|
واصفاً العرب بالحقارة ورافضاً المبادرة السعودية
|
واصفاً العرب بالحقارة ورافضاً المبادرة السعودية: القذافي يطالب "اللجان" بالانسحاب من الجامعة العربية
السبت 02 مارس 2002 21:06 إيلاف - نبيل شرف الدين: في أحدث مفاجآته المثيرة للجدل، طرح مساء السبت الزعيم الليبي معمر القذافي أمام مؤتمر الشعب العام الليبي في ذكرى إعلان الجماهيرية الذي بدأت فعالياته في مدينة سرت ما أسماه "الكتاب الأبيض" لحل مشكلة الشرق الأوسط، ويرتكز على عودة نحو سبعة ملايين فلسطيني ونزع أسلحة الدمار الشامل وإجراء انتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة على أن يعترف العرب بتلك الدولة بعد ذلك بغض النظر عمن يحكم فيها.
وهاجم القذافي العرب واصفاً إياهم بالحقارة ومتمنيا لهم الموت والاندثار ، كما انتقد مبادرة الأمير عبد الله للسلام مؤكدا أنها محاولة لجذب السعودية إلي الصراع الدائر في الشرق الأوسط ، في الوقت نفسه ندد بالجامعة العربية مشيراً إلي أنه طلب من المؤتمرات الشعبية دراسة انسحاب ليبيا من هذه الجامعة في أقرب وقت ممكن .
وقدم الزعيم الليبي رؤيته للوضع الراهن في الشرق الأوسط ، مشيراً إلى التداخل الكبير بين الإسرائيليين والفلسطينيين معتبرا أن الفصل بينهم يبدو مستحيلا بسبب المصالح المشتركة بين الشعبين رغم المواجهات المستمرة بينهما.
كما اعتبر أن قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لن يكون حلا، وقال إن الدولة التي حددها القانون الدولي تحتاج إلى إقليم وشعب وهما غير موجودين حاليا.
وقال القذافي إن فلسطين قد احتُلت عام 1948 ولم يعد هناك ما يسمى بهذا الاسم، مضيفا أن من يعترف بإسرائيل لن يعترف بفلسطين بناء على هذه الوضعية، وأكد أن ليبيا لن تعترف بهذه الدولة إذا أعلنت في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة.
ودافع القذافي عن وجهة نظره هذه بالإشارة إلى ضيق المنطقة التي قال إنها لن تتسع لقيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية خاصة وأن إسرائيل تمتلك أسلحة دمار شامل وهي غير متوفرة للفلسطينيين ولا حتى للعرب.
واعتبر أن قيام ما سماه "دويلة فلسطينية" في ظل هذه الظروف يجعلها عرضة للتهديد المستمر من إسرائيل حيث لايوجد ما يمنع إسرائيل من اجتياح أراضي هذه الدولة على غرار ما يحدث حاليا مع السلطة الفلسطينية.
وقال القذافي إن مبادرته التي ستصدر فيما بعد وتوزع للعالم تشكل تصورا واقعيا لحل مشكلة الشرق الأوسط بصورة جذرية.
"حقارة العرب"
كما شن القذافي هجوما عنيفا على العرب واصفا إياهم بالحقارة وبأنهم خيبة داعيا عليهم بالموت، وقال إن باطن الأرض خير لهم من ظاهرها. كما انتقد السعودية لطرح مبادرة للسلام في الشرق الأوسط واعتبر أن التهليل الغربي لها جاء لأنها أتت من المملكة وليس من القناعة بأنها ستكون حلا للمشكلة.
وهاجم الجامعة العربية معتبرا أنها مهزلة وعار على الأمة ودعا المؤتمرات الشعبية إلى دراسة انسحاب الجماهيرية من الجامعة العربية.
وقال القذافي إن السلام اليوم يقوم على السلاح الذري الذي حرم على العرب الحصول عليه. وصب القذافي جام غضبه على الوضع العربي الراهن وقال إن العرب لن يملكوا غير البكاء كما فعلوا على محمد الدرة.
وفيما يتعلق بالمبادرة السعودية عبر الزعيم الليبي عن دهشته لطرحها وقال "كان على السعودية أن لا توسخ نفسها وتترك ذلك لدول أخرى مثل ليبيا وموريتانيا".
وسرد الزعيم الليبي سلسلة من البيانات الصادرة من الولايات المتحدة عن المبادرة السعودية معتبرا أنها جميعها لا تعترف بالمبادرة وإنما ترى فيها محاولة لجرجرة السعودية إلى مستنقع الصراع في الشرق الأوسط.
جدير بالذكر أن القذافي كان قد طرح في اجتماعات مغلقة أثناء قمة عمان في مارس/آذار من العام الماضي أن تعترف دول الجامعة العربية بإسرائيل مقابل عودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم وحل مشكلة القدس ونزع أسلحة الدمار الشامل في دول المنطقة.
صناديق الاقتراع
كان القذافي قد بدأ كلمته بتحية الحضور وذكر أن "اليوم ليس يوما ليبيا وإنما يعني إمكانية ميلاد تنظيم سياسي واجتماعي واقتصادي يسايره كل الناس مباشرة بدون حكومة أو تمثيل نيابي, وهذا التنظيم ليس لليبيين وانما بالإمكان وفي أي مكان ان يقوم هذا النظام السياسي وأن ينهي الصراع على السلطة" .
وأضاف "إن الثاني من مارس هو اليوم الذي تم فيه التأكيد على أنه يوم أفريقيا وأعلن فيه قيام الاتحاد الأفريقي."
"نحن في هذا اليوم نستطيع ان نحكم على العالم انه لم يتمكن من حل مشاكله السياسية والاجتماعية ونتحدى أي نظام على الكرة الأرضية يقول انه حقق ووصل إلى نهاية المطاف ولم تواجهه مشاكل سياسية واقتصادية. لا شك ان العالم متأزم جدا الآن, وسبب أزمة العالم السياسية هو التشبث بالنظرية التقليدية الكلاسيكية الحكومية التمثيلية البالية والتي يجب ان توضع في المتاحف باعتبارها مرحلة من المراحل البشرية القديمة."
"وإنسان اليوم بعقليته الجديدة وبالتحولات الهائلة التي وقعت في العالم لا يمكن ان نواجهه بنظريات العصور الوسطى – الدولة الوطنية, والقومية, والحزبية والحكومية. الحكومة والتمثيل والانتخابات أدوات قديمة جدا, فالأحزاب الموجودة في بريطانيا عمرها 200 عام. ولا يمكن التمسك بأدوات خلقت من مئات السنين ونعالج بها مشاكل العالم اليوم الذي يتطور بسرعة مذهلة.
والغريب ان العالم يتخبط, ويتأزم, ويتشرذم, ويهدر إمكانياته وما زال يعالج هذه المشاكل بتلك الأدوات القديمة."
"هل التعددية الحزبية حلت المشكلات؟ بل زادت من حدة الصراعات والتشرذم, بينما الانتخابات والانقلابات كلها وجه لعملة واحدة هي صراع على السلطة ونسيان مصلحة المجتمع" .
الناس الكسالى في الانتخابات هم الذين يذهبون إلى صناديق الاقتراع , والأغلبية ليست أغلبية الشعب وانما أغلبية الذين سمحت لهم أمزجتهم بالذهاب إلى صناديق الاقتراع مثل الذهاب إلى السينما" .
وقال القذافى "ورقة التصويت الآن مثل أوراق التنظيف الورقية التي أعتاد الناس إلقاءها في سلة المهملات التي هي صناديق الاقتراع.
البرلمانات لا تمثل الشعب فهي دجل وأمور قديمة تذكرنا بالعهود الغابرة".
|
|
|
|
|
|