|
Re: من أوراق العام 2001 (Re: عبد الحميد البرنس)
|
لفت نظري وسط زحام وظيفتين أن ثمة جوانب من الحياة الثقافية في مصر مازلت محتفظا بها بعيدا من النور, ويطيب لي هنا أن أبسط جوانب منها, ولعل من أوراق ذلك العام ذلك اللقاء الذي نظمته الجامعة الأمريكية بالقاهرة بين الطيب صالح ومحبيه, ولكني أبدأ وسط مشاغلات ولدي محمد واحتجاجه لانصرافي عنه الآن بعبارة بالغة الدلالة نسبتها أوراق المركز العربي للطفولة والتنمية إلى العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني:
(لا يهم العالم الذي سنتركه لأولادنا بقدر ما يهم الأولاد الذين سنتركهم لهذا العالم...)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من أوراق العام 2001 (Re: عبد الحميد البرنس)
|
في بداية ذلك اللقاء, أشار الطيب صالح بوعي حاد بالزمن إلى (انني الآن في هذا العمر والذاكرة لم تعد كما كانت, فلست هنا لتقديم محاضرة بل للنقاش, أستفيد من المناقشين كما يستفيدون), وإذا كان ذلك اللقاء معدا وقتها كيما يتحدث الطيب عن وضعية المثقف بين (الشرق والغرب), إلا أن الطيب صالح تخلص ببراعة من كل تلك التعقيدات (التنظيرية) قائلا: (سأتحدث عما أجوده ككاتب)!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من أوراق العام 2001 (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أشار الطيب صالح الذي أكد من قبل عبر أكثر من سياق أن الكتابة ( لعنة) إلى وظيفته ككاتب, قال (أحترم الكتابة, ولكني لست ممن يحترفون الكتابة), موضحا أن الكتابة (عمل متعب), مضيفا (أنك تتعامل مع الخيال والكذب طول عمرك, لا أظن أن هذا عمل جميل, ربما لهذا أنا كاتب مقل, أجل أنا لا أحب المهنة)!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من أوراق العام 2001 (Re: عبد الحميد البرنس)
|
في المقابل, أشار الطيب صالح إلى أن بعض الكتاب يجيد لعب الدور ككاتب, فمثلا (همنجوي يلعب دور الكاتب بصورة جيدة ويجمع مالا من هذا العمل, سومرست موم كتب قصصا قصيرة وجمع مالا من وراء ذلك, شارلس ديكنز كتب أدبا عظيما وجمع مالا مستمتعا بالدور ككاتب), ومضى صالح مضيفا أن (الكاتب الذي فضلت -بلزاك- حياته كانت تعيسة, لم يفعل شيئا بل كتب, يبدأ الكتابة ليلا وينام نهارا), وعربيا ذكر الطيب (مثال الكاتب الكبير نجيب محفوظ لم يجمع مالا من عمله), وقال متداعيا (يوسف إدريس- صديقي- حاول أن يأكل كعكته, لكنه لم يستطع, عانى من موهبته الكبيرة, قابلته في بغداد, وكان غاضبا يظن أنه يستحق نوبل لا نجيب), وقال الطيب (أشعر أني قريبا ليحيي حقي, موقفه من الكتابة يشبه موقفي, يكتب عندما يأخذه المزاج, يحيي مليء بالحياة والإنسانية).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من أوراق العام 2001 (Re: محمد عكاشة)
|
مصطفى سعيد لا يعكس شخصيتي, لانني كما قلت في البداية ان الرواية عبارة عن شيء من وحي الخيال, وكما قال أبونواس: (غير اني قائلا ما أتاني من ظنوني). الاجابة باختصار, هي انني لست مصطفى سعيد, مصطفى سعيد لا يعكس شخصيتي, مصطفى سعيد فكرة تعبر آلاف السودانيين الذين ذهبوا إلى بريطانيا, وأتعجب حين يقرأ الناس (زين), لما لا يسألونني عما كنت أشبه ( زين)!.
