|
|
 رسالة الى الأمة والاتحادي والبعث
|
رسالة الى الأمة والاتحادي والبعث: يا هو ده السودان الجديد!!
قبل أن أكتب إطلالة اليوم كنت أشاهد فلماً وثائقياً بعنوان "الحركة الشعبية رؤية من الداخل" كنت أعيد قراءة أوراق الحركة الشعبية، خطابها، أيدلوجيتها، منهج تفكيرها لقد كان الفلم الوثائقي واضحاً بيناً مقنعاً وهو يعرض بالصورة والصوت خطاب قادة الحركة الشعبية ومدخلها فى تعبئة جنودها وقواعدها، أردت أن أقرأ ذلك كله وأنا أوجه رسالتى هذه إلى الأحزاب الوطنية "الأمة القومى، الاتحاد الديمقراطي، البعث العربي الاشتراكي" لا يمكن لهذه الأحزاب التى ذهبت تتحالف مع الحركة الشعبية أن تكون غافلةً عن برنامج الحركة الشعبية، لا أستطيع أن أتفهم أن حزب البعث العربي الاشتراكي الذى ظل عبر تاريخه الطويل يدافع عن العروبة، يدافع عن "الأمة العربية" هذا الحزب الذى اختار المواجهة والمقاومة للمشروع الصهيوني فى المنطقة ورفض الانحناء حتى مات أمينه العام موت الكبرياء فى زمن الخنوع والذل والإنكسار، كيف يتحالف حزب بهذا التاريخ النضالي فى الدفاع عن العروبة مع من ينكر عروبة السودان ويعمل على استئصالها؟! كيف يمكن لحزب بهذا التاريخ فى صد الهجمات عن "الأمة العربية" والتصدي لمعاركها المصيرية أن يغفل عن أن الحركة الشعبية إحدى تلك الهجمات وإحدى تلك المعارك المصيرية وأعظمها كارثية؟! لا يمكن لحزب البعث أن يجهل أن حلفاء السودان الجديد هم جلبي وعلاوي السودان هم والذين مهدوا لهم الوصول إلى قلب الخرطوم لتكتمل الحلقة ويلتف الطوق حول عنق الأمة وهويتها!! كان حرياً به أن يواجه حلفاء السودان الجديد كما هو يقاتل اليوم فى أرض الرافدين دعاة العراق الجديد وأباطرة الشرق الأوسط الجديد، كم كانت مواقف حزب البعث وبياناته المستنكرة للتدخل الأجنبي فى السودان الرافضة للوصاية الدولية على بلادنا التى ترزح تحت وطأتها بسبب أخطاء المؤتمر الوطني القاتلة كم كانت تلك المواقف نبيلةً ووطنيةً فلا يضر حزب البعث أن يوافق البشير فى قسمه برفض القوات الدولية رغم نكوثه عنه بل كان حزب البعث أرشد منه موقفاً وأعظم منه مبدئيةً وهو يرفض التدخل الأجنبى فى البلاد سواءً الذى جلبته نيفاشا أو الذى ستجلبه أبوجا وسواءً كان يطالب بمحاكمة أفراد أومحاكمة أمة !! كانت المواقف تلك دليلاً على الموضوعية والعقلانية في تعاطي الحزب مع الأحداث، فى الوقت نفسه إذا ضربت أخماساً فى أسداس لا يمكننى أن أتفهم تحالف حزب البعث العربي الاشتراكى مع من يدعو لوضع البلاد تحت الوصاية الدولية بل كان سبباً فى التردي الذى تعيشه بلادنا باستقوائه بدول الغرب وتحريضها على غزو السودان ومحاصرته وضربه!!. إن كان فى ساستنا مفكرٌ تجد نفسك تستمع إليه بإنصاتٍ وإن كنتَ تخالفه الرأي فهو الإمام الصادق المهدي، فبصراحته المعهودة تحدث عن فكر الحركة الشعبية وبجرأته المعروفة اختصر مشروع الحركة الشعبية فى كلمتين "الإفريقانية والعلمانية" وقد دارت بين الإمام الصادق المهدي وجون قرنق مراسلاتٌ ومكاتباتٌ عن هُوِيَّة السودان طرح الإمام أفكاره حول المسألة بكل عمقٍ ووضوحٍ والإمام الصادق الذي يعرف الحركة الشعبية جيداً والذى حذر من مشروع السودان الجديد يبقى تحالفه مع الحركة الشعبية أيضاً محل سؤال كبير وقد جرب التحالف معها فى المعارضة بالخارج فلم يجنِ إلا العنت وسوء الأدب والفجور فى الخصومة فاستُهدف موكب ابنته دكتورة مريم الصادق المهدي في ارتريا !! .إن أروع الأمثلة الشعبية التى سمعتها من الإمام الصادق المهدي بعد عودته من "تهتدون" وهو الخبير بأمثلتنا الشعبية "من فشى غبينتو خرب مدينتو" والإمام مطالب أن لا يخرب مدينته بالتحالف مع دعاة المشروع الكارثي المسمى بالسودان الجديد فأن يهرب الإنسان من رمضاء المؤتمر الوطنى هذا لا يعنى اللجوء الى جهنم الحركة الشعبية!!. وأذكر أننا استضفنا فى منبر السلام العادل الأستاذ على محمود حسنين فى ندوة سياسية حول رؤية قانونية لاتفاقية نيفاشا فقدَّم كلمةً رائعةً عميقةً حول الاتفاقية كشف فيها الكثير من أوجه القصور والثغرات الدستورية والقانونية محذراً من أن الاتفاقية تعمل على تكريس "الشمولية الثنائية" . الأستاذ علي محمود حسنين يعلم أن الحركة الشعبية التى لم تحترم ميثاق التجمع الوطنى فراحت تفاوض المؤتمر الوطنى بطريقة ثنائية واستطاعت عبر حلفائها الإقليميين والدوليين أن تحصل عن طريق الضغوطات على مكاسب هى أكبر بكثير من حجمها الحقيقي!! إن الأستاذ يعلم أن الحركة هذه غير جديرة بالتحالف!! وقد خرج الأستاذ على محمود من جلسة المجلس لوطني التى تمت مناقشة قانون الأحزاب فيها غاضباً وهو يرى تعنُّت نواب الحركة الشعبية ورفضهم إدخال أي
تعديلات على القانون، إن الأستاذ بحسه الديمقراطي يعلم أن حركة على هذا النحو لا يمكن أن تكون جزءاً من إنجاز عملية التحول الديمقراطي؟!! إن ما تم فى إتحاد جامعة الخرطوم من إقصاء "لقوى السودان القديم" بحسب توصيف الحركة الشعبية والشيوعيين، هذا باختصار يعطيك صورة مصغرة للسودان الجديد، فالسودان الجديد لا يعني السودان الكبير الذى يسع الجميع، ولا يعني أن نؤسِّس لحياة سياسية تقوم على المواطنة، ولا يعني التداول السلمي للسلطة، ولا يعني التحول الديمقراطي، ولا يعني دولة القانون، ولا يعني الشفافية والحكم الرشيد!! بل كل تلك العبارات تعني فقط أن يتم تخديرنا، أن يتم خداعنا، أن ننساق وراء تلك الدعاوى ثم... ثم نجني الريح والإقصاء والتهميش بل والقتل والتدمير والاستئصال ! أين الشفافية فى اتحاد جامعة الخرطوم؟ أين احترام القانون والوفاء بالعهود ألم يكن حزب الأمة القومي موعوداً برئاسة الاتحاد؟ ألم يكن البعث والاتحادي موعدين بالأمانة العامة؟ إن إقصاء قوى السودان القديم تلك القوى التى تعتبر الحفاظ على هوية السودان العربية والإسلامية أحد أجندتها هي فى نظر الحركة الشعبية والشيوعيين ليس بينهم وبين المؤتمر الوطنى فرق كبير!! وأذكر هنا خطاب جون قرنق فى بروكسل فى مؤتمر الفدرالية والذى كان بعد توقيع الاتفاقية بشهرين إذ قال "إلا أنه وعلى الرغم من غنى السودان فى تاريخه وحاضره بالتنوع فإن حكام الخرطوم الحاليين والسابقين أبرزوا صورة زائفة عن البلاد وأسسوا الدولة السودانية على مزيجٍ فقيرٍ من النظام الاستعماري الموروث المختل وظيفياً وعقيدتين إقصائيتين هما العروبة والإسلام " !! إذن فالعقيد جون قرنق وحركته لا يقوم مشروعهم على نقض ما فعله الحكام الحاليون وإنما نقض ما فعله الحكام السابقون أيضاً من حكومة الأزهري وحتى حكومة الصادق المهدي وإلا فلماذا قاتل جون قرنق حكومة الصادق المهدي المنتخبة ديمقراطياً ولماذا رفض مقابلته بصفته رئيساً للوزراء؟! ولماذا ظلت الحركة الشعبية هي الحركة الشعبية »لتحرير السودان«؟! يبقى السؤال تحريره مِن مَن وكيف؟! إن ما وقع بجامعة الخرطوم هو تحقق لنبوءة فاطمة محمد إبراهيم التي قالت وهي تخاطب جنود الحركة الشعبية: "إذا وصلنا نحن السلطة فى الخرطوم الصادق المهدي والميرغني ما حيشموها شم " فاطمة محمد ابراهيم تقول هذا والميرغنى وقتذاك رئيس تجمعها الوطنى !!. ولذلك عمل أبناؤها وحلفاؤها على ألا يشم أبناء الصادق والميرغني المكتب التنفيذى للإتحاد!!. إنها دعوة لقوى السودان القديم أن تبحث عن صيغٍ للتحالف بهدف مواجهة مشروع السودان الجديد الاستئصالي، إن حادثة جامعة الخرطوم نذيرٌ مبكِّرٌ لما يمكن أن يتم إذا ما وقعت تلك القوى فى ذات الخطأ وتحالفت مع الحركة الشعبية فى الانتخابات القادمة!!.
محمد علي عبد الله
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
waleed500
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست