صاحب الوجود والزمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 10:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-07-2007, 03:53 PM

Mohammed Elhaj
<aMohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صاحب الوجود والزمان (Re: Mohammed Elhaj)

    هيدجر : من الكينونة إلى الزمان2
    بقية ما سبق نشره لعمر مهيبل

    ولكي يظهر لنا أهمية مبحث التاريخ " و " التاريخية " ككل في بلورة مفهوم الكينونة يلجأ في بداية تحليله " الزمانية والتاريخية " – وهو عنوان الفصل الخامس من القسم الثاني من كتاب " الكينونة والزمان " – الي تقديم هذا التعريف الذي يعد بمثابة الاطار النظري الذي سيتمفصل حوله بحث هذه المسألة ، حيث يقول :" أن تحليل الدازاين يسعي الي أظهار أن هذا الموجود ليس متزمنا لانه يتموقع داخل التاريخ ، ولكن وعلي العكس من ذلك تماما فأنه لم يوجد ولن يوجد تاريخيا الا انه متزمن تزمنا يغوص الي اعماق وجوده "(9) فالزمان هو محرك الوجود وراعي التوازنات الكبري فيه ، فالبينية الزمانية تتضمن البنية التاريخية ويميز هيدجر في بداية تحليله أيضا بين كلمة " تاريخ " التي تدل علي " الواقع التاريخي " وبين " تاريخ " التي تعني العلم بالواقع التاريخي انطلاقا من ان اللبس الملاحظ في مستوي الكلمة يعود بالاساس الي الخلط الواقع بين المعنيين ، ولكي يتفادي هيدجر هذا الخلط فأنه يرفض المعني الثاني ، ويبقي المعني الذي ينظر للتاريخ . بمعني الواقع التاريخي ، وعندما نقول الواقع التاريخي فان ذلك يعني الاحالة الي الوجود التاريخي .
    ينطلق هيدجر من مقارنة أولي تفهم التاريخ علي أنه الماضي ، بمعني أنه لم يعد حاضرا أو مؤثرا تأثيرا فعالا فيما يقع من أحداث ، بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف يمكننا أن نقول عن هذا الكائن أنه الكائن تاريخي مادام أنه لم يمت بعد ، أي لم يصبح ماضيا بعد ؟ علي كل حين يفهم التاريخ علي أنه الماضي سواء كان ذلك بدلالته السلبية أو الإيجابية ، فان هيدجر ينظر إليه علي أنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالحاضر، مفهوما علي انه ما هو واقع "ألان" يضاف إلى ذلك ان تقصي بعد الماضي يفضي بنا إلى مفارقة واضحة فهو، وبما انه ماض ينتمي إلى الأحداث الماضية ، أي إلى زمان مضي لكنه في الوقت ذاته يمكنه ان يكون " ألان " حاضرا في هذه الحالة فان التاريخ نسيج من الأحداث والنتائج ، نسيج متشابك العلائق بين الماضي والحاضر والمستقبل ، وهنا يفقد الماضي اية اولوية له علي الأبعاد الأخرى لأنه لا يستقيم في دلالته الحقيقية الا بتكامله مع الانات الاخري ، ومع انه يتلامس مع الطبيعة باعتبارها المكان الذي يتواجد فيه الكائن والحيز الذي يسعي الي تحقيق إمكاناته فيه ، فإنه يتميز بالقدرة على التعالي على الطبيعة ومجاوزة تجلياتها المادية ، أو المكانية بالتدقيق ، إلى بعده الزماني على اعتبار أن مايؤثر في الجزء الذي هو الدازاين تمتد تأثيراته إلى الكل الذي هو التاريخ والحضارة إجمالا فالتاريخ هو تاريخ الزمانية عند هيدجر ، وتاريخ الدازاين ، بما أنه المادة الأولية للزمانية ، وهو تاريخ ، وان كان يدل في معنى من معانيه على أنه الماضي ، فهو يدل في معانيه الأخرى على أنه المأثور الحاضر في ضمير الكائن أو الدازاين ، وأن تأثيره يبقى فعالا ومؤثرا باستمرار في الحاضر والمستقبل في آن واحد ، والإنسان لا يوجد ، ولا يمكن أن يوجد ككائن تاريخي إلا لأنه كائن زماني ، وليس الوجود البشري زمانيا لأنه يحتل موقعا في التاريخ ، أو داخل التاريخ ، بل على العكس من ذلك إنه وجود تاريخي لأنه زماني ، الإنسان هو نقطة الالتقاء بين المعاني المختلفة التي أسبغها هيدجر على التاريخ ، فهي ترتبط بالإنسان بوصفه "ذاتا فعالة" تؤثر في صيرورة الأحداث ، بل وتتدخل في صنعها أيضا . مع ذلك فالسؤال الهام الذي يطرح هنا هو كالتالي : ما هو المقياس أو ما هي المقاييس التي نعتمد عليها لتحديد الطابع التاريخي لهذه الذات أو تلك ؟ ثم ما هو تحليلنا لهذه التاريخية نفسها خاصة وأن المفهوم ينفتح على مفاهيم أخرى عديدة ، على الأقل في تحديد هيدجر ؟ هل التاريخية هي هذا الركام من الأحداث المتوالية دونما رابط أو معنى ، ودون فاعلية من الكائن الإنساني ؟ وهل أن الدازاين لا يصير تاريخيا إلا باختلاطه – حتى لا نقول ذوبانه – مع الأحداث التاريخية المتوالية ؟ لماذا يلعب الماضي دورا خاصا في البنية الزمانية للدازاين ، وما هي إنعكاسات ذلك على مستقبله ؟.
