"بص ياباشمهندس الوليه اللى بتسأف (بتصفق) بـ....... أهى هناك" قالها صديقى الذي كنت أرافقه في سيارته بانفعال..سألته: ولية مين؟؟؟ أجاب: والله مش فاكر إسمها بس دي واحده من عندكم طالعه فيها اليومين دول وشرايطها ماليه التاكسات والأهاوى (القهاوى)..لم يعجبني وصفه فقلت: بس ياخي دى فيها قلة ادب شويه فى زول بيصفق بـ.....؟؟ ..أيوه والله كلامه صاح فعلا بتصفق بـ... رد قريب لى كان معنا...أحرجت جدا كون واحدة من عندنا تشيل حالنا بره البلد وتصفق بالطريقة التي وصفها بها صديقى..سكت مبديا عدم إهتمامي وواصلنا مشوارنا.. بعدها بايام كنت بالسفارة السودانية بالقاهرة فلفت مرافقي نظري قائلا: شوف..الست الكان بيكلمك عنها الأستاذ فلان واقفه هناك..نظرت الي حيث أشار ..سيدة قصيرة مكتنزة تلبس الثوب السودانى ليس فيها مايلفت النظر..غير أنني أدركت ومن النظرة الأولي (اصلها وفصلها) كما يقولون..تمنيت لو لم تظهر بالثوب السوداني خاصة وأنه ليس بزيها القومى..و..لكنه قدر وطني الكريم المضياف أن (تتحدف عليه البلاوى من الشرق ومن الغرب) .. بعدها بأيام بث لها التلفزيون المصري تسجيلا..كان مظاهرة هيبية أكثر منه غناء أو فنا..وكانت تلك اول مرة أري فيها إنسانا يغني بجسمه و(يسأف) فعلا بـ...( عيب..مافيش داعي)..أدرت مؤشر القنوات باحثا عن مايستحق المشاهدة. لم أشاهد..ولكن حدثتني زوجة صديق لي وهى من مواطني دولة جارة ممن ولدوا وتربوا وعاشوا فى السودان وحملوا جنسيته شإنها فى ذلك شأن الكثيرين من بني جلدتها..قالت أن التلفزيون المصري بث مع (اللي ماتتسماش) لقاء قالت فيه بالحرف " أرجو إن الإخوة السودانيين مايزعلوش مني ومش ذنبي إن أنا مش سودانية..وقالت انها مصرية.. بس مش فاضيه عشان أروح أسوان أطلع الأوراء (الأوراق) بتاعتي..كانت محدثتي تغلى من الغضب..سألتها فى إستغراب : وإنتي المزعلك شنو؟؟ الحمد لله إنها قالت ماسودانية..ردت: كيف ياخى تتنكر للبلد الرحب بيها واواها..ثم أنا بعرفها شخصيا كانت معانا فى ديم المدينه فى بورتسودان..وأمها مره طيبه مكافحه كانت بتبيع الكسره عشان تربيها..وأبوها مامتأكده منه بس هو من الغرب أو من جبال النوبه بس مابنعرفه وماكان بنشاف فى الحله..لكن بنعرف امهم وياها الشايفنها تكدح عشانهم..تقوم تتنكر لأمها وللبلد بالطريقه دي...طيبت خاطرها قائلا: معليش كفاية علينا وعلى البلد إنه فيها بنات اوفياء زيك حفظوا ليها الجميل...وصدقينى انا مفكر أشوف ناس من المعارف هناك يتوسطوا ليها بأى طريقه وعلى حسابى عشان تطلع بطاقة هويه مصريه ونخلص منها..صدقوني ..لأول مرة فى حياتى أعرف الحقد..فأنا حاقد وحاقد وحاقد وناقم علي من وضع القيود والعقد على تاشيرات العمره..يقال انها كانت تحاول جاهدة للحصول على تأشيرة عمره عشان تبقي عمره وزوغه (أسألوا ناس جده) ولكنها لم توفق إذ كانت مغمورة آنذاك فركبت القطار الى حلفا ومنها للقاهرة..فعلى الأقل لو كانت قد حصلت على تأشيرة العمرة لطواها النسيان فى حى الكرنتينه أو عنيكش.. ولكنه قدرنا..قدر هذه القامة السامقة.. السودان..جدار العز الشامخ..أن يتسلقه اللبلاب الذى ينمو كطبعه بمنعزل ..على مياه البالوعات ونحن مشغولون عنه بما يحتاج للرعاية والرى بالماء النظيف العذب الزلال مشغولون بالباسق من نخلينا..والمثمر من اشجارنا وأزهارنا..وطبيعة اللبلاب أنه ماأن يصل الي قمة جدارك حتى يمد مخالبه وينشبها نزولا على جدار جارك..سبحان الله ماأشبه بعض البشر باللبلاب..ولكنه سرعان مايجف ويذبل ويملأ المكان حوله أوراقا صفراء باهتة..مآلها الي( براميل القمامة) أكرمكم الله..فالحمد لله الذى جعل اللبلاب ينكر إنتماءه الي وطن نخيل كريمة ومنقة كسلا وأبنوس الجنوب وتبلدى الغرب و.............سودانا فـــوق.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة