الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ......

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 02:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-20-2004, 05:22 AM

خال فاطمة
<aخال فاطمة
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 2004

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ......

    الحاجة الى الأدب والأخلاق


    الانسان موجود يعيش داخل اطار المجتمع والحياة الاجتماعية بحاجة الى مراعات الأصول والضوابط الاخلاقية التي من الممكن ان تكون ناجمة عن دين وفكر الهي أو من صنيعة أفراد المجتمع المستمدة من التعاقد الاجتماعي وفي كلا الحالتين في مجرد وجودها أفضل من عدمها .
    لقد عبروا عن الانسان وقالوا بأنه موجود اخلاقي بسبب الاعتقاد السائد بأنه لا حياة انسانية بدون الاخلاق . انكم لا تلاحظون اي اثر للأخلاق في عالم الحيوان . وكل حيوان يقتصر اهتمامه بنفسه وكيفية انقاذ نفسه من المخاطر . وان حدث ان شاهدتم وجود بعض الاهتمامات والمراعاة لدى بعض الحيوانات لابد ان تعلموا بان مصدر ذلك واساسه هو الغريزة وليس التفكير . ان أهمية الاخلاق في الاسلام تصل الى الحد الذي عبر عنه رسولنا الاكرم (ص) بأن السر في بعثته كامن في هذا الامر حيث قال صلى الله عليه واله وسلم ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) وكما جاء في ذكر اخلاق الرسول وما أدبته الآيات القرآنية ( وانك لعلى خلق عظيم ) . وعندما نقف على وصايا القرآن والسنة نجد ان جانبا مهما منها
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 2 )

    تختص بالاخلاق والمسائل الاخلاقية . ومن وجهة النظر الاسلامية فانه لا يوجد بعد العمل بالفرائض شيء أفضل من الاخلاق عند الله تعالى ( الكافي ج2 )
    * حاجة الطفل الى الاخلاق :
    ان اطفالنا بحاجة الى الاخلاق وهذه الحاجة الهامة تمتلك عمقا فطريا وذاتيا في الانسان . وهو ايضا من ضرورات الحياة الاجتماعية . ان الطفل وحسب ذاته وفطرته بحاجة الى ان يكون أمينا صادقا . نظيفا ومنزها وبعيدا عن أي نوع من الخصال السيئة كالحسد . والضغينة ، والبذاة وسوء الظن . والازدواجية والنفاق .
    كما انه وحسب حياته الاجتماعية مضطر الى ان يتسم بالاخلاق ليصبح بوسعه ان يحيا مع الآخرين ويعاشرهم معاشرة حسنة . وان يحب الناس ويراعي الاخلاق والصفات الانسانية وضوابط الحياة الانسانية . ولا بد من الاستفادة من هذه الحاجة الفطرية والاجتماعية وان نعمل على توجيه الطفل ودفعه نحو الاعمال الحسنة ، والمرضية ونحو الفضائل الاخلاقية والانسانية في المراحل الاعلى ، وضمن هذا الاطار فقط يتمكن الانسان ان يذوق طعم الحياة الاجتماعية وياخذ يصيبه منها ويسير في
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 3 )

    طريق النمو والنضج .
    *ضرورته واهميته :
    الطفل أمانع الله ووديعته لدى الأبوين . وقد جدلت ذهنيته وروحه بمنأى عن أي تأثير وسلوكه بمنأى عن اي نوع من العادات والخصال السلبية . وفي نفس الوقت فانه يمتلك من القابليات التي تجعله يتقبل الادوار المختلفة . بيد انه من الناحية التربوية يجب العمل على خلق العوامل والادوار التي تصب في صالح حياته الاجتماعية وتنفعه في حياته اليومية . ولو تلقى الانسان الاخلاق واطّلع على قواعده ولم يعرف حقوقه وحقوق الآخرين فان تتوفر له امكانية مواصلة الحياة وليس بوسعه ان يحيا بينهم بوجه سليم . حتى انه من الممكن احيانا ان يصبح وجها مرفوضا وغير مرغوبا به من قبل المجتمع . وكذا الحال بالنسبة للطفل فيما لو اطلع على ضوابط معقولة وصحيحة أو لم يزين يفسة بالاخلاق والطباع المناسبة .
    وبقليل من التسامح يمكن القول بان الطفل تتملكه حالة من اللامبالاة ولكي يتحول فيما بعد وعلى اثر ملاحظة السلوك والتشجيع والتلقين الى ان يكون قويا . اذ انه يتقبل كل مانعطيه اياه وهذه المسألة بالنظر الى حاجة الانسان الى الحياة الاجتماعية تمتلك اقصى
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 4 )

