|
|
 النص الكامل لتقرير المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في السودان
|
النص الكامل لتقرير المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في السودان - انهاء الحرب ممكن.. والولايات المتحدة ضامنة لتنفيذ الاتفاقيات مع المتمردين
عندما قمت بتسميتي كمبعوث خاص للسلام في السودان خلال الاحتفال الذي جري في حديقة الورود بالبيت الابيض تحدثنا عن الآلام التي يشعر بها الامريكيون جراء معاناة الشعب السوداني، وقد أعلنت ان الوقت قد حان لاحلال السلام والتعقل في السودان، لقد اعطيتني تفويضا للحصول علي اقرار من الاطراف السودانية باحلال السلام والتوصية من بعد ذلك حول امكانية مواصلة الجهود الامريكية لتحقيق هذا المسعي في تلك البلاد.بعد ذلك أجريت مناقشات عدة مع وزير الخارجية كولن باول ومساعد وزير الخارجية والتر كانشاينير، ومستشارة الامن القومي كوندا ليزا رايتس واخرين حول كيفية انجاز مهمتي.واستناداً الي هذه المناقشات توصلت الي ان الدور الامريكي الاكثر فعالية سيكون عاملا مساعدا ومنسقا للمبادرات المطروحة خاصة من مصر وكينيا والبلدان الاخري المهتمة والمشغولة بالسلام في السودان، مثل كندا والنرويج وسويسرا وبعض اعضاء الاتحاد الأوروبي وآخرين في جهد مشترك لدعم السلام في السودان، فالولايات المتحدة ليست لديها خطة سلام خاصة بها للتنافس في تلك الخطط والمبادرات الموجودة، بل نحن نشجع هذه الخطط وندفع بها الي الأمام وندعمها.وخلال هذه المناقشات اتفقنا علي ان تشتمل المساعي التي اقوم بها علي زيارتين للسودان ودول الجوار وزيارة الي أوروبا وبعدها اصدر تقريرا خلال ستة اشهر واكون مستعدا حسب الحاجة لرعاية مفاوضات سلام مستقبلاً.لقد ساعدتني في مهمتي مجموعة بارزة من الخبراء بقيادة الدبلوماسي المتقاعد روبرت اوكلي ويضم الفريق نائب مساعد وزير الخارجية تشارلي سنيدر ومنسق شؤون السودان جيف ميلينجتون، ومدير الشؤون الافريقية في مجلس الامن القومي مايكل بلير، ومدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية روجر ونتر. انجاز المهمة:لانجاز المهمة سافرت الي السودان مرتين لمقابلة قيادة الحكومة السودانية وقيادة حركة الجيش الشعبي لتحرير السودان بالاضافة الي قيادات حزبية أخري وقيادات المجتمع المدني، وقد تجولت في عدد من بقاع السودان وزرت المناطق المتأثرة بالحرب التي عانت من الجفاف والترحيل، وتحدثت الي أولئك الذين تعرضوا للقصف بالطائرات وهاموا علي وجوههم، وتحدثت الي أولئك الذين تعرضوا للاختطاف، والتقيت بالرئيس الكيني دانيال اراب موي والرئيس الاوغندي يوري موسيفيني والرئيس المصري حسني مبارك لمناقشة الجهود التي تقوم بها بلدانهم لاحلال السلام العادل في السودان، وجميعهم أبدي الرأي بان الجهد الامريكي يمثل الأمل الوحيد لإحلال السلام في السودان. في أوروبا جري التنسيق مع حلفائنا الايطاليين والنرويجيين والبريطانيين، وناقشت الجوانب الدينية في الفاتيكان ومع اساقفة كانتيربري، وراجعت في نيويورك جهود الامم المتحدة الانسانية في السودان، وتحدثت ايضا مع المجموعات النشطة حول قضايا السودان في الكونغرس، حيث كانت هناك خلافات حول كيفية مساهمة الولايات المتحدة لاحلال السلام في السودان.لمقترحات الانسانية لاختبار الاطراف :
لقد قررت ان اتخذ نهجا مختلفا عن المبادرات التي طرحت في السودان، فتاريخ هذه البلاد ملئ بالعشرات من الاقتراحات والاتفاقيات لانهاء القتال. هذه الاتفاقات جميعا اشتركت في شيء واحد وهو انها (لم تطبق) ولم تحقق بالتالي السلام في السودان وتنهي 81 عاما من القتال، راح ضحيته اكثر من مليوني شخص بالاضافة الي 5ر4 مليون لاجئ نزحوا داخليا، ولذلك وبدلا من ان اصوغ اتفاقية سلام جديدة شاملة قررت اختبار التزام الاطراف. من خلال سلسلة من الاقتراحات تمثل تحديا سياسيا لهم وفي الوقت نفسه تخفض من معاناة الشعب السوداني.
