صاحب الوجود والزمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 00:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-05-2007, 04:51 PM

Mohammed Elhaj
<aMohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صاحب الوجود والزمان (Re: Mohammed Elhaj)


    هيدجر ومسألة الوجود
    نعيمة حاج عبد الرحمن

    ما خلفه هيدجر في كتاباته عن الإنسان ، والتفكير ، واللغة ، والشعر ، والفن ، والتقنية ، والسياسة ، والحرية ، والموت ، و العدم ، والتاريخ ، والفلسفة ، والميتافيزيقا كثير وغني . غير أنه لم يكن يهدف إلى دراسة هذه المواضيع من أجلها في حد ذاتها ، بل كان هدفه البحث في مفهوم "الوجود" ، الذي وقع في النسيان ، بغرض انتشاله من الخسارة والاغتراب ، في زمن المحنة ، للوصول إلى هدف اسمى، ألا وهو إعادة تأسيس الميتافيزيقا .
    كان مشروع هيدجر في كتابه "الوجود والزمان" Sin and Zeit هو معالجة مشكلة معنى الوجود ، وكان يهدف إلى إنشاء "فلسفة للوجود" أساسها تحليل الوجود العيني المفرد . وهكذا ، فقد أنشأ نظرية عامة في الوجود سماها Existentiele بدلا من Exislentielle (1) وإذن ، فلم يكن التنظير للوجود الإنساني هو ما كان يشغله ، بقدر ما كان يشغله التنظير للوجود في مجموعة ، معتبرا في شموليته . لقد كان يعمل على بناء أنطولوجيا عامة .
    أنطلق هيدجر من تراثه الثري الذي يمتد إلى الإغريق (برمنيدس ، هيراقليطس ، أفلاطون ، أرسطو … ) ليؤسس فلسفة للوجود متعالية ، تتخذ من الوجود موضوعا شرفيا لأسئلتها . لقد كانت فلسفة هيدجر هي "الوجود" ذاته ، تتجه إلى الإنسان وتناديه بصوت صامت ، من خلال ما يسميه الخطاب الصامت أي (أو) نداء الضمير.
    هذه هي المعاناة الوجودية التي كان يعيشها هيدجر – الفيلسوف ، ولا شك ، هيدجر – الإنسان ، أيضا . معاناة وحيرة جعلتاه يتحدى ، وبكل جراءة ، كل الأسئلة الميتافيزيقية الكلاسيكية .
    لقد أسست الميتافيزيقا الكلاسيكية مواضيعها ، كما نعلم ، على فكرة "الله" و "الخلود" و "المطلق" و "الحرية" و "الخير" و "القبلي" .. ، وهي المواضيع ذاتها المؤسسة لفكرة الوجود الإنساني وما يتعلق بذاته ووعيه وإنتاجه ، غير أن الإنسان ذاته لم يأخذ حقه الكافي من السؤال الفلسفي ، أي : ما هي حقيقة الإنسان ووجوده ؟
    إذا كانت الميتافيزيقا الكلاسيكية اهتمت بالموجود فقط ، رغم ادعائها تناول مسالة الوجود(*) ، فإن هيدجر تجاوز كل طروحاتها وتأملاتها حينما تساءل عن الشئ الذي يجعل كل موجود موجودا ، وأجاب : أنه الوجود . ثم تساءل من جديد : ما هو الوجود وما حقيقته ؟
    إن مهمتنا الأساسية تتمثل في معرفة المقصود بالوجود في نظرية هيدجر . إذا كانت مهمة الميتافيزيقا عند أرسطو هي التساؤل عن الموجود بما هو موجود(**) ، فإن مهمتتها عند هيدجر هي التساؤل عن الموجود بما هو موجود (2) لكن لماذا يعتبر سؤال كهذا ميتافيزيقا ؟ لأن الهدف منه هو مجاوزة الموجود إلى ما يجعله موجودا.
