|
Re: حالة اللا ديمقراطية واللا وفاق .. تاج السر مكي (Re: bunbun)
|
الجزء الثاني من التحليل
الحركة الاسلامية فى السودان تمزقت شر ممزق ضاعت منها فكرة تربية الكوادر التى بدأت بها ثم ضاعت عليها فرصة استدعاء الفكر الفلسفي والاجتماعي الذى قدمته الحضارة والتاريخ الاسلامى وتراخت القبضة التى احكمتها على المجتمع السودانى بدعوتها العامة لحكامية الله وقدسية النظام .. لقد أراد قادتها أن يكون التنظيم اسلامياً سياسياً يعتمد على الفكر الاسلامى عند اللزوم ويتعامل مع المناورات السياسية بمنطقها السائد . وقد نجح فى ذلك حتى استيلائه على السلطة .. لكن الاستعلاء اصابه والزهو بالانتصار الذي حققه بسهول قاده الي حالة من الغطرسة والاستخفاف بالاخرين ناسياً ان السلطة تبنى نفوذاً زائفاً وخادعاً .
ذهب الترابى في بداية الانقاذ الي السجن حبيساً وممثلاً لدور متقن ومحدد ولكنه انتهى الى حبس حقيقى بالقرب من سجن كوبر .. فرغم الرياش الذى فرشت به دار الضيافة الا انه فى النهاية سجن وعزله فرضها عليه تلامذته من الاسلاميين .. الترابى كان يتعامل مع الحركة الاسلامية العالمية بذكاء وحصافة فعندما رأى أن حركته تحتاج الى حزب الامة الحليف السابق قرر ذلك دون استشارة لاهل السلطة والسطان وعندما رحل الي جنيف دون أن يشير اشارة او حتى ايماءة لما يريد والتقي هناك بالصادق المهدي وقدم تجربة حكم الاسلاميين واحاديث عن الاستثمار والمستثمرين وحالة السودان الاقتصادية وكشوفات البترول التي سيقوي بها مركزه قاد ذلك كله الي تغيير في موقف المهدي ورغم ان وكالات الانباء وبعض المراسلين صوروه فى شكله تعاطفى وكأنه لقاء أسرة تعود من الانقسام الي التوادد .
عاد الشيخ ليفاجئ الجميع بموقف جديد وحدث الانفجار وقدمت مذكرة العشرة والتي وقف بعيداً عنها البعض في انتظار نتائج الصراع .. لقد أصاب الترابي الكثير من الاستعلاء فى تقديره لنفوذه وامكانياته وقبول كل مشاريعه التي يتقدم بها .. وهكذا تعيش الحركة الاسلامية بشقيها ازمة عميقة دون أن يكون هنالك أمل فى وحدتها من جديد
|
|
|
|
|
|