Time for Mahmoud Darwish

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 07:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-04-2004, 09:14 AM

alin


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Time for Mahmoud Darwish



    فَكَّرتُ يومًا بالرحيل، فحطَّ حَسُّونٌ على يدها ونام.

    وكان يكفي أَن أُداعِبَ غُصْنَ دالِيَةٍ على عَجَلٍ

    لتُدْركَ أَنَّ كأسَ نبيذيَ امتلأتْ.

    ويكفي أَن أنامَ مُبَكِّرًا لتَرَى مناميَ واضحًا،

    فتطيلُ لَيْلَتَها لتحرسَهُ

    ويكفي أَن تجيء رسالةٌ منّي لتعرف أَنَّ عنواني تغيَّر،

    فوق قارِعَةِ السجون، وأَنَّ

    أَيَّامي تُحوِّمُ حَوْلَها... وحيالها

    أُمِّي تَعُدُّ أَصابعي العشرينَ عن بُعْدٍ.

    تُمَشِّطُني بخُصْلَةِ شعرها الذَهَبيّ.

    تبحثُ في ثيابي الداخليّةِ عن نساءٍ أَجنبيَّاتٍ،

    وَتَرْفُو جَوْريي المقطوعَ.

    لم أَكبَرْ على يَدِها كما شئنا:

    أَنا وَهِيَ، افترقنا عند مُنْحَدرِ الرُّخام... ولوَّحت سُحُبٌ لنا،

    ولماعزٍ يَرِثُ المَكَانَ.

    وأَنْشَأَ المنفى لنا لغتين:

    دارجةً... ليفهَمَها الحمامُ ويحفظَ الذكرى،

    وفُصْحى... كي أُفسِّرَ للظلال ظِلالَهَا!

    ما زلتُ حيًّا في خِضَمِّكِ.

    لم تَقُولي ما تقولُ الأُمُّ للوَلَدِ المريضِ.

    مَرِضْتُ من قَمَرِ النحاس على خيام البَدْوِ.

    هل تتذكرين طريق هجرتنا إلى لبنانَ،

    حَيْثُ نسيتِني ونسيتِ كيسَ الخُبْزِ [كان الخبزُ قمحيًّا].

    ولم أَصرخْ لئلاَّ أُوقظَ الحُرَّاسَ.

    حَطَّتْني على كَتِفَيْكِ رائحةُ الندى.

    يا ظَبْيَةً فَقَدَتْ هُنَاكَ كِنَاسَها وغزالها

    لا وَقْتَ حَوْلَكِ للكلام العاطِفيِّ.

    عَجَنْتِ بالحَبَقِ الظهيرةَ كُلَّها.

    وَخَبَزْتِ للسُّمَّاقِ عُرْفَ الدِيك.

    أَعْرِفُ ما يُخَرِّبُ قلبَكِ المَثْقُوبَ بالطاووس،

    مُنْذُ طُرِدْتِ ثانيةً من الفردوس.

    عالَمُنا تَغَيَّر كُلُّهُ، فتغيَّرتْ أَصواتُنا.

    حتّى التحيَّةُ بيننا وَقَعَتْ كزرِّ الثَوْبِ فوق الرمل،

    لم تُسْمِعْ صدًى.

    قولي: صباح الخير!

    قولي أيَّ شيء لي لتمنَحَني الحياةُ دَلالَها.

    هي أُختُ هاجَرَ.

    أُختُها من أُمِّها.

    تبكي مع النايات مَوْتى لم يموتوا.

    لا مقابر حول خيمتها لتعرف كيف تَنْفَتِحُ السماءُ،


    لا نلتقي إلاَّ وداعًا عند مُفْتَرَقِ الحديث.
    تقول لي مثلاً: تزوّجْ أَيَّةَ امرأة مِنَ
    الغُرَباء، أَجمل من بنات الحيِّ.
    لكنْ، لا تُصَدِّقْ أَيَّةَ امرأة سوايَ.

    ولا تُصَدِّقْ ذكرياتِكَ دائمًا.
    لا تَحْتَرِقْ لتضيء أُمَّكَ، تلك مِهْنَتُها الجميلةُ.
    لا تحنَّ إلى مواعيد الندى.
    كُنْ واقعيًّا كالسماء.
    ولا تحنّ إلى عباءة جدِّكَ السوداءِ،
    أَو رَشوَاتِ جدّتكَ الكثيرةِ،
    وانطلِقْ كالمُهْرِ في الدنيا. وكُنْ مَنْ أَنت حيث تكون.

    واحملْ عبءَ قلبِكَ وَحْدَهُ
    وارجع إِذا اتَّسَعَتْ بلادُكَ للبلاد وغيَّرتْ أَحوالَها
    أُمِّي تضيء نُجُومَ كَنْعَانَ الأخيرةَ،

    حول مرآتي،
    وتَرْمي، في قصيدتِيَ الأَخيرةِ، شَالَها!


    تعاليم حُوريَّة
    محمود درويش

    من ديوان " لماذا تركت الحصان وحيدا"
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de