آيدلوجيا التأويل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 12:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2007, 03:40 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آيدلوجيا التأويل

    ينطوي التأويل دائما على أقنعة أشبه بلعبة الدمى الروسية الشهيرة . تلك التي كلما نزعت منها لعبة تكشفت عن أخرى . وإذا كان التأويل باعتباره مفهوما ملتبسا بقناعة ما ، لنص إلهي أو بشري ، يستند إلى تصور يوحي لصاحبه وثوقا ً يقينياً؛ فان التجارب التاريخية للفعل الإنساني كانت تنطوي أيضا ً على تفسير يعّري خطورته الوثوقية، ولكن للأسف بعد أكلاف فادحة من الضحايا ، ومسافة زمانية طويلة . وبالرغم من أن التأويل صيغة عقلية لابد منها لفهم النص إلا أن التباساته التي تحيل إلى تلك الوثوقية ربما كانت نابعة من الجذر التعريفي للكلمة التي هي في أحد معانيها : معرفة الشيء على حقيقته . في مثل قول الله عن علم المتشابه من آيات القرآن (وما يعلم تأويله إلا الله) أي حقيقته . ولعل الناظر في التاريخ الإسلامي يلاحظ أن التأويل ارتبط دائما بمفهوم الفتنة لأن الإشكاليات التي نشأت من ممارسة التأويل بالمفهوم الأوتقراطي أفضت إلى نزاعات سياسية وحروب معروفة (الفتنة الكبرى ــ موقعة الجمل ــ موقعة صفين) ومن ثم نشأت الفرق الدينية المختلفة استنادا على تأويل النصوص . على أن ما يهمنا اليوم في هذا الصدد هو التفريق بين معنيين أساسيين . الأول: أن العصر النبوي خلا من التأويل الذي ارتبط بمعنى الفتنة ، ولذلك كان الفهم الإسلامي للنص حيويا وفجّر طاقات تاريخية للمسلمين تجسدت في تلك الفتوحات التي كانت ولاشك معجزة بشرية ، بحسب عبد الله العروي ، والثاني أن ممارسة التأويل بالمعنى الأوتقراطي كانت عاملا خطيرا في تفكيك الأمة الإسلامية الذي تراكم وأدى إلى ركود طويل . واليوم بعد أن انقطع المسلمون عن الفعل التاريخي لقرون طويلة . تنشط تأويلات ومفاهيم متعددة بدت كردود فعل على صورة العالم التي بدت في قطيعة تامة مع الماضي الزاهر للإسلام . بفعل اتفاقية وستفاليا1646 بين الأوربيين التي غيرت شكل العالم القديم ، وأصدائها التي أقرتها القوى الأوربية المنتصرة في سايكس بيكو وتم بموجبها تقسيم العالم الإسلامي . وسقوط الخلافة الإسلامية المتهالكة في العام 1924 . كل هذه التحديات مثلت رهانات جديدة وخطيرة وشكلت تناقضا عميقا للمسلم المعاصر الذي عجز تماما عن إستقطاب تلك التناقضات في صيغة عصرية . والحال أن قيام الحركات الإسلاموية كانت ضربا من محاولات إعادة تأويل لمعنى الإسلام في الحياة المعاصرة ومن هنا بدت صعوبة فهم ذلك المعنى الأوقيانوسي الذي حاولت الحركات الإسلاموية تمثـّـله بدون عـّدة معرفية لازمة لمشروع حضاري إسلامي . وهكذا بدت شعارات عمومية من قبيل الإسلام (دين ودولة) الذي أطلقه الشيخ حسن البنا (مؤسس حركة الأخوان المسلمين) تجد صعوبات في الفهم لامن طرف المستعمر الذي كان يحكم فحسب ، بل حتى من النخب الفكرية والثقافية العربية . فالحركات تلك إذ كانت تمارس ضربا من إعادة
    تأسيس حركي جماعي لسلوك إسلامي بدا منقطعا ً لقرون طويلة ، كانت في نفس الوقت تفتقر للكثير من الجهد المعرفي المستند إلى تأسيس علمي للوعي الإسلامي. والحقيقة ربما كان من الصعب أن تضطلع تلك الحركات بمثل هذا الوعي المعرفي لأن سقف التخلف هوا لذي كان ، ومازال ، يقمع تأسيس أفكار كبرى تحتاج إلى شرط من الحرية كاف لإطلاقها ، وإن كان ذلك لا يمنع إضاءات تجاوزت التخلف من قِبل أفراد ربما كان المفكر الجزائري (مالك بن نبي) أحدهم عندما وضع كل مؤلفاته تحت عنوان (مشكلات الحضارة) وتكلم عن مفهوم القابلية للاستعمار باعتباره أخطر من الاستعمار. والحال أن شعارت الحركات الإسلاموية ومدوناتها الكتابية كانت ضربا من التأويل الآيدلوجي إلا استثناءات قليلة. ولقد تكشف هذا التأويل الآيدلوجي في المراجعات والتنازلات من قبل تلك الحركات ، التي بدت مع سقوط كل الآيدولجيات جملة واحدة بعد نهاية الحرب الباردة ، وخصوصا سقوط تجارب الحكم الإسلاموي في كل من السودان وأفغانستان . لكن هذا التأويل الآيدولوجي لايختص بالحركات الإسلاموية فحسب بل ينطبق على مجمل الحركات السلفية والعلمية والصوفية والمذهبية التي انتظمت العالم الإسلامي فالواقع الذي يعيشه المسلمون اليوم يندرج كله تحت سقف التخلف الذي يحيل بالضرورة إلى فعل ذلك التأويل الآيدلوجي في سلوك المسلمين اليوم مما هو معروف ، لاسيما بعد حدث 11/9/2001 . وبالرغم من أن التحولات في مثل واقع المسلمين قد تستغرق زمنا طويلا ، إلا أن هناك تحديات فكرية لابد أن يؤسس لها المسلمون رهانات معرفية بعيدا عن آيدلوجيا التأويل. وينبغي أن يكون القاسم المشترك للنا شطين الإسلاميين فكريا وحركيا هو السعي من أجل انتزاع الحريات وحسب. ففي مناخ الحريات يمكن للأفكار أن تزدهر وتنتصر على الأفكار المناوئة لها بأدوات سلمية . فالازدهار هو الذي سمح للمسلمين في الماضي من تحويل النصوص الغزيرة إلى مدونات موسوعية للأحكام جسدتها مدارس الفقه الإسلامي . وذلك ما عجز المسلمون عن تحقيقه اليوم على الأقل .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * عن " الحياة اللندنية " 27/8/2005

    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 05-23-2007, 03:42 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
آيدلوجيا التأويل محمد جميل أحمد05-23-07, 03:40 PM
  Re: آيدلوجيا التأويل Sidig Rahama Elnour05-23-07, 04:10 PM
    Re: آيدلوجيا التأويل محمد جميل أحمد05-25-07, 04:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de