|
|
 يا عمــال العالم وشعوبه المضطهدة أتحدوا ( قراءة من الذاكرة البعيدة )
|
يا عمــال العالم وشعوبه المضطهدة أتحدوا ( قراءة من الذاكرة البعيدة )
______________________________________________________________________________________
الأيدلوجية الشيوعية تفرغ الإنسان من كل محتوى إنسانيته الديني أو ألقيمي أو الاجتماعي لأنها تّقولب رأسه فلا يعد يفكر إلا بإيحاء من ما تعلم وقراء عن تلك الأيدلوجية التي ترسم له حتى خط تفكيره وتحدد حتى إبداعه لتحوله لمجرد فرد من ضمن الحشود ... فقد كان النظام الحديدي في موسكو عاجز أن يستوعب ألا رويا واحدة محددة جداً فيما كتب القادة السوفيت العظام لينين وكارل ماركس و أستالين فأصبحت كتبهم أناجيل للشيوعيين ,, ثم بعض التبجيل والشروح لنفس النظريات والرسائل المحددة لقيم المجتمع الاشتراكي تنشر مع أخبار الحزب في جريدتهم البرافدا وتعني بالروسية ( الحقيقة ) ... فتعزل شعوبها عن أي فكر سواها وتؤسس لرؤيا اتجاه وأحد فقط .... لذلك ظلت الأحزاب الشيوعية مجموعة نخب سيطرت على حياة الناس وأقدارهم وسخرتهم لخدمتها كأحسن ما يكون ( المغفلون النافعون ) ....معصورين مابين المنجل والمطرقة و نخب استمتعت بكل مباهج الحياة وجعلت من شعوبهم مجرد تروس تشكل مكينة كبرى تنتج لهم الرخاء والحياة الرغيدة ..... لان الشعوب التي حكمتها لم تعرف الرخاء مطلقاً ... لم تعرف غير الشقاء والبؤس مخدرة بنظريات عن العدالة الاجتماعية ومبادي المجتمعات الاشتراكية ...
لا تختلف تلك الأيدلوجية مطلقاً مابين الحزب الشيوعي السوفيتي أو الاشتراكيون الوطنيون ( الحزب النازي في ألمانيا ) قبل أن تطغي عليه أفكار ( الفوهلر ) الخاصة حيث أجتهد أدوف هتلر أن تطغي أفكار نقاء الجنس الآري وتفوق الألمان وأحقيتهم في حكم العالم على منهج هذا الحزب الذي هو أصلا ذو الخلفية الاشتراكية .....تماماً مثل الحركة الصهيونية التي كانت بمنطلقات اشتراكية وإسرائيل ( بن جوريون) في 1948 ولدت شيوعية حيث نظمت المهاجرين في ( كيبوتز ) مجمعات زراعية وصناعية اشتراكية ... أو فيتنام بول يوت كانت اشتراكية ,,, أو الصين الماويه أو كوبا فيديل كاستروا حتى اليوم اشتراكية .
ومع اختلاف تلك التجارب ظل الرابط الأهم هو الفشل و عبادة الشخوص دائما هناك زعيم ملهم يأخذ الناس أفكاره ويستلهمون مواقفه لينين , أستالين , تيتو , كاستروا , جيفارا , ماو سيتونغ , ولو زرت أي عاصمة اشتراكية ستجد تماثيل القادة العظام في كل مكان جدارياتهم الضخمة مأثورات أقوالهم ,,, هم الآباء لشعوبهم مثل أبو الرومان نيكولاى شاوسيسكو ... قبل أن تقتله رصاصات الأبناء !!! فهل فعلا تلك التجربة يمكن أن تؤمن بانتماءات سياسية أو حرية للفرد أو حتى قيمة للإنسان !!!
الهم لا ... فقد ظل الإنسان في محاولة مستمرة للنجاة من نعيم النظم الاشتراكية فالفرق الرياضية السوفيتية تسافر محروسه برجال KGB وفرق الحرس تقتل المواطنين الذين يحاولون التسلل عبر جدار برلين غرباً ... كان المشهد أيامها غاية في السريالية بمنطق لا يفهمه غير من رسموه نظم تدعي إنها جنة الله في الأرض ومواطنيها يفرون ..