    الاهمية والضرورة .
    ويمكن الوقوف على اهمية وضرورة الاخلاق والتربية الخلاقية بشكل افضل واجلى عندما نصطدم بأفراد لايتمتعون بالاخلاق والتربية الاخلاقية بشكل افضل وأجلى عندما نصطدم بأفراد لا يتمتعون بالاخلاق . اذ ان اغلب المنحرفين والمذنبين في المجتمع هم من الافراد الذين لم ينالوا حظهم الكافي من الخلاق . ومفسدوا المجتمع هم من الافراد الفاقدين للتربية الاخلاقية .
    فالاخلاق الملوثة أفسدت أرواحهم وضيعت حياتهم والامراض الاخلاقية المزمنة نسبت في تحبطهم وفسادهم .

    الدور النموذجي للآباء :
    ان دور الاسرة والأبويين في التربية الأخلاقية للطفل مهم جداً وأساسي .
    فالعائلة تمثل المدرسة الاخلاقية الأولى للأطفال ، والأبوين هما أول وأهم المربيين له ، حيث بع سلوكهم واعمالهم . وقوالهم وحصيلة تجاربهم درسا مهما للطفل . وابتسامتهم وتغطية وجوههم . محبتهم وعدم محبتهم . وفاؤهم وخيانتهم صدقهم وكذبهم ، اصالتهم واجرامهم ترسم للطفل معالم حياته الحالية والمستقبلية .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 5 )

    ويقول علماء النفس ان الأسس الاخلاقية لشخصية الطفل توضع في بناء الاخلاق تنطلق من هذا المكان ، ومايشاهده الطفل في البيت يجعله جزء غير قابل للتغيير في خلقه وطباعه ويرسخه بداخله الى مالا نهاية .
    ويصدق هذا الامر بشأن الاطفال ويؤثر فيهم الى درجة يقول معها علماء النفس ان السلوك والشخص واخلاق الطفل وطباعه ما هي الاّ انعكاس كامل السلوك والاخرين ومن هذا المنطق فان نمط تعامل الابوين فيما بينهم تأدبهم واخلاقهم واحترامهم لبعضهما البعض ، وكيفية حياتهم ومواقفهم ازاء المسائل والأمور له أثر بالغ جدا في هذا المجال .

    كيفية التربية الاخلاقية :
    وبناء على هذا الاساس فان التربية الاخلاقية للطفل ما هي الا نتيجة طبيعية للنموذج الذي يتلقاه الطفل من العائلة بيد ان هذا الحديث لا يعني ان نموذج الطفل وقدوته في كل الاوقات هما الاب والام ، بل من الممكن ان بعض الاحيان ان يستحوذ افراد اخرون على قلبه ومشاعره ويوقهونه
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 6 )

    في مشباكهم . وهذا الامر الذي نادرا ان يظهر لدى الاطفال الصغار يمكن ان يكون مضرا أو مفيدا وفي طريق مصلحة الطفل .
    اذن بمثل النفوذ الى اعماق الطفل ركنا اساسيا في مسألة تربية الاخلاقية نجب ان يأخذه الابوان بنظر الاعتبار . كما ان النصائح والتوجيهات الاخلاقية بناء على هذا الاساس مؤثرة ايضا في هذا المجال . ويجب ان لا يتبادر الى اذهان بعض الأباء ان قناعة المربي بحديثه يمكن ان يكون بنّاءً وهاديا فقط . انكم تملؤون ذهن الطفل بتوجيهاتكم ولا نعرف ان كانت هذه الاملاءات ستترجم الى واقع عملي ام لا . وفي نفس الوقت فان النصائح والتوجيهات بنّاءةً ومفيده للأطفال الصغار وتؤدي الى ان يطبع بها الطفل . والبناء وفسح المجال امام التقيد والالتزام بالاصول والضوابط المدروسة وهنا تكمن أهمية مسألة الهدفية وامتلاك الرؤية والفلسفة الواضحة عن الحياة . ويجب على الاباء ان يطّلعوا على ذلك ويستنيروا به .

    المعلومات اللازمة في هذا المجال :
    يجب ان يعلم الاباء الأتجاه الذي يتحركون صوبه وماذا
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 7 )

    يريدون فعله في التربية الاخلاقية ؟ وماهي الاصول الموازين المراد نقلها الى الطفل ؟ لأّنه عندما يدور الكلام عن الاخلاق فاننا نرى انفسنا امام ابعاد واسعة من المواضع ، وتبدوا امامنا خطوط متعددة من موازين الحياة الاجتماعية وينبغي لنا ان نتخذه تجاه كل منها اسلوبا معينا :
    بعض المعلومات تتعلق بموازين المعاشرة على اساس مراعاة حقوق الافراد ، الادب والاحترام ، ومراعاة المحبة والعدل والانصاف . والجزء الآخر يتعلق بالفضائل التي لابد ان تنزين بها ونعرف قدرها وأهميتها ونعرفها للأخرين ، ونعمل على اجاد وخلق العادات المقبولة في انفسنا ونجعل انفسنا في مسار الخير والعلاج .
    والقسم الأخر من الاخلاق بشأن مراعاة الادب . والتقاليد والاعراف التي تم الوقوف على صحتها ، ويرى افراد المجتمع انهم ملزمون بالتقيّد بها ومراعاتها مثل آداب الطعام ، والمعاشرة والذهاب والاياب ، والمجاملات ، والقسم الآخر منها بشأن الامور التي تؤدي اللجوء لها والأعتماد عليها الى خلق موجبات الضلال والضياع للفرد والآخرين مثل الرياء والخديعة والنفاق وبالنتيجة من المهم ان يدرك الطفل تدريجيا ما هو الصالح الطالح في كل ذلك وأيّهما حق وأيّهما باطل .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 8 )

    بداية سن التربية الاخلاقية ومراحلها:
    الاخلاق بمعنى مجموعة الضوابط المتحكمة بالسلوك يجب ان تراعى بشأن الطفل منذا الأيام الاولى للولادة او أردنا التساهل قليلا من ذلك فيجب ان نجعل ذلك ابتداء من الشهر الرابع للوالدة على الاقل ، اي تلك السن التي ينجح الطفل فيها بايجاد علاقة صميمية مع الوالدين ويكون لتبسمه وبكائه معنى ويصبح كل منها بشكل عامل ارتباط بين الطرفين .
    وابتداء من هذه السن يجب ان نعمل على توجيه مسألة التربية ان الطفل يسخر مسـألة البكاء مثلا كعامل تحذير وتنبيه وليس بعنوان وسيلة للأخذ والقبض . أو ان يستخدم اللجاجة لغرض الحصول على مكانة او امتياز معين لنفسه . وهذه المرحلة من العمر تعد مرحلة حساسة واستثنائية خاصة وان الامور التي يتعلمها الطفل في هذه العمر بالاهتمام بعلاقاته الاجتماعية وعلى الأبوين ان يبذلوا ما بوسعهم من أجل ان يبدا الطفل في هذه المرحلة بالذات بالعمل على انسجام توقعاته وآماله مع المجتمع تدريجيا .
    العمر من 3 ـ 6 سنوات بمثل المرحلة الثانية
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 9 )

    للتربية الاخلاقية والتي تبقى لبناتها حسب اعتقاد علماء النفس الى نهاية العمر وهي تشكل حوالي 70% من سلوك الكبار . ويتعلم الطفل الاُصول الاخلاقية في هذه المرحلة ويتسّم الثناء والثواب والعقاب في هذه المرحلة بأنه اكثر تأثيرا وفاعلية .
    المرحلة الثالثة للتربية الاخلاقية نتمثل بعمر 6 ـ 12 سنة والتي تحظى هي الاخرى بأهمية استثنائية ايضا خاصة وان الطفل من الممكن ان يعاني من تضاد وتعارض البيت والمدرسة ويميل بالنتيجة الى أحدهما او على الاقل يأخذ مسحة لنفسه من كليهما . ويلعب سلوك المعلمين والزملاء ، والعوامل المحركة والمثيرة والثواب . والمظاهر ودورا مهما في هذه المرحلة في بناء أو تخريب اخلاق الطفل .