    في الواقع لا يمكن الإجابة على هذه التساؤلات دفعة واحدة لكثافتها وتنوعها ولأنها مسألة ليست هينة بالمرة ، لذا يلجأ هيدجر إلى وضع أولويات للتحليل ، حيث تكون البداية من الخاص إلى العام ، ومن البسيط إلى المعقد ، وعليه إذا كان التاريخ خاصية تتعلق بوجود الدازاين ، وإذا كان هذا الوجود ينبني ويتجلى في الزمانية ، فإنه سيكون من المفيد لنا مباشرة التحليل الوجودي للتاريخية إنطلاقا من ضبط الخصائص التي تميز ما هو تاريخي ، وأهم هذه الخصائص طبعا هي أنه زماني أو متزمن في الوقت الذي نجد فيه أن التعمق في معرفة الفرد الجزئي الذي يهتم به التاريخ ، وينظر إليه على أنه المدخل إلى تحليل البناء الأساسي للتاريخية .(10).
    ولتقريب الصورة إلى أذهاننا يسوق هيدجر هذا المثال : "أن العاديات الأشياء القديمة" "Antiquites " المحفوظة في متحف ما ، ولتكن قطعة أثاث مثلا ، تنسب إلى " زمان مضي " ومع ذلك فهي ما تزال حاضرة في " الزمن الحاضر " فعلي أي أساس تصير هذه القطعة قطعة تاريخية مع أنها أم أنه تصبح من الماضي بعد ؟ ألا يرجع سبب ذلك إلى انها موضوع اهتمام تاريخي أم أنه يرجع الي كونها موضوعا " أثاريا " له إسهام في تاريخ البلاد ؟ علي كل ان أي " موضوع تاريخي " لا يمكنه ان يكون الا لانه يتضمن تاريخية في ذاته . بمعني من المعاني . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كالتالي : بأي حق عن هذا الكائن انه تاريخي وهو لم يكن قد مضي بعد ؟ أم أن هذه الأشياء ، حتى وأن كانت ما تزال حاضرة ، فيها دائما شئ من الماضي في ذاتها "(11)
    والاشكال المطروح هنا هو : هل بقيت الاشياء التي اشار اليها هيدجر علي حالها أم أصابها التغير والتحول ؟ ببساطة نجيب لقد تغيرت ، فمع تحولات الزمان ، وتغير الظروف فسدت قطعة الاثاث ، ، ونخرها السوس ، ولكن هل قدمها المادي هو ما يجعلها تاريخية ؟ أن ما يحدد تاريخية قطعة الاثاث – أو غيرها من الاشياء الاخري – ليس تقادمها وانما المجال الذي توجد فيه وهو " العالم " ، وعندما نقول العالم الكائن الذي يستخدمها ويؤثر في العالم من خلالها بمعني أخر ان الطابع التاريخي للعاديات لا يقوم فيها هي بالذات وانما يقوم في ماضي الدازاين ، فالاشياء لا دلالة لها مادامت في وضعها الطبيعي البسيط الا عندما تتحول الي ادوات في يد الدازاي هذا الدزاين لا يمكن ان يكون ماضيا في نظر هيدجر لا لانه لا يمضي ، هذه الفكرة تحيلنا مرة أخري الي هوسرل الذي يري أن ظواهر العالم الخارجي ، أي الموضوعات ، لا قيمة لها ما لم تدرك من قبل الذات وعكس الكوجيتو الديكارتي تفكر دائما في موضوع قابل للإدراك ، وهكذا يخلص هيدجر الي الدازين كائن تاريخي في المقام الول ولا يكون تاريخيا الا علي اساس انتمائه الي عالم معين ، لكن العالم لا يكون له طابع التاريخية الا انه يعبر عن تحديد انطولوجي معين للدازاين ، ولما كانت تاريخية الكائن تاتي كما قلت من أنتسابه للعالم فقد نسميها " تاريخية عالمية " علي ان نأخذ هذا العالم في معناه الجوهري ، أي المتزمن ، ولكي يقارب مسألة العلاقة بين التاريخ والزمان مقاربة تلم بأبعادها الفلسفية المختلفة يلجأ الي تحليل التصور الهيجلي للزمان في الاخير من " الكينونة والزمان " ، أي اعتبار