ديوان (حاطب ليل) لعبد الله شابو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 07:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2007, 10:59 AM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ديوان (حاطب ليل) لعبد الله شابو

    حاطب الليل
    دار النشر جامعة الخرطوم - 1988
    الزَّمن الثَّاني
    الكرَّاسةُ الأُوليَ

    بعض الحصى من شاطئ ناء

    مقاطع قديمة
    (1)
    أَسْمَعُ أجراساً شاردةً
    لَكِنى أسمعُها أسْمَعُها
    أبحثُ عَنْ أشجارٍ غامضةٍ
    لكنى أَعْرِفُها أَعْرِفُها
    (2)
    يُحزِنُنِي ألاَّ أُرضِيِكْ
    أَنْ أزرعَ فيِ باحةِ قلبكَ شَوْكاً
    يحزنُني أن يؤذيِكْ
    فَكِلانا يُمسِكُ رِيحاً مسرعةً
    لا ترجُونيِ أَرجُوك
    مَنْ أَينَ لِمثلىِ أن يعطيك
    تِبراً أو صدفاً
    الشِعرُ البازخُ و آ أسَفاً
    أَبْحرَ عَنَ هْذَا المرفا
    (3)
    إِسمُكُم فْي الطبلِ مكتوبٌ
    بحناءِ العروسْ
    ومُغطيَ بالثيابِ الرائعةْ
    (4)
    "شذَا زهرٌٍ ولا زهر ُ
    فأينَ الظِلُ والنهرُ"
    وأينَ مجالسُ السُمارْ
    تَقَضيَ في المَدى السواحِ
    ليلُ الِمزهرِ المَحزُونِ
    مثل طلاوةِ الأشعارْ
    أُحدِثُكُمْ عَنْ الدنيا بلاَ حَزَنٍ
    ولوْ أَنِي يُقَطِّعُ قلبيَ التِذكارْ
    مناديلُ الهَوى الغَحَرِيِّ
    تَفتَحُ جُرحيَ الثَرارْ
    تُعذِّبُنيِ وتُشِعِلُ في العروقِ النارْ
    (5)
    مَنْ ذا يسوعُكَ يارُكامَ الحِقد
    مَن يَجرِى
    مياهَ الحبِ في شِريانِكَ الصِدىِء القَديمْ
    فَلَقدَ تْرَهَّلَ حِسُكَ المنهومُ
    في وحلِ الحياةِ الزائفةْ
    وتهرأتْ أثوابُ فِطنتك العجوزْ
    فأقذفْ بِنَفسِك مِنْ إطارِ النافذةْ
    (6)
    اللهُ يَهدِى مَنْ يشاءْ
    ويذيبُ ثَلجَكَ في لهيبِ المعرفةْ
    قُدامَكَ الَمثْوىَ وخَلفَكَ عاصِفةْ
    فاحملْ ضَرِيحكَ لاكفنْ
    اليومَ تنكرك المسوح البالياتُ
    وَليْسَ يذكُرُكَ الزمنْ

    (7)
    غسلوا جبهةَ الليلِ بنارِ العاصفةْ
    وكَسوُها حُلَّةً بيضَاءَ في لونِ القمرْ
    ثُمَّ عادُوا رشقوا في بهاءِ الوجهِ
    غاباً وشَجَرْ
    هذِه الريحُ التى تأتى علىَ غيرِ إنتظارْ
    ما اسمُها
    ولماذا عَرَبَدَتْ حيناً وْجاشَتْ في السَحَرْ .

    شُكْراً
    شُكْراً لكموُ شُكْراً
    طَيبَّتْمُ بْالبسمةِ خاطِريَ المتُعْبْ
    عَطَرتُم ثَوبِى وأضأتْم في الظلمةِ قنديلَ الأفراحْ
    أَنتُم لَوْ تدرونَ الوَجَعُ الوَجهْ
    وبِساطِي الممدودُ بناصيةِ السُحبْ
    لما حدقتُ كثاكلةٍ في بطنِ الأشياءِ
    المشْحُونةِ صَمْتاً
    في الأشياءِ الصاخبةِ الضوضاء
    دَلَفَتْ بِي نَحوَ المَوتىَ
    في قلبىِ هذا الزنانِ الأجراسْ
    تَحنانُ يُشعِلُنىِ حُبّاً كالبَحرْ
    وَيقْتُلنِى مَقْتاً
    ضاعفتِ الأحزانُ الوَقْتَا
    ضاعفتِ الأحزانُ الوَقْتَا
    أَرجُوا أنْ تَدعُونىِ صاحِبتِى هِذه الليلةْ
    تَرَشُقُ في مَفرِقهِا عَطرَ الأيامِ السالفةِ
    الرَيَّانَةْ
    تُحرقُ لىِ العودَ وتَمْطرُنِى رَيْحانا
    وتديرُ الضوءَ الخافتَ مَوسيقىَ عَصْرِي
    تَمْلاُنى شَجَناً
    تَقتُلنُى شَجَناً
    أنسَى لِلتّوِ الصَخَبَ السُوقَ الزَمنَا
    وأدورُ أدورُ كساقيةٍ لاتَعرِفُ وَهَنا
    ذهبَ التاريخُ بشاعرِكُمْ
    نَسِيَ التاريخُ الدِمَنا
    أُغمدُ فيِ قلبِ التلقينِ السكينَ
    وأجتزُ الرَسَنا
    قَوْليِ لكموُ لايخلوُ مِنْ أَسَفٍ
    هلْ يمكنُ ألاّ نَأسْىَ
    نَعرفُ مايعطىِ العالمُ مِن فَرحٍ
    نقتاَتُ اليأْسا
    أَصِدِقُكُمْ أَنَّا يَمكِنُ أَنْ نَرَضىَ بعضَ الوَقْتْ
    إنا نصمتَ بعضَ الوقتْ
    أن نَغَرَقَ فِي لُجَةِ هذا الصمتْ
    لَكنَّا ننتظُر اللحظةَ كُلَ الوَقتْ
    وسنخلعُ عنَّا ثَوبَ الحكمةِ والتبريرْ
    فالنهرُ يُدارِى السَدَّ الزَمنَا
    يقتلعُ الأشياءَ الأشجارَ
    إذا إحْتَقنَا .

    الذّاهبة
    فيِ رفقةِ الأحبابِ قَد شْرِبتُ حتى الموتْ
    حتى انتهىَ تفاعلُ الأشياءِ وانتهتْ
    وعندما أفقتُ باهتاً كحائطِ قديمْ
    أحسستُ أنَّ الزَيفَ كَلَهْ أنا
    وقسوةَ الحياةِ كلَها تجمعتْ لديك
    فلستُ مخطِئاً
    ولستِ مخطئة
    بَلْ نَحنُ ياتاركتِى تَوْطِئةْ
    لهاذئ يجئُ فِي ركابٍ هاذئةْ
    يابهجتى
    إذا ارْتَمىَ عَلىَ فِراشِك القَمرْ
    وانداحَ ناعِماً يبلَّلُ الوَسَادَة
    وذاب في شعائرِ العَبادَة
    أكونُ ياحبيبتي مُجندلاً بكأسَي الأخيرْ
    وصاعِقاً كَمْا البروقُ فِي السَحَرْ
    لأننا حبيبتى نعيشُ عالمين عالمينِ
    النيلُ سَبَنيِ بالأمسِ حينَ جِئتُه مُغازِلاً
    أَدارَ وَجَهَهُ الجميلَ عِنْ قصائِدي
    وصاحَ غاضباً
    زَهَوْتَ ياصغيرىَ النحيلْ
    الحُزْنُ ياحبيبتي مُدَمّرٌ ثقيلْ
    وليسَ مَنْ يعيدُ فَرحَتي وشوقيَ النبيلْ
    قرصتُ أُذْنَ طائرٍ مُداعباً
    تختَّرتْ دماؤه وريشُهُ الجميلْ
    ولستُ مخطئاً
    ولستِ مخطئةْ
    بل نحن ياتاركتي توطئة
    لهاذىءٍ يجيءُ في ركابِ هاذئةْ

    النديم
    أن تاتِى عفوَ الخاطرْ
    تنصبُ بلا زَمنٍ أو إيقاعْ
    فَلأنَّ تعاساتىِ نَهرٌ طامٍ
    ولأنىِ في القاعْ
    أعمْىَ يَتَلَمّسُ جدرانَ الأشياءْ
    نَفَسُ مُلْتَاعٌ ملتاع
    الشَجَر الساهِم مخطوفُ الرُؤيا
    والرسُم الماثلُ في الحائطِ مختلُّ الأضلاعْ
    بَهَتَ اللونُ المحشودُ على وجهِ الصورةْ
    جِذعٌ خاوٍ يتمدَّدُ في أعماقِ التكوينِ المنخورهْ
    قَدَرِي بَرْقٌ كاذِبْ
    يُشْعِل أيامىَ حَزَناً
    هَذا الذاهبُ عَنِىِّ يَسْحَبُ ثَوباً يَمْسَحُ وجهَ الأرضِ النَتِنا
    أملأ هذا الكُوبْ
    حتى تشربُ مِنهُ خيوطُ السِجادْ
    وأشربُ مِتكِئاً لاتَحزَنْ
    هذا لايعنىِ شَئْ
    لن يحدثَ عَطْفاً أوضَجَراً
    الشفقةُ بنتُ الضَعْف
    لن نستقبلُ أولَ هذا العامِ المَطَرا

    أغدو لو شئتم
    أَغدُو لَوْ شِئتمُ جْرَسَا
    أغدو حَجَراً أو مَطَرا
    أغدوا لكموُ باطِيةً لِلخَمْرِ اللاهبِ أو شَجَرا
    أغدو لكمو
    فرَحَ العيدِ الضَجَرَا
    ويُعزِيني جِدا
    أَنْ اصنعَ أياميَ عِقَدا
    يعتنقُ النَحْرَ الرائعْ
    وَيزِينُ النَهْداَ
    آهٍ للدهشِ المُوغِلِ
    للطربِ المذهلْ
    أتحدرُ دائرةً قوسْاً
    أتَبَدّدُ موسيقا هَمْساً
    أرجوَ
    لكموُ أَنْ أَغدُو في صدرِ المُقْبلِ امْسا

    الناعمة
    في الغرفةِ الأنيقةِ المُزدَهرِةْ
    تناغمتُ عُطُورُها
    ثيابُها وخدها المُمتِلىءُ الأسيلْ
    ودارتِ الأضواءُ نصفَ دورةٍ
    وأغرقتْ متَاعَها
    ونَحرْهَا
    واندلعتْ عَلَىَ سريرِها ملاءةً مِنْ الحريرْ
    تَمدُّ كَفَّهاَ
    أحسُ فيِ دميِ رفيفَ أجْنِحَةْ
    وَزَفةً منْ المزاهرِ العِتاقِ والطُبُولْ
    تَجْرُفُنيِ
    تُغْرِقُنِي
    فأستطيلُ وأستطيلُ أَشرِعةْ
    جَسارَةً مُروِّعةْ
    لَوْ كانَ قَلبِى الوَجِيعُ ياحبيبتى مَعِي
    أَوُ أنَّ وجهيَ القديمَ مايزالُ وَجهِيَ القديمْ
    سكبتُ في نَصاَعةِ الأديمِ أَدمُعيِ
    صنعت من عصارةِ المياهِ والمدامِ والشَذَى
    جَديِلةً وحفْلَةً وتاجْ
    أَحكمتُ حَوْلَ حُسنِكِ الرِتَاجْ
    وَطَوَّفَتْ قُلوعَي المغامرةْ

    ا لمرأة
    هِذىِ المرأةُ تَلَبَسُ ثَوْباً
    وتُوارِى ثوباً
    يَتَزَلَق مُخفِياً في الخَصْرِ وفى الكَتِفينَ
    تَجرِي أبصرُها عاريةً
    في الريحِ الذاهلةِ العينين
    هذي المرأةُ تنعضُ ثَوبَيهْا
    في ثَبجَ المَوْجِ الذاهلْ
    وتهزُّ الفَخذَينْ
    أُبصرُها تُبطِىءُ مَراتْ
    وتعاودُ طفرتَها مراتْ
    ماذا تَبغْى إمرأةٌ عاشقةٌ غَضْبىَ
    طُرتُها نارٌ وَعَلىَ زَنْديَهْا وَشْمٌ وثَنِي
    سيدتى الغَرْقىَ في الحلمِ الأزرقِ
    في الليلِ الراحلِ فيِ الأشياءْ
    ماذا تَبغْينَ وَفيما تَحديقُكِ فِي الأضواءْ

    أغنية لمكى إبراهيم
    عندما أَسْلَم كَفّيهِ الوديدينِ احتفاءً
    شَالَ وجهَ الفجرِ دفءً وانبهاءاً وعَباَءةْ
    قمتُ أَمشْيِ ياحبيبي الخُيلاء
    واعتَنقَنا قمةَ التّشكيلِ كُلاّ مُطْلقَاً
    واستَحلنا شَفقَاً
    صرتُ إمكاناً خرافياً وُثُوقا
    صرتُ وَجْداً وارتِقاءاً
    آهٍ ياطَيْفاً كَمَا لمَحْ الفُجاءة
    جئتَ ليلىِ
    جئتَ مِصباحاً وسَلْوىَ
    هَاهُنا السِجادُ وبالرَحْبِ تَفَضلْ
    أَنتَ شَجَّرتَ السَماء

    الشيخ
    هَذي الخمرُ الشاحبةُ السُمرَة
    تَتَوثَّبُ في الإبريقِ الماثلِ شُعَلاً مُستَعِرَةْ
    وعَلىَ نهرِ الضوءِ الناعسِ تَسَبحُ دائرِةً
    أطيافُ دُخَانْ
    شَيْخي يستقبلُ سيدةً أُخْرىَ
    يَهمِسُ في أذنِ الوافدةِ الرَيَّا الأَردَافْ
    أَحَلىَ ما استَحقَبَ مِنْ حِيَلِ الأَسلافْ
    شَيْخي تَغمُرُهُ اللحظةَ كلُّ الأطيافْ
    يَتَلوَى شَبَقاً
    يَتَنزَى شَبَقاً
    يَنْجَرِفُ عَلَىْ صَدِرِ المَوْجَاتْ
    شَيِخىِ يغرِزُ في اللحمِ البضّ
    أحزانَ البارحةِ المُرّةْ
    ويُصَفِّقُ للسّاقىِ أَنْ زِدنا
    لاتُبقيِ قَطْرَةْ
    للصَّحوِ التافهِ فينا
    لاتُبْقىِ قَطْرةَ

    العانس
    فِي ركنِ غُرفَةِ العَجُوزِ لايزالْ
    قنديلُها القديم
    وصُوَرةٌ وحُقْ
    تَسَلَّقَ الزمانُ منه الخاصِرهْ
    وَنَامَ فَوق وَجَهْهِ التُرابْ
    الشمسُ تَضربُ البيوتْ
    وفارغٌ كما السَّدِيم هذا البيتْ
    تَقومُ مِنْ فِراشِها مُبطِئةً
    الوجهُ عُقدَةٌ الدُخانْ
    ثُقْبانِ غائِرانِ فاقرانْ
    وصدرُها السَوِيُّ مثلُ جَنْبِ سَمَكهْ
    تزينه شرائطُ من باهتِ الحريرْ

    منلوج
    يَا مَنْ يَطوفُ حَوْلَ النافذِةْ
    يطولُ عنَد النهرِ صمتُ هذِهِ الأشجارْ
    يموتُ في انتظارِهِ نسائمَ الخريفْ العشبُ والبزارُ والحفْيف
    مابالُ هَذِه العجوزِ لاتجئْ
    ترش وجهيَ الصقيلِ كالزجاج
    نُبُوءَةً وَكَذِباً
    مرارةً قديمةً وغَضَبا
    دَفّ الجناحُ عَبْرَ النافذةِ
    جَرَتْ منْ جِذعِها لِرأْسِها
    عصارةٌ مَشتَعِلةْ

    منلوج
    ماهذِه الأصواتُ
    وَمنْ تكونُ هَذِه الوجوهْ
    البابُ صَرَّ فَجأةً
    تَشبَّثَتْ بالمقعدِ الأخيرِ عِنْدَ الزاويةْ
    وَعَادَ غارِقاً في صَمْتِه فناءُ الدارْ
    يَأتِي اليك الخير كله
    إذا تَربَّعَتْ على السَّدِيم شَمْسُهُ
    وَحَكَّ صَدْرَهُ وقامَ باسِماً
    ودارَ دَورَةً وغابَ فِي السَمَا
    السيدُ العرافُ صارَ أَنجُماً وغابَ
    كُنْتُ استحِلْتُ في هَواكَ قُدْرَةً
    زينتُ صَدْرَكَ العريضَ بالنقوشْ
    جعلتُ زَنَدكَ القَوِىَّ سُلَّما
    صَعَدْتُ
    وَعِندَمَا ذَوَّبَنِى لهاثُك العنيفْ
    كَمِثل الماء بيَن الرملِ غُضْتُ
    كُنْتُ افتَرَشْتُ ظلَكَ الوَرِيفْ
    واخيبتا
    سَعىَ لحِتفهِ بسُخْفِهِ شبابىَ الكفيفْ
    ولستُ آسفةً
    ولستُ آسفة

    أغنية ليلية
    (1)
    تَنامُ فوقَ فرَعها الحمامةْ
    خَلَّيةً تَحَفُها السَلامهْ
    اليَوم الذى يَضِيءُ ليِ مَضَى
    كضحكةٍ تُسكِتُها فِي مَهْدِها مرارُة الشَجَا
    تَشاَبَكتْ خُطاهُ عندَ بابيَ الوصيدِ وانطَفَا
    (2)
    يَامَنْ يَقومُ خَلْفَ حائِطِ الأَسَى
    ياهِذه الفطانةُ المثابَرةْ
    لِوجهِك القديمِ تُقْتُ
    ياسُبَتى وعارَيَ القديم
    ياوجْهِيَ المَصْلُوبِ في المرَايا
    ياحُزْنيَ الخَبِيء فيِ دِمايا
    سَبِيكةً مِنْ اللَّظىَ
    وَتَلةً كبيرةً مِن الخَطايا
    (3)
    أَنداحُ مَثلُ مَوَجةٍ عَلَىْ الرَصِيفْ
    أصُكُّ وجهيَ القديمَ فيِ الحَجَرْ
    أُجمِّع الحُطامَ والنِثارَ والصَدفْ
    جَدِيلةً مِن الحِبالْ
    وَكَوْمةً مِنْ الرمالِ والصدا
    (4)
    في الليلةِ الأخيرةِ
    وعندما بكيتُ في أذرُعِ الوداعْ
    وشقَّ ليليَ العجوز
    صوتُك البعيدُ كالصَدَى
    تَكَثَّفَتْ مَن حَوليَ الوجوُهُ دُونما حَزَن
    قبضتُ فِي فَمِي دَمِي وغصةً مِنْ الرمادِ والشَجى
    تشبّثي تشبّثي أصابعُ الفَرح
    تشبثيَ عَلَىْ بُهارةِ النبيذِ في القدَحْ
    واْنغرِسىِ شُجَيَرةً بصدريَ الثقيلْ
    ملاءةً مِنْ الحريرِ سابغةْ

    (5)
    فاليوم خَمْرِىَ الأثيرُ مُرْ
    وَشَعْرُها الذى مَسَحْتُ عارِضَيَّ فِيهْ
    تمائمُ مُرجَّلةْ
    وَثَغْرُها الذي شربتُ فِي صِبايا
    تفاحةٌ يبيسَةٌ تُعلقتْ عَلىَ خُطايا
    يَطولُ بَحثيَ القديمُ عنْكَ
    عَنْ وَجَهكَ الذِى أراهْ
    لكِنّهْ يضيعُ كُلُما أراهْ
    كأنَّنيِ جننِتُ
    يَقولُ ليِ أسايا
    وَحُزْنيَ الخبىءُ في دمايا
    مَضَى نهارُكِ المُضَاءُ عَبْرَ غُرفَتِى
    مَضَى سِوى هشيم هِذهِ البقايا
    آهٍ وكانَ فارِساً جميلاً
    وَمَوْجةً من التعاطفِ اللهيفْ
    وشاعِراً مُحدِّثاً عظيمْ
    الطائرُ المغرِّدُ الوحيدُ فوقَ غَصْنِه انكَفَأ
    كَفَى
    أَشِجُ عَرْقِيَ الوَرَيد كَيْ أَموتْ
    وَكيفَ لي كَفَى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de