    لم يستعمل أرسطو مصطلح "ميتافيزيقا" ، وإنما هو عنوان أعطاه أندرونيكوس الروديسي ِandronicos de Rhodes في القرن 8 ق.م لأعمال ارسطو التي كتبت بعد "الفيزيقا" (3) ومن هنا ، فإن "ميتافيزيقا" – بالفرنسية Metaphysique مشتقة من الكلمة اليونانية Ta meta ta phuishea ، التي تفهم من خلالها biblia أي كتب
    وبعد ، ماذا تعني "ميتافيزيقا" عند هيدجر ؟
    • "فيزيقا" ، ترجع إلى كلمة Physique بالمعنى اليوناني . وبالتالي فهي تعني : "الموجود ما زال موجودا بما هو كذلك من ذاته ويجعل وجوده حاضرا".
    • أما "ميتا" فتعني : ما وراء شئ ما . وهنا بالضبط : ما وراء الموجود (مجاوزة ما هو فيزيقي) نحو أي اتجاه ؟ الجواب : نحو الوجود.(4)
    ويستنتج هيدجر ، بناء على هذا ، أن الميتافزيقا التي تنظر ، بالطريقة نفسها إلى الوجود باعتباره فعلا خالصا (توما الإكويني) ، أو باعتباره تصورا مطلقا (هيجل) ، أو باعتباره عودا أبديا لإرادة القوة دائما مساوية لذاتها (نيتشه) ، ليست ميتافيزيقا بل هي في الحقيقة فيزيقا (5)
    ومن هنا ، يرفض هيدجر هذه الميتافيزيقا ( = الفزيقا ) لأنها بقيت حبيسة الموجود ولم تتجاوزه إلى الوجود .
    "الموجود ياتقي بنا في كل مكان ، إنه يحيط بنا ، يأخذنا ويزعجنا ، يفتننا يتألف وجود الموجود ؟ (…)" لماذا كان ثمة موجود ولم يكن بالأحرى لا شئ؟، في هذا السؤال ، أيضا ، يبدو أننا ما كثون مع الموجود ، وتجنبنا (… ) الوجود.
    لكن ، عم نسأل في حقيقة الأمر ؟ لماذا الموجود بما هو كذلك ( ؟ ) . نحن نبحث ، في الواقع ، عن الأساس الذي يجعل الموجود يوجد ، وعماذا يكون هذا الموجود وعن الأمر الذي لم يكن بالاحرى لا شئ . إننا نتساءل ، في العمق ، عن الوجود. لكن كيف ؟ إننا نتساءل عن وجود الموجود ، نتساءل عن الموجود بخصوص وجوده (…) وبالتالي ، نصل إلى النتيجة التالية : "لماذا كان ثمة موجود ولم يكن بالاحرى لا شئ ؟ يجبرنا على وضع السؤال الأولى: "ماذا عن الوجود ؟"(6)
    وهكذا ، نستنتج مع هيدجر أن السؤال : "ماذا عن الوجود؟" هو سؤال متضمن في السؤال : "لماذا كان ثمة موجود ولم يكن بالاحرى لاشئ؟" .
    ماذا عن الوجود ؟ هل يمكننا رؤية الوجود كما نرى الموجود كهذه الورقة مثلا ؟ هل يمكننا رؤية الوجود كما نرى هذا اللون الأبيض أو الأسود مثلا ؟ أين مكانه ؟ ومم يتكون ؟
    يقول هيدجر : "لكن الوجود يبقى مفقودا ، تقريبا مثل العدم ، أو في نهاية المطاف ، بنفس الكيفية ، بالضبط . وهكذا ، لم تعد كلمة "وجود" سوى كلمة فارغة . إنها لا تشير إلى أي شئ فعلي ، قابل للإدراك وواقعي ، معناها بخار غير واقعي . وفي نهاية الأمر ، هل كان نيتشه محقا ، فعلا ، عندما سمى "المصطلحات الأكثر رقيا " مثل وجود "الدخان الأخير لحقيقة تتبخر " ((Crepwscles des idales viii , 78 (…) الوجود دخان ، غلطة ! إذا كان الأمر كذلك ، فلن يبقى أمامنا إلا أن نتراجع عن السؤال :"لماذا كان ثمة وجود هكذا في كليته ، ولم يكن ، بالاحرى لا شئ ؟" . فلماذا السؤال إذا كان ما يشكل موضوع السؤال ليس سوى دخان وغلطة ؟ هل يقول نيتشه الحقيقة ؟ أو ليس هو بدوره سوى الضحية الأخيرة لغلطة ممتدة في القدم ، وإغفال طويل ؟ "(7)
    هل يمكن اعتبار وجهة نظر نيتشه هذه ، حول الوجود ، هي نفسها وجهة نظر هيدجر ؟ يجيبنا هيدجر بتساؤل آخر يحتوي مضمون شطره الثاني إشارة جزئية إلى الجواب : "الوجود هل هو لفظ خالص ومعناه دخان ، أم هو المصير الروحي للغرب"(8) .
    إن البحث عن الوجود هو المصير الروحي للغرب في رأي هيدجر ، فـ "أوربا هذه ، والتي هي في عمى لا يشفى ، تجد نفسها دائما على وشك أن تطعن نفسها بنفسها ، بحيث وجدت نفسها في ملزمة بين روسيا من ناحية ، وأمريكا من ناحية أخرى . إن روسيا وأمريكا هما الأثنتين ، من وجهة نظر ميتافيزيقية ، الشئ نفسه ، جنون يشكل كارثة أساسها التقنية الهائجة ، والتنظيم غير الأصيل للإنسان السوي . . وهذه في الوقت الذي أخضع فيه أخر ركن من الكرة الأرضية لسيطرة التقنية ، وأصبح قابلا للإستغلال الاقتصادي (… ) ، عندما لا يعود الزمان سوى سرعة ، آنية ومعية ويختفى الزمان كمـ – صدر fro – venace من الوجود – هنا لكل الشعوب ، عندما يعتبر الملاكم مثل الرجل العظيم لشعب ما (… ) ، في زمن هكذا ، السؤال : "من أجل أي هدف ؟ - أين نحن ذاهبون ؟ - ثم ماذا بعد ؟ "يكون حاضرا دائما (…) . إن الانحطاط الروحي للأرض أصبح من التقدم لدرجة أن الشعوب أصبحت مهددة بتضييع أخر قوة روحية ، تلك التي تمكنها ، على أي حال ، من رؤية وتقييم هذا الانحطاط كما هو (مدرك في علاقته بمصير "الوجود" ) (…) إننا بداخل الملزمة . إن شعبنا (…) الذي يعتبر الشعب الأكثر غنى من حيث الجيران، والأكثر تعرضا للخطر ، هو ، مع كل هذا ، الشعب الميتافيزيقي .(*) (…)
    هذا الشعب لن يصنع مصيره إلا إذا أوجد بداخله رنينا أولا إمكانية لرنين من أجل هذا المصير ، وإذا فهم تقاليده بكيفية خلاقة (9) ، غير أن هذا لم يكن ليتحقق إلا من خلال ارتفاع كفة الروحي والبحث الجدي في مسألة الوجود ، فهو يؤمن بأن لكل واحد منا أفكارا حول الوجود تبلورت في أذهاننا من خلال الفهم اليومي والعفوي والألي . إلا أن هذه الأفكار يسودها الغموض لدرجة أننا أصبحنا نستعملها بمعان مختلفة . هذا التصور الغامض عن الوجود يسميه هيدجر une conception bre – ontologique ومن هنا يرى هيدجر أن الفيلسوف الذي تتمثل مهمته في توضيح فكرة الوجود ، عليه أولا أن "يهيئ أرضية مسألة الوجود" ، ثم يعمل جاهدا لمعرفة الدلالة العميقة والمواصفات الأكثر دقة والأكثر تحجبا لهذا الوجود (10) .
    إن الوجود الإنساني والسؤال عنه هو الذي يحرك الأفق العالي الذي سألنا عنه كثيرا وأخفقنا في الإجابة عليه أي – الوجود - ، فهذا السؤال ، الذي هو في حد ذاته فلسفة ، سقط في النسيان وعاش غريبا ووحيدا بين اسئلة العلم. ومن هنا ، فإن لموضوع الوجود الحق في السؤال ( Auoir diot a la question ) ، ولتغطية هذا الحق ، يلجاء هيدجر إلى معالجة هذا الموضوع من خلال نهاية وفناء هذا الوجود.
    لقد رأينا مع أرسطو أن الميتافيزيقا هي البحث في الوجود بما هو موجود ، لكن ميتافيزيقا ، الموجود محجوب لا يظهر ، لكنه بإمكانه أن ينكشف وأن يصبح لا محجوبا عن طريق نور غريب يكشف ولا ينكشف ، يكشف عن حقيقة الموجود فيجعله لا محجوبا ، لكنه – أي النور – يظل محجوبا .
    ما هذا النور ؟
    أنه الوجود . وما هو الوجود ؟
    " الوجود ما هو كائن " ) l’ete eat ce qu’il est ) ) هذا ما ينبغي أن يتعلمه الفكر المستقبلي ليجربه ويقوله ال وجود – ليس هو الله ، ولا هو أصل العالم ، سواء كان صخرة أو حيوانا ، أو عملا فنيا ، أو ألة ، سواء كان ملاكا أو إلها . الوجود هو الاقرب الي الانسان ، بيد أن هذا القرب يظل الابعد بالنسبة الي الانسان . والانسان متعلق أولا ودائما وفقط ، بالموجود ."
    والنتيجة هي أن الوجود ليس هو الموجود ، ولا هو موجود بين الموجودات .
    " وجود الموجود – هو الوجود ليس هو الموجود ، ولا هو موجود بين الموجودات . " وجود الموجود- - هو ما يجعل كل هذه الاشياء وهؤلاء الاشخاص موجودين . إنه لا يتطابق مع أي من هذه الموجودات ولا حتي مع فكرة الموجود بشكل عام وبمعني ما ، هو لا يوجد ، وإذا وجد فسيصبح موجود بدوره
    يستند هيدجر في دراسته للميتافيزيقا ، وجذعها الفيزيقا ، والفروع التي تتفرع عن الجزع هي سائر العلوم الاخري …."(1)
    وأعتماد علي هذا التعريف ، طرح هيدجر علي نفسه عدة تساءلات ، عن الارض التي هي مقر الشجرة فيعطيها قوتها وينميها . ثم يتساءل : ما أساس الميتافيزيقا ؟
    فأجاب بكل وضوح : أنه الوجود . ؟(2)
    وهنا نفتح قوسين لنقول : لقد أنطلقت هيدجر ، باعتباره فيلسوفا المانيا من الارض وصراخ فنانيها وشعرائها ، والتي هي افقهم الحضاري ، منذ الاغريق وحتي الشعب الجرماني ، حاملا الرسالة الخالدة التي تتمثل في الميتافيزيقا علي أن جذورها في الارض والسماء ، والانسان والالهة – عشق وحب هذا الفيلسوف للغته وشعره وفلسفته ، وقد استثمر اللغة الام (= الالمانية ) لرسم افاق الوجود الموجودة في الاشعار ، لأنها هي سر الكلمة التي تتعادي مع لغة العلم والتقنية وثرثرة الحشد .
    وإذا ، كما قلنا سابقا ، فلقد أجاب هيدجر ، أن أساس الميتافيزيقا هو الوجود . ولكن لامكانية البحث في الميتافيزيقا علينا ، أولا ، فهم الوجود معني الوجود .
    معني الشئ عند هيدجر = لا تحجب
    واللا تحجب هو المرادف اشتقاقا لكلمة " اليثيا " اليونانية التي تعني الحقيقة (3) وتعني كلمة ش-مثفاث – مه الانفتاح وعدم النسيان أذ يعني الحرف ما يقابل اللام النافية في العربية أما letha فإنها تعني وادي النسيان ، بحيث أن ما يترجم بالحقيقة هم نقيض النسيان أي التذكر والمحافظة علي حضور الاشياء وانفتاحها …" (4)كما تدل كلمة مشثفاش أيضا ، علي الخفاء . فيكون معني كلمة a lthea الانقتاح وعدم النسيان ( …. ) أذ يعني الحرف ما يقابل اللام النافية في العربية . أما lethe فأنها تعني وادي النسيان
    وبالتالي فإن السؤال الاساسي للميتافيزيقا ، عند هيدجر ، هو البحث في الوجود ، أي في حقيقته .
    وأذا فإان الميتافيزيقا مه هيدجر تحاول البحث – عكس ما كانت تقوم به الميتافيزيقا الكلاسكية – عن الوجود الذي هو محجوب cache في الموجود هذا هو لغز هيدجر الذي حيره طيلة مسيرته الفكرية وشكل أساس فلسفته : الوجود الذي يكشف الموجودات ولا ينكشف .
    أنه الوجود متحجب في الموجود وأنكشافه من خلال النور – الوجود- الايجاب ومن هنا يتبين أ التفكير في حقيقة الوجود يعني التفكير فيه علي أساس الا لا التي هي أساس علاقة الوجود بالموجود ، أو أنه نفهمه بمفهوم السلب . إن هذا التحجب أو ال " لا " أو السلب هو القوة التي تجعل الموجود متجليا وموجودا ، أي لا محجوبا ومن هنا يتبلور مفهوم الايجاب .
    واذا : - تحجب الوجود في الموجود _ السلب
    - تجلي الموجود وأنكشافه من خلال النور – الوجود _ الايجاب ومن هنا يتبين أن التفكير في حقيقة الوجود يعني التفكير فيه علي أساس الايجاب والسلب معا (1)
    وإذا حاولنا أن نقارن بين " وجود " هيدجر و " مثال " أفلاطون لوجدنا شبها كبيرا بين المفهومين ، الا أنه لا يجب أن نفهم الوجود عند هيدجر علي أنه مفارق للموجود ، بل أنه ملازم له ولاأنفصال بينهما ، حيث تربطها علاقة ضرورية هي الهوية I dentitet لكي ، وبالرغم من هذه العلاقة الضرورية التي تجمع بين الوجود والموجود ، الا أنهما مختلفان كليا عن بعضهما البعض ، وهذا ما يسميه هيدجر " الفرق الانطلوجي "
    " صحيح أن الميتافيزيقا تمثل الموجود في وجوده ، وهكذا ، تفكر وجود الموجود . لكنها لا تفكر الفرق بين الوجود والموجود ( ….) ( إن ) الميتافيزيقا لا ت
    طرح السؤال المتعلق بحقيقة الوجود ذاته . لهذا فهي لا تتساءل إبدا ، أيضا عن الكيفية التي تنتمي بها جوهر الانسان الي لا تتساءل أبدا ، هذا السؤال بعد
    ، حسب ، ولكن هذا السؤال لا يمكنه النفاذ الي الميتافيزيقا كميتافيزيقا . أن الوجود ازال ينتظر أن يتذكره الانسان باعتباره أهلا بأن يفكر "
    فكيف يجاوز هيدجر هذا العائق ؟
    يميز بين ميداني : ميدان الوجود l ‘ete K H, أو الانطولوجيا lontolgie , وميدان الموجود ، أو الامطقيا l’ontique
    تتعلق الانطولوجيا بما يجعل الموجود يوجد يوجد كما يوجد في الحقيقة الاكثر عمقا ، بينما يجوي الانطيقي بما يجعل الموجود يوجد كما يوجد في الحقيقة الاكثر عمقا ، بينما يحوي الانطيقي الموجود كما هو فقط ، كما هو معطي .
    توجد أشكال مختلفة للوجود ، لإنه توجد أشكال مختلفة للموجودات : وجود الشئ
    ، وجود قاعة المحاضرات ، وجود الشجرة ، وجود الاداة ، وجود المكتب ، وجود الانسان . الخ .
    لكي من بين كل هذه الموجودات ، بأي وجود سيهتم هيدجر ؟ لا يتردد هيدجر ليجيب بإنه يجب أن نبدأ بالموجود الذي هو نحن وبالتالي بالوجود المحدد الذي هو وجودنا .
    اذن ، فوجود الموجود الانساني هو نقطة أنطلاق الانطولوجيا العامة . فالسؤال الانطولوجي – سؤال الوجود – لن يطرح إذا لم تكن هناك موجودات أنسانية تحمل علي عاتقها مهمة طرح السؤال . أن المفكر هو دائما الذي يفكر حول الوجود . (1)
    هنا نتوقف قليلا للرجوع أي تلك الدراسة الطويلة والعميقة التي قام بها هيدجر تحت عنوان woze dichter ( لماذا إذن الشعراء ) والتي يحذرنا فيها من المحاولة التي قام بها الشاعر rainer maia rillee عندما أرجع الانسان الي ال " طبيعة " . ولم ينجح في تغيير مسار " الميتافزيقا " الغربية لإنه بقي دائما سجينا لها وأستمر في الخلط بين الوجود والموجود بمعني المنفتح وما يتجلي في المنفتح . فألخطا الذي وقع فيه rille حسب هيدجر ذاته الخطاء الذي وقع فيه الفلاسفة السابقون : أنه يخلط الحضور la presence (l’ qwet) مع ما (…) هو حاضر . إلا أن الأمر يختلف مع هيدجر ، فعندما يدخل الموجود الإنساني إلى الانفتاح (l’quetwe ) كـ (إنسان) فإنه لا ينحل في كليته (totalite ) دون حدود . بالعكس سيتحقق الانفتاح كميدان مغلق حيث سيتجلى الموجود لكي يكتشفه (الموجود الإنساني) ، يرفع عنه الحجاب ، لكي يقوله . سيسقط الموجود في وضعنا الإنساني . المنفتح الهيدجري يسحبنا من العالم ليجنبنا ، وللأبد ، أن نكون ، وببساطة ، موجودا بين بقية الموجودات "طبيعيا" ، مثل الشجرة التي هي شجرة من بين الأشجار التي تشكل معها وحدة الغابة .
    وهكذا نستنتج أن الإنسان هو الموجود الوحيد الذي بإمكانه طرح سؤال الوجود ، فهو الوحيد الذي يحتوي على إمكانية السؤال . "إن الوجود يفكر فينا وبنا وذلك لأن الإنسان (…) هو الموجود الأوحد الذي يبدو وكأن الوجود العام قد أصطفاه أو دعاه ليكون في مصيره نفسه ناطقا باسمه
    الانطولوجي يترسخ في الأنطيقي لأن الاهتمام بالوجود يكون على أساس الموجود الذي هو نحن ، بالرغم من أن الأنطيقي لا يؤسس إلا في الأنطولوجيا .
    من هنا نجد هيدجر يؤكد أنه لن تقوم للميتافزيقا قائمة إلا إذا استوعبت هذا الفرق الأنطولوجي بين الوجود والموجود ، وهذا ما أهملته الميتافيزيقا الكلاسيكية . هذا لا يعني أن هذه الميتافيزيقا لا تتكلم عن الوجود ، فهي تدعي أنها لا تهتم إلا به ، لكنها في الحقيقة تخلط بين الوجود والموجود . إنها تسأل فقط حول الموجودية l’etantite الوجود سقط في النسيان . إنه غائب عن التفكير …
    ليمهد هيدجر لتجاوز الميتافيزيقا ، لابد له ( أن "يقوض" أولا تاريخ الميتافيزيقا ، فما هو "التقويض" destwlation ؟ )
    التقويض عند هيدجر ، لا يعني رفضا كليا للماض . التقويض لا يعني هجوما سلبيا على تاريخ الأنطولوجيا . وإنما يعني كشف الستار عن الإمكانات الإيجابية لهذا التراث الأنطولوجي وغربلته من أجل الوصول إلى فكرة واحدة وهي : هل هذا التراث فكر حقا في مسألة الوجود من أفق الزمان أم أهمل هذه المهمة ؟
    إذن ، فمصطلح التقويض عند هيدجر لا يعني التحطيم بل التفكيك والفرز والغربلة والتصفية .
    كيف تتم عملية تقويض تاريخ الأنطولوجيا ؟
    "وتقويض تاريخ الأنطولوجيا يؤدي إلى تجاوز الميتافيزيقا (…) إن تجاوز الميتافيزقا لا يتم في فراغ وإنما يمهد له بدراسة التاريخ ، تاريخ الميتافيزيقا ، دراسة نقدية فاحصة . ولذلك ، فإن هيدجر مولع دائما بالعودة إلى تاريخ الميتافيزيقا أو ماسيسميه "بالخطوة إلى الوراء أو التقهقر (…) أو "ما بين السطور" (…) أي أن التقهقر أو التقويض يساعدنا على أن نفهم أن الميتافيزيقا التقليدية تقوم على نسيان للوجود ، أو للفرق الأنطولوجي ، ولم تفكر فيه . وهذا التقهقر يدفعنا إلى التقدم نحو تجاوز هذه الميتافيزيقا إلى التفكير في حقيقة الوجود ، وإدراك الفرق بين الوجود والموجود ، أي تجاوز الميتافيزيقا إلى أساسها وماهيتها . بعبارة أخرى ، إن التقهقر يبدأ من الميتافيزيقا ( تاريخ الميتافيزيقا ) بوصفها نسيانا للفرق الأنطولوجي ، متجها صوب ماهية الميتافيزيقا بوصفها تفكيرا في هذا الفرق
    وهكذا ، نستنتج أن رفض (تقويض) الميتافيزيقا عند هيدجر يعني الوصول إلى التفكير في حقيقة الوجود.
    وقائمة الفلاسفة الذين أهملوا السؤال عن معنى الوجود ، قائمة طويلة (ديكارت) كانط ، نيتشه ، ماركس ، سارتر ..)
    إذا أخذنا نموذج "نيتشه" فيلسوف العدمية الكاملة Nichilisne صاحب العبارة الشهيرة : "الله قد مات" ، وتساءلنا عما إذا وفق في أن يثور ضد الميتافيزيقا التقليدية ، وفي أن ينقذ أوربا من العدمية التي سادتها ، وعما إذا نجح في تجاوز هذه الميتافيزيقا إلى أساسها بالتساؤل عن الوجود والتفكير فيه ؟ وجدنا أن هذه الأسئلة طرحها هيدجر على نفسه ، فاستنتج أن نيتشه توصل إلى حقيقة من أن التفسير الميتافيزيقي للموجود في موجوديته لا أهمية له لأنه يرتكز على قيم عليا لم يبق لها أية قيمة والدليل على ذلك أن القيمة العليا الله – رمز لعالم الميتافيزيقا – لم تعد صالحة لتفسير العالم الواقعي . هذا ما أدى بنيتشه إلى رفض كل القيم التقليدية داعيا إلى وضع تفسير آخر بدليل يفسر الموجود في وجوده ، رافضا العدمية وقاهرا إياها .
    لهذا السبب راح نيتشه يبحث عن قيم أخرى تحل محل القيم التقليدية ، هذه القيم لم يستمدها من العالم الما ورائي ، العالم المثالي بل فضل أن يأخذها من العالم الحسي التجريبي ، من الحياة ، لهذا سميت ميتافيزيقا نيتشه بفلسفة الحياة .
    وهكذا ، يقرر هيدجر أن "إرادة القوة والعود الأبدي ، يعبران عن الشئ نفسه ، يفكران نفس الخاصية الأساسية للموجود في كليته " . فقد أسس نيتشه فلسفة جديدة للقيم فاستخدم تصورات مختلفة لكن أساسها ميتافيزيقي .
    لقد وقع نيتشه – هو بدوره – ضحية لما حاول تجاوزه أي أنه وقع ضحية لنسيان الوجود . إذن جوهر العدمية – عبر التاريخ ومع نيتشه أيضا – أهتم بالموجود في كليته ولم يتطرق للوجود فوقع في مغالطة وهي تفسير حقيقة الوجود بما توصل إليه من خلال الموجود . إن نيتشه لم يتعرف أبدا عن جوهر العدمية ، ليس أكثر من أي ميتافيزيقا سبقته .
    فهل وفق هيدجر في الإجابة عن سؤاله ؟
    هل وفق هيدجر في الكشف عن الذي لا ينكشف ؟
    في السطور الأولى من كتابة Seim und zeit (الوجود والزمان ) الذي كتبه عام 1987 يعرض لنا هيدجر فقرة لأفلاطون من محاورة السفسطائي Sofhiste ، وردت فيها المعضلة المتعلقة بـ "الموجود" l’etaut وبما أنه لا يعرف بالتدقيق معنى هذا الأخير ، يقول أنه يجب أن يطرح ، وبكلمات جديدة سؤال معنى الوجود .
    خطة هيدجر ومشروعه الأساسي في عمله الضخم هذا ، هو "الاعداد لمسألة معنى الوجود" كما أعلنا عنه سابقا . واعتبر "الوجود والزمان" مقدمة لكتاب آخر سيجيب من خلاله وبصراحة على هذا السؤال – مات هيدجر ولم يخلف وراءه الكتاب الذي وعدنا به .
    هل الموت هو الذي حال بينه وبين مشروعه ؟ لا أعتقد . فهيدجر توفي عام 1976 . كان له في اعتقادي متسع من الوقت ولم يكتب . وبالتالي لم يقدم لنا –الإجابة الكافية والشافية . أعتقد عملا مقصودا . فلو أجاب هيدجر لقدم لنا - هو بدوره – بديلا، لكشف هن هذا الأمر الذي من طبيعته أنه يكشف وهو لا ينكشف ، لتحول إلى مجرد موجود ، لسلب منه جلاله وعظمته ، وأفقده لغزه son snystee ، ومن ثمة وقع هو أيضا فيما وقع فيه الميتافيزيقيون.
    إن عظمة هيدجر تتمثل في أنه لا يجب الكشف عن بعض الأسرار التي استطاعوا بلوغها.
                  

العنوان الكاتب Date
صاحب الوجود والزمان Mohammed Elhaj05-05-07, 04:12 PM
  Re: صاحب الوجود والزمان Mohammed Elhaj05-05-07, 04:23 PM
  Re: صاحب الوجود والزمان Mohammed Elhaj05-05-07, 04:51 PM
    Re: صاحب الوجود والزمان Sahar Abdelrahman05-06-07, 03:56 PM
  Re: صاحب الوجود والزمان Mohammed Elhaj05-06-07, 04:46 PM
  Re: صاحب الوجود والزمان Mohammed Elhaj05-07-07, 06:03 AM
  Re: صاحب الوجود والزمان Mohammed Elhaj05-07-07, 03:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de