|
لا تنسوا دارفور! «الشيطان على صهوة جواد». ديانا مقلد.. الشرق الأوسط
|
Quote: لا تنسوا دارفور! «الشيطان على صهوة جواد». ديانا مقلد إنه عنوان الفيلم الوثائقي الذي عرض الأسبوع الماضي في مهرجان «تريبيكا» للأفلام في نيويورك والذي يوثق معاناة سكان إقليم دارفور من خلال مجموعة صور مروعة من الإقليم ورسائل الكترونية كان يبعث بها برايان ستيدل وهو مراقب ملحق بقوة حفظ السلام أمضى ستة أشهر في المنطقة عام 2004. ويعرض الفيلم إضافة إلى صور ستيدل لقطات نادرة صورها عدد قليل من الأشخاص تمكنوا من دخول إقليم دارفور وتسجيل بعض من الأهوال التي عاشها سكانه. ويقول ستيدل إنه لو رأى الناس ما رأه لتدخلت القوات الأجنبية في غضون أيام لوقف الإبادة الجماعية التي قتلت ما يقارب النصف مليون شخص وشردت ملايين آخرين والتي تورطت فيها على الأرجح ميليشيا الجنجويد التابعة للحكومة السودانية. ويشير عنوان الفيلم إلى الاسم العربي لميليشيا الجنجويد والتي تعني الجن على صهوة جواد. مرة جديدة إذا يتبدى أن استمرار تفاقم الأزمة في الإقليم مرده إلى التعمية عليها وأن أحداً لم ير حقيقة ما جرى ويجري في دارفور أو أننا رأينا لكننا قررنا التغاضي إذ إننا منشغولون في قضايا أكثر أهمية! صحيح أن الأزمة الانسانية في دارفور احتلت قمة الاهتمام العالمي في السنوات الثلاث الماضية باعتبار ما جرى في ذلك الإقليم هو الأسوأ منذ مذابح رواندا، لكن تبقى المتابعة الوثيقة غائبة ومقارنتها بحجم الاهتمام بقضايا أخرى يظهر الإجحاف الذي أصاب مأساة مروعة ضربت العمق الأفريقي. لم يتراجع النزاع رغم اتفاقات عدة تم التوصل إليها. وغالباً ما تطالعنا الأخبار بمعلومات عن تجدد القتال واستمرار المعاناة الانسانية والتي دفعت بأكثر من ثمانين ألفاً إلى النزوح من قراهم خلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير(شباط) 2007. ويبدو إذا أن ضعف التغطية الإعلامية لهذه المأساة الكبرى أمر وقع فيه الإعلام الغربي على غرار الإعلام العربي من دون إغفال حجم إهمال هذه القضية عربياً مقارنة بالمتابعة الغربية. وتشير الأرقام مثلا إلى أن نسبة التغطية العربية لهذه القضية لم تتجاوز في الإعلام المكتوب نسبة 1 إلى 5 مقارنة بنظيره الغربي. العرب وإعلامهم منقسمون حيال دارفور. فهناك من يرى في القضية «مؤامرة كبرى» فيما يميل آخرون إلى أن القضية تحمل في طياتها انحيازاً واضحاً ضد غير العرب، وبما أن قضية دارفور تشمل قبائل أفريقية، وتطال الاتهامات بعض القبائل العربية في دارفور، فإن الإعلام العربي لم يهتم بمسألة حقوق الإنسان المتعلقة بالأفارقة هناك. إنها إذا إشكالية الهوية في مجتمع متعدد الأعراق والثقافات كأحد مداخل تفسير الصراعات الأهلية الممتدة في السودان منذ الخمسينينات في القرن الماضي كمحاولة للتنقيب عن الجذور الأكثر عمقاً للحرب في السودان والتي تكمن في الهوية العرقية إلى جانب الأسباب السياسية والاقتصادية والتنموية. محزن كم نحن نعاني من نقص في آدميتنا إلى درجة مخيفة... |
diana@ asharqalawsat.com http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&artic...e=418079&issue=10386
|
|
|
|
|
|