|
Re: رؤيــــة طبقيــــــة لجــــذور القــــوة الاسلاميـــــة (Re: omar ali)
|
Quote: الاخ عمر هناك كتاب قديم من السبعينيات عنوانه اليمين واليسار فى الاسلام واعتقد ان مؤلفه عباس صالح ( ان لم اكن مخطئ) وهو يتناول وقائع تاريخية ويبين مواقف الصحابة منها استنادا لانتمائهم الطبقى , ويصل لنتيجة ان الامام على وابا ذر وغيرهم كانوا يمثلون الكادحين وحلف التجار والسادة مثله معاوية بن ابى سفيان وعثمان بن عفان, بس ناسنا اتخلعوا من ثورة المعلومات البقت توفر اى معلومة بضربه على الكى بورت والتاريخ جهد انسانى لايمكن التعامل معه بادوات سماوية |
الاخ العزيز محجوب علي التحيات الطيبات نعم هو احمد عباس صالح احد اعلام اليسار المصري..... ويعد كتابه هذا مع كتب اخري مماثلة ومقالات اصدرها ماركسيون واشتراكيون في الستينات والسبعينات من القرن الماضي محاولة لايجاد قواسم مشتركة بين الاسلام وبين الاشتراكية والمواءمة بينهما لتوطين فكرة الاشتراكية في بلاد كانت تجد فيها حربآ من القوي التقليدية والحركات الاسلامية التي كانت تصفها بانها افكار الحادية مستوردة.. وتزعم تلك الكتابات مثل كتاب " اليمين واليسار في الاسلام" انه في التاريخ الاسلامي القديم كان هناك فقراء يمثلون اليسار والاشتراكية مثل ابي ذر الغفاري وعلي بن ابي طالب ونخبة من الاثرياء من الطبقة الحاكمة وغيرها يمثلون اليمين ومن الواضح انها كتابات متهافتة الي حد بعيد وليس لها حظ من الرؤية المتعمقة والمعلومات الصحيحة..فتاريح الاسلام يمكن تقسيمه الي مرحلتين متميزتين في ما يتعلق بموضوعنا عن الوضع الطبقي لاتباع مؤسس الاسلام محمد بن عبدالله المعروفين باسم " الصحابة"...مرحلة ما قبل غزوة بدر الكبري عندما كانت الدعوة سلمية ومسالمة اي مرحلة "لكم دينكم ولي دين" الآية المكية ذات الدلالة ......في هذه المرحلة التي تستغرق نصف سنوات الدعوة المحمدية كان معظمهم من الفقراء والعبيد المنعتقين وكان عليآ نفسه من المعوزين من شدة فقره وحتي مؤسس الاسلام نفسه كان شديد الفقر لو لا ان زواجه من خديجة بنت خويلد ذات الثراءالواسع جنبه العوز ونجد ذلك منعكسآ في القرآن " ووجدك عائلآ فاغني"..ولكن خديجة نفسها اخذت تعاني من شح الموارد بعد ان اخذ القرشيون في مقاطعة تجارتها اثر مجاهرة محمد بدعوته..وقد عاني محمد واتباعه من المهاجرين في السنوات الاولي بالمدينة ولم يكن من سبيل لفك تلك الضائقة الا باحياء عادة الغزو العربية الاصيلة باسم الجهاد المرحلة الثانية هي مرحلة ما بعد غزوة بدر عندما تحولت الدعوة المحمدية الي دعوة جهادية حربية وصلت ذروتها بالآية الشهيرة: [ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)] في هذه المرحلة بدأت الغنائم التي كان يسلبها مجاهدو يثرب من القبائل العربية المستهدفة تتكدس بين ايديهم واخذ الفقر عصاه علي كاهله ورحل بعد غزوة حنين من بيوت الصحابة والتي عرفت بكثرة غنائمها من الاموال والنساء..وازداد الثراء بعد مجزرة خيبر ونهب كنوز اليهود والاستيلاء علي اراضيهم وحدائقهم المثمرة وسنلاحظ ان المزيد من القرشيين اخذوا ينضمون الي الدعوة المحمدية بعد ان رأوا انها احيت عادة الغزوات وسلب الغنائم.....اما بعد غزوات خارج الجزيرة العربية التي استهدفت البلدان المتحضرة بمقاييس ذلك الزمان مصر والشام وبلاد ما بين النهرين وفارس فان الصحابة اخذوا يرفلون في الحرير من غنائم البلاد المفتوحة المنهوبة.. ..فعلي بن ابي طالب لم يعد فقيرآ بعد تلك الغزوات فقد امتلك الاموال والضياع والعبيد وتوفي عن اربع زوجات بالاضافة الي الاماء..فقد اعتدنا ان نقرأ بعض العبارات الببغاوية بان عليآ كان فقيرآ وهذا ليس صحيحآ الا في مرحلة ما قبل غزوة بدر...وان مؤسس الاسلام مات ودرعه مرهون ليهودي مع انه فعل باليهود وكنوزهم ما فعل في خيبر بالاضافة الي تخصيص خمس الغنائم له ولذوي قرياه واليتامي والمساكين بنص الآية: [:واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه والرسول ولذوي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل] ...ومن الاحاديث:[حدثني محمد بن اسحق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قسم سهم ذوي القربي علي بني هاشم وبني عبد المطلب] اما ابوذر الغفاري فقد كان ذا طبيعة زهدية علي الطريقة الديوجينية..ولو اراد الثراء وامتلاك الزوجات والاماء لاستطاع مثله مثل بقية الصحابة. ولذا اعتبر كتاب محمد عباس صالح عن اليمين واليسار في الاسلام كما زعم كتابآ فجآ يفتقر حتي الي المعلومة الصحيحة. راجع كتاب[ شدو الربابة باحوال مجتمع الصحابة : الصحابة والصحابة ..الجزء الثالث] للاستاذ خليل عبد الكريم ففيه يوثق ويحلل مستشهدآ بامهات المراجع الاسلامية في الاحاديث والفقه والتاريخ الاسلامي والسيرة المحمدية عن التحول في اوضاع الصحابة المعيشية والاجتماعية نحو الثراء والرخاء بعد تحول الدعوة المحمدية الي دعوة جهادية حربية تتجه الي الغزوات وسلب الغنائم .
مع خالص الود والمحبة عمر
|
|
|
|
|
|
|
|
|