مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 07:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2007, 12:16 PM

احمد حامد صالح

تاريخ التسجيل: 10-21-2006
مجموع المشاركات: 2133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب (Re: احمد حامد صالح)


    Quote: د. الصادق الفقيه صحيفة الراى العام

    الإلتزام السياسى: تأمل فى إنتماءات تتلاشى

    تستبد بالإنسان، فى لحظات اضطراب الحال العام، أسئلة تطارد ظاهرات التطورات السياسية فى بلد ما أن ينفك من أزمة إلا وتتسلمه أخرى أصعب وأعقد. ورغم تطورات تصعد بجوانب مهمة من معينات الحياة المادية، من بنيات تحتية وغيرها، غير أن إهتزازات الفكرة السياسية، وما يتخلل الممارسة فيها من انحرافات عن المبادئ الكلية والمقاصد الجمعية، تهز القناعات وتربك الإنتماءات. وتمور بالنفس نوازع الإحباط التى تربك جهود البناء الوطنى.

    وتمر على كل ناشط فى حقل العمل العام لحظات شك وعدم يقين من جملة الآراء الأخرى التي تخالف مواقفه، ولا يستكين بصرامة الإلتزام أو براءته حتى للموقف الذي يتبعه. فمعلوم أن إختيار المرء، فى كل مراحل تطوره، قطعة من عقله، وانتماؤه هو بعض قراره. لكن السؤال الذى يدور بخلد كثيرين ممن إعتنقوا فكرة تغيير موجبة، وما انفك يستحث إجابة مقنعة، هو: إلى متى يظل الفرد منهم حبيس إنتماء سقط منه على رؤوسهم عرش هذه الفكرة، وتزعزعت قناعات الجدوى، وإنتفت فيه أسس رابطة الإلفة، وتضاءلت فرص الشورى، وتراجعت مقتضيات الحرية، ولم يعد يحترم لأحد فيه رأى، أو لم يعد الرأى فيه مطلوب أصلاً؟

    إن الأصل فى كل إنتماء فكرى وسياسى يرجح كفة الفرد، ويقوم بعضد الجماعة خياراته، لأن الجميع مطالبون بالإطلاع على مواقف الآخر بغير إذعان أو إمتهان. وومطلوبات الحد الأدنى تلزم بقراءة جميع التجارب والتمعن فيها بنظر وحوار هادف يتجاوز العصبية، ويتجنب تعقب السلبيات في مواقف الآخر، والعناية والترحيب بالايجابيات وتعظيمها، خدمة لهدف المصلحة العامة، والتى هى مناط كل تكليف إيجابى حفزت عليه الفكرة.

    ومن الممكن هنا أن نفترض أن متوالية إنشقاقات الأحزاب السودانية هى واحدة من أعراض مرض التقاعس فى الوفاء باستحقاقات هذا الإنتماء، التى تشهد استمراراً للإتجاه القديم فى الإحتكار، الذى أورث السياسة سقماً أقعدها عن فاعلية الإسهام. ويرجع هذا الأمر، فى بعض جوانبه، إلى إزدياد تعقيدات الحياة الإجتماعية والاقتصادية، التى نمت فيها ثروة خانتها عدالة التوزيع أن تفى بمقتضيات العدالة.

    ولم يكن لهذه التطورات الفكرية والسياسية، التي شهدها السودان، والسلبية فى آثارها المتعدية، أن تبقى حبيسة تنظيم بعينه، أو نطاق حزب واحد، وإنما امتدت وانتشرت إلى تشكيلات المجتمع كله، وحزمت تلابيب أحزاب فانقسمت إلى على نفسها، ورزئت بها منظمات حضرية فى المركز فتشظت، بل إنحطت بها قبائل فتمزقت إلى بطون وأفخاذ متنافرة، وأبتليت بها جهات فتوزعت إلى جهويات، وتنافرت بفعلها مناطق عديدة فى المستوى الإقليمى.

