|
الذكرى العاشرة لرحيل شهيد الديمقراطية والحرية الفريق أول فتحي أحمد علي
|
يصادف اليوم السبت 28/أبريل/2007 ذكرى رحيل الفريق أول فتحي أحمد علي. وقد أصبح تقليداً ثابتاً للعميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي أن يكتب في هذه المناسبة محيياً ذكري هذا القائد العظيم. أسمحوا أن أقدم لكم ما كتبه الأخ العميد(م) عبد الرجمن خوجلي:
جمال الدين بلال
الذكرى العاشرة لرحيل شهيد الديمقراطية والحريه الفريق أول فتحي أحمد علي
بقلم العميد أ.ح. (م) عبد الرحمن خوجلي
يمراليوم، 28 أبريل 2007، الذكرى العاشرة على رحيل شهيد الديمقراطية الحرية الفريق أول فتحي أحمد علي. وأجد نفسي أتسأل، السودان الوطن، إلى أين؟ وأترك الاجابة على ذلك للقارئ حسب تقديره لمعطيات الظروف الحرجة التي يمر بها الوطن الاَن، فالسودان الوطن في خلايا الدم وحدقات العيون ومرسوم على الجباه وهو عزة وكرامة لكل وطني .كان شهيدنا مسكوناً في داخله بعشقه الشديد لهذا الوطن وهذا العشق ليس حكراً لأحد فهو عشقنا جميعاً. أما طوق النجاة من هذه الدوامة السياسية التي يعيشها الاَن فهو التغيير السياسي العاجل إلا تفكك وضاع وطننا السودان.
استهل هذه الذكرى بأبيات من الشعر قالها الأستاذ شوقي بدري في رثاء شهيدنا الراحل الفريق أول فتحي أحمد علي:
أمبارح خبر فتحي والليلة غار جرحي منو البقودنا اليوم وسمانا رابطة غيوم كتلوك طب بالفم وقلبك ملاه الهم وبقت حياتنا سجم وكل فرد براهو نغم كان فتحي علم وفهم شال السيف والقلم
في خطوة شجاعة في 25 سبتمبر 1990 أعلن الفريق فتحي أحمد علي انضمام القيادة الشرعية للمعارضة السودانية من اذاعة الحركة الشعبية لتحرير السودان بأثيوبيا في بيانه الأول وكأنه بذلك يؤكد للجميع أن القضية هي واحدة ضد الحرب وضد العنف وضد الظلم الاجتماعي. وفي الفترة من 21 إلى 23 ديسمبر 1990 قام بزيارة الحركة الشعبية في أسوكي جنوب غرب توريت. هناك قال وكأنه يقرأ المستقبل إننا نعتبر أن هذا الإنقلاب هو انتكاسة للسودان لابد من التغلب عليها بكل السبل ومهما كانت التكاليف. ونعتبره أيضاً الخطوة الأولي في تفتيت السودان المعروف بحدوده الراهنة ومزيجه ومزاجه المعروف في كل أنحاء العالم. لذا نعمل جاهدين أن تكون هذه الخطوة الأخيرة بإذن الله. فمبلغ علمنا أن الجبهة الإسلامية القومية قد انتوت، بل قررت فصل الجنوب ولكنها تخشى من تبعات اعلان ذلك ( والاَن الجبهة انقسمت إلى مؤتمر وطني حاكم وقع على اتفاق نيفاشا وباقي القوة السياسية لديها كثير من التحفظات على هذا الاتفاق. وفاقمت من تردي وتدهور الوضع الأمني في دافور والتي صارت قضية ساخنة وملحة في كل أنحاء العالم ومؤتمر شعبي معارض لها.)
هناك في أسوكي أكد الشهيد الفريق أول فتحي أحمد علي، على أن السلام والحرية هما أساس الحياة فكلاهما مقترن اقتراناً لا ينفصم بعملية تنمية الإنسان أولاً و تنمية البلاد في كل المناص. لهذا فإن حرية الرأي المتمثلة في امكانية قيام نظام تعددي كل يدلي ويشارك فيه برأيه تحت مظلة وحماية دستورية متفق عليه هي إحدى راياتنا التي نحرص على بقائها عالية وخفاقة. في مايو 1992 حينما خاطب الشهيد القوات المسلحة والشرطة والأمن قال عن الأنقلاب الأتي: "أنها عترة، تشبه الإنكفاءة، تلك التي طالت معها شمس اليوم الأخير من يونيو 1989. لتجدنا جميعاً وشعب السودان تحت قبضة عصابة جديدة تاَمرت مع حزب غادر وظالم، لا تعرف للعهد قيمة ولا تعلم مدى الظلم الذي أنزلته بالمؤسسة العسكرية جراء فعلتها النكراء، عصابة انسلت من وسط جموعنا خفية وتسللت ليلاً لتمسك بمقدرات شعبنا، تديرها بإسم القوات المسلحة وقوات الأمن، لصالح فيئة سياسية لا تعرف سوى مصالحها، ولاتجيد الوصول إليها إلا عبر الطرق الملتوية غير الشريفة" وكان الشهيد يحرص دوماً على أهمية قومية القوات المسلحة ويقول في ذلك: "إن العمل العسكري الخالص هو أساس فهم معنى القومية، وأن القوات المسلحة هي البوتقة التي ينصهر فيها الجميع رغم اختلاف الجنس واللون والعرق والدين الفكر ولهذا فإن القيادة الشرعية تحرص على أن تكون القوات المسلحة هي الفصيل الأكثر محافظة وحرصاً علي ذلك المفهوم والعمل على نشره ليشمل الجميع".
وكان اَخر مشوار له للوطن في الفترة من 5/4 إلى 12/4/1997 إلى مدينة ياي في جنوب السودان لمخاطبة الأسرى من القوات المسلحة واقناعهم بالانضمام للمعارضة السودانية المسلحة فوفق في مسعاه وعاد من رحلته في معنويات عالية ولكنه عاد من رحلته الأخيرة لأرض الوطن للرحيل الأخير في 28 أبريل 1997 إلى رحاب الله فكان زلزال رحيله من اصعب اللحظات على أبناء السودان الذين لم يواجهوا فجيعة الموت في بعض أبنائه المخلصين كما واجهها بالنسبة للذين سبقوه من رواد الحركة الوطنية في القوات المسلحة كعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ فمن الطبيعي أن يستقر في الوجدان العام صعوبة أن يموت هؤلاء قبل بقية البشر ولكن هكذا إرادة الله ونسأل الله أن يتقبل شهيدنا برحمته في رحاب الشهداء والصديقين بقدر ما قدم للوطن من عطاء وتجرد وباقي كنيل الحياة بسوداننا الحبيب. رحم الله الشهيد الفريق أول فتحي أحمد على إبن السودان البار فلقد مات البطل واقفاً. ويجب أن تتوحد الجهود لإنقاذ الوطن من حافة الهاوية وعاشت ذكرى شهداء الحركة الوطنية والمحد والخلود لهم وعاش الوطن شامخاً أبياً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|