كروان السودان الراحل-الحلقة الاولى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 10:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-23-2002, 09:11 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18729

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كروان السودان الراحل-الحلقة الاولى

    بقلم الاستاذ/صلاح الباشا
    عندما يتحدث أهل السودان في مهاجرهم وفي داخل الوطن العزيزعن جماليات الغناء للوطن ، فإن سحائب الحزن سرعان ما تتجمع لتغطي مساحات الزمن ،فيتذكره معجبو فنه في كل المهاجر القريبة والبعيدة وفي داخل الوطن الذي كم تغني له الكروان الراحل مصطفي سيد أحمد الراحل بتلك اللغة الجديدة التي إكتشفها خيال شعرائه الشباب الذين خبروا في ذلك الكروان تلك القدرات الموسيقية التطريبية الهائلة ،بمثلما خبروا فيه الحس الوطني المتجرد ليترجم مفردات أولئك الشعراء ألحاناً شجية تحمل دفئاً عجيباً لا يشعر به إلا من إمتلك الحس الرهيف الممزوج بالإنحياز العميق لقضايا وآلام وآمال وتطلعات شعب السودان الذي كتبت له المقادير أن يعيش مأساة معاناة ظلت تحيط به إحاطة السوار بالمعصم ، فلم يستطع منها فكاكاً ، لم يقدر علي تحقيق بعض أمانيه ورغباته المشروعه في كل شيء ، لم يتمكن من أن ينعم بالسلام وبخيرات البلاد المتعددة ومنها العمل الشريف القويم والجسم المعافي السليم والحفاظ علي العش الهاديء والمتواضع الذي يسعد به ويمارس دوره الطبيعي في تكوين أمة جديدة تعمل بمفاهيم جديدة ولصنع أجيال نظيفة جديدة لاتلتفت أبداً إلي المال الحرام أوالسكن الفاخر الحرام أوعيشة الهلع الشرهة الحرام 0فكان مصطفي سيدأحمد ومجمل شعرائه يخاطبون خيالات هذا الجيل بكل ما ظلوا يتمنون ويحلمون به من أشياء جميلة كباقي شباب الدنيا لعلها تتحقق، أو يتحقق بعضها0
    فقد أحب هذا الجيل كروانه الراحل الذي كان يترنم بأرق وأعمق المفردات المكتنزة بأعذب الألحان0 ومصطفي سيد احمد كان قد نذر حياته لرسالة الفن الرفيع ، فكان بذلك يؤسس لقيام مشروع متكامل لتطوير جزء عزيزمن التراث المتعدد الألوان عند شعب السودان بحيث لا يمكن تجاوزه أو تهميشه أو إلغائه . فهذا الكروان الراحل أتي بمسارات لحنية جديدة وأتي شعراؤه بمضامين جديدة أيضاً ليؤكدوا بواسطتها شيئاً محدداً وهو أن فن الغناء لم يعد طرباً أرستقراطياً محدوداً يمارس داخل الصالونات أو في بيوت الأفراح أو أندية الليل، بل هو فنُُ ملتزمُُ يحتوي علي ثقافة شعبية كاملة تحمل قيماً رفيعة تعمل علي تنقية وتهذيب أذواق الشباب من القول الساقط المبتذل في مجال الفن والشعر الغنائي من كل شائبة ، فكان الكروان يخرج من غرفة غسل الكلي بمستشفي حمد العام بالدوحة ليذهب إلي مسكنه منهكاً ، لكنه كان يجد الورود في إنتظاره ، إنها ورود كان يأتي بها إليه القادمون من أرض الوطن ، كانت الورود نفسها تتلهف في أن يمسك بها ذلك الكروان ليستنشق رحيقها.. رحيق بلاده .. فكان يري فيها ملامح أهله البسطاء في ( ودسلفاب ) بالجزيرة بالسودان ، كانت الورود هي تلك الوريقات البيضاء المتواضعة التي ظلت تقطع مشواراً طويلاً مابين الوطن و خليج العرب غير آبهة ببعد المسافة التي تقارب الثلاثة آلاف من الكليومترات ، نعم... كانت الورود هي ذات الوريقات التي تحتضن اجمل الكلام المعطر بعرق سهر مبدعي بلادنا من شباب الشعراء ، كتبوها في حالات ترقب كان مقروناً بالأمل في أن تجد طريقها إلي أحاسيس الناس عبر تلك الأنغام الشجية ، فيحتضنها الكروان بكل اللهفة و (الحزن النبيل) الذي كتب فيه الشاعر صلاح حاج سعيد ليترنم بها الكروان:-
    بقيت أغني عليك.. غناوي الحسره
    والأسف الطويل
    وعشان أجيب ليك الفرح
    رضيان مشيت للمستحيل
    ومعاكِ... في آخر المدي
    فتيني يا... هجعة مواعيدي القبيل
    بعتيني لحضن الأسي
    وسبتيني للحزن النبيل
    فكان هذا التعبير ينتظر تلك الأنغام التي تتفجر موسيقاها ألقاً مستديماً ينساب من حزمة الوتر المفجوع الذي تركه الكروان مصطفي سيد أحمد خلفه في الدوحة عندما حمله الطائر الحزين ليواري جسده في ذلك التراب الطاهرفي ودسلفاب الوديعة الوادعة، ليجد أمواج الشباب كالسيل الهادر ينتظره في مطار الخرطوم الذي كان أيضاً حزيناً حينذاك.. أتي الموج الحزين من كل حدب ليقول للكروان كم نحن نشتاق في أن نحمل نعشك فوق أعناقنا وفوق هاماتنا طالما كنت تنشر في دنيانا أفراحاً لا حدود لها رغم عنصر المعاناة التي كانت تظلل حياتك في إغترابك المرير خارج بلادك .. نعم ... كان التعبيرعفوياً في ذلك اليوم البارد في يناير من عام 1996م ، فلقد كان الكروان في سباق مع الزمن في أن يُخرج درراً إبداعية من الفن الأصيل ليكون تراثاً متقدماً ومميزاً يظل مفخرة لكل الأجيال القادمة . نعم.. أتت الجماهيرلوحدها دون ترتيب مسبق وكانت تظللها مشاعر الحب والدهشة (والحزن النبيل) وتغطيها حزمة الأسي التي كانت تلون مساحة الفنون والإبداع بألوان رماديه غير واضحة الرؤية0 وياللحسرة علي إعلامنا ، فلقد غاب التلفزيون يومذاك ، وكأنه لم يشاهد قبلها كيف تقابل تلفزيونات المنطقة نعوش مبدعيها وتعمل علي تخليد ذكري رحيلهم في كل عام ؟ ذلك000لأن المبدع هو جزء من نسيج تراث الشعوب ،لأن هذا التراث هو جزء هام وباق علي مر العصور0 وتلك كانت هي معاناة رموزالثقافة والتراث والإبداع الذي ظلت تلازمه وبصفة مستمرة بسبب مزاجية وحساسية أهل السياسة المترددة تجاه أهل الثقافة والإبداع 0تلك الحساسية التي لم تستطع الأجهزة الفكاك من إسارها إلا مؤخراً ( والحمد لله علي كل حال) ، حيث أصبحنا الآن نري النقلة النوعية للإحتفاء والإهتمام الإعلامي العريض والواضح بالرموز الغائبة كحالة فنان أفريقيا الأول وإمبراطور الغناء الأفريقي كله ( محمد عثمان وردي) وبمثلما يجري الإهتمام الإعلامي حالياً بكل ظاهرة إبداع جادة ، نتمني دوام هذا المنحي فقد كانت ترانيم الكروان الراحل لمفردات صلاح حاج سعيد تنساب فتقول:
    أوفيت… وماقصرت في حقك
    ولا كان ..عِرفه غيرك اصادفا
    وقـِدر هواكي.. يجيبني ليك
    جمّع قلوبنا.. وولّـفا
    وقتين بقيتي معايا
    في أعماق مشاعري المرهفه
    لا منِـّك إبتدت.. الظروف
    لا بيكِ.. إنتهت الأماني المترفه
    ياسلام علي كل هذا الجمال الإبداعي ياصلاح ، لقد ظللنا ..والله..نردد كلماتك المتألقه والأنيقه والمشرقه حقاً مع الكروان دائماً حين يغرد: وقتين بقيتي معايا.. في أعماق مشاعري المرهفه.. لامنك إبتدت الظروف.. لابيك إنتهت الأماني المترفه0ولتستمر الحزن النبيل الأغنية...التي أنتجها الأخ الأستاذ (أحمد يوسف ) في شركة حصاد كي يحفظ بها وبالورود الأخري في كل الألبومات المنتجة المتميزة معظم ذلك التراث الغنائي الذي تركه خلفه الكروان ثم رحل من الدنيا في دوحة العرب حين حلقت روحه و بهدوء عجيب وفي لحظات قليلة إلي بارئها معلنة مغادرتها لهذه الفانية دون أن يسبب فيها صاحبها أي أذي لأي كائن 0
    فكانت روائع ألحان أعماله التي إمتزجت بجميل مفرداتها التي إنتقاها برؤية متفتحة ومتقدمة جداً رغم كل ظروفه الضاغطة ، كانت تؤطر لآمال ظلت هي هاجس كل شباب بلادنا في العشق النبيل الذي تحول إلي ( الحزن النبيل) ، حيث يرتفع هنا صوت الكروان عالياً حينما كان ينفي شاعره بشدة أنه قد( شال الندم) ..نعم000 لم يعترف بالندم مطلقاً، ليشدو مع كاتبها قائلاً:
    ندمان أنا ؟؟00 أبداً ..وحاتـِك
    عمري .. ماشلت الندم
    ما أصلو حال الدنيا
    تسرق مُنيه.. في لحظة عشم
    وأنا عندي ليك.. كان الفرح
    رغم إحتمالي .. أساكِ
    يا جُرح الألم
    كان خوفي منك..
    جايي من لهفة خطاكي
    علي المواعيد الوهم
    أهو... نحن في الآخر سوا
    باعنا الهوي..
    ماشين علي .. سكة عدم
    وبقيت أغني عليك
    غناوي الحسرة ..والأسف الطويل
    كان أبناء شعبنا من كوكبة الشعراء المتألقين قد وجدوا في ألحان مصطفي وجديته ومسؤوليته تجاه العملية الإبداعية كل آمالهم في أن يطرحوا بقوة للجماهير تلك المفردات بكل جماليات اللغة الجديدة التي لم يجد الإبتذال إليها طريقاً ، فظلوا يكتبون بهذا ( الإستايل) المتفرد علي الدوام 0وهنا أيضاً قد كان الشاعر الملهم (أزهري محمد علي) واحداً من فرسان تلك الكوكبة الجديدة ، فجاءت ( وضّاحة) وقد أينعت شجرة أزهري الإبداعية بمختلف الثمار ذات النكهة الجاذبة مقرونة بالطعم اللذيذ . نعم... كانت وضاحة هي بعض هذا الحلم الجميل والمذاق اللذيذ الذي كتبه أزهري:
    الصباح الباهي لونك
    وضاحه..يافجر المشارق
    غابة الأبنوس .. عيونك
    يابنيه من خبز الفنادق
    وضاحه لو طال الطريق
    بيناتنا.. وإترامي المدي
    ما تحني هامات النخيل
    ما ترمي دمعات الندي
    ما تشنفي العمر الجميل
    ده.. العمر يادوب إبتدأ
    وأنا بيكِ.. ماليني الكلام
    حركت بيك .. عصب الدخول
    جلبت ليك الغيم رحط
    طرّزت ليك النيل زفاف
    حرقت ليك الشوق بخور
    فرشت ليك الريد لحاف
    وهذه في تقديري أرهف وأرق كلمات العشق والوجد الذي أبدع الكروان الراحل في تحويله إلي أنغام شجية تبعث في النفس إنشراحاً لا حدود له ، فلقد ظللنا نقول دائماً أن مفردات شعر الغناء السوداني حينما تأتي مقرونة بحلو أنغام السلم الموسيقي الخٌماسي( وهو سلم غنائي عالمي) قد جعل الموسيقي السودانية تحتل دائماً مركز الريادة التطريبية لو كان إعلامنا يعرف دوره المهني تماماً ويلتفت قليلاً إلي بذل جهد متخصص ويلتفت قليلاً إلي مهامه الأساسية في دعم وتشجيع المبدعين من أهل السودان وتوثيق وتسجيل كل منجزاتهم ، بدلاً عن هذا التطبيل الأجوف الذي ولي زمانه ولم يعد لغة متحضرة تواكب ماهو مطروح في ساحة الإعلام العالمي اليوم بعد ان إختصرت التقنية والآلة الإعلامية الحديثة كل المسافات بين الدول ، فلم يعد (الإستايل) القديم في العمل الإعلامي مجدياً مع هذه المنافسة الحامية تحت ظل هذا التمدد والتعدد الفضائي في التلفزة وعالم الأخبار. وفي الخرطوم عندما لم تتح الأجهزة الرسمية الإعلامية لأعمال هذا الكروان الراحل من أن تخرج للناس بكل جماليات مفردات الشعر الغنائي الذي يرمز للوطن فإن شباب بلادنا قد طوروا أساليب عملهم كي يوصلوا رسالتهم الخيرة للجماهير فإبتدعوا أسلوب عقد المنتديات الثقافية كي يتواصل الفعل الثقافي النقي الذي يتحدث عن قضايا الوطن من خلال الطرح الأدبي والفني، فكانت تلك المنتديات هي الرئة التي ظل يتنفس من خلالها شباب السودان أكسجيناً نقياً داخل الأحياء وفي دور الطلاب بالجامعات...
    وتتواصل إبداعات الكروان الراحل .... في الحلقة القادمة، وإلي اللقاء.

    (عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 04-16-2002, 07:03 AM)

                  

04-16-2002, 07:14 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18729

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كروان السودان الراحل-الحلقة الاولى (Re: بكرى ابوبكر)

                  

04-16-2002, 11:23 AM

elnjma
<aelnjma
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فليرحمه الله وايانا...... (Re: بكرى ابوبكر)

    انحني تقديرا لهذا العملاق......

    انحني لشخص فنان عزيز المعاني كريم الخلق انحني لصرح فني شامخ عاش عملاق وترك خلفه تراث وثورة عملاقة مهابة الطلعه
    عاش وعشنا معه من خلال كل كلمة قالها وكل حرف خرج من مخرجه وكل احساس عارم صاحب شجايا دواخله اثناء الغناءعشت اغانيه وعشت وحدته وعشت طغيان بلده عليه عشت معه وجعاته وكلماته وتوعده بضم بلد عزيز عليه عشت معه حنينه لاهلها ولطيبه الغره وكل ذلك من خلال احساس يصل قبل الكلمه احساس صادق....

    اذكر احساس يتحرك في داخلي ورعشة تسري في جسدي وهو يردد..دنيا الليل
    غربه ومطر..وطرب حزين وجع تقاسي الوتر..

    وصدى كلماته حينما يردد.. ياملهمه الغربه مره ومؤلمه..يالهذا الانسان ويالتلك الكلمات ويالذلك الآداء المتميز
    وليس لي الا ان اقول جدتي ياطيبه بفنان اصيل كم حلم بالعيش فيك وكم قاسى من مرار الغربه وكم دموع زرفت ارضك بلقاء جثمانه في بلده التي لم تحتضنه عايش واحتضنه وهو بين يدي الله يالذلك الاعلام الذي لم يوفيه ولو مثقال ذرة من حقه عليه يالك ايها الفنان من فنان اصيل تداعب كلماتك ويلمس صدى صوتك كل اوتار وشرايين الانسان ..فاليرحمك الله رحمة تدخلك فسيح جنانه..ولك التحيه والاجلال لك ولفنك المتعملق في دواخل احاسيسنا
    لك كل التقدير من الطير المهاجرELNJMA
    ولك ايضا الشكر اخي بكري ..على انتقاءك لهذا الصرح الفني العظيم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de