    الاخلاق والموازين :
    قلنا ان في كل مجتمع هناك مجموعة من الظوابط والشروط يرى الافراد أنهم مضطرون للانسجام معها من حيث البعد الاخلاقي . وأساس المسألة في هذا الامر ان نعرف ماهي الاشياء الجيدة والاشياء السيئة . واي عمل يجب ان نؤديه واي عمل يجب ان نجتنبه وبالنتيجة يجب ان تحرر روح الطفل من الفوضى
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 10 )

    ونجعله حساسا تجاه الامور .
    كما ان مسألة التحلّي بالقيم والفضائل الاخلاقية في مجال الاخلاق مطلوبة هي الاخرى وكذلك قبول القانون واحترامه . ومطلوب أيضا تعلم اصول وقواعد التربية ويجب ان نبذل المساعي لكي يعتبر الطفل بنفسه على المصادق اذا ان الآباء المسألة اثناء العمل بشكل معين .
    ويجب ان يكون الانسجام بمثابة حصيلة الأخلاق وقبول الموازين ومرادنا من الانسجام ليس المقصود به القبول والتطابق الغير مشروط مع المجتمع وثقافته ، بل معرفة الواجب والمسؤولية والسعي من اجل تحقيق ذلك وهذا هو الفرق بين نظام الاسلام في الحياة الاجتماعية وبقية المجتمعات اذ يتمثل الانسجام فيها بالموافقة على ما تعاقد عليه المجتمع .
    ان تحديد الموازين المدروسة واحترامها تعد بحد ذاتها وسيلة جيدة لتحقيق النمو الاخلاقي وتمكن مسؤولية الابوين في هذا المجال بحمل الطفل على مراعاتها دون فرض أو اجبار في هذا الخصوص . ان الشعور بالرضا وعدم الرضا اثناء العمل يعد بحد ذاته افضل وسيلة لقبول تلك الموازين .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 11 )

    خلق الفرص الاخلاقية :
    والدا الطفل مكلّفون بايجاد فرصة معينة امام الطفل لكي يعدّ نفسة فيها للتمسك بالاخلاق ونعلّم اصوله وضوابطه . وان جانتا من تربية الطفل يرتبط بجدية وجهود الابوين لغرض اتصاف الطفل بالفضائل والابتعاد عن الرذائل .

    1 ـ ففي جانب الفضائل المراد هو بناء الطفل لغرض تقبّل الملكات الفاضلة . ترويض الأدب ، التخلّي عن جزء من حقوقه وحرياته للأخرين . امتلاك بعض الخصال كحب الخير والاحسان والتعاون ، والايثار ،والتعاضد الاجتماعي ، ومشاركة الناس في همومهم ، ومواساتهم في أمالهم ومعاناتهم اعانة المحتاجين وبذل المزيد من العون لهم . و.....
    2 ـ وفي جانب الرذائل . فالمراد التخلي عن الكبد والغرور ، والرياء والشرك ، والتكبرّ والتعالي ،احتناب العوامل المضرة ومخاطر الانحراف . والتخلي عن الخمول ، والنفاق واليأس ، والشر والانتقام ، والبغض ، الاعتداء والاهانة الميل عن الحق ، والدفاع عن الباطل ، والتحلل وعدم التقيد ، وبشكل عام التخلي عن الاعمال التي تعتبر مخالفة للأخلاق من وجهة النظر الدينية .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 12 )

    المتابعات اللازمة في هذا المجال :
    لكي تتبلور الاخلاق بشكل جيد لدى الطفل من الضروري ان لايكتفي الاباء بالكلام والنصح والتحذير فقط او ان لا يتولد لديهم تصور معين بأنهم قاموا بالنصح والتنبيه وكفى . ولم تعد لهم اي مسؤولية أخرى . كلا . اذ يجب عليهم متابعة سلوك واعمال الطفل دائما .
    والمراد بالمتابعة والسيطرة هنا ليس استخدام العنف والعقوبة البدنية . كلا ، لان الادب والاخلاق لايمكن زرعهما لدي الفرد عن طريق العناد والقوة وان تمّ ذلك فلن يقوى على الدوام ، اذ لا بد من مراقبة الجوانب الاخلاقية والسلوكية لدى الطفل والسيطرة عليها من خلال الأساليب المتعلقة ، واكتشاف النقاط الايجابية في حياته وتشجيعها وتصديقها . وطبعا لا يعني هذا الحديث عدم لجؤنا الى استخدام الانتقادات البناءة لاصلاح اخطاء الطفل عندما تستدعي الضرورة لذلك .
    ان المراقبة ضرورية بشكل اكبر في السنوات الثلاثية الأولى في العمر ، ويتأثر الطفل في هذه المرحلة بروحية الابوين واخلاقهم ومشعارهم بشكل اكبر ايضا . وفي المرحلة الخاصة على وجه التحديد يجب ان لانعمد الى استخدام التنبيه والمعاقبة لغرض
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 13 )

    تحفيز الطفل ودفعه الى اداء الاعمال . حيث تظهر في هذه الصورة حالة الاعراض عن الاخلاق وظهور حالة الخوف والفزع والتي تبقى أثارها السلبية في الطفل الى أمد طويل .

    الممارسات الاخلاقية :
    ومن اجل تربية الطفل اخلاقيا وجعله في مسار الحق والصواب من الضروري ان نحمل الطفل على الممارسة العملية ، مثل مطالبته بأداء التحية على الاخرين والتسليم عليهم ، ومصافحتهم ، ومجاملتهم ، والتعامل مع الافراد بوجه منبسط ، ويظهر محبته واحترامه للآخرين . وان يشعر الرضا في داخله جزاء هذه الاعمال .
    ومن التمارين والممارسات الاخلاقية تمرين السيطرة على النفس وتمرين تحمل المصائب والمعضلات . ويجب في بعض الاحيان حمل الطفل على القيام بالاعمال التي لا يحبها وان لا يكون اسير اهوائه ورغباته النفسية ، ويقبل بالامور التي يراها مكرمة بالنسبة له ولكن عندما يقول أبويه بانها في مصلحته عليه ان يقبل ذلك . وان لا يبدي المزيد من التأوه والتألم فيما يتعلق بشان تحمل الألم والمرض . ولا يلجأ الى اشراك الآخرين في تحمل الامه ومعاناته وان يجعل نصب عينيه هذه المقولة : لايحب للأخرين ما لا يحب لنفسه .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 14 )

    خلق العادات الاخلاقية :
    لابد من غرس الاخلاق لدى الطفل تدريجيا لكي لايشعر بالتثاقل والصعوبة ولا يرى المشقة في ابعادها العملية . ان التطبّع على الجوانب الاخلاقية من المسائل الأساسية في الحياة . ولا يمكن اعتبار الفرد بأنه خلق بدونها .
    وعلى أثر التعوّد ، فان القيام بسلوك خاص يصبح أمرا ميسورا على الطفل وتزول مشاعر الملل والمعاناة ولن تكون هناك حاجة للتصنع والتظاهر .
    ولن يكون الطفل بحاجة الى تفكير جديد بشأن كل حالة أو ان يطالب الطفل بأوامر جديدة في هذه المرحلة .
    ان جانبا من هذه التعاليم وخلق العادات تكمن في اطار المسائل الاجتماعية مثل الامتناع عن البصاق في الشارع ، عدم شرب الماء من أي قدح كان ، عدم استخدام المنشفة والمنديل العائدين للغير ، الامتناع عن العيش والفعالية في الاجواء الملوثة والقذرة ، الامتناع عن العطاس والسعال بوجه الآخرين و ......
    ان دميع هذه المسائل تنطوي تحت الآداب الاجتماعية التي نحن بصدد دراستها في موضوع الاخلاق .
    ان خلق وايجاد هذه العادات في الطفل تتمّ بشكل تدريجي ، ومن
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 15 )

    الضروري هنا ان تتصاعد الاعمال من المرحلة السهلة الى الصعبة وتؤخذ بنظر الاعتبار ظروف وقابليات الطفل ومستوى ادراكه وقدرته ، كما يجب ان تأخذ بنظر الاعتبار مسألة تحمّل الطفل وصبره ومطاولته بهذا الشأن وان لا ينشأ الطفل منشأة تنمّ عن انه سريع الضجر والتألم ، وشديد الحساسية ومترعرع في محيط منعّم ومرفه . ان كل هذه العادات الهدف منها ان يكون الطفل قادرا على مواصلة حياته في الجو المتعارف عليه .

    الرقابة على العلاقات :
    ينبغي للآباء والمربين ان يمتلكوا المعلومات المطلوبة حول علاقات الطفل بتعليمها اياه . اذ على الطفل ان يدرك ان الأدب والاخلاق يكمنان في الاخذ والعطاء . ولو اراد من الآخرين ان يعاملوه بأدب فعليه ان يعاملهم بنفس تلك الطريقة حتما .
    وعلينه ان ينظر الى حديث الآخرين بكل احترام وتقدير لكي ينظر الى حديثه باحترام مماثل ايضا .
    كما يجب تعليمهم على ان يكون كلامهم قليلا ، وصادقا ، وصحيحة ومفيدا ، ومؤدبا . ويراد به الخير والصلاح . ان تقدير
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 16 )

    خدمات الآخرين وشكرهم على ذلك من أوليات العادات والأداب كما ان محبة الآخرين يمثل اسلوبا لغرض الاستفادة من الغير . واستخدام المصطلحات الحسنة من شروط الادب ايضا .
    الكرامة والحزم من اركان وثوابت الحياة الاجتماعية . بينما نجد ان الابتعاد عن المنطق والادب ، والتفكير والاهتمام بالنفس فقط . والابتعاد والنزواء عن الناس ، التكبر ومدح النفس ، الاسراف في القول والعمل ، الادعاء بالفضل تعتبر كلها من عوامل الانحدار والسقوط ولابد من اجتناب ذلك كله .
    وعليه ان يعلم انه ومن اجل الاستفادة من الآخرين عليه ان يبادر الى مساعدة الآخرين . وان يفني الحياة من خلال الاعتماد على الكفاءة والنمو والتعامل الانساني وتنفيذ مسؤولياته والتزاماته تجاه الآخرين وبعبارة أخرى ان يدرك كيفية اقامة العلاقات الصحيحة .

    ملاحظات مهمة بشأن الأدب والاخلاق :
    1 ـ الاساس في الجانب الاخلاقي يستند الى معرفة الحق والصواب وفي هذه الحالة يجب قبول ذلك والتحلي به .
    2 ـ ثبات الاخلاق من ثوابت الحياة الانسانية والاخلاقية ، ولابد للطفل ان يتصف بذلك .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 17 )

    3 ـ علينا تعليم الطفل ان يطمع بالآخرين بمقدار قدرته على ردّ ذلك .
    4 ـ اضطروه الى التخلي عن الكذب والرياء ، والخيانة حتى وان كُذِبَ عليه وخانوه و ......
    5 ـ يجب ان ينظر الطفل الى مسألة مراعاة الضوابط الاخلاقية كواجب ملقى على عاتقه وليس بدافع الطمع في الجنة او الخوف من النار .
    6 ـ ان محبة النفس امر حسن وضروري لمواصلة الحياة إلاّ ان التكبر قبيح وغير مندوب .
    7 ـ اثناء المصادمات احملوه على امتلاك وعيه ولعقله وان لا ينسى السكوت والاستماع بوقار وحكمة .
    8 ـ اضطروه الى ان يحمل كلّه بنفسه وان يقوم بذلك حسب قدرته .




    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 18 )


    متطلبات خواص الاطفال الاستثنائيون
    سنستعرض هذا القسم في خمسة فصول :
    1 ـ فصل بشأن العموميات المرتبطة بالاطفال الاستثنائين ويشمل تعريفهم وتصنيفهم ، والاهتمام بتربيتهم ...
    2 ـ والفصل الثاني منها بشأن احتياجات الايتام . واهمية مسألة اليتيم والاخطار التي تهددهم . وواجب الاب أو الام في حالة فقد احدهما ...
    3 ـ الفصل الثالث منها بشأن احتياجات المعلومين وبيان حالاتهم وسلوكياتهم . ومسؤولية الأبوين تجاههم . والعمل على تأهيلهم على الاشتغال .
    4 ـ الفصل الرابع منها بشأن المتخلّفين عقليا . وحقوقهم وواجبات الأباء والمربين تجاههم .
    5 ـ الفصل الخامس منها بشأن الاطفال الاذكياء وأهميتهم وأهمية وضرورة التخطيط بشأنهم والتعويل عليهم .
    وسوف نبين هذه الفصول بشكل مختصر .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 19 )


    احتياجات الاطفال الاستثنائين
    ( العموميات )
    المقدمة
    المراد بالاطفال الاستثنائيين أولئك الذين يعيشون ولأسباب خاصة جسمية ، وعقلية أو عاطفية ونفسية في وضع معين يتميزون فيه عن غيرهم من الافراد العاديين وان مستوى رشدّهم وتطورهم يختلف عما هو عليه أقرانهم في السن والحالة . ان صفاتهم وخصائصهم هي بالشكل الذي يقود الى نصنيفهم في خانة آخرى من حيث التقسيم . وانطلاقا من هذا الوضع فان الضرورة سوف تستوجب ان تكون البرامج المتطورة بشأن تربيتهم ، والمواقف المتخذة خلال التعامل معهم مختلفة مع ما هو منظور لغيرهم من الاطفال العاديين بل وحتى يحب ان يصار الى تربية آبائهم ومربيهم بنحو خاص وان يمتلكوا الاستعدادات اللازمة لتربية هولاء الاطفال .