ان التصور هذا هو أخر وأنضج التصورات الفلسفية عن الزمان ، وبالفعل فقد حاول هيدجر أن يثبت أن هيجل عندما يؤكد أن الفكر – أو التاريخ مادام الفكر هو وحده الذي له تاريخ – يقع داخل الزمان ، وهو بهذا لا يفكر بعيدا عن الزمان العادي لان الفهم الهيجلي للزمان ما هو الا صياغة للتصور العادي عن الزمان ، هذه النتيجة يتوصل اليها هيدجر وقد اختزل التحليل التالي كما يري " جاك دريدا " في " هوامش الفلسفة " فقد توصل هيدجر الي النقاط التالية :
     ان هيجل يقوم بطرح مسألة الزمان في القسم الخاص بفلسفة الطبيعة ، ومن ثم فان المفهوم ينتمي عنده الي انطولوجيا الطبيعة ، وبالتالي فانه يقترب كثيرا من التصور الارسطي كما عرضه هذا الأخير من كتاب الطبيعة
     وان حقيقة المكان ترتد في النهاية إلى نقط تشكل الزمان ؛ هذا الزمان الذي يرتد بدوره الي سلسلة الانات الزمانية المعروفة .
     وان جوهر التأويل الهيجلي للزمان يتلخص في تعينه له بوصفه نفيا للنفي.
     -وان هيجل يستلخص ان الفكر يقع في الزمان ، والزمان يتجلي في الفكر وذلك للتقارب الموجود بينهما : فكلاهما نفي للنفي ومطلق(12) . (12
    وفي المحصلة يستتنتج هيدجر ان المفهوم الهيجلي للزمان ليس مفهوما عاديا فحسب ، بل انه المفهوم الاكثر تقليدية فيما كرسته الميتافيزيقا ، أي مفهوم أرسطو ، لذا نجده يلجا الي اجراء مقارنة مقتضبة بين المفهومين الهيجلي والارسطي عن الزمان فأرسطو يري ان ماهية الزمان هي "الآن" le nun وكذلك هيجل فهو يتصور الآن كنهاية Oros ، في حين يدركان كلاهما الآن كنقطة Stigme واحدة ، فأرسطو يربط بين الكرونوس والكرة ، أما هيجل فيلح على الدورة الدائرية للزمان ، وعليه يمكننا أن نلاحظ أن التصور الهيجلي مستقي في أساسياته من فيزياء أرسطو بصورة صريحة (13) ، ومع ما قد يساق من انتقادات حول تحليلات هيدجر على اعتبار أن أفكاره هنا تمثل كتاباته الأولى ، وهي كثيرا ما تتغير عند بعض الكتاب – بيد أن البحث الجينالوجي لفلسفة هيدجر يظهر لنا – وهذا حكم يتضمن مغامرة واضحة لأننا لا نعرف حسب ما يرى الباحث "جورج شترنر G.Steiner مثلا ما إذا كنا نعرف حقيقة كل تراث هيدجر الفلسفي – أن مفهومه للزمان بقي منسما مع منطلقاته الاولي ، وان تلونت اشكال التعبيرعنه بالوان متعددة ، ففي محاضراته التي القاها في سنة 1962 وعنوانها " الزمان والكينونة " عاد ليدعم افكاره الاولي عن التصور أو التمثل الارسطي للزمان حيث يقول مثلا :" تقوم جميع المفاهيم التي ظهرت لاحقا عن الزمان علي التصور الارسطي للزمان وهو التصور الذي كان الاغريق قد رسموا معالمه أرسطو ذاته (14) هذا دون ان نسقط من حساباتنا المحاولات الميتافيزقية الاخري التي تطرقت للمسألة ذاتها بطرق مختلفة ، ذلك ان التساؤلات الميتافيزقية حول ماهية الزمان تتمحور دائما حول الكائن : ما علاقته بالكينونه ؟ ما موقعه داخل بنية الزمان ؟ ثم هل الكائن هو الوحيد في الزمان ؟ علي افتراض ان الموجود يحيل دائما الي الحاضر ، وهو يزداد حضورا ، كلما امتد به خيط الزمان وكلما كانت مدة بقائه في هذا الوجود، ان هذا التفسير الارسطي في جوهره للكائن والكينونة ، فما يحضر في الزمان هو " الان " في المفهوم الميتافيزيقي التقليدي الارسطي – الهيجلي حسب ما يري هيدجر ، هذا المفهوم يدرك الزمان ، وبمعني أشمل التاريخ – انطلاقا من الحضور – لذا كان منهج التفكيك فما بعد عند جاك دريدا هو نقد ما يسميه " ميتافيزيقا الحضور" ، وكل ما قامت به الفلسفة الحديثة ابتداء من ديكارت وحتي هيجل أخر المعاقل التي تتمثل وتحول الكائن الاسمي الي ذات تدرك نفسها وتعيد تمثلها في المعرفة المطلقة ، وفي مرحلة متقدمة ستحول الحضور والمثول معا الي موضوع يوضع أما الذات ، بحيث يخضع في النهاية لما يسميه هو " سيطرتها التقنية " ، وحتي الديالكتيك الهيجلي نفسه سينظر الي الحضر بوصفه نفيا مطردا للابعاد الاخري، كما سيجعل التاريخ حركة لحاضر دائم يتجاوز فيه الحاضر ، بمعني الحاضر الماضي وفق مبدأ الديالكتيك – الحاضر نحو مستقبل لم تتحدد معالمه بعد ، لكنه سيحضر لا محالة ، حتي ان هيدجر يسمح لنفسه بالتحدث عن عجز هيجل عن أعطاء مكانة واضحة وهامة لبعدي الماضي والمستقبل اللهم الا ما تعلق بالمكانة الذاتية ، أي في الذاكرة ، أي سيكولوجية في أخر الامر (15)
    ولنعد الي مواصلة بحث تصور هيدجر للزمان والتاريخ .اذ و مواصلة منه لاستكشاف زوايا التاريخية المختلفة وعلاقتها بالدازين يري ان مركز ثقل التاريخ لا يوجد في الماضي المعطي ، ، ولا في الحاضر أيضا ، لكنه يتمثل في التاريخ الصحيح للوجود من حيث كونه أنا يحيل الي الزمان ومنه الي المستقبل والدازاين لا يصير تاريخيا لمجرد التكرار ، أي تكرار تعاقب الاحداث التاريخية ، بل علي العكس ، انه من حيث هو زماني أو متزمن فهو تاريخي بالضرورة ، بتعبير أخر أن تاريخية ، الكائن لا تقوم علي التكرار بل تقوم في الزمانية المتخارجة التي يقوم فيها بعد المستقبل بدور اساس وفعال وذلك يجعل هذا التكرار ممكنا ، فهو تكرار لا يعني عودة الكائن الي الماضي لاستعادته أو لادخاله في شبكة جديدة من العلاقات تكون أكثر فعالية من شبكته الاولي ، وأنما يعني تحرير هذا الماضي مما علق به من أوهام وبالتالي تحرير ذاته هو ، لكن ما معني تحرير الماضي هنا ؟ أن تحرير الماضي عند هيدجر يعني استخراج الممكن الكامن داخله ، ذلك ان الماضي الذي خلفناه وراءنا لم يتحق كله ، بل جاء مستقبلا لان كل لحظة تنطوي في داخلها علي إمكانات لم تتحقق كلها ابدا ، ولا يمكن استنفاذها ابدا ، ولهذا فان الدازاين لا يتحرر الا بتحرير الماضي فمن طبعه انه ل يستطيع ان يتحرر الا في الزمان وفي التاريخ ابتداء من أمكانات مو ، هذا التحرر الذاتي في الزمان وفي التاريخ هو التكرار الصحيح للذات ، وهذا ما لا يمكن تلخيصه كالتالي :" خلال هذا البيان قد انتهينا الي كشف عن حقيقيتين رئيسيتن : الاولي ان لا وجود الا مع الزمان وبالزمان ، وان كل ما ليس . بمتمزمن بالزمان فلا يمكن ان يعد وجودا ، وتلك هي ما نسميه بتاريخية الوجود ، والثانية أن كل ان من انات الزمان فكيف بطابع وجودي عاطفي ارادي خاص ، وليس الزمان اذن مكونا من وحدات كمية متشابهة في الكيف ، بل بالعكس ، هو مكون من وحدات منفصلة ، ولكنها ليست بل كمية ، وهاتان الحقيقتان معا هما ما نعبر عنه بقولنا : أن الوجود ذو تاريخية كيفية " (16)
