|
رجل ....ونصف الرجل
|
يروى في زمان مضى انه كان في المسجد الجامع لأحدى البلدان خطيبا لامعا يدعو الناس الى كل خير و يحمسهم لطاعة الله .. و كان الناس يزدحمون على مسجده حتى تجمّع عليه الالوف من المصلين .. لم يرق الامر لاصحاب السلطان فوشوا به الى السلطان زاعمين ان تجمع الناس بالالوف حوله يمكن ان يزعزع امن البلاد و العباد .. و ما زالوا يحرضون السلطان عليه حتى هم بقتله و امر باعتقاله .. و جيء بالشيخ الى السلطان فقال له : اتريد ان تثور على السلطان ؟ اتريد ان تنازعني الملك ؟ اجاب الشيخ : كلا .. و انى لي ان افعل ذلك ؟ قال السلطان : اما ترى حولك ألوف الرجال .. كلهم يسمع كلامك و يتابع أوامرك .. ؟ قال الشيخ بهدوء : كل ما ترى من الرجال ليسوا سوى رجلٍ و نصف الرجل .. استغرب السلطان و تساءل : ما تعني بقولك ( رجل و نصف الرجل ) ؟ قال الشيخ : سترى بنفسك يا مولاي .. و بينما هم يتحدثون اذا برجل يقتحم عليهم المجلس شاهراً سيفه منادياً : اطلقوا شيخي .. قال الشيخ للسلطان : هذا الرجل .. قال السلطان : و اين نصف الر جل ؟ قال الشيخ : لو اطللت براسك من نافذة القصر .. اطل السلطان فراى رجلا قرب باب حديقة القصر ينادي من بعيد : اطلقوا شيخي .. قال الشيخ : هذا نصف الرجل .. و الباقي ليسوا رجال .. فهم السلطان ان لا خطر على الدولة من أتباع الشيخ و أمر باطلاق سراحه ..
الان نأتي الى واقعنا .. هل عرفتم من الرجل ؟ بالتاكيد لست انا و لا انتم .. انهم الابطال الذين يقاتلون في فلسطين بابسط الاسلحة أمام أعتى الدبابات و الطائرات انهم الرجال الذين قاتلوا في تورا بورا و شاهي كوت و في كل افغانستان .. قاتلوا اعتى دولة في العالم مع حلفاء من كل اصقاع الارض و بلا معين من بني جلدتهم .. انهم الرجال الذين يقاتلون في غروزني و غودرمسك و فيدينو و شاتوي و ارغون و سائر انحاء الشيشان .. و زرعوا الثقة في المسلمين و يذيقون الروس مر الهزائم رغم الخسائر .. انهم الابطال الذين يفجرون انفسهم في عدوهم ليلحقوا بجنات ربهم و يذيقوا اعداءهم نار الدنيا قبل الاخرة .. اتدرون من الرجال ؟ انهم وفاء ادريس و نردين و نساء فلسطين الواتي يرسلن ابناءهن الى الشهادة .. نعم انهن رجال بمعنى (الرجولة) لا بمعنى (الذكورة) التي نفاخر بها ..
اما انصاف الرجال .. فنحاول جاهدين ان نصل الى هذا المستوى عسى ان تكون كلماتنا بلسما لجراح اخواننا , و تخفيف عبء ذنوبنا عن خذلاننا عن نصرتنا لهم ..
اما الباقين .. فدعوهم يتمتعون و ياكلون كما تاكل الانعام .. و انا لله و انا اليه راجعون .
|
|
|
|
|
|
|
|
|