وبإفريقيا تجارب اشتراكية يمكن الوقوف عليها كالحزب الشيوعي الإثيوبي في عهد ( الكلونيل ما نقستو هيلي مريام ) الذي أنهي أعرق إمبراطورية بإفريقيا بحيث أصبح الإمبراطور/ هايلي سلاسي أخر الأباطرة الذين حكموا الهضبة الإثيوبية في سلاله استمرت لآلاف السنيين فماذا كان الحصاد لم تزل إثيوبيا تكافح للخروج من أثار تلك الحقبة حيث دمر الاقتصاد وهرب الاستثمار الأجنبي وأصبح المواطن أسير للفقر والدولة أسيرة الوعود الروسية بالمن والسلوى ,
وفي غرب أفريقيا أنجولا التي كانت ذات يوم الاشتراكية التي وصلت فيها ثورة حمراء للسلطة مدعومة من موسكو بغرض طرد الشركات الأجنبية من استغلال نفط وموارد أنجولا .... جاء الروس ليأخذوا كل موارد أنجولا لأنفسهم وبالمجان بأسم الاشتراكية ...
فالنجمة الحمراء أينما حلت ألا وحل معها الخراب ...
هي نفسها نجمة شاعرنا الكبير محمد مفتاح الفيتوري :
سأقطع يدي وأطبعها في جبين العصر... نجمة حمراء !!!
ترى هل كانت الشيوعية نعمة أو لعنه على الشعوب التي وقعت في قبضتها ؟؟؟
واقع الحال يقول كانت لعنه لان الروس لم يقدموا شي لتلك الأنظمة بالعكس كان الخذلان مصير كل من تعامل معهم لا شي أكثر من الوعود ومصر الناصرية خير دليل والمشهد الأهم يومها الزعيم الكبير نيكيتا خرتشوف الذي أفتتح العمل بالسد العالي مع جمال عبد الناصر لم يكمل العمل ... مع ان لديهم الخبرات والامكانيات لتلك المشاريع العملاقة لم ينجز الروس شي ... لتقوم بذلك شركة بريطانية إمبريالية باكمل العمليات بالسد العالي !!! ذلك في السلم أما في الحرب لم تعبر مصر وتمحي هزيمتها في 1967 م ألا بعد أن طرد أنور السادات الخبراء الروس وأعاد تنظيم الجيش الروس لم يكن يعنيهم أكثر من التواجد بمصر . فما يصل الرفاق للسلطة في بلد ما وألا أنقسم المجتمع فيها لرجال سلطة وحزب من القادة الملهمون وأتباعهم وأتباع أتباعهم وهولاء لهم الحق المطلق في التمتع بمميزات الثورة _ لان النظم الشيوعية تأتي دوما كثورات ويندر جدا أن تأتي عبر صناديق الانتخابات _ فلرجال الحزب وحدهم يستمتعون بمباهج السلطة من جاه ومال وكافيار وسيجار كوبي فاخر وشعب يكون كل ما عليه أن يفعل أن يحتشد ليحي هولاء القادة الملهمون .... يصحو وينام على النظريات الاشتراكية ويدرس تلاميذه منفستو الثورة ثم لاشي !!! ويحيا في دوله بوليسية تعد عليه حتى أنفاسه لم أقراء عن تجربة اشتراكية واحدة ناجحة وكأن الفشل حليف ليس بينه وبين الشيوعية فكاك فسقطت سقوطها الكبير غير مأسوف عليها .
***
الحزب الشيوعي السوداني غير منفصل عن هذا الإرث العتيد بقادته العظام الذين تقلدوا أرفع الأوسمة والنجمات من السوفيت ...كانوا كأحسن ما يكون التلاميذ النجباء للروس لم يختلفوا في شي عن مجموعة على صبري ( مراكز القوي ) بمصر كشيوعيين ملتزمين ورسل للاشتراكية في بلدانهم وحينما حكموا تعاملوا بنفس العقلية وبرنامج معد سلفا للتطبيق دون مراعاة لخصوصية المجتمع السوداني هدفين لبناء المجتمع والدولة الاشتراكية و ذلك في تجربتهم مع مايو الاشتراكية والمتأمل للشراكة مابين الجنرال جعفر النميري والاشتراكيون العظام في سنوات مايو الأولي ستلاحظ أنهم تعاملوا مع مايو بفهمهم الخاص :
( بيك يا مايو يا سيف الفداء المسلول ........ نشق أعداءنا عرض وطول )
فخاضوا بأسم ثورة مايو الاشتراكية حروبهم الصغيرة ضد قوي الرجعية والتخلف لترسيخ بناء المجتمع الاشتراكي ... يومها لم يكن للحزب الشيوعي السوداني برنامج يتكلم عن حريات أو قيم ديمقراطية أو حقوق إنسان لا يعترفون بها وهم في السلطة بل كان حركة لبناء لمجتمع اشتراكي وحرب على قوي الرجعية والتخلف .... ثم التأميم والمصادرات التي خربت اقتصاد السودان الذي كان من أقوي اقتصاديات أفريقيا يومها فهرب البنوك والشركات الأجنبية ... ولم يقدم الرفاق أي بدائل!!! وهمومهم الكبرى يومها تأسيس المجتمع الاشتراكي والحرب على الرجعية وجمعية الصداقة السودانية السوفيتية ... الخ تلك الترهات ...
( اشتراكية مائة المائة من وأقعنا بل من أكتر يا بلادي
وشعبك أقوي وأقدر مما كان العدو يتصور)
والعدو يومها هم بسطاء أهل بلادي من الأحزاب والطوائف التقليدية ومن كل ألوان الطيف التي لم تنتمي إليهم .
ثم انقلبوا على مايو بفهم أن الضباط الذين يمثلون البرجوازية الصغيرة يجب أن يفسحوا المجال ويتركوا السلطة مايو يومها عرفت كيف تدافع عن نفسها رغم بحور الدم والمجازر لتجعل من حزبهم العتيد أثر بعد عين ....... بكى الرفاق كثير على زعمائهم العظام حاملي الأوسمة الرفيعة والنجمات ...مع أنهم قتلوا خيرة من شباب السودان مدنيون وعسكريون دون أن تطرف لهم عين ...
وجعفر النميرى يومها :
كل طاغية صنم
دمية مستبدة
يظن أنه بطل لا يزال
يوزع أوسمه الموت
على صدور الرجال .....
أو كما قال الفيتوري في قصيدته الملحمية التي رثاء فيها عبد الخالق محجوب (فيما بعد)
***
وسيظل المشهد الذي يختزل كل تجربتهم: مشهد الأستاذة الكبيرة / فاطمة أحمد إبراهيم وهي تحاضر جنود الحركة الشعبية لتحرير السودان عن السودان الجديد والتجمع والأحزاب التقليدية ... وهو مشهد لا يحتاج لتعليق !!!
غير الشكر لله سبحان وتعالي أن لطف بنا من حكم هولا ,,,
(عدل بواسطة عبد الناصر الخطيب on 04-30-2007, 03:12 PM)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا عمــال العالم وشعوبه المضطهدة أتحدوا ( قراءة من الذاكرة البعيدة ) (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
ياعمــــــــــال العالم وشعوبه المضطهدة أتحدوا
على مدار سنوات الحكم الشيوعي ظل الهم الأساسي للأنظمة الاشتراكية تشديد قبضتها وتعزيز سيطرتها على البلدان التي تحكمها مع اهتمام متعاظم بإعطاء صورة مثالية ( غير موجودة في الواقع ) عنها لذلك صبت تلك الأنظمة الشمولية جل اهتماماتها بالأمن والأعلام . فتحوله لدول قمع مطلق مع أعلام دولة دعائي , يتحول المواطن فيها لمجرد ملف لدي البوليس السري ... بتهم مضحكة مثل الاتصال بالغرب !! ذلك غير المراقبة المستمرة لموطنين ذو درجات علمية أو مواطني عاديين والتصنت على كل مكالماتهم الخارجية والتجسس لمعرفة اهتماماتهم وقرأتهم وكل شي عنهم وبالاتحاد السوفيتي ودول شرق أوربا كان الاتصال العادي لمواطنيها مع مواطني الدول الغربية ممنوع !!! بمطلقه وكثيرون من مواطني تلك الدول الذين قدر لهم الاتصال بدول غربية لأسباب أكاديمية أو اقتصادية تعرضوا للتحقيق وبعضهم سجن وذلك في البلاد الاشتراكية المحظوظة حيث يستطيع المواطن السفر لأسباب محددة بأذن خاص من الدولة ولكن غالب النظم الاشتراكية بغرض حماية مواطنيها من الأفكار الهدامة تمنعهم من السفر تماماً مهما كانت الأسباب !!!