لقد عملت بعناية لتطوير هذه المقترحات مع اندرو ناتسيوس مدير وكالة التنمية الدولية الامريكية ومنسق الشؤون الانسانية الخاص للسودان، وخاصة احد مساعديه الرئيسيين وهو ونتر روجر وكلاهما صاحب خبرة وتجربة في الشأن السوداني.قد ابتكرنا اربعة اقتراحات ركزت اولا وقبل كل شيء علي حماية السودانيين المدنيين العاديين، والثانية الزام اطراف النزاع بتغيير سلوكها واجتياز الاختبارات والثالثة ايجاد المراقبة لتوفير الحد الادني من احترام هذه الاتفاقيات. فالاتفاقات السابقة انهارت لعدم وجود آليات رقابة وتدخل دولي وقد هدفت هذه المقترحات الاربعة مناطق معينة بها المعاناة الانسانية مضاعفة وقد قدمت خطوط عامة حول هذه المقترحات خلال رحلتي الاولي للمنطقة في نوفمبر وبعد ثلاثة أسابيع عاد فريق الوكالة الامريكية للمتابعة.
المفاوضات كانت شاقة لاننا طلبنا من الطرفين (حماية الناس وتقدير الحالات) فوق المكاسب العسكرية الآنية وهذه لم تكن مهمة سهلة لقد استمرت الحرب 81 عاما وباستعمال وسائل الضغط والمثابرة استطعنا ضمان الاتفاقية.
وعلئ اية حال، خلال رحلتي الاولئ للمنطقة تسلمنا التزامات شفوية مهمة لثلاثة من الاتفاقيات الاربعة.جابهتنا مصاعب جمة في ما يتعلق بالبند الخاص بوقف مهاجمة المدنيين وتوصلنا الي اتفاق حولها بعد ثلاثة أشهر.الاقتراح الأول:
لقد اقترحنا اولا، وحصلنا علي موافقة لوقف اطلاق نار لاربعة اسابيع للسماح بتوصيل الاغاثة للمتأثرين بالحرب في جبال النوبة، واقترحت خلال زيارتي الاولي تمديد وقف العمل العسكري للسماح لتوصيل الاغاثة واعادة تأهيل شامل للمنطقة وهناك هدف واحد هو (تمرين) الأطراف علي وقف اطلاق نار شامل لتعزيز عامل الثقة للعمل مع بعضهم بعضاً.التطبيق:
الحكومة وحركة الجيش الشعبي وافقنا كتابيا في كانون الاول (ديسمبر) خلال زيارة جيف ميلينجتون علي الدخول في تفاصيل مفاوضات تتضمن المراقبين واللجان العسكرية المشتركة.وفي كانون الثاني (يناير) جري التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار في جبال النوبة في سويسرا تحت رعاية امريكية وسويسرية، ومنح الاتفاق الجانبين (الحكومة والحركة) في التحرك في مناطق النزاع، وقد تولت النرويج مركز الصدارة في ما يتعلق بعملية المراقبة لضمان التزام الاطراف بالاتفاق وقد وصل فريق المراقبين الاوائل الي المنطقة وبدأوا العمل بشكل مرضٍ، وقد جاء المراقبون والتمويل من ايطاليا، فرنسا، هولندا، النرويج، السويد، سويسرا، بريطانيا، والولايات المتحدة الامريكية.
وقد قامت وكالة الاغاثة الامريكية الدولية ووكالات اغاثة تابعة للامم المتحدلة بعمليات المسح لمعرفة متطلبات الاغاثة التي وصلت بعض موادها للمنطقة.أيام من الهدوء:ذا الاقتراح استهدف تحسين ظروف ايصال الاغاثة الي المحتاجين وتقديم تنازلات عسكرية للسماح لوكالات الاغاثة بالعمل وقد ركز الاقتراح علي برنامج مكافحة شلل الاطفال، والدودة الغينية.من خلال التطبيق تأخر عمل هذا البرنامج لايام، اما للتأخير في وصول المواد لسوء التفاهم والبيروقراطية في احوال ازخري، بالنسبة للدودة الغينية البرنامج ليس متقدما اما برنامج مكافحة شلل الاطفال علي الرغم من اعاقته الي انه يسير الآن علي ما يرام.وقف الهجوم علي المدنيين:ذا الاقتراح هدف الي وقف الهجمات المتعمدة علي المدنيين الابرياء وقد أكدت الاطراف التزامها بوقف مهاجمة المدنيين عمدا خاصة المؤسسات المدنية مثل المدارس والمستشفيات ومواقع تسليم الاغاثة وقيام آلية تحقيق دولية للتأكد من التزام الاطراف بذلك.التطبيق:
وقع طرفا النزاع علي الاتفاقية، وسوف تحتكر الولايات المتحدة آلية المراقبة وتمويلها، وسيكون المقر الرئيس لهذه الآلية العاصمة الخرطوم، وسيكون هناك مكتب فرعي في رمبيك به حوالي 51 خبيرا محترفا.محاربة الرق والعبودية
للولايات المتحدة مخاوف كبيرة من ممارسة العبودية في السودان هناك حالات خطف للاطفال والنساء للعمل في المنازل.الاقتراح:لتزام الحكومة السودانية لتقوية لجنتها الخاصة لمحاربة العبودية والزام الاطراف لتسهيل مهمة لجنة عالمية بقيادة الولايات المتحدة لتقصي الحقائق حول العبودية.التطبيق:
لقد زادت الحكومة السودانية من فعالية لجنتها واصبحت تحت سيطرة الرئيس عمر البشير واختير نائب وزير رئاسة اللجنة، ومن جهتنا نظمت وزارة الخارجية الامريكية لجنة للتحقيق بزعامة بن كميل والسفير جورج موسي وقد زارت اللجنة المنطقة في ابريل وسوف ترفع تقريرها.الجهود لاحلال السلام:قد قلت بشكل واضح ان الولايات المتحدة لا تنوي اطلاق (مبادرة سلام امريكية) جديدة فهناك كثير من المبادرات وهدفنا هو دعم هذه المبادرات، ونحن يجب ان نشجعهم للتعاون مع بعضهم بعضاً.نا أعجبت بجهود الرئيس موي لاعطاء روح جديدة لعملية السلام (ايقاد) لقد قابلته ثلاث مرات، ولقد عين شخص قدير جدا الفريق لازاروس سوميسو مبعوثا كينيا للسلام في السودان وهو يعمل بجد لهذا الهدف.ذلك طورت مصر مبادرتها الخاصة للسلام في السودان مع (ليبيا) وهي نظرت لكل قضايا السودان وتحدثت مع الرئيس موي والرئيس مبارك حول تنسيق جهودهما بدلا من حدوث تنافس بينهما لكي يكون لها مردود ايجابي، وقد اكد الرئيس موي علي اهمية دور مصر للسلام في السودان، وقد طمأنني الرئيس مبارك بانه يعمل من أجل التنسيق مع كينيا والايقاد وقد زار الفريق سوميسو القاهرة لمناقشة التنسيق بين مبادرتين.ن التعاون والتنسيق بين الحكومات الأوروبية والامريكية أمر مهم واعتقد انه تطور ايجابي ففي الماضي كانت هناك اختلافات ومؤخرا حصل اتصال وتنسيق وهذا أمر مهم لتمويل العمل الاغاثي وتشجيع التقدم نحو سلام.الاستنتاجات والتوصيات:ان الخلاصة التي توصلت اليها خلال مهمتي هي ان كلا الجانبين لن يحقق النصر في الحرب لذا فان الوقت قد حان للتوصل الي حل سلمي وسط، واعتقد ان كلا من الحكومة السودانية وحركة الجيش الشعبي اعطيا اشارات كافية بانهما يريدان السلام والاشتراك النشط للولايات المتحدة في عملية حل النزاع سلميا فالاتفاق الذي وقع لوقف اطلاق النار في جبال النوبة اعطي سكان هذه المناطق حياة جديدة ويمكن ان يكون قابلا للتطبيق في مناطق اخري من السودان، وكذلك ترك العبودية ووقف الهجمات علي المدنيين أمور مشجعة للدفع بالسلام، لكن هناك جانب اخر هو ان القتال ما زال دائرا في مناطق أعالي النيل.ي حالة اختيار الولايات المتحدة الاستمرار في عملية السلام في السودان فاني اطرح الافكار التالية ولابد من الاخذ في الاعتبار وجهات نظر الاطراف السودانية.أ ــ قضايا جوهرية
النفط ان الاكتشافات النفطية التي تحققت في جنوب السودان والاحتياطي الضخم الموجود هناك اكثر من بليون برميل وبداية الانتاج الفعلي للنفط في عام 9991 اضاف ابعادا جديدة للحرب في جنوب السودان وبالتالي لا يمكن التوصل الي حل سلمي اذا لم تعالج مشكلة النفط، فحركة الجيش الشعبي تعتبر النفط هذا لسكان الجنوب استغلته الحكومة بقوة لتقوية استراتيجياتها العسكرية وتمويل الحرب، بينما تعتبر الحكومة عائدات النفط ضعيفة، وتري الحكومة ايضا ان الاتفاق الذي جري مؤخرا بين جون قرنق ورياك مشار هدفه حقول النفط وهذا يبرر لها الدفاع عن هذه الحقول بالوسائل العسكرية، ان أية عملية سلام يجب ان تعالج موضوع النفط لتكون قاعدة اساسية للسلام وبالتالي فان تقسيم مصادر النفط يمكن ان يكون المفتاح بايجاد صيغة لتقسيم موارد النفط بين الحكومة والحركة الشعبية وهذا يمكن ان يكون صيغة مقبولة لايقاف الحرب، كما ان شركات النفط لا يمكن أن تخاطر وتعمل قبل تحقيق السلام وهذا ربما يكون حافزا للطرفين للمضي قدما في طريق السلام. هذه المقترحات تتطلب بطبيعة الحال مناقشة وتحليل وآليات موثوقة للمراقبة الدولية.ب ــ تقرير المصير
واجه جنوب السودان معاناة متعددة من الشمال بما في ذلك التعصب الديني والثقافي العرقي فأية اتفاقية سلام يجب ان تخاطب الظلم الذي عاناه هؤلاء لقد طالب الجنوبيون بحق تقرير المصير كوسيلة حماية من الاضطهاد ويتضمن ذلك حق الانفصال كما تنص مبادرة الايقاد لكني أري ضرورة ان تحفظ حقوق الجنوبيين في ظل سودان موحد.ج ــ الدين:
ان اكثر قضية خلافية في السودان هي العلاقة بين الدين والدولة، عداوة المسيحيين للحكومة الاسلامية عبر عنها بقوة خلال اجتماع حضرته بالخرطوم وبالتالي فان اية محادثات سلام يجب ان تعالج مسألة الدين والدولة وضمان الحرية الدينية وهو المفتاح لحل المشكلة.د ــ الحكم:
ان من الموضوعات التي يجب ان تؤخد وتعالج بحذر تقسيم الثروة والسلطة وبالتالي لا بد من تمثيل جميع الفئات ووجود جيش قوي ومشارك ومشاركة جميع التجمعات في صنع القرار.
ضمانات داخلية وخارجية:
كما اشرت فان التوصل الي اتفاقية مع الورق سيكون غير فعال ما لم يرفق باليات للتنفيذ فالولايات المتحدة يمكن ان تستمر في ذلك، اما الضمانات الداخلية فتتضمن قدسية القانون وهناك منظمات أخري يمكن ان تكون مفيدة مثل منظمة الوحدة الافريقية وجامعة الدول العربية ومجلس الامن ويمكن ان تشكل لجنة خاصة تابعة لمجلس الامن لمراقبة تنفيذ الاتفاق، لقد قررنا بشكل صائب بأن لا تكون للولايات المتحدة مبادرتها الخاصة انما تشجع الاطراف للوصول الي السلام ــ مصر وكينيا ــ كما يجب ان تحث الدول الأوروبية المهتمة بالسلام في السودان والمشاركة في اجراءات المراقبة مثل مراقبة وقف اطلاق النار، فالتقدم الذي حدث يجب ان يتابع ويراقب فأي دور للولايات المتحدة يجب ان يكون دورا مساعدا، وكذلك يجب علي الولايات ان تضع الاولوية للسودان خاصة في ما يتعلق بالمساعدات الانسانية واعمار الجنوب.
مقدم من جون سي دانفورث
نقلا عن الزمان
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست