتعطيل المؤتمر العام لما يقارب الأربعة عقود من الزمان , فحقوا الناس يواجهوا إشكالاتهم المباشرة وهي محددة ونافذة الأثر والذي لا يغيبه تطوال الازمة ولا يغبره النسيان ... وحقيقة وإذ الأمر هنا يتعلق بإشكالية ذات طابع أمني فأنا أضم صوتي لعقلائكم الذين يرون بأن الحماية الحقيقية للحزب بمزيد من الإندغام فى قلب الجماهير والإقامة الدائمة فى عصبها وفى مزاجها , يعني تحويل الحزب إلى قوة إجتماعية كبيرة وذات أثر أكبر وأفعل في مجريات الشأن السياسي السوداني , بمعني تحوله إلى حزب وطني ديمقراطي يرفع العقابيل النظرية والحجب الشمولية عن طريق الناس إليه , ليأموه بشكل أفضل وأوسع مما هو كائن ... وكثيرا ... وأخالك تعي ما أقول .
معليش يا جماعة ... لم أقصد تجاوز الموضوع الأصل , لكن تفرعات النقاش قادت إلى ذلك , مع هذا فأقبل
منكم ما ترونه مناسبا , إذ لدي رغبة فى مواصلة الحوار فى تلك التفرعات ولا أتقيد بأن تكون هنا ... فلنتأمر لأجل
حل أوفق .
مع مودتي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | مكي النور | 05-06-07, 02:11 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | طلعت الطيب | 05-06-07, 06:07 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Atif Makkawi | 05-06-07, 08:43 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | طلعت الطيب | 05-06-07, 09:13 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | برير اسماعيل يوسف | 05-06-07, 09:52 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Atif Makkawi | 05-06-07, 09:56 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | طلعت الطيب | 05-06-07, 10:02 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Atif Makkawi | 05-06-07, 10:59 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | طلعت الطيب | 05-06-07, 11:09 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Atif Makkawi | 05-06-07, 11:13 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | طلعت الطيب | 05-06-07, 11:28 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Atif Makkawi | 05-06-07, 11:39 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | طلعت الطيب | 05-07-07, 00:06 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Atif Makkawi | 05-07-07, 00:24 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | طلعت الطيب | 05-07-07, 01:26 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Atif Makkawi | 05-07-07, 01:38 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | طلعت الطيب | 05-07-07, 01:44 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Atif Makkawi | 05-07-07, 01:46 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | HAYDER GASIM | 05-07-07, 03:07 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Mohamed Doudi | 05-07-07, 03:53 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Atif Makkawi | 05-07-07, 04:32 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | طلعت الطيب | 05-07-07, 05:20 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | أبو ساندرا | 05-07-07, 05:28 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | طلعت الطيب | 05-07-07, 06:06 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Rabab Elkarib | 05-07-07, 01:24 PM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | HAYDER GASIM | 05-08-07, 00:00 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | ثروت سوار الدهب | 05-08-07, 06:58 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | طلعت الطيب | 05-09-07, 03:27 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Atif Makkawi | 05-09-07, 06:32 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | بدرالدين كاجوري | 05-09-07, 06:10 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | طلعت الطيب | 05-11-07, 00:55 AM |
Re: الحاج وراق: فاطمة (تدق) على قضية الإنصاف والمصالحة! | Atif Makkawi | 05-11-07, 05:46 AM |
|
|
|