    بقي ان نشير في اطار هذه المسألة الي أن هيدجر لم يغير من مفاهيمه الاساسية حول الزمان أنة يصدر الجزء الثاني من كتابه " الكينونة والزمان " كما وعد بذلك ماعدا اضافته لبعد الاستلماس* PORRECTION " الي الابعاد الزمانية الثلاثة السابقة : الماضي ، الحاضر ، المستقبل فتصير اربعة الماضي ، الحاضر ، المستقبل ، الاستلماس بينهما ، هذا الاستلماس يتمثل في دوره في فتح الابعاد الثلاثة بعضها علي بعض ، وعلي اية حال يتبين لنا من تحليلاتنا السابقة ان فكرة الوجود عند هيدغر قد اقترنت تماما بفكرة وجود الكائن أو الانسان ، وكان تحليله للانسان في حالة زيفه ، وهو غارق في صيغ الاخرين، وفي حال أصالته او مشروعيته كما يقول فاننا ه يعتمد علي المنهج الفينومينولوجي القائم علي وصف الظواهر القائمة كما هي معطاة لذات الي ان يستخلص الفيلسوف دلالتها المختلفة .وقد كان هدف هيدجر منذ السطور الاولي لكتاب "الكينونة والزمان " او " الوجود المطلق " وتحليلها ,وذلك من خلال دراسة الموجود الانساني ، علي ان تؤدي به هذه الدراسة فيما بعد الي بلوغ الكينونة ،ولتجسيد هذا الطموح نجده ينطلق في البداية من الانسان لكي ينتهي الي الكينونة وهذا قلب الاساس كما كانت تقوم به الفلسفات الأخري ابتداء من سقراط وارسطو حيث كانت تفهم الوجود الانساني في اطار نظرة اشمل تتعلق بالوجود ككل علي اعتبار ان الجزء أي " الوجود الانساني " ينبغي ان يرد الي الكل أي" الوجود المطلق" . لقد حاول هيدغر جعل الظاهرة الانسانية تنفتح علي دلالة وجودية شاملة ، فهو ينفي إمكانية الفصل بين الوجوديين ، اذما قيمة الكينونة ان لم تكن هي كينونة الانسان وهو يعاني اعمق تجربة لمواجهة نوازعة الاطلاقية ، في الوقت ذاته استطاعت فلسفته ان تحول الدراسة النظرية الي تعمق وتمعن في وجود حي محسوس ، وعليه صار لاكثر المفاهيم تجريدا وشمولية حرارة وواقعية ، ولم تعد فكرة الوجود او الكينونة خاضعة لحسابات المنطق ، بل دخلت تجربة المعاناة لتفاصيل الوجود الانساني وتناقضاته وصيغة المختلفة الي حيز البحث التاملي ، كما اصبح البرهان الوصفي الذي اعتمد علي تحليل الظواهر الموجودة بديلا للبرهان العقلي .وعلي هذا فان الفلسفة عند هيدغر ذات طموح واضح ومحدد ، فهي لا تدعي انها تقدم حقائق نهائية، او انها قادرة علي اثبات يقين او دحض اخر ، انها فلسفة وصفية –مهمتها الاولي تصوير الواقع الانساني وكشف خباياه دلالاته ، هذه الدلالات ليست حقائق كما يعتقد ، ولكن هي كشوف شخصية متروكة لتجربة كل موجود انساني علي حده، فهيدغر لا يقدم تعاريف ولا يملك احكاما وكل ما يفعله هو ان يلقي بيد كل موجود انساني مفتاح تجربته الخاصة وعليه ان يتصرف فيما بعد وفق ما يعتقد انه عامل اثراء وتعميق لتلك التجربة
                  

العنوان الكاتب Date
صاحب الوجود والزمان Mohammed Elhaj05-05-07, 04:12 PM
  Re: صاحب الوجود والزمان Mohammed Elhaj05-05-07, 04:23 PM
  Re: صاحب الوجود والزمان Mohammed Elhaj05-05-07, 04:51 PM
    Re: صاحب الوجود والزمان Sahar Abdelrahman05-06-07, 03:56 PM
  Re: صاحب الوجود والزمان Mohammed Elhaj05-06-07, 04:46 PM
  Re: صاحب الوجود والزمان Mohammed Elhaj05-07-07, 06:03 AM
  Re: صاحب الوجود والزمان Mohammed Elhaj05-07-07, 03:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de