الصادق المهدى بين الربا و العائد التعويضى و مؤامرة الصمت

Quote: في أواخر الثمانينات أصدر الإمام الصادق المهدي دراسة مهمة عن إشكالية الربا و خلص فيه إلى ان الفوائد التقليدية التي هي أس معاملات النظم المصرفية ليست هي أبدا الربا الذي حرمه الإسلام، و إنما هي عائد تعويضي للمودعين و العملا. لكن للأسف ضربت مؤامرة كثيفة من الصمت على هذه الفتوى المهمة ذات الآثار الاقتصادية الكبيرة. طبعا المستفيدون من النظم الإسلامية المصرفية الضارة و الفاسدة كان آخر ما يخطر بذهنهم هو ان يجرؤ عالم اسلامى معتدل مثل الإمام على الإفتاء بحل الفوائد المصرفية. الإمام الصادق بحكم تخصصه كخريج كلية الاقتصاد، إضافة إلى حصيلته الضخمة من العلوم الفقهية مؤهل تماما للفصل في مثل هذه القضايا الشائكة. و أكيد بعد مرور ما يقرب من العشرين عاما انه قد تم تطوير للدراسة. و طبعا في ظل الأزمة الراهنة التي تعصف بنظامنا المصرفي فان الحاجة ماسة لنفض الغبار من هذه الدراسة الهامة. و الشئ يذكر فان لدينا ملاحظة. فكلا خصوم و أنصار الإمام يركزون بصورة شبه كاملة على مواقفه الآنية في القضايا السياسية اليومية، و لا أرى اى نقاش أو نقد للإرث الحقيقي للإمام المبثوث في ثنايا كتبه الكثيرة. ونفس الشئ ينطبق على هيئة شئون الأنصار فلها أيضا اجتهاداتها و دراساتها في الكثير من القضايا المعاصرة. لكن للأسف فان غلبة الشأن السياسي اليومي يغطى على كل هذا.