في الوقت الذي كان فيه رجال الحزب الشيوعي يستطيعون السفر وقتما شاءوا أينما شاءوا فالحقوق الأساسية في النظم الاشتراكية متاحة فقط لرجال الدولة والحزب الملتزمون الذين لا يشك في ولائهم واشتراكيتهم أما غيرهم فلا ...
مثال على الاعتداء الأكثر سفوراً على حقوق الإنسان الأساسية ما حدث في فيتنام بعد نجاح الثورة الحمراء بقيادة السفاح بول بوت ( الخامير الحمر ) فقد فرغ العاصمة والمدن من سكانها وشل الحياة تماماً وحول كل مواطني البلد لمزارعي أرز !!! معلمين أطباء الكل يزرع الأرز ويشق القنوات المائية ويقيم بمعسكرات العمل وذلك لبناء المجتمع الاشتراكي !!!
فقيمة الإنسان في تلك النظم لا تساوي ثمن الرصاصة التي يعدم بها ... والمشهد الأكثر حزناً يأتي من الصين الشعبية والدبابات تمر على أجساد الطلبة المعتصمين في ميدان القبة السماوية ( تين أمين ) مذكرة العالم بدبابات السوفيت في ربيع براغ 1968 م وهي تعيد تشيكوسلوفاكيا للمنظومة الاشتراكية ودول الصداقة والسلام العالمي .
فالقمع المطلق وأضطهد الشعوب والعبث بأقدارها صناعة شيوعية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا عمــال العالم وشعوبه المضطهدة أتحدوا ( قراءة من الذاكرة البعيدة ) (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
المكرم / أبو عبيدة البصاص
مساء الخير ,,,
_____________________________________________________________________________
سعيد بالحضور والمتابعة
لا أحب أطلاق النار على (النعوش) ولكن .... هي قراءات في تجربة إنسانية تستحق الدراسة
كان أسمها الاشتراكية أو الشيوعية ,,, حكمت يوماً كثير من شعوب الأرض بفكر قاصر ويد من حديد
لنتأمل في وقائعهم جيدا حتى لا يبيع لنا البعض سلعة كأسده .... وفاسدة
لك خالص التقدير ,,,
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: يا عمــال العالم وشعوبه المضطهدة أتحدوا ( قراءة من الذاكرة البعيدة ) (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
صاحبي القديم وود دفعتي المهندس / حسن زمراوى
تحية وأشواق ,,,
_____________________________________________________________________________
كيفك يا حسن وكيف أيامك ...
علك والولاد بألف عافية
***
يوم الجمعة أتصل بي أشرف أبو الحسن عشان أشوف احتفال أبو كدوك في القناة السودانية
بس من سؤ حظي كنت بعيد عن البيت وما شفته الاحتفال .
التحية ليك ولكل أولاد الدفعة
سعيد بمرورك وسواصل ,,, مع أطيب التحايا والود ,,,
(عدل بواسطة عبد الناصر الخطيب on 05-01-2007, 11:15 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا عمــال العالم وشعوبه المضطهدة أتحدوا ( قراءة من الذاكرة البعيدة ) (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
ياعمــــــــــال العالم وشعوبه المضطهدة أتحدوا
_______________________________________________________
ظل الإعلام يحرص أن يقدم دول المنظمة الاشتراكية كدول الصداقة والسلام ولكن هل كان الحال كذلك فعلاً !! ظلت اله الحرب الروسية تسوم جمهوريات أسيا الوسطي ( جمهوريات سوفيتية ) سؤ العذاب لعقود فظلت جمهورية الشيشان مثال حي لما يفعله محبو الصداقة والسلام من حروب أباده على الشعوب فمنذ عهد القيصر وتتعرض تلك الجمهورية لحروب أباده منظمة من الروس , أزداد ه وتيرتها في العهد الشيوعي حينما تصدي الشيشان لمحاولات طمس هويتهم من قبل الروس فظلت الحكومة تتعامل معهم على أساس أنهم عصابات إجرامية وإرهابيون ( المخربون ) غير جمهوريات كثيرة تعرضت لمحاولات تغيير الخريطة السكانية بتهجير كثير من العائلات من روسيا لتستقر بها , فمنذ عصر لينين والدولة السوفيتية تعمل جاهده لمحو هوية الشعوب التي تحكمها في أسيا الوسطي أو البلطيق بمنهجية وتصميم مع منهجية أكثر مرونة مع دول شرق أوربا التي فرضت عليها نظم اشتراكية عقب أنتهاء الحرب العالمية الثانية .. فحاربت الدين الإسلامي والمسيحية على حد سواء محاولة أن تحل مكانهم العقيدة الشيوعية الإلحادية , وفرضت اللغة الروسية كلغة للتعليم في تلك الدول ووضعت أنظمة قمعية موالية للكريملن وحرصت دوما أن يكون سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بتلك الجمهوريات ولاءه سوفيتيا ومع ذلك لم تذب تلك البلدان تماما كما قدر لها رقم عقود القمع والاضطهاد . في شرق أوربا أو ما كان يعرف بحلف وارسوا عمل الروس على فرض سيطرتهم على دول المنظومة الاشتراكية من خلال تحكم تام في علاقات تلك الأنظمة الدولية وتوفير الدعم لها في تشيكوسلوفاكيا و رومانيا والمجر وألمانيا الشرقية وألبانيا وبولندا فدعمت أنظمة قمعية مثل نظام شوسيسكو في رومانيا ونظام أريك هونكر الرهيب في ألمانيا الشرقية ودون استثناء كانت أنظمة اشتراكية شمولية بحزب وأحد هو الحزب الشيوعي .
من جرائم السوفيت غير البعيدة عن الذاكرة والمتناقضة تماماً مع مبادي الصداقة والسلام العالمي ,الغزو الروسي لأفغانستان وهي دولة ذات سيادة لم تكن من جمهوريات الاتحاد السوفيتي حينما هاجمها الدب الروسي ليضع حكومة نجيب الله الموالية لموسكو على سدة الحكم في كابول قبل أن يندحر منها مهزوما فيما بعد , مع إن الروس كانوا قد تحدثوا كثيرا وخصوصاً أبان حرب فيتنام بأن الإمبريالية العالمية تحارب الشعوب الضعيفة وتفرض وجودها بها بالقوة المسلحة ودعوا للتضامن مع تلك الشعوب ... لكن الشعارات تبقي شعارات ففي مسيرة الأحزاب الشيوعية في جميع أنحاء العالم لم يكن للسلام أو الصداقة وجود حقيقي لان تلك الأحزاب الشمولية حكمت بيد من حديد وبقيت في ذاكره شعوب العالم مثال للأنظمة القمعية الدموية .
السودان كان محظوظ نسبياً فلم تكن شراكه الرفاق مع جعفر نميرى طويلة ولكن الملاحظ لفترة حكمهم أنها كانت دموية باستخدام مفرط للقوه العسكرية مثال : حربهم ضد ( الرجعية والتخلف ) على الأنصار( حزب الامه) , فيما بعد كانوا حلفاء للأمة بوجودهم في التجمع الوطني الديمقراطي وفيما مضي كان للحزب الشيوعي السوداني أراء مفادها بأن حزبي الامه والاتحادي الديمقراطي أحزاب طائفية رجعية ذات ارتباطات مشبوهة بالاستعمار يراها عائق حقيقي للتحرر و الانعتاق من االجهل والتخلف ولكن على ما يبدو أن الشيوعيين في السلطة برأي و خارج السلطة برأي أخر !!! لكن الواقع يقول دون تلك التحالفات ليس للحزب الشيوعي السوداني ثقل أو قاعدة جماهيرية تجعل له وجود مؤثر ,,, أخر انتخابات كانت في 1986 م و بوصول الأستاذ الكبير / محمد إبراهيم نقد ونائب دائرتنا وقتها د. عز الدين على عامر ,,, على ما أذكر لم يصل نواب شيوعيين آخرين !!! معظم من وصلوا كانوا نواب الامه والاتحادي الديمقراطي مع نواب الجبهة الإسلامية عبر ما سمي بدوائر الخرجين !!! فأعطتهم حجم لا يعبر عن وجودهم الحقيقي في الشارع ... إذن للحزبين التقليديين قوى على الأرض يجب التعامل معها بواقعية بغض النظر عن نظريات التخلف والرجعية !!!
