|
قرأت حتى أصبح ولكن (Re: أبنوسة)
|
عزيزتي أبونسة تحياتي لك ولكل من جعل من حب الوطن وعشقه ديدناً ومن حب الحرية والديمقراطية عنوانا السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته أبونسة وكأنني كنت معك أصور تلك المشاهد والمشاعر والأحاسيس وكأنني كنت في ذلك الحشد المهيب لا أبالي بمن يدوس على قدمي أو يمزق قميصي أو ينتشل ما في جيبي كل مشاعري كانت في الماضي في أكتوبر (باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني) وفي أبريل (بلا وأنجلى) ويوم أعتلت راية الإستقلال في سارية القصر (اليوم نرفع راية إستقلالنا) كنت أفكر في المحجوب وفي الزعيم الأزهري وفي مؤتمر الخريجين كنت أفكر في القرشي كنت أفكر في دماء الشهداء الذين سطروا بدمائهم لإستقلال الوطن، عبدالفضيل الماظ وعلي عبداللطيف وغيرهم ممن هتفوا وهمسوا وتغنوا بأسم الوطن.. كنت أفكر في الموت والحياة والخلود والفناء ... فوجدتهم جميعاً أحياء في يعيشون ويتنفسون في قلوب وأفئدة كل السودانيين قرأت موضوعك في البورد وأختلطت أفكاري ومشاعري ولا أدري هل كنت أقرأ السطور التي أمامي أم كنت أقرأ أشياء أخرى من خيالي حتى وصلت إلى (أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق) هل صدق شعراءنا فيما كتبوه أم هي لحظات نغني لها ثم تتبدل الأمور والأحوال ويأتي سجان آخر ليسرق من عمر الوطن وحريته ونمائه عمر جيل كامل لتهب رياح الحرية من جديد ويكسر الطوق ويغني وردي ورفاقه من جديد، حتى يفنى وردي وكل جيل الحرية والنضال ... فنعيش بعد ذلك في ظلام حالك ولا نجد حتى من يذكرنا بالحرية والديمقراطية ونتساوى مع باقي شعوب الأمة العربية الخانعة ويأتي زمن توارث الجمهوريات والدكتاتوريات والحكم الأبدي لولايات تتعاقب ودساتير تفرض بالإستفتاء القهري وبنود تتغير وتتحول فيه ببرلمان السلطة المعين أو مجلس شوري،، شورته الوحيدة إرضاء السلطة على كل حال يا أبنوسة لم أستطع قراءة الباقي من الموضوع لأنني تهت في لجة الذكريات منذ أن كنا في المرحلة الأولية نتغنى في طابور الصباح بأنشودة أصبح الصبح وها نحن مع النور ألتقينا ألتقى جيل البطولات بجيل التضحيات ألتقى كل شهيد قهر الظلم ومات بشهيد لم يذل يبزر في الأرض بزور التضحيات أبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا نأسف للأطالة ولنا عودة لاحقاً وليد
|
|
|
|
|
|