|
(عفريت).. في صندوق الانتخابات..!!
|
(عفريت).. في صندوق الانتخابات..!! عثمان ميرغني كُتب في: 2007-04-21 بريد إلكتروني: [email protected]
فازت قائمة تحالف القوى الوطنية الديمقراطية – التي تضم عشرة تنظيمات – بكل مقاعد اتحاد طلاب جامعة الخرطوم.. وبفارق كبير تجاوز ألف صوت عن قائمة الطلاب الإسلاميين.. قائمة التحالف الوطني أحرزت (4985) صوتاً.. بينما أحرز الإسلاميون (3850) صوتاً وفي المؤخرة مجموعة الاصلاح (أنصار السنة جناح أبو زيد ) (1838) صوتاً.. من نسبة التصويت (52%) بلغ فيها عدد الاصوات (11818) صوتاً من جملة (22440). ولأن تحالف القوى الوطنيه ظل محافظا على فوزه لأربع دورات متتاليه.. فيعني عمليا أنه نجح مرتين.. مرة في النتيجة وأخرى في اقناع الطلاب بأنه قادر على قيادتهم بصورة مرضيه.. فالتصويت في الدورة الرابعة ليس مجرد اختيار سياسي فحسب بل اعادة تفويض مبنى على برنامج وأداء الدورات الثلاث. النتيجة تثبت بكل جدارة أن التعويل على قوة المنطق أطول عمرا من منطق القوة.. فحينما كانت الحركة الإسلامية تأسر الطلاب بأدائها وبرنامجها ظلت ولعقود من الزمان تفوز بانتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، بل وكل الجامعات والمعاهد العليا بما في ذلك جامعة جوبا عندما كانت في جوبا.. ومعهد الموسيقى والمسرح أيضا. ولم تكن الحركة الإسلامية تحظى بثقة الطلاب في العملية الانتخابية التي لا تتطلب غير وضع بطاقة في صندوق الاقتراع فحسب.. بل وصل بها الحال أيام المرحوم أحمد عثمان مكى أن تحشد الطلاب كلهم خلفها وتصادم بهم الحكومة بكل قوة.. فيحتل الطلاب جميعا الجامعة لعدة أيام بينما الدبابات تحيط بها وهم يرددون.. (جامعة حرة.. او لا جامعة).. الى أن تستجيب السلطة لمطالبهم.. لكن بعد أن تولى الاسلاميون السلطة في البلاد.. وصاروا (حكومة) وجدوا طريق الاقناع بقوة المنطق مرهقا و ثفيل الاحتمال.. فأحلوه بمنطق القوة.. وصار طلاب الحركة الاسلامية في ذات الوضع الذي كان عليه طلاب (الاتحاد الاشتراكي) أيام كانت الحركة الاسلامية تحكم الجامعة والاتحاد الاشتراكي يحكم الدولة.. طلاب بدرجة وزراء دولة.. لا يحكمون الطلاب فحسب بل الجامعة بمديرها واساتذتها وحرسها.. وصار الفوز بالاتحاد عملا لا يتطلب اقناع القاعدة الطلابية.. بعد ان تم تركيب (عفريت) في صندوق الانتخابات.. على حد قول رجل اشتهر بتزوير الانتخابات خلال عقد التسعينات. منطق القوة.. أوصل الحال الى مرحلة تدخل فيها الشرطة بالهراوات الى قاعة المحاضرات لفض (مظاهرة!!).. بل وداخل مسجد كلية الطب.. في حوار تلفزيوني أجريته قبل عدة سنوات لقناة المستقلة بلندن مع البروفسير حسن مكي سألته ما الفرق بين عهدهم الذهبي في اتحاد جامعة الخرطوم واليوم.. فقال لي.. في عهدنا لم تكن السلطة تدخل الحرم الجامعي مطلقا.. حتى عندما حاصرت الجامعة بالدبابات لم تتجرأ باختراق حرم الجامعة. (زووم أوت) من جامعة الخرطوم الى الساحة السودانية السياسية الأكبر.. منطق القوة يحكم منهج الدولة في التعامل مع الرأى العام.. منطق (ولا.. كلمة). المضروب على الشعب السوداني.. ممنوع الندوات السياسية.. ممنوع المسيرات الجماهيرية.. ممنوع.. قائمة طويلة من الممنوع الذي يحقق في النهاية منطق (ولا.. كلمة).. وفي النهاية هل ستحتاج الحكومة لتركيب (عفريت) في صندوق الانتخابات القادمة؟.. على حد قول الرجل الذي اشتهر بتزوير الانتخابات خلال عقد التسعينات
|
|
|
|
|
|