|
عزيزى "محمود درويش"
|
عزيزى محمود .. لكأنى اعرفك منذ قرون !! لكأننا تنطعنا على الساحل الفلسطينى ودخنا السجائر لكأنك تركت منظارك الطبى على طاولة بفندق موفبينيك وذهبت معى لنغمس اقدامنا فى الماء الجريح كيف انت يا صديقى المتعب مع هذا الحصار؟ هم يفكرون بعرفات كرمز للسياسة الفلسطينية انا افكر به افكر بآلاف الاطفال الذين لا يجدون حليبا فى اثداء جفّت واضحت تسبغ نعمة الدماء بدلا عن الحليب هذا هو زماننا المفجوع بنا يا احمد العربى انا افكر بك ترانا خذلناك انت وحدك كيف تحاصر القصيدة ؟ كيف يكون الحرف مرهقا ومذعورا يترصد للمجنزرات ويقذفها بالطوب؟ كيف تخرج القصيدة من حدائقها لتحمل الرشاش وتتمنطق بالمتفجرات لتؤرخ مجدا آخرا للشعر ؟ محمود .. قل يا حبيبي ... كيف تعايش يوميات " رام الله" ؟ حبيبي .. قل لي كيف تري عمليات قتل الاطفال وسحل الشهداء بعيني الشعر ؟ كيف .. وانت "مخلوق" نظيف تجهل اللغات جميعها الا لغة الشعر ؟ كيف تختلط معاناة الشاعر بمعاناة شعب ، وكيف يختلط قلق القصيدة بتوترات شعب ومحنته ودموعه ودمائه ؟ أهي قصيدة " بيضاء" يا صديقي .. ام انها مروية بالدم ، ومجروحة بالفقد والغياب ؟ محمود .. لست قادرا على الكلام ، فكلما تطلعت الى عينيك .. شعرت بعجزي وقهرى ودموعي
|
|
|
|
|
|