تحية ومحبة يا عكاشة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من أوراق العام 2001 (Re: نهال الطيب)
|
آنذاك, خصصت مجلة "أدب ونقد" بدار حزب التجمع الوطني بالقاهرة ندوة عن نوال السعداوي وزوجها شريف حتاتة, وهذا أمر طبيعي من قبل مجلة تقدمية تحتفي بأديبة شجاعة مثل السعداوي ظلت تدفع وبقوة إلى دائرة الكلام كما عبرت فريدة النقاش رئيسة تحرير المجلة (كل ماهو مسكوت عنه حول المرأة), وكانت السعداوي وقتها تواجه حملة صودرت خلالها كتب لها بينما طالب بعض المتشددين دينيا استنادا على آراء وردت في تلك الكتب بضرورة تطليقها من زوجها وفقا لقانون الحسبة المصري, مما دفع بالمجلة إلى عقد تلك الندوة (بحثاعن أسلوب جديد يتعامل به المجتمع مع من يختلف معه, فهناك (إقصاء وقتل معنوي) على حد تعبير فريدة النقاش, والحق لقد جاءت قضية السعداوي آنذاك كحلقة أخرى ضمن سلسلة أصابت من قبل عددا من المفكرين والباحثين والأدباء المصريين أمثال (فرج فوده, نصر حامد أبوزيد, نجيب محفوظ, وغيرهم).
نهال الطيب: لقد أسعدني مرورك من هنا. حياك الله.
(عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 06-16-2007, 02:28 AM) (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 06-16-2007, 03:06 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من أوراق العام 2001 (Re: عبد الحميد البرنس)
|
في سياق كلمتها, أشارت السعداوي إلى ضرورة القيام بمراجعة (ما يجري في بلادنا تحت مسمى الدين والأخلاق), وقالت السعداوي (لقد لاحظنا صمت غريب لما يسمى (النخبة في مصر) عن موضوع التفريق بيني وبين زوجي), وطالبت في خطوة أولى بالغاء قانون الحسبة من باب (ولاتزر وازرة وزر أخرى), موضحة (لأنه ضد المنطق, وليس حقوق الإنسان فقط, أن نهدم أسرة كاملة لأن أحد أفرادها قد أخطأ), وأشارت السعداوي إلى الغبن التاريخي الذي تشعر به بقولها (أشعر بعقد هذه الندوة بنوع من الفرح والسعادة, لأني في بلدي.. في مدينتي.. أسمع لأول مرة أن اسم نوال السعداوي يتردد بايجابية. ويجب أن تكون هذه بداية جديدة لهؤلاء الرجال والنساء, فأنا أديبة ولست باحثة في المرأة, لماذا يتم تجاهلي؟), إلى ذلك أضافت السعداوي (هناك رجال ونساء لهم نتاجا أدبيا رفيعا ولكن يتم تجاهلهم نقديا, هناك احتكار للسياسة وللأدب ولكل شيء, هناك ناس لا يتم تكريمهم إلا بعد موتهم).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من أوراق العام 2001 (Re: عبد الحميد البرنس)
|
فريال جبور غازول, استهلت كلمتها قائلة (لن أتحدث عن الحسبة من الناحية القانونية, ولكن عن ناحية إنسانية في صورة سؤال (على الرغم من اتحادهما الفكري والعاطفي, هل هناك قيمة أخلاقية تبرر التفريق بين زوجين من غير إرادتهما, وهل هذا نابع من الدين والقانون, أم محاولة للاضرار بالآخرين, وأخيرا هل هناك آليات للإختلاف دون التشويه).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من أوراق العام 2001 (Re: عبد الحميد البرنس)
|
ومضت فريال قائلة (ماركس يعرف الراديكالية بالتصدي لجذور المشكلة, ومن هنا أقول إن قضية الحسبة ليس سوى مؤشر لحالة لابد من التصدي لها والتغيير لا يبدأ غدا, بل الآن وهنا, والمشكلة هي: أن ننتقل من مستوى الخلاف الضدي إلى الودي الذي يؤدي إلى ثراء فكري لا إلى تقعر آيديولوجي), وأضافت فريال (وقد يكون هذا من نافلة القول والبداهة الفكرية, إلا اننا في عصر أحوج ما يكون فيه إلى التذكير بهذه البديهيات).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من أوراق العام 2001 (Re: عبد الحميد البرنس)
|
في سياق تال, أكدت فريال غازول بذكاء على أن (هذا التشويه) لا يطال (الجبهة المستنيرة) فحسب, بل يمتد إلى (((الإسلاميين أنفسهم))), وهذا (ينافي أبسط مقومات الضمير والاحساس بالانصاف), ومضت فريال في تعميق فكرتها قائلة (ان التشويه و(((التلميع))) وجهان لعملة واحدة, والمطلوب إذن النظر وتصحيح البؤرة, أوإدراك التشويه/التلميع باعتبارهما وحدة عضوية).
| |
|
|
|
|
|
|
|