|
Re: قضايا الشباب ...فى سوداننا الحبيب ..دعوة للنقاش (Re: رقم صفر)
|
الاستاذة ناهد توقفت مرارا عند موضوعك القيّم وحاولت ان اسرد رؤيتي غير انني عجزت بسبب تفرع الموضوع وتشعباته ، واجد نفسي مجبرا اليوم علي اقتحام الموضوع لاسجل نقاطي حين نتحدث عن الشباب فاننا نتحدث مباشرة عن مستقبل السودان ، وآفاقه في جميع المجالات ، لذا فلزاما علينا ان نتحلي برؤية استراتيجية حيال الامر ( وكم انا معجب باليهود في جلدهم وصبرهم علي التخطيط الاستراتيجي المثير للاعجاب منذ مؤتمر بازل ... الا ان عيبهم يكمن في ان خططهم لا تخدم الا الشيطان) اعتقد ان علي الشباب دور كبير في الاطاحة بمعتقدات كثيرة صنعها سدنة الثقافة والحياة الاجتماعية في السودان ، الارث الذي خلفه لنا الاباء والاجداد هو تركة ثقيلة وباهظة الكلفة علي مختلف الصعد ، علينا ان نتحرر من هذه التركة ، والتحرر لا يعني ان ننسلخ عن جلودنا ، لكن علينا ان نحتفظ بالسمات الجنينية للمولود السوداني ونكملها علي وجه ايجابي بتحاشي كل السلبيات التي رافقت مسيرتنا وهذا لا يتأتي الا عبر نضال عظيم ورؤية تستبطن معاني التضحية من اجل اجيال قادمة ، الاوطان لا تبني في ظرف سنوات ، والامم لا تجد طريقها للمجد الا عبر رحلة شاقة تؤثر خلالها اجيال اجيالا اخري قادمة . العيب هو ان الاجيال التي سبقتنا كانت حريصة علي مصالحها (فكل صاحب رؤية مرحلية هو بمثابة سادن لزمنه فقط) بعكس اصحاب الرؤي الاستراتيجية التي تؤسس لمجد قادم ليس بالضرورة ان يكتمل اثناء دورة حياتها هي بقدرما تتمني اكتماله اثناء دورة حياة الامة ما يحدث الآن هو مزيج من الاحباطات المتلاحقة والعجز الكامل عن فعل شيء ، صحيح نحن نناضل ، لكن ضد من ... ؟ النضال يبتديء من النضال ضد انفسنا فهو اصعب واقسي ، نناضل ضد التشوهات الاجتماعية التي تكسونا جميعا ، نناضل ضد العادات السالبة والقصور الذي يشوب كل مؤسساتنا السياسية والاجتماعية والثقافية .. نناضل من اجل ثقافة متسامحة وقادرة علي (حب ) الآخر ، علينا ان نؤمن حقا بأن بلادنا ما بها عيب .. العيب فينا . علينا ان نثق في انفسنا وفي قدرتنا علي النهوض ، اتعجب ، حين يصل القنوط الي هذا الحد بالشباب فماذا سيكون مصير السودان؟ ثلاثة شعوب عربية تعاني الامرين من هجرة ابنائها : فلسطين والعراق والسودان مشكلتنا تكمن في كيفية تفجير طاقة عملاقة وقادرة علي فض كل الارتباطات المشبوهة ، بالعرق والجهة واللون والقبيلة والحزب لكي نؤسس مجتمعا مدنيا في المستقبل لابد من تنمية روح النقد الذاتي بل وتقبل النقد كأداة حوارية بيننا في الخليج فوجئت بأن السوداني متهم بالكسل !!! بدأت اتقصي الظاهرة ، وجدت انهم يقصدون بأن السوداني غير مثابر في اطار عمله ، لا يطمح في ترقي يردم الهوة بينه وبين الآخرين ، نعم هناك ناجحون لكنهم قلة ، اكتشفت في نهاية الامر اننا لا نحسن ما يسمي ب(العلاقات العامة) السوداني يقنع بأقل القليل رغم امكاناته الكبيرة وقدرته علي التخطي ، في مجال عملي مثلا (الاعلام) وجدت ان معظم الزملاء السودانيين بالخليج عموما يؤثرون الاختفاء ولا يجيدون مهام العلاقات العامة الناجحة وصنع جسور مع الاعلاميين العرب الكبار ولا يميلون (مثل البقية) لابراز انجازاتهم ، هو نوع من التواضع ( القاتل) هذا قد ينفع عندنا في السودان لكنه في الخارج لا يصلح كأساس للتعامل مع جهات تقيس اداءك بوفرة ثقتك بنفسك ، لاحظت اننا نبتعد عن الاضواء( لاحظتها حتي لدي الاستاذ الطيب صالح ) وناقشته في الامر . الشاب السوداني يمتاز بثقافة عالية واطلاع جيد لكنه يحصر نفسه في الاطار المحلي (علي مستوي العمل والعلاقات وووالخ) لماذا لا ننتفتح علي الآخرين ونتزود بتجربتهم ؟ في الداخل ، اعتقد ان المشكلات حاصرت الشباب تماما واقصتهم من دورهم الطليعي لسبب بسيط ، لأن بعض ممن ادمنوا الجلوس في مختلف المرافق بدء بالسياسة والاعلام والدبلوماسية والهياكل المدنية انتهاء بالمرافق الخاصة ، لا يرغبون في اتاحة الفرصة لغيرهم ، جالسون علي رؤوسنا منذ اربعين عاما انا مذهول من نجاحات تحققت لشباب سودانيين بالخارج في حين ان بلادهم لا تستطيع استيعابهم !!! اليس هذا مخزيا ؟ عموما استاذة ناهد لي عودة لهذا الموضوع الحيوي وليعذرني الجميع علي سخونتي الزائدة فأنا متطرف في عشق هذا الوطن الخرافي وجزء كبير من ورطتي يكمن في المقارنات التي اجريها بيننا وبين الآخرين
|
|
|
|
|
|
|
|
|