    ومن الواضح أن هذا يعنى خللاً تلزم ضرورة التوقف عنده الجميع، لا للتفرج وانتظار لحظة الشماتة القاتلة للوطن ومواطنيه. ويعني هذا وفاق وعمل مشترك وجهد جماعى نوعى يستهدف مركزية الوطن وموجبات سلامته، لأن النظم السياسية يجب أن تكون تعبيراً عن قناعات الشعب التي يُحكَم بها. ويجب أن تعمل على الحفاظ على المجتمع بوصفه القاعدة التي تستند إليها كل النظم، ومنه تستمد الكثير من مبررات مشروعيتها.ئوأن يستهدف أداؤها الحفاظ على عوامل قوة هذا المجتمع لا أن تسعى عمداً إلى إضعافه والسيطرة على مقدراته وسلبه أدواره لضمان استمرار ولائه لها.ئ

    وتسجل الذاكرة العامة فى السودان أن معارك السياسة ضد الاستبداد لم تتوقف، وإن اتخذت فى كل حقبة ومنعطف شكلاً ومضموناً مختلفاً، إذ تتجه تارة صوب زعيم الحزب أو الطائفة، وتتضامن تارة أخرى ضد رأس الدولة الحاكم بأمره، أو مؤسسة السلطة بشكلها الأعم. وقد كانت الإنتفاضات، التى قوضت أركان حكومات عسكرية قابضة، أقوى حجة وأبلغ بياناً عن قوة الشعب فى التصدى لطغيان الفرد وإنحراف الحكم عن المنهج المستقيم.

    وأرشدت الشعارات الشعبية الحاكمين الى مداخل الحق، وتوصيف جادة الصواب، وتبيان الأصل المطلوب لتأسيس مجتمع الفضيلة، ودولة العدل الأمثل. وطالبت الجماهير بالمؤسسية فى كل ثورة مدنية حتى لا تطغى الطبيعة البشرية على الممارسة، ويتسرب الإنحراف الى مفاصل الحكم ودولاب الدولة، ويتجاذب الخير والشر قناعات السياسيين بلا عاصم.

    فبعد تجربة الحكم الوطنى الأولى بإيجابها وأخطائها والإنقلاب العسكرى عليها، جرت في العام 1964 أولى محاولات الإصلاح ومعارك البناء السياسى، فقامت ثورة شعبية إقتلعت نظام الفريق إبراهيم عبود، ودارت شعاراتها حول إرساء سيادة البرلمان ووضع أسس نظام الحكم الدستوري في مقابل تقليص سلطات الحاكم. وترويض القيادات السياسية على الإحتكام لأشراط الديمقراطية فى ترتيب أصول الحكم وفنون إدارته.

    ومن هناك انتقلت المعركة إلى سائر دوائر البناء الداخلى للقوى السياسية التقليدية، ثم انتشرت لتشمل بفروضها كل القطاعات الحية فى المجتمع.وقد انبثق عن هذه العملية مفهومان تواثقا فى مضمونهما العام مع الأسس الجوهرية لنظرية الديمقراطية، ومثلا إتجاهين لتبنيها، هما: السيادة الشعبية، ومعناها أن شرعية الحاكم تنبع من موافقة الشعب، والثاني: العقد الاجتماعي، ويعني أن الدولة هي نتاج عقد بين أفرادها، وككل عقد فهو يرتب حقوقاً وواجبات ويرعى حرمات. ولا يضفى هذا العقد شرعية على حكومة مستبدة. فلا يحق للحاكم في جميع الأحوال أن يحوز على سلطات مطلقة تخوله استعباد الأفراد أو سلب حقوقهم أو ممتلكاتهم.

    وهذان الإتجاهان لم يكن السودان بدعاً فى تجربتهما، فمثلما فعلت الديمقراطيات القديمة، قد رؤى أن أفضل طريقة للحد من إحتكار السلطة هي تقسيمها إلى فروع، بحيث يملك كل فرع المقدار الذي يحتاجه فقط من السلطة لأداء وظيفته. وهذا يعني إيجاد سلطة تشريعية منفصلة تقوم بمهمة سن القوانين نيابة عن الشعب، وسلطة تنفيذية تقوم بتفسير وتطبيق هذه القوانين، وقضائية لتفسير القوانين..

    وبرزت بهذين الإتجاهين آثار إقتصادية وسياسية وإجتماعية عميقة قرأ الناس من خلالها التعريف الأوفى لمبادىء الحكم الناجع. وعرفوا الأسلوب الأوفق لمحاسبة الحاكم. فمن أجل منع الاستبداد، يجب عدم تركيز السلطة في يد الحاكم، لأن كل التجارب الإنسانية أظهرت أن أي فرد يتم منحه سلطة مطلقة فإنه يميل إلى إساءة استخدامها. لهذا، ولضمان وجود الحرية يجب عدم السماح لنفس الفرد أو الأفراد، مهما كان انتماؤهم الاجتماعي، ومهما كان ورعهم وتدينهم، بممارسة هذه السلطات مجتمعة وفي الوقت نفسه.

    وضرورة أن تكون فروع الحكومة المختلفة مصممة بطريقة تضمن إمكانية مراقبة كل سلطة للسلطة الأخرى، فلا ينبغي لأي سلطة أن تكون قادرة على ممارسة وظيفتها من دون موافقة ومراجعة السلطتين الأخريين. كما أن حرية التعبير وما يطلق عليها في العصر الحديث ''مؤسسات المجتمع المدني'' مثل المؤسسات الطوعية والدينية وهيئات الحكم المحلي والنقابات المهنية والمنظمات الطوعية، تلعب دوراً مهما في توازن السلطة عبر المجتمع.

    كما أحرجت مطالبة النخب المثقفة، بضرورة الممارسة الديمقراطية داخل الأحزاب والتنظيمات، قيادات هذه الأحزاب والتنظيمات، ودفعتها إلى معاينة أوضاعها الداخلية استجابة لهذا لموجبات التغيير. ولكن ضعف البنيات التحتية والفوقية للديمقراطية فاجأ الجميع بسقوط التجربة قبل أن ترسخ قواعدها.

    وما تقدم هو إشارات يقصر بها الإختصار على أمثلة مجتزأة من تجارب السودان العديدة، ومأخوذة من حالات سياسية معزولة لا تفى، فى مفهوم المنهج العلمى، بشمول الدراسة الواسعة الدقيقة والمتأنية. ولكنها ضرورة المقال وإلحاح الرغبة فى الإسهام، وتسارع أحداث لا تنتظر بإنحراف إحداثياتها وتقلب أحداثها التأنى، الذى تفرضة الدراسات الواسعة. وسعة النظر وتوصيفات المعالجة هى العمل المطلوب من كل الهيئات الرسمية والشعبية، حفاظاً على وطن تؤرق حالته العقول والأفئدة.



                  

العنوان الكاتب Date
مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب احمد حامد صالح04-22-07, 10:24 AM
  Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب احمد حامد صالح04-22-07, 01:18 PM
  Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب Elbagir Osman04-22-07, 01:29 PM
    Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب احمد حامد صالح04-22-07, 01:37 PM
      Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب أيمن جبارة الله الخضر04-22-07, 02:40 PM
  Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب Elbagir Osman04-22-07, 02:50 PM
    Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب احمد حامد صالح04-22-07, 03:07 PM
      Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب احمد حامد صالح04-22-07, 03:19 PM
  Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب Elbagir Osman04-22-07, 03:14 PM
    Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب احمد حامد صالح04-22-07, 03:29 PM
  Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب Elbagir Osman04-22-07, 03:39 PM
  Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب Atif Makkawi04-22-07, 04:38 PM
    Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب احمد حامد صالح04-22-07, 07:25 PM
  Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب Elbagir Osman04-22-07, 08:07 PM
    Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب احمد حامد صالح04-22-07, 10:57 PM
      Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب محمد على طه الملك04-23-07, 00:07 AM
  Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب Elbagir Osman04-23-07, 00:12 AM
    Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب احمد حامد صالح04-25-07, 08:37 AM
      Re: مؤشرات انقلاب فى الخارطة السياسية ... أصحوا يا احباب احمد حامد صالح04-26-07, 12:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de