لكن على ما يبدوا أن النظرة الواقعية للحزب الشيوعي السوداني غائبة باستمرار عوده لمغامرتهم في يوليو 1971 م أو ما سموه بالحركة التصحيحية !!! الثابت أنهم شاركوا بفعالية في توجيه الإرادة السياسية لنظام جعفر نميرى والرجل كان يقدر أفكارهم ويجّل قادتهم ... وفي كثير من لقاءت مايو السياسية وقتها والتي تجمع مابين نميرى وسكرتير الحزب الشيوعي السوداني عبد الخالق محجوب كان المتحدث الأخير فيها _خلاف للعرف_ عبد الخالق محجوب كعّراب للنظام وسلطه سياسية أعلى من قائد الثورة نفسه وهم من قادوا مايو لكثير من المأزق وتصفية الحسابات كانت كافية ليدرك النظام أنه معزول بسبب وجهه غاني الحمرة !!! فكان عليه أن يحاول الموازنة فالشعب السوداني ليس الحزب الشيوعي فقط .... لذلك كان على النظام أن يزال ويصّحح متناسين أن الحزب الشيوعي السوداني دون نظام مايو كان( شتله ظل) ليس له القوى والثقل الذي يبقيه يحكم لذلك ليست مصادفة أن المملكة المتحدة ( بريطانيا) ومصر وليبيا كل منهم قام بدور ما في إجهاض الانقلاب الأحمر ...و ليست مصادفة أن خرج الآلاف مرحبين بعوده النميرى للحكم في 21/يوليو _ ليس حباً في النميرى بقدر ما هو كره للحزب الشيوعي السوداني _ بعد ثلاث أيام فقط من حكم الشيوعيين كان معظم الضباط من غير الشيوعيين في الجيش قد أحيلوا للتقاعد وبدوا مراجعة الخدمة المدنية ومن اليوم الثاني أجتهدوا في أنزال الحشود للشوارع بالرايات الحمراء تهتف بالشعارات الحمراء .. وحياة لينين !! والتي كانت لمعظم السودانيين كلام الطير في الباقير ,,, مع أن الأمور لم تستقر .... لكن كانت المقدمات غير مطمئنة والبلاد تتهيأ لنظام سوف( يطبق الشيوعية كما أنزلت )_ مثلما يقول زميل عملى اليمني كان لديهم نظام باليمن الجنوبي طبق الشيوعية أكثر مما طبقها الروس أنفسهم وقد نتعرض لذلك بوقت لاحق _ وحينما بدء اندحارهم أقدموا على جريمة قصر الضيافة وكان عبارة عن معتقل تم حبس عدد كبير من ضباط القوات المسلحة فيه حبس إحطياطي ريثما تستقر السلطة الجديدة ولكن تمت تصفية هولاء الضباط العزل بصورة وحشية ... فلم تخرج تجربة الحزب الشيوعي السوداني من الإطار العام لتجارب الأحزاب الشيوعية في كل العالم في بشاعتها ودمويتها ,,,
_________________________________________________________________
(عدل بواسطة عبد الناصر الخطيب on 05-01-2007, 08:37 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: يا عمــال العالم وشعوبه المضطهدة أتحدوا ( قراءة من الذاكرة البعيدة ) (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
أخ الخطيب
لك التحيه والتقدير
أحييك على هذه القراءه المتأنيه والجميله
النظام الشيوعي بالرغم من شعاراته البراقه والتي تخلب وتخدع الكثيرين إلاأنه من أكثر النظم الشموليه التي شهدها العالم وأكثرها قهراً وإضطهاداً للشعوب ...
من معتقدات الشيوعيه أن التاريخ البشري هو عباره عن صراع بين البروليتاريا والبرجوازيه وفي إعتقادهم ينتهي هذا الصراع بديكتاتوريه البروليتاريا .. نتيجة لهذا المفهوم يؤمن الشيوعيون بالصراع والعنف ويسعون لنشر ثقافة الحقد والكراهيه بين العمال وأصحاب العمل وبين الفقراء والأغنياء ويتناسون في فهمهم هذا أن الله يرزق من يشاء بغير حساب لكنهم بالطبع لايؤمنون بهذا لأن الأديان في إعتقادهم ماهي وسائل لتخدير الشعوب ,,,
ولي عوده
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا عمــال العالم وشعوبه المضطهدة أتحدوا ( قراءة من الذاكرة البعيدة ) (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
أخي المكرم / عادل
صباحك زين ,,,
____________________________________________________
وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر!! ليس القصد من تلك القراءات أي نقاش مع الإخوة الشيوعيين ,,
خصوصاً من أبناء جيلي وما تلاه فهم لا يتمتعون بأي ثقافة أو ذاكرة ... حلاقيم كبيرة فقط ......
فهم بفكر أثبت فشله والأفكار تفشل بمثل ما يدعون( قد تصح النظرية ويخّتل التطبيق )
ولكن النظريات التي يخّتل تطبيقها غالبا لقصور بها ...لان الفكر الواضح يسهل تطبيقه
دون لبس مثلما طبق فكرهم بتفاصيل تفاصيله ....
ولا أتصور منظريهم العظام تركوا شي ولم ينظروا فيه وهذا في ذاته القصور....
لان فكرهم أصبح مجموعة محددات وأفكار غير قابلة للتجدد أو التطوير فجمدت ....
وجمدت الحياة من حولها ثم ماتت !!
وللفقيد الرحمة ولزويه الصبر وحسن العزاء ...
فعن أي شي يمكن نقاشهم !!!
*****
بل المقصود بها آخرون قد يرون فيها فكر جاذب ....
فلهم لنكتب ( ربما نفتح العيون مبصرين بعد ما تعبت أغوارها من العمى )
فيسعدني أن تكون هنا ,,,
وقد أواصل.
ولك خالص التقدير ,,,
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا عمــال العالم وشعوبه المضطهدة أتحدوا ( قراءة من الذاكرة البعيدة ) (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
يا عمـــــــــال العالم وشعوبه المضطهدة أتحدوا
____________________________________________________________
في المفهوم البسيط لنظرية الاقتصاد الاشتراكي نجدها قائمة على مبدأ تملك الدولة لرأس المال ووسائل الإنتاج ومن ثم هي التي تقوم بالإنتاج ومن ثم توزيع الدخل , فالدولة هي التي تدير دورة الاقتصاد كاملة دون أي شريك أو مساهم غيرها وكل مواطنيها بين موظف وعامل ودون توقف على أي مبادي لاقتصاد السوق كالعرض والطلب أو المنافسة ... الخ وضعت الاشتراكية أسس خاصة بها تعتمد على مبدأ سيطرة الدولة مع تغيب كامل لدور المجتمع الطبيعي في النشاط الاقتصادي فتحل محله الدولة التي في الغالب تفشل في إدارة القطاع الاقتصادي فتتحمل تبعات فشل موظفيها ... بفهم أن تقوي سيطرة الدولة على المجتمع عن طريق تركيز الثروة والإنتاج في يدها ....
لذلك كأن انهيار النظام الشيوعي من فشله الاقتصادي قبل كل شي وبتوفر الموارد الطبيعية وتحويل المجتمع نحو المجتمع الصناعي ( وإن كان التركيز على الصناعات الدفاعية وبالفعل كانت الترسانة التقليدية الأكبر في العالم للأسلحة لوقت طويل ) بإنشاء مجمعات صناعية عملاقة لم تحدث أبدا وعود الرخاء المنشود فاستمرار الضائقة الاقتصادية بفعل سياسات الصرف المعتمدة من النظام الموجه لبرامج التسلح وبرامج الفضاء والجيش وسياسات دعم الأنظمة الاشتراكية الموالية لموسكو مما جعل قطاعات كبيرة مهملة دون قدرة على وجود بدائل تستطيع من خلالها تصريف أمورها أو تغطية نفقاتها مما جعل الروس بوقت ما يستحدثون نظم عبارة عن قطاع خاص ولكن بغطاء الدولة بحيث سمحت لبعض كبار رجال الحزب من المتنفذين و وأبنائهم بصفقات سرية مع شركات غربية خصوصا لاستيراد تكنولوجيا ونظم عجز الروس عن إنتاجها وذلك بتمويل مباشر من الدولة ولكن تمول وتسدد عن طريق هولاء الوسطاء متزامن مع سماحها بعمليات بيع أسلحة تقليدية بصورة غير رسمية لبعض الأنظمة لا تدخل فيها مبادي الحزب العتيقة بحتمية أن تكون تلك الأنظمة من الدول الاشتراكية فقد كان الروس في حاجة ملحة لتمويل عمليات استيرادهم السرية عبر وسطاء جشعون فلديهم وقتها مبدأ يقوم على أنهم دولة مكتفية ذاتياً وصناعية تصّنع كل احتياجاتها تكنولوجيا متقدمة !!! لكنهم فعلياً كانوا في حوجه ملحة لصناعات أكثر تقدم لينافسوا الغرب بصورة جدية مما ضعف من أعباء الدولة في التمويل .... وبداءت أعراض تلك الأزمة تطل بصورة فعلية كحادث مفعل تشرنوبيل فضعف التمويل وتخلف التكنلوجيا أدت لكارثة انفجار المفعل النووي في تشرنوبيل .
لذلك لم تنجح نظريات الأحزاب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي السابق أو حتى في اقتصاديات مشابهة مثل الصين وكوبا ودول شرق أروبا السابقة في تحقيق قدر من النجاح فالوضع الاقتصادي المتردي لفترات طويلة جعل الشعوب متململة من تلك النظم بل وكانت أهم الأشياء التي أدت للثورات الشعبية المتوالية أواخر الثمانينات في رومانيا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية السابقة التي أطاحت بالأنظمة الاشتراكية في الوقت الذي كان الحليف الكبير في موقف لا يحسد عليه فالمراجعة كانت تتم على مستوي أعلى سلطة في موسكو فيما عرف بالبروستورويكا _ سياسة مراجعة أدارية واقتصادية وضعها رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ميخائيل جورباتشوف أدت في النهاية لتقليص دور الحزب الشيوعي ثم فيما بعد لتفكك الاتحاد السوفيتي بعد نجاح دول البلطيق في تحقيق مطلب الانفصال ومن ثم توالت الأحداث لتتفكك المنظومة السوفيتية بالسرعة التي لم يتوقع أحد أن تتفكك بها _
وكذلك بالصين الذي وصل فيها الحزب الشيوعي الصيني لتقبل مبادي السوق الحرة بفصل ما بين سياسته العتيقة ذات المبادي الاشتراكية وسياسته الاقتصادية المستحدثة والتي غيرت وجه الصين بسنوات قليلة وتمضي نحو الازدهار الاقتصادي بخطي حثيثة , كدليل مادي جيد بأن السياسات الاقتصادية الاشتراكية كانت السبب الذي أقعد بالاقتصاد الصيني لعقود طويلة و المقارنة الأوضح نموذج الكوريتين والجنوبية الان بمصاف الدول الصناعية والشمالية ( الاشتراكية) خلف ستارها الحديدي باقتصاد متلقي للإعانات
سياسات الحزب الشيوعي السوداني الاقتصادية لم تكن أفضل حال من رصفائها وبعوده لتجربة مايو الاشتراكية سنوات البداية كالتجربة الوحيدة واليتيمة التي مارس فيها الحزب الشيوعي السوداني السلطة بالسودان ووقتها أصدارة مايو الاشتراكية حزمه من السياسات الاقتصادية أهمها التأميم التي طال بنوك عريقة مثل باركليز بنك وبنك مصر وشركات قطاع خاص مميزة مثل كونت مخليوس وغيرها أجنبية ووطنية كانت تعتبر وقتها ذات أداء اقتصادي جيد أنعكس كحالة من الرخاء الاقتصادي بالسودان ذاك الزمان دون بدائل حقيقية في محاولة لجعل الدولة تمتلك كل القطاعات المنتجة , مع سياسات أقتصاديةأدت في مجملها لوضع متأزم واقتصاد لم يستعيد عافيته منذ تلك الأيام البعيدة .
ومن كل ما سبق لم تحقق النظرية الاقتصادية الاشتراكية أي نوع من النجاح يحسب لها في كل البلدان التي طبقتها لأنها تقوم على تعطيل وشل المجتمع وسيطرة الدولة واحتكارها لكل الأنشطة الاقتصادية الفاعلة .
_________________________________________________________________________
| |
|
|
|
|
|
|
| |
أبو عبيدة البصاص
حسن زمراوي
محمد فرح
Abdel Aati
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست