مـــرحلة اللا دولــــه......

Quote: العدد رقم: 532 السوداني 2007-05-06 استمرار عمليات التعدي على الغابات بالولايات:شركة كهرباء تبيد (7) آلاف شجرة وتعرض غابة ود الجزولي بالنيل الأزرق للفناء..إدارة الغابات تتخذ الإجراءات القانونية والشركة تتراجع عن التزامها بالتعويض تعرضت أجزاء من غابة ود الجزولي النيلية لحملة إبادة كبيرة حيث أزيلت ما لا يقل عن (7) آلاف شجرة من السنط وفي أعمار مختلفة داخل الغابة ذلك عندما قامت شركة (سودان بايل) المنفذة لخط كهرباء سنجة – الحواتة – القضارف بفتح مسار داخل الغابة بطول 1 كلم وبعرض 20 متراً وعمل ردميات ترابية على المسار مما سيترتب عليه تغيير النظام المائي لهذه الغابة والغابات المجاورة كما أنه يؤثر على بقاء هذه الغابة والغابات المجاورة حيث أن غابة ود الجزولي هي واحدة من غابات السنط المحجوزة منذ عشرينيات القرن الماضي من أجل حماية المنظومة النيلية . وأوضح دكتور عبد العظيم ميرغني مدير الهيئة القومية للغابات أن سلطات الغابات بالولاية قد قامت باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الشركة وحملتها مسؤولية الأضرار الجسيمة التي ألحقت بالغابات وضرورة إلزامها بدفع تعويضات وعمل مصارف على الردميات حتى لا يختل النظام المائي للغابة والمناطق المجاورة . ولفت الانتباه إلى أن شركة سودان بايل لا تزال تتهرب من تحمل أي التزام وأنها سعت لتحريض السلطات الولائية ضد إدارة الغابات وإظهارها بمظهر المعوق لحركة التنمية بالولايات مستغلة رغبة وهموم السلطات بالولاية في تحقيق التنمية وأهمية الكهرباء في حياة الناس مستهجناً سلوك الشرطة وقال إن الكهرباء هامة ولا بد أن تصل لكل رقعة في السودان دون الحوجة لإبادة الغابات إذا كان هناك تنسيق مسبق مع إدارة الغابات عند تنفيذ مسار الخط الذي كان من الممكن تعديله بصورة طفيفة بحيث يمكن تجاوز الغابات أو تمريره بخط النار الخارجي للغابات والاستفادة من الغابات المزالة . وعزا مدير الغابات ذلك إلى سلوك منسوبي الشركة والذين لا يرون في عملية قطع وإبادة الغابات بأنه أمر ذو شأن يستحق الوقوف عنده ناهيك عن شغل أنفسهم بمسألة التنسيق مع الجهات المناط بها حماية هذه الغابات مشبهاً سلوك الشركة بمن يعمل على إهدار موارد البلاد الغابية والإتجار فيها بقوة السلاح حيث عملت الشركة على إهدار موارد البلاد مستغلة قوة النفوذ مطالباً بضرورة ضبط سلوك مثل هذه الشركات التي ترى في القوانين المنظمة لعمل الدولة مجرد عوائق وتعقيدات يجب تجاوزها بسطوة المال وتسعى لتحقيق المكاسب المالية بأي ثمن ، ونبه لضرورة تضمين القيود المبرمة مع مثل هذه الشركات ما يلزمها تحمل تبعات أي إخلال بقوانين الدولة الخاصة بالبيئة عند تنفيذها للأعمال المتفق عليها معها وأبان أن ما حدث يمثل تجاوزاً لقانون البيئة لعام 2001 حيث أنه لم تجر دراسة جدوى بيئية لهذا المشروع وتنفيذه بهذه الصورة يمثل انتهاكاً لقانون الغابات وفيه إهدار لموارد الولاية من الأشجار والغابات حيث شملت الإبادة بالمشروع جزءاً من غابة نيلية شهيرة ومعروفة داعياً الجهات المختصة بوزارة البيئة والمجلس الوطني والمجلس الأعلى للبيئة التدخل ووقف هذا التجني على موارد الغابات مبيناً أن هذا الأمر قد حدث في كل من النيل الأبيض وجبل أولياء وربك وسنجة والحواتة والقضارف والرنك والدمازين . وقال مدير الغابات إن هناك ضرراً بيئياً يترتب على ذلك الإخلال بالنظام المائي مما يؤدي إلى موت كل الغابة ويؤثر على الغابات المجاورة لها المعتمدة في ريها على نظام الغمر بمياه الفيضانات الموسمية وقد يطال الضرر حيازات المزارعين على الجروف بالمناطق المجاورة وأن أشجار السنط في الغابات النيلية تدر في دورة عمرها 30 عاماً وتنشر أخشابها لإنتاج فلنكات السكة الحديد وهي توفر منتوجاً استراتيجياً لا يقل أهمية عن الكهرباء ومن تحقيق التنمية بأنحاء البلاد المختلفة . الخرطوم : إنعام محمد الطيب