مقال وتحقيق مفصل حول طلاب الطب السودانيين الذين التحقوا بداعش نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اول امس المقال بالعربية : المتكلم هو احمد سامي خضر 23 عام من جنوب شرق لندن قافلته قد تحركت منذ الربيع تقريبا منذ اربعة شهور منذ كشفت هذه الجريدة انه هو وثمانية اخرين من الاطباء البريطانيين من اصل سوداني عبروا الحدود السورية عن طريق "تل الابيض" للانضمام الى داعش وتلبية دعوتها للاطباء حيث اختفت بريطانيتهم داخل داعش التي نصبت نفسها كدولة الخلافة . قام المحقق بجمع شهادات من اهاليهم ومن اصدقائهم وزملائهم في الدراسة الذين يتحدثون لاول مرة تحت شرط بقائهم مجهولي الهوية، في محاولة لاعادة بناء القصة وما الذي حدث للخمسة فتيات واربعة شباب هل هم بامان ؟هل يريدون العودة الى الوطن؟ التحقيقات تكشف محادثات على مستوى عالي لانقاذ هؤلاء التسعة الذين بقوا على اتصال مع والديهم وكشفت التحقيقات ايضا ان هنالك مسعفين طبيين بريطانيين اكثر من الذي كنا نعتقده سابقا قد توجهوا من عاصمة السودان لينضموا الى داعش. كما انهم اشاروا في شهاداتهم انه قد تم تلقينهم خلال دراستهم في جامعة الخرطوم الخاصة للعلوم والتكنولوجيا من خلال منظمة اسلامية تبدو ظاهريا معتدلة حيث ان اصدقائهم اتهموا هذه المنظمة بانها كانت قاعدة العمليات لتجنيد الطلبة للانضمام لداعش. وقالوا ايضا ان هنالك اطباء صغار اخرون قد تم غسل ادمغتهم من قبل داعش ولكنهم بقوا في الخرطوم. منذ اسبوعين هنالك مجموعة من 12 طالب طب من نفس الجامعة ومنهم 7 بريطانيين وصلوا تركيا في محاولة لعبور الحدود السورية وحتى الان اثنان من مدينة "ليستر" تم اعتراضهم وهم في طريقهم لعبور الحدود وعادوا الى الخرطوم وفي ليلة السبت اكد مكتب الخارجية انه يتم العمل مع الشرطة التركية لمحاولة منع دخول بقية الخمسة البريطانين وانضمامهم لداعش. على اقل تقدير هنالك 17 طبيب بريطاني يافع حاولوا الدخول الى سوريا ..فكم واحدا اكثر جاهز للذهاب ايضا؟؟ ما يقلق ان الطلبة الذين ذهبوا هم ليسوا الوحيدين الذين جندتهم داعش هنالك تقارير تفيد بان هنالك المزيد من الطلبة الذين يدرسون الان قد تم تلقينهم ولكن لم يامرونهم بالذهاب الى سوريا لكن ما هو الشيء المقنع حقا الذي جعل الدفعة المكونة من 9 اشخاص يهجرون اسرهم ويسافرون مسافة تبعد اكثر من 1200 ميل شمالا ليخدموا نظاما وحشياً؟ الحياة للطلاب الاجانب في الداخليات الجامعية تعد تقشفا بالمعايير الغربية والنشاطات المحفزة قليلة وكان هنالك استثناء حيث تكونت جمعية ثقافية اسلامية وهي مجموعة صغيرة تاسست عام 2006 تحت اسم Islamic Cultural Association لمساعدة الطلاب الغربيين للاقتراب من دينهم اكثر وهذه المنظمة التي تبدو بريئة ظاهريا قد تم اتهامها بانها هي الالة التي جندت لداعش على الاقل 24 طبيبا بحيث اصبحت الواجهة الامامية لعملية التجنيد وقال احد اشقاء المسعفين ان المنظمة اصبحت متشددة بشكل كبير سنة 2011 بعد ان اصبح "محمد فخري" رئيسها متحدث من الخرطوم وطالب سابق وصف كيف ان اعضاء هذه الجمعية الذين التحقوا بداعش اصبحوا منعزلين فانت لن تسمع منهم الا سلاماتهم عن بعد ، وايضا استخدموا تكتيكات سيطرة اخرى حيث قاموا بعزلهم ببطيء من اصدقائهم الاصليين واهاليهم لكي يحترموا ويثقوا فقط بالدائرة الداخلية لهم واصبحت نشاطاتهم الترفيهية غريبة حيث ان ليلة المايكروفون المفتوح التي تنظمها تلك المنظمة حسب ما قاله هذا الطالب اقيمت في اجواء كاتمة الرجال جلسوا منفصلين عن النساء ومنعوا التصفيق والشعر قد تم الاحتفال به بصيحات الله اكبر واصبح الطلبة قلقين بان عناصر هذه الجمعية ينشرون التطرف. احد اصدقاء لينا مامون عبدالقادر ذي التسعة عشر ربيعا الذي انضم لتنظيم داعش قال: بعض المحادثات التي كانت تدور بين الاعضاء من الدائرة الداخلية كانت حوارات ساخنة حول "كيفية" قتل العصاة الذين ارتدوا عن الاسلام والزناة ليس اذا كان قتلهم واجبا ام لا لكن النقاش كان فقط عن الكيفية.!!! اشقاء التسعة اكدوا على ان صفحة هذه المنظمة التي تحتوي على 1200 اعجاب وقت كتابة هذا التقرير استهدفت من قبل داعش لتكون مصدرا للشباب الحساسين "العاطفيين" لكن كان الاثر الاكبر على الاناث ويقول الزملاء ان سيدة تردي النقاب كانت تعقد اجتماعا كل يوم اربعاء خارج قاعة "عبد الكريم " وقالوا ان "محمد فخري" غالبا كان يحضر هذه الاجتماعات مما ادى الى التكهن بانه هو سبب انتشار التشدد بين الفتيات ابوه قال انه لا يعرف شيئا عن هذه الادعائات ورفض الاجابة عن ادعاء اخر ان ابنه هذا هو اول من زار سوريا سنة 2014 وطالب بريطاني اخر من جامعة الخرطوم هو ايضا تفيد التقارير بانه سافر الى سوريا العام الماضي ولكن ليس له علاقة بالجمعية كان قد اتهم بارتباطه بمخطط ارهابي ضد المملكة المتحدة احدى النظريات المنتشرة بين عائلات هؤلاء المسعفين ان داعش قد استهدفتهم قبل ان توجد الدولة الاسلامية اصلا. والفكرة كانت ان هنالك دولة اسلمية صافية سوف تتشكل في المستقبل وان هنالك اشارة ستعطى لهم وبعد ذلك يمكنهم الذهاب اليها . وقال احد اقاربهم الذي حقق في هذه المنظمة ان داعش بدات بالدعوات لتعزيز صفوفها الصيف الماضي ، هذه المنظمة بدات بتبني افكار رجل الدين الامريكي من اصل فلسطيني احمد موسى جبريل والذي يلقب من قبل الخبراء بانه من اقوى الرجال في العالم في تجنيد الغربيين المتطلعين للانضمام لداعش. وخلال رمضان من العام الماضي قامت صفحة هذه الجمعية على الفيسبوك بنشر 8 فيديوهات للمدعوا احمد موسى وحيث تمت الان ازالة هذه الفيديوهات بطلب من الجامعة التي تقول عن نفسها انها جامعة تقدمية ومتطورة حيث زادت من المراقبة وزادت من جلسات الارشاد الطلابي والسفارة البريطانية في الخرطوم على اتصال مع ادارة الجامعة لعلاج هذه المخاوف الاطباء عبروا الى سوريا في اليوم الثامن عشر من شهر مارس ويبدو انه قد تم اخذهم لمعسكر الشريعة بالقرب من الرقة حيث يتم تعليم الوافدين الجدد الايدولوجية الاصولية لداعش. ووفقا لابو ابراهيم الرقاوي ناشط في مجموعة"الرقة تذبح بصمت" قال ان كل التسعة البريطانيين قد حضروا الى كلية الطب القريبة من مستشفى الرقة الوطني . وافتتحت داعش منشاة صحية جديدة في يناير كجزء من من وزارة صحتها الوليدة حديثا وبدا التوظيف قبل اسابيع من وصول الاطباء البريطانيين وتدفق الافارقة بحسب الناشط ابو ابراهيم جعل من الصعب تحديد البريطانيين منهم. وفي اواخر شهر ابريل قد تم توزيع المجموعة في انحاء "دولة الخلافة" وقال ايضا ان ثلاثة منهم بقوا في المدينة وان الباقيين تم توزيعهم على مدينة الباب شرق حلب في مستشفى مينبج الوطني الذي يبعد 12 ميل عن الحدود التركية وايضا تم توزيع قسم منهم الى دير الزور وهي تقع في عمق اقليم داعش حيث قام "الخضر" بتصوير فيلمه الذي يدعو به الى الهجرة الى داعش الادلة على من هو تحديدا الذي يقع هنا او هناك شحيحة واحد من هؤلاء التسعة "محمد اسامة بدري" اكبرهم البالغ من العمر 24 عام ظهر على السطح مجددا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي يوم 18 يونيو نشر صورة لعلم داعش يرفرف في بيئة صحراوية والتي قد تكون في اي مكان في الشمال السوري بدأت التفاصيل عن الافراد المرتبطين بالمجموعة الاساسية للمسعفيين البريطانيين بالتدفق في المجموعة هنالك شخص يدعى عثمان مصطفى فقيري 23 حيث ان رسائله في الفيسبوك توصف المشي في شوارع الرقة وفقيري معروف بانه قد التحق بالجهاديين السودانيين الذين قاتلوا في مالي في عام 2013 وقد زار "الكوخ السويسري" الذي يقع في شمال لندن لمدة 10 ايام قبل ان يغادر عائدا الى العاصمة السودانية ..فمن الذي قابله في المملكة المتحدة ولماذا قابله غير معروف!!؟؟ وهنالك جانب غامض جدا في شخصية محمد فخري 24 عاما حيث له ارتباط بكلا المجموعتين التي غادرت السودان لداعش المصادر قالت انه من اصول فلسطينية وقد زار سوريا في عام 2014 وهذا الادعاء لو كان صحيحا فهو اول بريطاني من اصل سوداني يلتحق بداعش وابوه امام جامع "ابوبكر" في مدينة ميدلسبورغ" لم يعلق على مكان ابنه بالنسبة للاسر فقد كانوا ياملون بان التفاؤل والاندفاع نحو داعش سيكون تاثيره قصير الامد لكن امال هذه الاسر قد تلاشت. الاباء قد سافروا الى الحدود لينتظروا اخبارا جديدة من مسؤولي الاستخبارات التركية و السلطات البريطانية الدكتور مامون عبد القادر اخصائي جراحة العظام وحسب اقاربه انتقل بشكل شبه دائم بعيدا عن عائلته في بريطانيا للسكن في مدينة "غازيانتب" التي تبعد عدة كيلو مترات عن سوريا ليعرف ما الذي حصل مع ابنته لينا وبعض الاهالي يعتقدون بان هذه الافعال غير مجدية وان الحياة يجب ان تعود لطبيعتها فهم لديهم اولاد اخرون والتزامات اخرى ويجب ان يستمروا في حياتهم ومن بعد ذلك سببذلون الجهود لعودة اولادهم وقليل من الامل حقيقة ان بعض العائلات ما زالت تتواصل مع ابنائها باستخدام الوتساب فقط والاتصال يتبع نمطا مماثلا ومخيف وروتيني اللهجة وفقير في التفاصيل هم فقط يرسلون سطرا او سطرين بالكثير ويقولون بانهم بخير وانهم يعملون في المستشفيات ولكنهم لا يعطون اية تفاصيل كما قال احد الاباء والد اخر قال انهم يبعثون سطرا واحدا "نحن بخير" وانه غير متاكد اذا كانت لديهم الحرية في الكتابة او ان الرسائل تكتب بالنيابة عنهم هم لا يقولون اين مكانهم ولا نواياهم او اذا كانوا يريدون الخروج ام لا. اباء اخرون قد تلقوا تقريبا نفس الرسالة وتعزيزا للشكوك بان الاتصالات مراقبة فكل الاباء يقولون بانها ليست الطريقة الطبيعية نفسها التي يتحدث بها اولادنا معنا. والشعور ازداد بانهم اشخاص اخرون ويقول احد الاباء ان الفيديو الذي نشره خضر لم يكن تطوعيا وهنالك مجموعة من الاهالي سالوا اولادهم بان ياكدوا لهم هوياتهم فارسلوا لهم تسجيلا صوتيا ليتاكد الاهالي ومع ذلك فقد بدا لهم الصوت مختلفا. حتى هذه الرسائل الصوتية فيها شيء خطأ الاباء يعتقدون بان اولادهم لم يعودوا يتصرفون كما كانوا ..احد الاباء توقف عن ارسال الرسائل واخرهم قال انهم يرفضون الكشف عن اماكنهم لان الرسال يتم الاشراف عليها للان النصيحة المفدمة للعائلات هي ابقاء الاتصال بدون استعداء مشرفين داعش واذا انقطعت خطوط الاتصال معهم فان هذا من مصلحة داعش وعلى الاقل قد تم عمل مهمة استكشافية جريئة في منتصف شهر ابريل حسب مصدر من عائلات هؤلاء التسعة من قبل الاجهزة الامنية التركية والبريطانية بعد تلقيهم معلومات استخباراتية تفيد بوجودهم في مدينة الرقة ولا يوجد تفاصيل عن الخطة والمعلوم ان اية عملية داخل دولة الخلافة محفوفة بالمخاطر ويقول المصدر انهم لم يعطونا تفاصيل اخرى عن العملية ولكن اذا حاول هؤلاء التسعة المغادرة بشكل مستقل احد الطرق المعروفة ان يتفقوا على تاجير مهرب ليقودهم الى شمال سوريا ولكنها مخاطرة كبيرة حيث يدور هنالك قتال بين القوات الكردية مع داعش. وليس الخطر الوحيد ان يقتلوا برصاص البشمركة الاكراد ولكن هنالك خطر اخر بان يتم قتلهم بالضربات الجوية الامريكية وداعش اليوم تقع تحت قصف عنيف من قبل الاكراد والتحالف... الحالة بشكل عام تجعلنا مرعوبين يتكلم المصدر على الرغم من كل هذا فمهربين داعش ما زالوا يعبرون مؤخرا قاموا بتوصيل ثلاثة اخوات بريطانيات الى شمال سوريا والتحدي للاطباء التسعة هو تحديد المهرب المرتزق الذي يستطيعون ان يثقوا به ابو ابراهيم الرقاوي يقول بان الطرقات مملوئة بنقاط التفتيش وقال انه من المستحيل الخروج من الرقة اذا كانوا يريدون الرجوع فعليهم التحدث مع المدنيين في المنطقة والموضوع فيه مخاطرة كبيرة فهنالك حواجز ضخمة بين الاجانب والسكان المحليين الذين يخشون الحديث معهم السيناريو الاكثر ترجيحا هو لعبة الانتظار على امل ان داعش سوف تنهار او ان المسعفين تتبدد اوهامهم مع ازدياد البربرية الداعشية هم بحاجة ليروا ان احوال الدولة تنهار ببطيء وان تصرفات الناس من حولهم تزداد سوءا كما قال المصدر العائلي ويبقى من غير الواضح اذا كانت الطبيبة البريطانية كما هي الحالة مع لينا ان تزوجت ام لا على الرغم من ان الفتيات الوافدات سرعان ما يصبحن "عروسات للجهاديين" النشطاء في الرقة يقولون ان النظرة للطبيبات الاجنبيات مختلفة حيث يسمح لهم بالعمل وهن غير متزوجات فقواعد الفصل الصارمة بين الجنسين لا تسمح الا بان تكشف الطبيبات على النساء والنقص في عدد الطبيبات قد زاد من قيمتهن.” لكن الاسر تعلم ان الظروف تتغير بسرعة في المناطق المضطربة وكما قال اخو احد هؤلاء انها ليست فرصة ضئيلة ان لا يرجع احدهم على قيد الحياة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة