الطرحة السوداء على رأسها تزيد من بياض وجهها القمري. تنظر إلى الأوراق بين يديها بإنهماك وهي متربعة على الأرض. لا تنظر إلى ما حولها. بالجوار الملاصق لكتفها فتاة تتطلع إلى قدميها. اختفت ملامح ملابسها. يدها من بعيد تبدو ناعمة. الشمس تضيئ الشارع بأكمله. والحشود حولها تفترش الأرض صامتة كالموت الذي جمعيهم. ارتفعت فوق رؤوسهم رائحة عرق ممزوجة بعطور نسائية رخيصة. لم تعد اللافتات، المعلق بعضها وبعضها يرتكز على أيديهن الناعمة، تتحرك. تجمد السكون المحيط وكأنه تمسك بملابسهن. على هذه الحال كن الى ان انسحبت الشمس وانسحبت معها. بسهولة كما تصورت. في منتصف المكتبة القديمة وبين أكداس الكتب المتربة كان لقاؤهما الغريب. تماسكت ونظرت إلى السقف ثم طلعت الى الصورة المعلقة على الجدار. لا تعرف ماذا تقول لذلك اعتقد بأنها يجب ان تذهب طالما هو يقف امامها وكأنها لا تعنيه. أسدلت طرحتها على وجهها واصلحت من عباءتها ثم غبتعدت متجهة الى الخارج وذهنها مشغول بمحاولة مسح جزء من تاريخها الشخصي القريب بما تملك من قوة الحاضر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة