بعد أقل من شهرين على تسلمه السلطة، هاهو الرئيس الموريتاني الجديد "سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله" يواجه سخط الشارع جراء ما يخشى من أن يكون سجونا سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (السي.آي.إي) في البلد. وتأتي هذه الهزة في الوقت الذي لم ينجل فيه الغبار بعد عن مسألة تهريب المخدرات واحتمال ضلوع شخصيات سياسية وأمنية ومالية
رفيعة في تسهيل وصولها إلى موريتانيا وربما توزيعها إلى جهات خارجية أخرى. الملف الجديد فجره الصحفي الأمريكي المتمرس "سيمور هيرش" (Simon Hersh) من خلال مقال نشره الأسبوع الماضي في جريدة "ثنيويوركر" (The New Yorker) قال فيه إن وكالة الاستخبارات الأمريكية تديرسجنا سريا في موريتانيا يضم عددا من وصفهم بأنهم أهم المتهمين بالإرهاب. وللتذكير فإن هذا الصحفي نال شهرة واسعة بعدما كشف سجن "أبو غريب" بالعراق وما أشتمل عليه من انتهاكات لحقوق الإنسان.
كما أشفع "هيرش" مقاله عن المعتقل الأمريكي في موريتانيا بمقابلة تلفزيونية أجرتها معه يوم الثلاثاء قناة "ديموكراسي ناو" (Democracy Now) وضع خلالها النقاط على الأحرف مؤكدا أن وجود مثل هذا السجن "حقيقة ثابتة". وقال إن الرئيس الأمريكي "جورج بوش" لما وجد نفسه مضطرا لإغلاق السجون السرية في أوربا بعد الحملات الإعلامية التي شنتها الصحافة في أكثر من مكان صنع من موريتانيا سجنا جديدا ربما يأوي من 37 إلى 39 معتقلا. وأضاف أن منظمات حقوق الإنسان لم تتمكن من اقتفاء أثر بعض كبار المطلوبين في ما يسمى بالإرهاب، مرجحا أن يكونوا من بين نزلاء السجن الموريتاني.
ومع أن "هيرش" يعترف بأنه لا يمتلك معلومات محددة عن هذا المعتقل، حيث أن "موريتانيا مكان ضبابي يمكن الإقلاع والهبوط فيه"، إلا أنه يجزم على استمرار ما يسمى افتراضا "بالرحلات الليلية" التي دأبت السي.آي.إي" على تنظيمها لنقل السجناء من مكان لآخر. وتزيد مساحة موريتانيا على المليون كيلومتر مربع معظمها أراض قاحلة غير مأهولة بالأحياء.
وقد أثارت هذه التصريحات حفيظة القوى السياسية المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان في نواكشوط فيما سارعت الجهات الرسمية إلى نفيها وتأكيد الالتزام بالاتفاقيات الدولية الموقعة في هذا الشأن.
الرد الرسمي جاء على لسان مصدر مسئول في وزارة الخارجية الموريتانية أوردته الوكالة الموريتانية للأنباء دون ذكر اسمه، حيث فند هذا المصدر "وجود أي شيء من هذا القبيل أو حتى التفكير فيه أو بالأحرى القيام به".
لكن الأحزاب السياسية لا تبدو مقتنعة بهذا الرد الخجول والسريع، إذ أصدرت بيانات منفصلة تطالب بتن
وير الرأي العام حول هذه القضية. وكان حزب "اتحاد قوى التقدم" الذي يوصف بأنه حزب النخبة المثقفة سباقا إلى مطالبة السلطات الموريتانية، في بيان أصدره، بفتح تحقيق حول السجون الأمريكية السرية المزعومة. كما طالب أكبر أحزاب المعارضة وهو "تكتل القوى الديمقراطية" الذي يقوده "أحمد ولد داداه"، المنافس القوي للرئيس الحالي في الانتخابات الماضية، بفتح مثل هذا التحقيق. وقال الحزب في بيان أصدره أمس الخميس "إنه نظرا لخطورة المعلومات على المستووين الأخلاقي والسيادي فإن الأمر يتطلب، وبسرعة، تسليط الضوء على هذه القضية". وطالب بإغلاق أي سجن مفترض ورفض أي طلب مماثل في المستقبل. حزب "حاتم" الذي يرأسه زعيم الانقلابيين "صالح ولد حننا" اعتبر هو الآخر أنه في حل صحة المعلومات المتداولة بشأن السجون الأمريكية على التراب الموريتاني فإن "ذلك يشكل خرقا سافرا للسيادة الوطنية وتهديدا مباشرا للأمن". وأضاف الحزب في بيان نشره الخميس أن إجراء كهذا "يتنافى مع ما أعلنته السلطة في مناسبات عديدة من احترام للحريات الفردية والجماعية ومن اعتماد الشفافية أمام الرأي العام الوطني بالإضافة إلى مناقضتها المواثيق والمعاهدات" التي صادقت عليها موريتانيا في مجال حقوق الانسان. وقال "إن ذلك من شأنه أن يقحم البلاد في صراعات وملفات لا تخدم مصالحها ولا استقرارها ولا تنسجم مع قيمها وأخلاقها". وذكر الحزب بأن ملف المخدرات الذي ما زالت ملابساته تحتاج إلى مزيد من التوضيح والمتابعة ليس الملف الوحيد الذي يهدد أمن واستقلال واستقرار البلاد. من جهته، سارع "المرصد الموريتاني لحقوق الانسان"، وهو هيئة مستقلة، إلى إبداء قلقه الشديد من إمكانية وجود سجن أمريكي سري في البلد. وطالب المرصد الحكومة الموريتانية بتقديم توضيحات عاجلة لشعبها عن حقيقة الأنباء المتداولة بهذا الشأن، مشددا على ضرورة أن يتحمل البرلمان مسؤوليته في حماية حقوق الانسان والقيام بتحقيق في هذا الموضوع.
وتجدر الاشارة إلى أن البرلمان الموريتاني تهيمن عليه أغلبية تابعة لرئيس الدولة، ما يضعف احتمال لعبه دورا يذكر في التحقيق في هذا الملف تماما كما كان سلوكه إزاء ملف المخدرات.
دور أمريكي في الانقلاب على ولد الطايع
على صعيد آخر، تضمنت تصريحات "سيمور هيرش" لقناة "ديموكراسي ناو" كشف النقاب عن حقيقة علاقة الإدارة الأمريكية بالمجلس العسكري للعدالة والديمقراطية الذي حكم موريتانيا تسعة عشر شهرا بعدما أطاح بالرئيس السابق "معاوية ولد الطايع" في 3 آب (أغسطس) 2005. فقد أكد "هيرش" بهذا الصدد أن وكالة الأمن المركزي والجيش الأمريكيين كانت لهما علاقة وطيدة بهذا المجلس، مبينا أن السلطة ظلت "مدة سنتين في يد مجلس عسكري ساعدناه في الوصول إليها بكل تأكيد". وقال إن الحكومة الانتقالية التي عينها المجلس العسكري كانت صديقة لواشنطن حيث "لا يحتاج جنودنا لتأشيرات" لدخول هذا البلد.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تتوفر فيها معلومات على هذا المستوى من المصداقية حول دور خارجي في انقلاب آب (أغسطس) الذي قاده أقرب القربين لولد الطايع: مدير الأمن الوطني "اعلي ولد محمد فال" وقائد حرسه الشخصي "محمد ولد عبد العزيز". علما بأن "ولد محمد فال" كان قال في إحدى مقابلاته الصحفية الكثيرة خلال فترة رئاسته إنه رفض السماح بقاعدة عسكرية أمريكية على الأراضي الموريتانية.
06-23-2007, 02:15 PM
عاصم الحاج عاصم الحاج
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 679
إعطنــــى حريـــتـــى... أخرجــــــونــى من القفص ... فأنا إنــــســــــان ...
و ها يُصلح العطّّار ما أفسد الدهر ؟؟؟
يا صديقى ليس هناك فى هذا العالم اليوم شئ إسمه فضيحة او إكتشاف. فكل شئ ممكن حدوثه فى هذا العالم الذى أصبحت معالمه تثبت كل يوم بأنّه أصبح غابة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. و عليه لا حرج فى دور امريكى فى الإنقلاب الذى كان و دليله هو مواصلة السفارة الإسرائيلية لعملها المعتاد فى مورينانيا. فليس الرئيس الموريتانى سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله هو آول الولاة الامريكيون و لن يكون الأخير. أما السجون السرية فى الدول العربية و التى كان حكامنا العرب او غيرهم - من الذين يغرّدون بالديمقراطية و حقوق الإنسان - حداً أساسياً من حدود معادلة الإذلال البشرى الحاصل اليوم بإسم مكافحة الإرهاب. سيكون خاطئاً كل من يعتقد ان الحاكم العربى ليس له مصلحة فى المشاركة فى هذه الجرائم الإنسانية التى حدثت سوى المحافظة على الرضى الأمريكى الرسمى , بل مصلحة أخرى مباشرة تتمثّل فى ظن أولئك بانّ هؤلاء ربما يهددون أمنهم القومى او يفضحون دورهم الخائب و المؤسف فى دعم الإرهاب المقزز الذى تمارسة عصابة البيت الأبيض و من يقفون من ورائهم ( يؤزونهم أزاً). يا صديقى هذا الوالى الامريكى الجديد كان واحداً من الولاة الذين رفضوا حق عودة أبناء الوطن الذين تنزّلت عليهم أشباح سى آى آيه من كل مكان و أودعتهم فى أسوأ بقعة عرفتها البشرية منذ بدء الخليقة, و غداًً لناظرنا قريب. و هنا تبرز أسئلة كثيرة تطرح نفسها بكل قوّة: هل الاوطان للشعوب أم هم لها مالكون؟؟؟ من يحمى الإنسان المستضعف من وحوش الغابة و فهودها الذين تثبت الأيام كل مرة بانهم أكثر من أى حصر و أبعد من أى توقّّع ؟؟؟ لماذا عجز العالم طوال 66 شهراً من ان يعطى أولئك حق واحد من حقوقهم القانونية او الإنسانية و لو حقّهم فى العلاج و التطبيب ؟؟ أو الوصول إليهم لمعرفة اوضاعهم و معاناتهم عن قرب ؟؟ لماذا تؤمر الحكومة السودانية عل و و يلوّح لها بالعصا من اجل الوصول لدار فور بينما لم يسمح لاى لجنة مراقبة دولية مستقلّة من زيارة المعتقلين كل على حدة من اجل معرفة ماذا حدث و يحدث فى غوانتانامو؟؟؟
أطلقوا سراح سامى الحاج أو قدّموه لمحاكمة عادلة الآن؟؟ أطلقوا سراح سامى الحاج أو قدّموه لمحاكمة عادلة الآن؟؟ أطلقوا سراح سامى الحاج أو قدّموه لمحاكمة عادلة الآن؟؟ أطلقوا سراح سامى الحاج أو قدّموه لمحاكمة عادلة الآن؟؟ أطلقوا سراح سامى الحاج أو قدّموه لمحاكمة عادلة الآن؟؟
ياليتهم يفهمون فيعقلون و ينصفون.... لكننا لن ننتظر... سنظلّ ندق على الأبواب بلا أستحياء .. حـــــــــــــــــــــــــــــــتى.. تـــــــــفــــــــــتح.... و نصرخ بالحرية...الحرية حـــــــــــــــــــــــــــــــتى.. يسمعنا السلطان..و ينصفنا الإنسان.. لكننا لن ننتظر.. لن ننثنى... لن ننكسر... لن نخشى فيكم شئياً.. ولو إنتهى الطريق هلاكاً..
غوانتاناموا ستبقى وصمة عار فى عنق الشرعية والقانون ... مأساة بل محرقة .... سيسطّرها التاريخ بأحرف من آهات الأسرى ... ما فتئ الكون على الدوران ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Frankly
عاصم الحاج
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست