وهى تتوسد فى طمأنينة دافقة، تلك التلة الرمادية الرزينة
أصبحت شاهدا على حكايات النهر
يوقظها فجرا، ويغسل وجنتيها بقطراته الباردة، ومعا ينشدان إفتتاحية الصباح
أضحت مستودع أسرار النهر، فهز الذى بسامرها ويهديها أرق ألحان الخلود وأزهى الحكايات عن العاشقين عن الكاذبين عن الصادقين عن المحزونين عن المتمردين عن الغائبين
من قال أن الحجر بلا روح؟ من قال أن الحجر ينتمى لعالم الجماد؟
إذن كيف كانت تحادثنى تلكم الصخرة الهادئة؟ كنا نكلم بعضنا البعض، تهمس لى وتبوح بمكنون عشقها لرفيقها النهر وأبثها حزنى، فتقسم ألا تضحك أو تنام بعدها، ويتوسط النهر بيننا
ونضحك جميعنا مرة أخرى
كانت ترتدى ثوبها المسائى وتتهيأ للقيا القمر وحاشيته من النجمات الخجولة يختبئ النهر، وأنا، تحت رموش القصيدة ونراقب موكب البهاء
ثم أعود وأنا محمل بسحر اللحظات، ويهتف فيا صوت مصطفى سند
آه يا سكة مقهانا القديم حرق الليل دمانا فأجرنا بندى الراحة سامرنا بكاسات النديم
أجلس تحت شجرتى التى تحاول أن تبدى نفسها بأنها لا تهتم لآى شئ، وأنها فى تسبيح أزلى مع النسائم الضيفة
أجلس، وأنضم الى حلقة الشدو العجيب
أسمع ابو عركى وهو يكرس المعانى
ثم أراه وهو يخرج من بين زبد الكلام، حاملا بيسراه صولجان الألق النبيل وبيمناه، يوزع مكاتيب الصدق والروعة وننام على قارب موسيقاه رحبة المعانى، ونسبح على موجات صوته الفريد
نوم العوافي ماذا رأيت فيما يرى النائم دعني أجر عليك الغطاء عروس البحر قد تأتي على حين غرة إحزر... أن ينال منك غدر الموج فلن تعصمك الصخرة من الماء أوقد ينالك عبد البحر... كما روت لي جدتي ذات مساء...
وقد دفنت على المدارج أزمان وأزمان
تدفق قد نلت السمع والرضا ودي نور الهادي
12-23-2006, 07:05 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
رأيت أن الصباح يهفو لضحكاتها، تلك الزرقاء مثل ينابيع الأمنيات، ليوزع باقات أنغامها أغنيات للأطفال والعاشقين ثم يأتى ليغنيها المساء ويتوج وجهها سلطانا على الأقمار.
رأيت حتى أن طيفها، حين يمتطى صهوة حلمى، يأتينى معطرا، وتظل عيون الليل ترفع حاجب دهشتها، ترى من أين تأتينى بكل هذا الشذى المسافر، كل هذا الإخضرار؟
رأيت أن الأيام قد خلعت سنينها وانبرت، تنصب مهرجانا خارج الوقت، زلفى لعينيها، ثم حين زارتنى مواسم البكاء، هززت إليا بجزع عشقها العصى القديم، فتساقط الدمع قصائدا، وغرقت فى النشيج.
أسمع بعينى الروح المغمضتين سلطان الطرب، أبوداود، يرتل مواسيا، أو ربما شامتا
بالله يا أهل الهوى فؤادى حابه ليه جيبولى من حبه دوا والحب دواهو إيه
رأيت أن المساءات الصديقة تنضم لضفائر ألقهاِ الفسيح المملوءة بالحكايات الملونة بالدفء وابتسام البنفسج، كنت أحاول الإمساك بأطراف الأمانى، لكن كل نوافذ التخيل قد أرخت سدول رموشها الضوئية ونامت، فهومت أركض فى حشايا التعب، تسابقنا أنا والفجر وبعض فراشات، نحو صباحاتها، لنزف للنشيد خبر تفتحها
أرجو أن تقبل هذه الرسالة هنا لأني فشلت فنياً في وضعها في المكان المناسب والمتعلق بإليوت ورجاله الجوف ! فمعذرة لمتابعي الملامح ؛ آملاً أن لا تخل هذه المداخلة بنسق تعليقاتكم وتسلسلها .
الأخ / أبو ذر بابكر
لك التحية والود والأمنيات الطيبة بمناسبة الأعياد . ومعذرة لأن تأخر ردي عليك بسبب إغلاق المنبر ثم إعادة الأرشفة . لك الشكر الجزيل على رسالتك والتي أسعدتني جداً لاحتوائها على ترجمتك المبدعة والزاهية لقصيدة " الرجال الجوف "، والتي تنم عن مقدرات عالية في فن الترجمة ، وحصيلة ثرية من مفردات اللغة ، وأفق أدبي وشعري عريض .
وجدت ترجمتك للقصيدة تتميز بالشاعرية والسلاسة ، كما تعكس ذلك هذه الأبيات :
Quote: بلا بهاء ما لم تعاود العيون شرفة الضياء مثل النجمات سرمدية البقاء مثل وردة عميمة الإيراق والنماء في مملكة شفق الضياع والفناء
وأيضاً
Quote: ونحن في قبونا السراب شكل بلا جسد ظل بلا ألوان عزيمة مشلولة بلا عضد إيماءة بلا شعور أو حنان أولئك الذين هوموا وغادروا بأعين مشرعة
كما تتميز أيضاً باستخدام الكلمات والتعبيرات المحددة التي تعكس المعنى المطلوب بدقة .
آمل أن توفق محاولاتك في الحصول على التعليقات التي أبديت على تلك الترجمة عندما نشرتها سابقاً ، والتي أشرت إليها ، إذ أتوقع أن تكون مفيدة . . أو دعنا نجدد الحوار حول الترجمة - هذا الفن الذي أسهم في تطور الحضارات – وترجمة الشعر على وجه الخصوص ( والتي هي من هواياتي المحببة ).
لك الشكر مجدداً .
عبد المنعم خليفة
12-27-2006, 07:53 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
وأهنئك مقدما بكل الأعياد البهيجة، مع عذب الأمنيات لك
وحيثما حط حرفك رحاله فهو حتما يأتينا بالبهاء والجمال
وأنا ايضا أقدم العذر جراء ما حدث نتيجة لأرشفة المواضيع، وما زال بالإمكان الطلب من أخينا بكرى أن يأتيك بالموضوع، وما عليك سوى وضع "رابط" البوست فى بوست الأخ بكرى المخصص لذلك وهو بوست إعلان الأرشفة، ولا اشك ابدا فى كرم وأريحية العزيز بكرى وهو سوف يرجع البوست خاصتك بالتأكيد
ثم أشكرك مثنى يا عبد المنعم على الإطراء المفرح وأتمنى أن نتعاون فى قادم الأيام ونتفاكر فى شأن الترجمة وعلى الأخص ترجمة الشعر، ذلك البحر العميق العريض وعر المسالك
فأنا الآن على وشك السفر إلى رحاب وربى الوطن، وعما قريب أعود، ونلتقى ساعتئذٍ
وأجدد لك الود وكامل المعزة
12-24-2006, 08:26 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
بينى وبين منيتى توسلٌ يؤججُ الشغافْ يصلبُ الجوابَ فوق شرفةِ المحالْ تموت فى رؤاى شهقةُ السؤالْ
بينى وبين منيتى الأفولْ دهراً شرقتُ بالغناءِ بالنشيد خذنا يا ليلُ نحو عشقهِا الهطولْ خذنا يا ليلُ نحو وعدنا الوصولْ فأنا ووجدى الشريد فى ترقبٍ نرتّب الفصولْ فى انتظارِ مطلعِ السناء انبلاجِ فجرها الصفاء
ووعدنا مسمر على مسارح الذهول معلقٌ على شواهدِ البكاء
يساكنني إنسان ملئ بالحنين لدرجة غريبة على التصديق .. لم أتصور في يوم من الأيام أن حزنه يبهت فهو قليل الكلام .. شحيح بالكتابة .. ضنين علينا بالقراءة .. تصادف أن قرأ بعض ما كتبته أنت .. فدفعه هذا على إعطائي بعض القصاصات .. فإليكم ما كتب ..
اشتقت إليك ... بصدق المفردة التي تخاطب الحجر .. الكلمة التي لا تخاف سوء المنقلب أو سوء الفهم .. تجرد من يقف أمام نفسه ويقول أني أخطأت .. أقف الآن وأقول أني مشتاق .. مشتاق لكل شئ .. لكل ذلك البهاء .. أعلم أن تربيتنا على خوف الوجدان قد أورثتنا نوع من الحزن .. أعرف تماماً أنني قد أكون محقا في خوفي .. أن تبدلك الأيام .. وتبدل كل الجمال .. وتعودين كشجرة الصبار .. دون أوراق .. دون أغصان .. فلا طير .. ولا ثمر .. وأعلم أن احتفاظي بك في خانة الموت أفضل .. إذ أنك تظلين بذات البهاء .. الذي عرفته .. أو ظننته فيك .. ولكن برغم كل شئ .. أود لو ألتقيك .. حتى وإن طارت أوراق الشجرة .. كما حكت ريم قيس .. عن ذلك العصفور الذي قاتل كي يبني عشاً في الشجرة .. وكيف أنه لم ينصاع لظلم الحارس .. ولا عتى الريح .. وكيف أنه لما اتم العمل في العش .. وأتى بفرحة عمر .. وسما بعيون منتصرة .. طارت أوراق الشجرة .. ولكنني لاأملك غير خيار واحد .. هو أن أحاول أن أبني عشاً .. حتى وإن طارت الشجرة نفسها .. الركون للذكريات لذيذ .. فقط عندما تموت .. ويكون ليس بإمكانك شئ.
كم سألت نفسي بجدية وبدون نعاس .. هل من المقدر لك أن تكون الأخير في كونك .. وتموت في اليوم ألف مرة لأن لا أحد يتكلم لغتك .. هل من المعقول أن تمر الأيام بالذات .. بدون أسباب كما يحدث الآن .. من تكرار غير مجدي .. وشهقت دون داعي
فسري لي معنى أن يكون الفرد مفرد .. وبرري لي لماذا لا يجد من يقول له لماذا أنت مفرد .. قرأت في زمن ليس بالقريب .. في مجموعة قصصية لغسان كنفاني اسمها كما أذكر موت سرير رقم 12 .. في أقصوصة العطش .. بأنك لست عطشان حقيقة .. ولكن تبحث عن إنسان تقول له أنني عطشان .. على كل حال .. أتمنى أن تجمعني بك الأيام .. لغيرما سبب .. في عهدٍ ما أكون فيه أقرب ما كنت .. وتكونين أنت فيه كما أذكر وأعرف .
12-27-2006, 07:59 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
ياايها النفس الذى احيا عليه الصمت يشرب ذروة الابداع فيك وانت تطلع كالبراعم من يديه الان بردك راحل عنى وانت هوى النوافذ ايها النفس البعيد من قاسى بعدك فاستحق المرمر الصيفى ينبض فى المفاصل من جديد ياايها النفس الذى قاسى الصبا والكهرباء البكر ..حط على الستائر متعبا الان اعلم ان قدرك يعدل الدنيا واكثر ايها النفس العنيد
هذاه نبضة حية للشاعر المبدع مصطفى سند.
وانت ياصديقى تنقلنا كما عهدناك الى عوالم من الدهشة والمتعة بحروفك الانيقة ..سنبلة خضراء تهديها بكل سخاء للقلوب المرهفة ابو ذر لك كل مساحات الجمال فتمدد كما تشاء حرفا انيقا مدهشا محبتى
02-24-2007, 11:35 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
هو ذات النفس يا صديقى ذلك القادم من تلافيف روحك الندية "تتكرفه" اللحظة فلا يعد بمقدورها سوى أن تمنح الآخرين أنفسهم بكل ما فيها من عبق يساكن الرحيق، ورحيق يكتب بحباته معانى الحياة
كان من ضمن برنامج الرحلة الأخيرة للوطن، أن ألتقى مطولا بشيخى البهى "سند" أستند على كتف حروفة الوضيئة وأتكئ على صدر معانيه التى لا تطال ولكن شاء الخالق إلا أن تنقلب أحوال الآمال إلى أحزان لا حد لهاو "باظت الشغلانة كلها"
أرسل لك المحبة غير منقوصة يا منعم، وبرفقتها تحايا بطعم ما تبقى فينا من وطن وطن غادرناه للتو لكنه لا يتركنا ابدا
لعل شيخي يناجي النيل الآن .. فله عنده وقفات ووقفات .. نرهف السمع حينها لأن القول من كريم لكريم .. ولا نجرؤ على مقاطعة لقاء الأحباب .. أحسبه الآن يعالج فداحة الحنين .. والصبر الجميل .. لغير ذلك ما عودنا الغيبة من الملامح .. وكيف يرتش لوحاته بكل ذلك السناء في كل حين .. أغبطه وهو يحاول دق الصخر .. لاستنبات النضارة في اليباب .. عسانا نكسب من هذه الحضرة .. معانٍ طيبات .. معك أزيد صلاة في طلب الغيث .. لعله عارض ممطرنا خير مثل كل مرة ..
لك الشوق الجزيل وكل ما من شأنه صب العطر فوق أرجاء لحظاتك السنية دوما
كان الود والله يا صديقى أن يكون الشأن يمثل ما قلت أنت، لكن سبحان من لا يسير الكون إلا بأمره، كانت الأمنيات عتيقة وقديمة وقد إعتلى صهوتها فرح مشوب بقليل من الندم، كانت أن ألتقى صديقى النهر وأنا فى أبهى حلة من صبا النشوة وعربدة الأشواق، أن أحكى له ما فعلته بنا الأيام ونحن عنه غياب، ولكن أبت يد الحزن إلا أن تمتد وأبى الموت، رغم محاولاتى الدائمة معه فى أن نصبح صديقين، لدودين على أضعف الإيمان، رغم كل هذا أصر على أن يبعد عنى أطيب الناس وأحبهم، أصفى خلق الله وأجملهم روحا ومعنى، أبى وصديقى الحبيب ومن حينها وأنا والفرح فى حداد مقيم وحزن عميم
أخبرت صديقى وصديقك، ذلك الأزرق الجميل، أخبرته عن حالنا، فغرق فى نشيج طويل، بكينا سويا وكانت الموجات ترتل أناشيد الحياة
كنت على وشك أن أسأله
لم لا يدفن الموتى فى عمق طينه؟
بدلا من ذلك التراب الذى لا حس ولا مشاعر لديه
ثم استحيت منه، حتى لا يظن أنى أمارس الطمع زيادة
تركته ومضيت أجرجر أذيال الحزن
لأول مرة أغادر ولا أودعه، فقد صرت أخاف الوداع لأنى رأيت فيه مفتتح ذلك الرحيل السرمدى
الذى يسمونه الموت
02-24-2007, 10:09 PM
حبيب نورة
حبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581
ياموت ! قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري ورميتني من حالق ، وسخرت مني أي سخر فلبثت مرضوض الفؤاد أجر اجنحتي بذعر وقسوت إذ ابقيتني في الكون أذرع كل وعر وفجعتني فيمن أحب ، ومن إليه أبث سرّي وأُعدّهُ فجري الجميل ، إذا ادلهمّ علي دهري وأعده وردي ، ومزماري ، وكاساتي وخمري وأعدّه غابي ، ومحرابي ، وأغنيتي وفجري ورزأتني في عمدتي ، ومشورتي في كل أمرِ وهدمت صرحا ، لا ألوذ بغيره ، وهتكت ستري ففقدت روحا ، طاهرا ، شهما ، يجيش بكل خير وفقدت قلبا ، همّه أن يستوي في الأفق بدري وفقدت كفا ، في الحياة يصدّ عني كل شر وفقدت وجها ، لايعبّه سوى حزني وضري وفقدت نفسا ، لا تنئ عن صون أفراحي وبشري وفقدت ركني في الحياة ، ورايتي ، وعماد قصري ياموت قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري ياموت ! ماذا تبتغي مني وقد مزقت صدري ؟ ماذا تود ، وأنت قد سوّدت بالأحزان فكري وتركتني في الكائنات أئن ، منفردا بإصري وأجوب صحراء الحياة ، وأقول : أين تراه قبري؟ ماذا تود من المعذب في الوجود بغير وزر ؟ ماذا تود من الشقي ، بعيشه ، النكد المضر ؟ إن كنت تطلبني فهات الكأس ، أشربها بصبر أو كنت ترقبني فهات السهم ، أرشقه بنحري خذني إليك ! فقد تبخر في فضاء الهم عمري وتهدّلت أغصان أيامي ، بلا ثمر وزهر وتناثرت أوراق أحلامي على حسك الممر خذني إليك فقد ظمئت لكأسك ، الكدر الأمر خذني فقد أصبحت أرقب في فضاك الجون فجري خذني ، فما أشقى الذي يقضي الحياة بمثل أمري ياموت ! قد مزقت صدري وقصمت بالارزاء ظهري ياموت ! قد شاع الفؤاد ، وأقفرت عرصات صدري وغدوت أمشي مطرقا من طول ماأثقلت فكري ياموت ! نفسي ملّت الدنيا ، فهل لم يأت دوري ؟
أشعر أني أفقد شيئا أكبر مني… ليس الجد وليس الوالد… شيئا حيا قد فارقني دون ممات.... ليس عيوني…ليس يدي… وليس الروح وليس الذات… شيئا خلف بقعة برد في ذاكرتي… هل ضيعت (السر الأعظم) في تكويني؟ أخشى أني أفلت مني…عني أخشى ما أخشى أن أخشى… أنا ذا أهذي ..أفقد شيئا.. شيئا..خطرا لا أذكره.. أعجب مني كيف أمر أمام الصنم ولا أكسره… أسأل نفسي… كيف أحب الله بهذا القلب وكيف بذات القلب أبادل حبا…من يكفره أسأل نفسي : ـ كيف تعبت مسافة شبر ـ بين رصيف القلب وأصل لساني...؟ ! أشعر أني…أتبع قافلة أخرى ليست قافلتي… أمشي عبر زمانٍ – ليس زماني… ليس زماني…ليس زماني هذا كابوس… أضغاث ظلم في ظلم في ظلمه… أسأل نفسي…؟ ..لم أسألها ؟.. حقا إني أفقد شيئا أكبر مني ليس امرأة… ليس الجرعة واللقمه .. أشعر أني…سارية طارت عنها رايتها وقضيتها. أشعر أني حدّا سيفٍ يفتقد القائد والأمه..
هو الإشراق دوما الذي يحيل المعطيات إلى نفائس والعتمة إلى حقيقة .. وهي الأرواح القوية تلك التي تلهم الحياة .. بالعبور إلى الموت .. نتمنى له تيامن الكتاب .. ولقاء الأحباب .. والقرب والاستظلال .. ولا نعزيك .. فالعزاء في الفقد .. والغبطة في الظفر .. ندعو أن يتقبله الله القبول الحسن .. نكاد نعرفه في طيب معشرك .. ولطافة تعاملك وسيرتك الداعية للغبطة ..
فهل يعدو هذا المربي أن يكون صاحب الولد الصالح .. الذي يدعو له .. والذي بدعائه تدعو القلوب المحبة .. فهلا أرفقت في توقيعك اللهم أرحم والدي ..
02-27-2007, 08:31 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
بل هى العتمة التى تسلب الأشياء حقها فى الإمساك بخيط ضوء واهن، تتكئ عليه وتهش به عثرات المسير
هى محاورة الحياة وطول وقوفنا أمام باب التمنى، نستجدى شربة فرح يتيمة، تساعد، ولو قليلا فى إطفاء سعير الإنتظار، ونظل نستمسك بعروة الأمل، نسقيه من دمنا الشحيح اصلا ليتواصل رقص الظلال فوق أرضنا اليباب
الموت سفر ورحيل بطعم آخر، لا فرق بينه وما نمارسه فى كل لحظة وموسم، سوى أنه يصر على تمديد سقة الفراق ومد مسافة الغياب، وفى كليهما يسكن الحزن، ومنهما يولد وينمو ويستطيل
هل تذكر ما قلناه لصاحبنا عبد الله جعفر
قلنا له، وكنا صادقين، فى أن الحزن اصدق إنباءا من الفرح، وأقوى شكيمة
وعلى ذكر ذلك الإنسان الأخضر
حدثته حين كنت هناك، وكنا على أمل اللقيا
لكن دائما وبعادتها القديمة اللئيمة
كانت الآمال خائبة
مثلى
02-27-2007, 07:34 AM
Tabaldina
Tabaldina
تاريخ التسجيل: 02-12-2002
مجموع المشاركات: 11844
يا هذا .. هل تعلم أنك متهم ..؟ هل تعلم أنك قد أغرقتنا في هذا اليم من الود والشوق والهيام ؟ هل تعلم أنك قد ألقيت على هذه الأمواج من لا يملك زورقاً ولا عاصم ؟ وهل تعلم أنك قد استنطقت صامتاً لا يعرف لوحاً ولا قلم ؟ هل تعلم؟ هل تعلم أنك كالعصافير إثماً وجرم ؟ هي تلوِّن أجواء الصباح باللون واللحن .. وأنت تلطِّف أعصابنا فيسكن الجرح ويصمت الشجن؟ هل تعلم أنك والنهر سيان ؟ على ضفتيه المدائن والسفائن وهمسات العشق والألم .. وعلى دفتيك للأوجاع سكن وشفاء وبلسم ؟ لمن نشتكيك؟ للنسيم المتآمر مع رقتك ؟ للكنار المقيم على دوحتك ؟ للبر .. للبحر ؟ للنجوم .. أم منازل القمر ؟ للشعر .. للنثر .. قل لي .. فكلهم حاشيتك أيها الأمبراطور .. .. نغيب ونعـــود .. وأنت كما أنت مذ تفتَّـقت أكمام الورود .. مثل عنتر أو كيوبيد .. تمتطي النوق العصافير وتعبر المجاهل والحدود .. لتعود للأميرة بخاتمها السحري وثوبها المفقـود .. فيرقص الحراس والشجر المجاور .. وتنحني هامات الجبال تقبِّل "الملامح" أميرة العهد الجديد ..
..الحب لك .. الحب لك ما أزهرت وردة أو تدلى عنقود .. الحب لك منظوم على مسبحة شوقها وتاريخها الشريد .. فإن حادت عنَّا وجفَّفت غدائرها لن نحيد .. وإن غابت ضفائرها .. سنذكرها ونحتفل بذكراها عيداً بعد عيد ..
صلاح / شتات
03-14-2007, 05:28 PM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
أبوذر .. هذا الموسم .. وفي هذا المضيق من العمر .. "يطـول ظل الماضي .. والنهايات الأفقية البعيدة تبدو أكثر قربا"ً .. شجرة العشق تقصِّرَنَّ على نفسها معارفها .. "وهي" في حزنها القديم .. " الصباح يهفو لضحكاتها، تلك الزرقاء مثل ينابيع الأمنيات" ولكن أين هي؟ .. تجدها هائمة في سهول الذكري تبحث عن غزلانها المفقـودة .. غريبة اليد واللسـان .. تسير بلا ترجمان .. نبحث عنها وننتظرها كصباحات الأعياد .. "ولا هي ولا قُطًّـاع من أماكنها القديمة" .. "ما أصعب أن تهوى امـرأة بلا عنوان" .. نسأل عنها شاديات الطير والجذر النائية وقوافل الرياح .. نبحث عنها بين حروف القصيدة وخطوط اللوحات وأمواج الأنغـام .. وسنظل نبحث .. فربما نلتقي .. أتذكـر؟ أتذكـر يوم أن كنا جلوساً على شاطئ "الملامح" .. والشمس ترتدي ثوبها البرتقالي .. وترفض أشعتها الرحيل ..؟ يوم أن كانت تغدو طيورنا بالشوق خماصاً وتعود بالحب بطــانا ..؟ يوم أن كانت رموشهـا تنسج خيوط الرؤية فيستحيل المدى إلى نقطة ..؟ الوقت لم تكن تحسبه الثواني .. بل نبضات القلوب .. القوس كان الميعاد .. والتاريخ كان هو الميلاد .. والآن نعـود .. كجريحٍ عائد من حرب .. كبحّار فقد ذاكرته .. أو مسافر ضلًّ الطريق .. نعـود والعزاء حفنة من تراب كنًّا قد أخذناها من ذلك الشاطئ البعيد .. وخصلة من شعرها أهدتها لنا قبل المغيب.. وفي البال صورة قبلة على خد الأفق .. أما تزال تذكر أم أنني ماسوشي متهالك ..؟ دعنا نهديها أغنية "تينا آرنيا" Heaven Help My Heart .. لنستعيد ماضيها النوراني على حاضرنا الشريد .. دعنا نتسوًّر قصرها ونضع على نافذتها وردة حمراء وبطاقة تحية .. أترَى ذلك؟ أم "تُرى أي فرع سينهى الطريق الطويل إلى الملتقي" ..؟
ونلتقي صلاح / شتات
03-17-2007, 04:41 PM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
Quote: تلك الصخرة وهى تتوسد فى طمأنينة دافقة، تلك التلة الرمادية الرزينة
أهي صخرة الروشة في بحر بيروت الغربي ..؟ فنكتب وصيتنا الأخيرة وبطاقات الوداع والمراثي ..؟ أهي صخرة سيزيف ..؟ وأسيف العذاب الأبدي على ماضٍ تولى وجرحٍ لا يُشفى ..؟ أم هي صخرة "المطر" ..نقف عليها في الساعة الأخيرة من الزمن الإضافي ..؟ بكلٍ تداوينا فلم يُشفَ ما بنا .. وعلى كلٍ وقفنا ولا مجيب .. وقفت أسألها وكيف سـؤالنا صمٌ خوالـد ما يبين كلامهــا .. عُريت وكان الجميع فأبكروا منها وغودر نؤيٌها وثٌمامهــا .. بلْ ما تذَكَّرُ من نَوَارَ وقد نأت وتقطعت أسبابها ورمامهــا .. مُريَّة حلت بـ "فيدَ" وجاورت "أهل الحجاز" فأين منك مرامها .. .. نعم أين منك مرامهـا ...؟ وقوفاً بها صحبي على مطيِّهم .. .. يقولون لا تهلك أسىً وتجملِ فهل غادر الشعراء من متردم؟ وهل حقاً جفَّت مدافع الريان والدخول وحومل؟ أم ما يزال ودق الرواعد يصيبها جوداً ورهام ..؟ وهل ترزق مرابيع النجوم؟ هل تعلو فروع الأيهقان ؟ وتطفل بالجلهتين الظباء والنعام ..؟ أم أنه ليلٌ كموجِ البحر تمطَّى وأردف أعجازاً وناء بكلكلِ ..؟ قل لي أيها القائم عنَّا وسفيرنا في وادي العصافير ..! قل لي .. كيف المزار وقد تربع أهلها بعنيزتين وأهلنا بالغيلم وقل لها .. أنَّـا سوف تُدْرِكُنا المنايا .. .. مقـدرةً لنا ومُقـدَّرينا قفي قبل التفرق يا ظعينا .. .. نخبرك اليقين وتخبرينا قفي نسألك هل أحدثت صرماً لوشك البين أم خُنْتِ الأمينا ثم قل لهم .. وقفت بها من بعد عشرين حجة فلأياً عرفت الدار بعد توهـمِ ولما عرفت الدار قلت لربعها ألا اْنعِمْ صباحاً أيها الربع واسلمِ تبصَّر خليلي هل ترى من ظعائن تحمَّلن بالعلياءِ من فوق جرثم
وتبصَّر أنت يا صديقي .. واغفر لي حماقتي .. إذ كثيرٌ من السُؤالِ اشتياقٌ .. وكثيرٌ من رده تعليلُ فهل كنت صادقاً لديك .. أم تراني هائماً في ضلالي القديم ..؟
ونلتقي .. صلاح / شتات
03-18-2007, 03:54 PM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
هذا الصباح، وكأنه قد تنفس دون وهج شمسه المألوف، مألوف لأنه متكرر، لا نعرف تأريخ إلفته ولا موعد بداية تكراره، لأننا لا نعرف أنفسنا أتى هذا الصباح وكأنى به يستعجل مقدم الغروب، وماذا لديها هناك، هذه الشمس، ما الذى يستحثها للركض إلى جهتها الأخرى، ألا تمل هذا التكرار المميت؟ جاءت فى هذا الصباح بوجه "مصرور" غاب بِشره واختبأت بشارته، جاءت وكأنها تنبئ بأفول الضوء وانحساره عن أرض الدم فليكن ذلك إذن، ولم لا وهذا الأفق أراه الآن وأنا أجلس على حافة السأم، أراه وقد تلطخ بما تبقى من من دم قابيل لونه ليس بذاك الإحمرار المعهود، لكنه يحمل ملامح الكدر ولون الجمر، أليس هو إحمرارا قابيلى المذاق؟ فليكن ذلك إذن أردتها، أعنى اللحظة، منبراً لخطاب وداع، وأرادتها اللغة مأتما لوداع المنابر، أو ربما هى خطبة أمام سرادق الموتى الأحياء، الأحياء الموتى، لا يهم الفرق طالما أن الروح قد ملت سجنها الممتلئ بلحمٍ لا طعم له ولا معنى تناثر المتاع وسرقت العتمة وهج الإمتاع فليكن ذلك إذن
و
ما زالت أُحجيةُ النهرِ تسافرُ مثل الدعواتِ مثل الرمحِ بين يدِ الميلادِ وقلبِ القبرِ أيها الناس، ايها الناس
من شهد منكم الشمس وهى تجرى "مصرورة الوجه" صوب موتها اليومى فليفرد وجه دمه وليصلى كل فروض الضوء "جمع تأنيب" فالضوء قد سُرق
ومن رأى منكم عتمةً تعتلى رأس الحروف والبيوت، ثم تترجل لتتسلل بين نوافذ العيون فليرتل ما حفظه من أناشيد البقاء، وليعصر ما تبقى من إخضرار فى دمه
فقد تتكرم الشمس وتعفو عنا
03-24-2007, 07:15 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
بين إبتسامك والمنى وقف البنفسج وإنحنى جاتك غناوى الدنيا كلها تمشى تقدل فى إنسجام حضن الوهج حضرة عيونك ولونا بين إبتسامك والبنفسج إنتشى المعنى و توهج وقلنا لى عيونك سلام
03-25-2007, 05:56 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
بين إبتسامك والبنفسج إندهش خاطر الكلام بين البنفسج والسنا قامت حدائق إبتسام ومن بين عيونك والسنا إشتقت الرؤية المعانى وقف البنفسج وإنحنى وإحتوى اللحظة الهيام
04-01-2007, 03:17 PM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
الشارع هناك يحلق بعيداً، لكنه لا يتلظى بنار الشمس، ويوغل عميقاً، لكنه لا يعير إنتباهاً لبرودة الأعماق. أقدام الخلق أجنحة تلغى تماما لهف الخطوة لتتحول إلى مصارعة أسفلت الهواء الخطوات هناك لا تقنع بما ييسره التراب من موطئ. ما الذى يجرى هناك إذا؟ فى قلب التيه المسيطر وفى ما يسيل من فم الوقت من إزدحام يغمر الزمان ولا يروض المكان. علىّ أن أسأل إذا وهذه الدروب تفضى بك إلى قلب ال "يونيون جاك" وللعجب فإنها تقودك إلى قلبه، حيث يربض جسد "الجامع الكبير"، هكذا أرادها الإنجليز، خارطة تمجد تلك الحسناء التى لا تغيب شمس شبابها، ثم "تسودن" بطريقة غائرة المعنى، روح المكان وجسده. أربعة شوارع، كل واحد منها يبدأ من مفتتح الجهات الأربع، ليقود الى قلب المعنى هكذا أرادوا وهكذا فعلوا. شارع "فيكتوريا" يفتح فمه من أمام القصر، وهو فى المبتدأ قصر، لا يهم ساكنه، سواء كان هوراشيو هربرت كتشنر أو جعفر محمد النميرى، هو قصر، ثم تنتهى مسيرة "فتوريا" عند نصب كان يشبه فى طعمه شكل علبة السردين وفى وسطه مسلة قصيرة المعنى، تمجد قتلى حروب التى غابت شمسها الآن، بما فيهم أولئك "المشلخين" أفقيا ورأسيا، ثم يقف بعدها سور السكة الحديد فى وجهك، وما عليك سوى أن تقفز من فوقه ليسرى جسدك، فى الجهات الأربع أيضا، هكذا أريد المعنى ايضا. تريدنى أن أصدق حديثك يا "معرى"؟ فليكن ذلك، وسأبدأ الآن فى تخفيف الوطئ بذات الأقدام التى ما ملت التحليق، لكن المسافة الآن بين "أتينيه" و "الكلوزيوم" مثل المسافة بين أثينا وروما، والشقة بين "السان جيمس" و "الرويال" تعادل ملايين السنوات الضوئية العجاف، فيا ايها المعرى، لا تحرجنى بتصديق كلامك، لا تحرجنى، فالخرطوم الآن قد إنتبذت أقصى ما فى المجرات الشائكة من أغوار، وبعد فم الرغبة عن كأس الأمل، المسافة الآن بين "خا" الخرطوم و"خا" الخضرة، تماما مثلها مثل تلك التى بين "جيم" الجنة و"جيم" الجحيم. ثم بمساء شتوى "لندنى" الملامح، يتلقفك شارع البرلمان، هو ايضا قصير النفس ولا تفتر الخطوات/الأجنحة من الغوص/التحليق فيه، هناك وأنت تيمم شطر الشرق منه، وفى وسط أخيلة النجيلة والنوافير الكسولة، بسطوا ساحة للشهداء، لم يخبرونا أى الشهداء هم، بل نصبوا فيها لإبنهم الغازى تمثالا ثم أزيل، وليتهم تركوه ليذكرنا بمعنى الإنتصار وطعم الهزيمة، لكى نتذكر دائما أن لا أحد يهزم أحدا، بل الناس هم الذين يهزمون أنفسَهم بأنفسِهم، فالهزيمة فعل داخلى بينما الإنتصار عمل خارجى. لو أردت أن تلون الغناء فى الخرطوم، فإنك فى حاجة الى كل الحدائق التى ترضى أن تهب ألوانها، فى حاجة الى كل الريح التى تنقل أنباء الأحزان وجميع الزغاريد التى تضمر الفرح لتنشره فوق أرض المساكين. لن ألوم الحبر حين يتوغل بعيدا فى دواة الدم، فأمام عتبات الإشتهاء تصلّى الشمس مواقيت الشروق، ولن أسير تحت سماء الواقع، فالخيال أرض تؤتى غرسها بشرا كانوا ومكانا يصارع تبريح التوهم ونوق الأخيلة. فالصورة أكبر من أن يحتويها إطار التراب الضوء فيها غامض وخجول، لكن رغما عنه وعنى، سوف أحمله تحت القلب من الخرطوم، إلى الخرطوم. ما النهر سوى طائر مسافر إسمه الحنين والبيوت دموع تيبست وتجمعت حولها أفواج "اللبخ" مواسية، المكان إكسير الحياة. ولكن ماذا تشبه هذه المدينة، هذه المدينة تحديداً، وبماذا يبشر القمر؟ وإلى حين
04-16-2007, 05:38 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
إن الإستمرار والتمادى فى إعتماد الثقافة ذات البعد الواحد، فى أى مجتمع تتكون أنسجته من ثقافات متعددة، لهو أمر يؤدى ويقود إلى حتمية الإنهيار، إذ لا بد من الإعتراف أولا بالثقافات الأخرى للجماعات والأقليات المشاركة أو المتشاركة ورد الإعتبار لها، ومن ثم ينداح الأمر إلى أفراد أو جماعات تلك الثقافات.
هنا مجموعة رؤى وملخص قراءات عديدة فى شأن المشكل الثقافى السودانى، والثقافة هنا تعنى كل أنماط وطرق ومدخلات ومخرجات حياة الفرد أو الجماعة بكل ما فيها من جزئيات وعناصر.
بدءا، إن الإعتراف بحق الثقافات المتعددة لأقليات أو جماعات ما فى أى مجتمع متعدد، هو المفتاح السرى الأول وربما الوحيد والذى يفضى بابه إلى خلق وتهيئة المناخ لإجراء الحوار بين تلك الثقافات، فالإعتراف يمهد السبيل لمعرفة نقاط الإلتقاء ونقاط الإختلاف، لذا فإن أى تمازج ثقافى لا يتم إلا بالإعتراف المتبادل بين ثقافات الأقليات، فالسودان يمثل أنموذجا مصغرا لما يجرى إقليميا وأفريقيا على وجه التحديد، وكونيا ايضا من ناحية تعدد أنماط ثقافة البلد الواحد، فللحصول على تمازج ثقافى دائم ومستقر لا بد من الحوار، مع التشديد والتركيز على أهمية تفسير هذه الثقافة أو تلك، بمستويات المزج القومى الأشمل.
يرى البعض أن الحوار غير ممكن فى شأن المواضيع الثقافية والإجتماعية، فهم يرون أن الحسم يجب أن يكون عن طريق الصراع وليس الحوار، وهذا قد يكون صحيحا فى بعض أحايين، ولكن حتى مثل هذا النهج فى الحوار يمكن أن يتخذ هيئة الحوار المتواصل إذا توفرت له الأسباب والسبيل الصحيحة، فقد يكون الصراع مسلحا أو قد يكون مستترا غير ظاهر لا يريد أهله الإعتراف بوجوده، على الرغم من حقيقة وجوده، وكلا هذين النوع متوفر وموجود فى السودان ومن هنا يتوفر خياران، الأول هو أن يحدث الصراع الثقافى بشكل قمعى سلطوى يقود ويؤدى إلى تجريد ثقافات معينة من قدرتها ليس على الإستمرار فحسب، بل قدرتها على الوجود ومحاولة غذابتها فى أتون ثقافة أخرى، والثانى هو أن توفر الفرصة للأقليات الثقافية لتظهر ما لديها، والمحصلة الأخيرة تكون فى إيجاد وخلق ثقافات متعددة متفاهمة متمازجة تفضى إلى قبول متبادل وخلق وطن يسع الجميع.
يمكن أن يتم الحوار بين الأفراد، اللغات، المؤسسات الثقافية/ إن وجدت، أو بين القيم المجتمعية فى شكلها الأعم ومثال على حدوث الحوار بين الأفراد، كما أورده الدكتور نور الدين ساتى، هو العلاقة بين المخدم والخادم، والتى لا تخرج فى حدها الأدنى من كونها علاق صراع أكثر منها علاقة حوار، فهنا يعتمد الأمر على الطرف الأقوى/ إقتصاديا وثقافيا، وهو المخدم، فإذا أظهر المخدم الإهتمام بخادمه، والكلام لا يزال للدكتور ساتى، وعامله على أنه بشر مثله وحاول أن يفهمه وخلفياته الثقافية، ففى هذه الحالة يكون الوضع أقرب إلى الحوار منه إلى الصراع، مع بقاء الصراع قائما من الناحية الموضوعية.
ولكن، وعلى الرغم من نذر ألإيجابية التى تظهر فى تحليل الدكتور ساتى، تبقى هناك بعض العوامل التى تعمل على تأجيج أوار الصراع بدلا من خلق أرضيات الفهم والإستيعاب، وأعنى بذلك الأفكار الثقافية الإستلابية المسبقة والصلف الإجتماعى والإستغراق فى الذاتية، فإذا نحن نظرنا قليلا فى سلوكيات وأخلاقيات البعض، نجد أنهم ما زالوا يعتمدون ذات النظرة إلى بعض أهل المناطق التى لم تنل حظها من التنمية بشكلها الأوسع سواء كانت تعليمية أو ثقافية أو عمرانية الخ، ينظرون إليهم بذات النظرة الإستعمارية القديمة، وهذا ربما يكون سببا اساسيا فى تأجيج نار الصراع الثقافى والذى يقود مباشرة إلى اشكال أخرى من الصراع أكثر إتساعا وأشد فداحة، والأمثلة شاخصة وقريبة فى وطننا السودان.
فالخطوة الأهم فى نظرى، هى النظر بطريقة محايدة ومتفهمة إلى جميع العناصر الثقافية للأقليات ورمى النظرة أو الأفكار المسبقة بعيدا، ثم تمثل كل هذا التراث الثقافى المتراكم ومعالجته نقديا وتحليليا بشكل يفضى إلى مدخل قوى للتلاقح ثم للتمازج المنشود.
إذن، فالحوار يحمل أشكالا عديدة، فهو حوار بين المكونات الثقافية للأمة السودانية كلها، وحوار بين العناصر الداخلية المكونة لكل ثقافة على حدة.
أما الحوار بين اللغات فى السودان، فربما يكون هو الشكل الأجمل الذى تم بالطريقة المطلوبة والتى حدثت ربما بغير وعى أو قصد بين العديد من أهل اللغات المختلفة فى السودان، ولو تم الأمر فى أجناس الثقافة الأخرى بهذه الطريقة منذ البداية، لكفى الله السودان شرورا كثيرة فقد تم تمازج وتزواج نتج عنه هجين معروف وملموس فى السودان، وخلقت لغة هجينة فيها شئ من العربية والنوبية والفوراوية والتبداوية ومن الدينكاوية، وقد إختفى الكثير من معالم هذه التعابير أو تلك المفردات الداخلة هنا وهناك ونتج ما يمكن أن نسميه باللهجة السودانية، واصبحت تركيب لغتنا الدارجة شبيه بتركيب الجنس السودانى، فهو تركيب تتداخل فيه كل تلك العناصر بنسبها المختلفة.
فى السودان حسب بعض الإحصائيات نحو من مائة وأربعين لغة ولهجة، ومن اليسير جدا أن تجد شخصا يتحدث بلغتين أو ثلاث فى الوقت نفسه، وهذا دليل على قوة اللغة فى السريان ثقافيا بين عديد الثقافات المتباينة
لا بد من خلق الجو الملائم لتوطيد الحوار الثقافى، فمنه وبه يحدث وينتج ما تعجز عن صنعه كل اشكال المداواة الأخرى
وما حدث فى السودان ولا يزال يحدث، هو نوع من الصراع القوى والمؤذى فى بعض الأحيان، الأمر الذى أنتج نوعا من الحوار الخفى بين الإنسان ونفسه، ومثال على ذلك نجد أن الإنسان السودانى فى منطقة الوسط، قد يجد ذاته فى بعض اللحظات وهو لا يعرف من هو تحديدا، فهو من جهة نوبى بواجهة عربية ومن أخرى عربى بواجهة نوبية، على عكس إنسان السودان فى مناطق أخرى منه، فهو يعرف تحديدا من هو، مع الأخذ فى هكذا صراع للجانب الإيجابى والذى يمجد "الجنس الهجين" حسب مقولة ليوبولد سيدار سنغور، بأن الجنس الهجين هو جنس المستقبل.
إذن فالحوار وحده هو الأجدر بتقديم الحلول لجميع التناقضات والإشكاليات الثقافية بين الأفراد والجماعات، وإذا كانت الثقافات فى كل العالم الآن تمضى صوب الوحدة والإنصهار، فإن "السودانوية" عندنا تمثل واحدا من أهم نقاط الإلتقاء الكفيلة بتجميع كل هذه الثقافات الغنية المحتشدة بالحياة فى داخلها، فالحوار بين كل القيم الإجتماعية والأصالات التراثية فيها، توفر الظروف الصحيحة والصحية لخلق إنسان سودانى صحيح ومعافى إجتماعيا وثقافيا
04-22-2007, 07:07 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
ونغنيك يا طول الشجن مهما محطاتك بقن سكة وجع احزان منافى مهما عوينات الوطن بعدت مزملة بالسهاد ومهما برق الشوق شلع لاحت بعيد ايدنك الشايلة المراحب والعوافى قول لينا يا درب المحن لا طيفك الراجنه زارنا ولا عبر لا نجمة تضحك للقمر تغزل خيوط الليل ميعاد
وأملنا فى اللقيا المحال مل السؤال لمتين عويناتك بعاد؟ لكن عذابات السهر والانتظار واللهفة والشوق الأمر فى بعدك أصبح لينا دار واللحظة أطول من دهر
فراقنا يا ليل الشقا وقساك على قليبا تعب ودع سعادتو وفارقا وا شوقو لعيونا حنان بتلاشى فيها ويعشقا لمن رموشا السايلة ديك تضحك ترفرف زى غمام ظلل مواسمنا وسقا فراقنا يا وطن الصبر توهنا شال طعم العمر ما إنت ساكن فينا ريد كل يوم جديد يكبر يزيد أملا يفر جنحاته يرحل بينا ليك نتهنا بيكا ونحتويك بالله يا الوطن المجافى نادينا فى جواك نقيف ويجى الخريف يسقى الغناوى الطاشا بينات المرافى يضحك النيل الموافى جوانا تخضر القوافى ونجيكا تانى نغنى ليك نلقاكا يا أجمل وطن ننساكا يا وجع المنافى ============================
أنبأتنا الزرقة حدثنا خرير اللون يا صديقى بك عنك ما أن راينا عصافير الصباح ترتب وجه النسيم حتى أدركنا إنا على وعد بفيض إبتسام من السماء تلك التى لا تطاولها أخرى
أجل يا صاحبى ضعنا وضاعت اشياء مرت مياه كثيرة اسفل جسور الحزن فوق أرض الفرح المجدية توكأنا على أغنيات لا تسد رمق الوجع النهم وسافر فينا الوقت بلا محطات تروى غليل الإنتظار
ألا زلت تنادم أناشيدك الزرقاء وهل تبقى فى المدينة قلب يعرش فيه فراشات العشق
كان عروجا إلى ذرى التمنى ثم هبوطا إلى درك الخيبات
كان العشق قدرنا السرمدى وكان الدمع "محط آمالنا" المهترئة
كيف حالك والوطن؟
كيف الوطن ومدادك العذب ذاك؟
اسعدنا إنهمار اللون فسكنت ورود السماء أوردة الإشتهاء
وها هى الفرحة تنقر على نوافذ الإنتظار
و"آمنة" تلك التى أجلس قرب نبع عينيها استقى منها رحيق الحياة وأتزود من خبزها عمرى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة