|
|
 ماذا بعد زواج الإكراه بين الحكومة والحركة
|
بعد أقل من أسبوعين ستوقع كل من الحكومة والحركة على صكوك نيفاشا بعد أن سلمّت الحكومة بكل الإستحقاقات التي فرضت عليها تحت سياط وأسنة رماح المتدخلين الأجانب من ذوي الطول والذين ما فتئوا يلوحون بالعقوبات والزجر السياسي لتحقيق أقصي درجة من إستسلام
النظام وهو المهر المطلوب لتجديد إقامة النظام الحاكم لبضعة سنوات ذلك
رغم أن تطورات الأوضاع السياسية داخليا وإقليميا وخارجيا قد منحت فرصة نادرة لنظام الإنقاذ ليتصالح مع شعبه أولا ولو فعل لما احتاج الي إهراق ماء الوجه استرضاءا لدهاقنة الكونغرس الذين تختلط الأمور عند بعضهم حول الوضع في السودان إختلاطا كبيرا فآثر أن يبيع كل شيء مقابل أن يشتري زمنا إضافيا على حساب لحظة تاريخية كان يمكن أن يتحقق من خلالها سلام عادل لكل السودان ومتوازن في كل الإتجاهات يغفر تجنيات الماضي وتجاوزاته التي بذرت بذور التفرقة والشتات والإنفلات فأصبح التمرد المسلح في شتي الأقاليم يصّنع محليا
يقابله عجز بيّن من النظام حّول السودان الي مناطق محمية تتباري فيها فيالق التدخلات الأجنبية المدججة بشرعية المجتمع الدولي .
السلام القادم من واقع الترتيبات والإتفاقات التي تمت سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا يعني الإحتفال به في الواقع حفل وداع لجزء عزيز من الوطن كان يمكن أن يكون تحقيق السلام فيه مدخلا لتحقيق العدل والسلام لكل الأقاليم وفي حضور كل السودانيين وليس في غيبتهم
كان يمكن أن يكون مدخلا لتعزيز وحدة السودان لا لتجزئته آجلا كان يمكن أن يكون تحقيقا لمعني الوحدة الوطنية والإجماع الوطني وليس مدخلا لفقه الإستئصال الذي يؤدي الي الإحتقان ويعمق الإحساس بالإستعداء لكل مظاهر السلطة .
لقد إختارت الحكومة أن تحجر على الجميع مقابل شراكة لايأمن فيها أي طرف الطرف الآخر ويشتري فيها كل طرف الوقت لمواجهة إحتمالات مبهمة وهومايشكل خطرا على كل السودان حيث لن تكون الحروب التي بشر بها قرنق في الجنوب وحده .
فالحكومة تريد أن تحول الإتفاق الي بنك سياسي بتغطية خارجية تستخدمه لغسيل كل سياساتها وأخطائها وتجاوزاتها وهذا يستدعي
تغييب كل المراجعين الشعبيين فضلا عن الحصول على تطبيع استمرارها الي حين وهي لاتسترخص أن تعطي الحركة حقها وحق الآخرين وكل مايمليه عليها أولياء الأمر الخارجيين دون مبالاة أو إحساس وطني يستلزم وطنية القرار.
أما الحركة فإضافة الي ماحققته من مكاسب مادية فهي تلتقي مع الحكومة في إقصاء القوي الأخري لتأمين مكاسبها حتي لاتتأثر بإشراك آخرين قد يعكرون صفو التنازلات التي يفرضها الأميركيون وهي القوي السياسية التي أعلنت تحفظاتها ممن يرون رغم حرصهم على السلام في الأمر مبالغة لاداعي لها كما ترمي الحركة لشراء الوقت وهي تسعي لتأسيس دولتها القادمة من خلال تدريب كوادرها وانجاز بنيتها الأساسية واستقبال المساعدات والهبات والمشاريع تحت شعار تحقيق السلام ولعل جميع المؤشرات ومايجري التفاوض بشأنه الآن من خلال المؤسسات الدولية المانحة والبنك الدولي من مشاريع لاعلاقة للحكومة أو لأقاليم السودان الأخري به يؤكد كيف أن دولة تتشكل الآن في جنوب السودان على حساب كل الأقاليم الأخري في ظل غياب كامل لإرادة الطرف الآخر المهدد بفرض العقوبات رغم تهافته على التبرع بحقوق الآخرين أيضا تحت شعار مهر السلام .
لكن المؤسف حقا هو مايكمن في حالة الغيبوبة السياسية التي لايزال يعيشها التجمع الخارجي الذي أصبح زعماءه يناشدون الحكومة والحركة
دعوتهم لحضور إحتفال مراسم توقيع إتفاق همشوا فيه ويستعطفون الحكومة عدم وقف المفاوضات معهم في القاهرة بعد توقيع هذا الإتفاق بعد أن رضوا بالقسمة الضيزي التي تحولهم الي كمبارس سياسي الي حكومة لاتحترم أوزانهم والي حركة سئمت من خدماتهم المجانية وهم
يحاولون أن يقنعوا أنفسهم بأن ماتحققه الحركة من مكاسب هي في الواقع مكاسب لهم ولايبرر بأي أي حال من الأحوال الوعود التي لوح بها للبعض من تعاقدات هنا وهناك تحت شعار ثمار السلام أشبه بعقود في إنتهازيتها بعقود إعادة إعمار العراق لاتبررهذا التفريط .
هذه الحالة من الضعف هي التي أغرت كل من الحكومة والحركة المضي في أجندتهما ستكون محصلتها الحقيقية مزيدا من عدم الإستقرار والتجزئة وضياع إستقلال وطن وسيادة وطن ووحدة وطن في ذكري إستقلال فقد كل معني من معاني الإستقلال تحت مسوغات البند السابع .
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست