اسلحة منتهية المدة من روسيا البيضاء تسبب الرعب للمواطنين و تعمق خلافات القصر

Quote: العدد رقم: 528 2007-05-02 حديث المدينة تنس الطاولة.. السياسية..!! عثمان ميرغني كُتب في: 2007-04-26 بريد إلكتروني: [email protected] مرة أخرى.. يختفي الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية عن أنظار القرار السياسي المباشر.. فيبدو كما لو عُهد اليه بالإنهماك والإنهاك في مراسم احتفالات الافتتاح والتدشين.. وتشتيت الشمل بين الولايات. وتدور همسات في أروقة سياسية معتبرة أنه يخوض مواجهة ربما هي الأخيرة.. التي قد تذهب به بعيداً عن القصر الجمهوري إذا خسرها.. أو ترجعه مرة أخرى –وذلك الأرجح- إلى موقعه الصداري في القرار السيادي.. إذا تجاوزها بسلام. علي عثمان رغم قدراته السياسية الخبيرة، فقد شغل منصب رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وظل في موقع الرجل الثاني في الحركة الإسلامية متجاوزاً كثيراً من قيادييها التاريخيين إلى أن أصبح زعيماً للمعارضة في العهد الحزبي الثالث، بعد انتفاضة 6 أبريل 1985.. بكل هذه الخبرة والتاريخ إلا أنه كمن يفضل ممارسة التقهقر إلى الأمام.. الإنحناء للعاصفة والاستثمار في المتغيرات التي تنشأ بسبب أخطاء الطرف الآخر.. وفي لعبة الشطرنج الفائز غالباً ليس من يتحرك أفضل، بل من يخطيء أقل.. وفي مصارعة الكاراتيه.. المهارة في من يصنع المفاجأة مستخدماً قوة غريمه. تنافس مراكز القوى داخل حزب المؤتمر الوطني، في أروقة الحزب والحكومة معاً، يدور في صمت لكن بمنتهى الحرارة.. مجموعة علي عثمان تمثل الكوادر الأكثر انتشاراً وحركة ونفوذاً وربما خبرة.. لكن في المقابل مجموعة الدكتور نافع علي نافع الأكثر شراسة سياسياً والأقدر على المواجهة المباشرة.. وبين هؤلاء وأولئك مجموعات أخرى تفضل الأرجحة مع الميزان حيثما ثقل ومال، مالوا.. ومشكلة صراع مراكز القوى في الحكومة ليس ضررها في ما يتبادله المصارعون من ركلات أو قبلات.. بل في الحشيش الذي تتصارع فوقه الأفيال.. السودان، البلد المنهك والمثقل بكل جراحات الأمم.. حروب أهلية.. مجاعات.. مرض.. عطش.. غياب الخدمات الأساسية بما فيها التعليم والصحة في كثير من أصقاعه النائية.. فالصراع السياسي بين مراكز القوى يستخدم كل مفردات الأزمات السودانية كأدوات على الحلبة.. حتى قضية القوات الأجنبية ثم المحكمة الدولية الجنائية، كلها أدوات في حقيبة الصراع.. وأحياناً تتضاد الرؤى بدرجة تجعل البلاد تتحرك في الإتجاه وضده في ذات الوقت.. ويجر ذلك من البلايا ما لا يتصوره أحد.. والنتيجة –عندهم– ليست محسوبة بما يربحه أو يخسره الوطن.. بل بما يصيب الطرف الآخر من نصب أو فشل. حتى صحافتنا -هذه– لا تصدقوا أنها ترهب الحكومة بقدرتها على استثارة الرأي العام.. فالرأي العام أصلاً غير محسوب في معادلات الصراع.. طالما هو أبكم أخرس بكل فنون التكميم والتخريس.. لكنها بما تثيره في بعض القضايا قد تنفخ الرياح في أشرعة جناح ضد جناح.. فالتحسب منها بقدر دورها في ترجيح كفة ضد أخرى في صراع مراكز القوى. حتى الوثائق التي تصل إلى الصحافة في بعض القضايا التي تثيرها.. يتكرَّم بها مركز قوى ضد مركز آخر.. وأقصى ما يمكن أن تسببه هو أقصى ما يمكن أن يسمح به طرف ضد طرف آخر.. لعبة محسوبة بدقة.. فهناك حدود مشتركة للطرفين ممنوع على الجميع الاقتراب منها لأن (المصير مشترك) في ما وراء خطوطها الحمراء.. هل شاهدتم لعبة التنس.. تلك اللعبة التي تعتمد على ضرب الكرة بقوة في ملعب الآخر وانتظار رد فعله.. إذاً أقصى ما يمكنكم السؤال عنه الآن.. هو (السيرف) عند من؟؟