    تصنيفهم :
    لقد عمدوا الى تصنيف الاطفال الاستثنائين بصورة متعددة وسنشير فقط الى موردين منها :
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 20 )

    الف ـ المورد الاول :
    1 ـ الاطفال ذوي المحدوديات العقلية .
    2 ـ الاطفال ذوي الذكاء الحاد .
    3 ـ الاطفال ذوي الختلال في التعليم .
    4 ـ الاطفال ذوي المشاكل السلوكية .
    5 ـ الاطفال ذوي المشاكل النطقية .
    6 ـ الاطفال ذوي المشاكل العاطفية .
    7 ـ الاطفال ذوي النقص البصري .
    8 ـ الاطفال ذوي النقص السمعي .
    9 ـ الاطفال ذوي النقص الجسمي .
    10 ـ الاطفال ذوي النقص العصبي .
    11 ـ الاطفال الشاذّين .

    باء ـ المورد الثاني : في هذا التصنيف يمكن تقسيم الاطفال الاستثنائين الى 8 مجاميع .
    1 ـ الاطفال ذوي المحدوديات العقلية : ويشمل المتخلّف عقليا والقابل للتعليم ، والمتخلف عقليا والقابل للتربية والمتخلف عقليا شديدا وحادا ، ( خفيف ، متوسط ، حاد ) .
    2 ـ الاطفال الاذكياء دوي الاستعداد .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 21 )

    3 ـ الاطفال الذين يعانون خللا في قابلية التعلّم ولديهم حلل في قابلياتهم .
    4 ـ الاطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية ، وعدم الانسجام او مشاكل عاطفية .
    5 ـ الاطفال الذين يعانون من مشاكل في النطق بشكل خرس والتعلثم الحاد .. و .... الخ
    6 ـ الاطفال الصم أو نصف الصم ، اذ انهم على عدة درجات .
    7 ـ الاطفال العمي او نصف العمي .
    8 ـ الاطفال المبتلون بنقص عصبي ، وجسمي ، وغير جسمي ، ذوي العاهات . والامراض المزمنة .

    جيم ـ المورد الثالث
    ان كل المواضع التي سنتناولها بالبحث والتحقيق لانخرج عن اطار هذا التصنيف إلا اننا لم نفقد العزم على تخصيص بحث منفصل عن كل منها .
    ومراعاة للأختصار . وبعد ذكر العمومات في هذا الفصل سنشير فقط الى أربعة مجاميع منها وهم الايتام ، والمعلولين ، والمتخلفين عقليا ، والاطفال الاذكياء وفيما يتعلق باحتياجاتهم فقط .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 22 )

    اعدادهم
    يتواجد الاطفال الاستثنائيون في كل بقعة من بقاع العالم بما في ذلك مجتمعنا ايضا ونمارسون حياتهم . وتخصص لهم في الكثير من المجتمعات خدمات خاصة وهي قليلة في مجتمعنا وفي بعض المجتمعات تصل هذه الخدمات الى درجة الصفر . واعدادهم من حيث النسبة المئوية المتفاوتة .
    وبشكل عام تبلغ نسبتهم في سائر المجتمعات من 10 ـ 15 % من مجموع الاطفال المدرسيين وتأرجح هذه النسبة في المجتمعات التي تعاني من الادمان على المخدرات . والمشروبات الكحولية ومخلفات الحرب الناجمة عن اعمال القصف الكيميائي يختلف من مجتمع لآخر .
    وطبقا للاحصاءات المختلفة الموجودة يمكن الاشارة الى الارقام التالية : * المتخلفون عقليا بحدود 3/2% .
    * الذين يعانون من خلل في النطق 5/3% .
    * الذين يعانون من اختلالات عاطفية 2% .
    * المبتلون بخلل في البصر 1% .
    * الذين يعانون من خلل في السمع 75/0% .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 23 )

    * المعلولين 60/0% .
    * الاذكياء والافراد الجيدين 3% .
    وهناك احصاءات اخرى ايضا من هذا القبيل يمكن الاشارة لها مع قليل من الاختلافات .

    مشاكلهم :
    هولاء الافراد وكما يتضح لنا من تسميتهم لهم مشاكلهم ومعاناتهم الخاصة بهم ، فالضرير لا يبصر شيئا ، والاطرش لايسمع والمعلول يعاني من مرض معين أو نقص بدني و ..... ولكن الطفل الاطرش ، لا يستطيع تعلم النطق والكلام إلا من خلال فنون وأساليب خاصة ، وعندما يكون اعمى فأنه يجهل الالوان وعاجز عن تصور الاحجام إلاّ إذا لجأ الى الاستعانة بحاسة اللمس ، وعندما يعاني من نقص في القدرة على التكلم فانه يعاني من صعوبة بيان مسألته وتصبح مسألة الدفاع عن نفسه مسألة عسيرة ، وهذا نؤدي بحد ذاته الى أنجاد اثار سلوكية وعصبية متعددة .
    الاطفال المعلولين ليسوا دائما في هذا الحد من العوق كأن يكون لهم مثلا اصبع زائد أو ناقص ، اذ ان بعضهم يعاني من امراض وراثية من الولادة كالامراض القلبية ، والصرع .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 24 )

    والروماتيزم وأمراض اُخرى منهذا القبيل وهم من النوع الذي يجعلون عمل المربي بشأن لتربية الاولاد ورعايتهم يواجه المشاكل والمعضلات . وتصوروا طفلا مشلولا وهو بحاجة دائما الىنقله من مكان الى أخر . وحتى لو كان ذلك لغرض الذهاب الى التواليت اوالى باحة الدار . ومن الطبيعي في حالة وقوع حادثة معينة فانهم يتسببون في ايجاد مشاكل كثيرة لأبائهم لاتعد ولاتحص .
    وهناك مشكلة اخرى تواجه المتخلفين عقليا وهي انهم لايملكون القدرة على ادراك الامور ومن الممكن ان يصبحوا سببا لظهور الجريمة والانحراف او الاذكياء الذين يسخّرون ذكائهم في مسير الانحراف فيخلقون المشاكل لانفسهم وللمجتمع .

    ضرورة الاهتمام بهولاء :
    وبسبب مجمل هذه الأمور نقول انهم بحاجة الى اهتمام خاص وتربية خاصة : اذ ان مسألة تربيتهم ضرورية ومرّد ذلك يعود الى :ـ
    أولا ـ انه من غير الممكن عدم الاكتراث بعدد يصل الى 500 مليون طفل استثنائي بما يشكل نسبة 1/10 من مجموع سكان العالم .
    ثانيا ـ ان هولاء بحاجة الى ان يعتمدوا على انفسهم ويتحملوا عبء حياتهم بأنفسهم وحسب طاقتهم واستعدادهم .
    ثالثا ـ ان
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 25 )

    بعض هولاء الاطفال ان لم يتلقوا التربية اللازمة فان وجودهم من الممكن ان يشكل خطرا على المجتمع .
    ومن ناحية اُخرى فان تربيتهم فضلا عن كونها امرا ضروريا فأنها تعد من احدى المسؤوليات ايضا . حتى لو تعلق الامر بأكثرهم بالخة وتخلفا . وبسبب واحد وهو أنهم بشرّ ايضا ولهم حقوق بذمة آبائهم والمجتمع .
    أنهم امانة الله تعالى بأيديهم ولايمكن النظر الى هذه الامانة نظرة لا مبالاة وعدم الاهتمام .
    واحتياجاتهم من نوع احتياجات باقي الاطفال . ولابد من بأمينها ولكن مع قليل من الاختلاف وفي بعض الموارد يجب ان نؤمن بدقة واهتمام خاصين .
    ويجب على الآباء والمربين ان يتعرفوا عليهم جيدا ويخططون لهم بما يناسب وصفتهم الاستثنائية . ويجب طبعا على أبائهم ومعلميهم ومربيهم ايضا ان يستفدوا من الاساليب الخاصة في هذا المجال ويشملونهم برعايتهم واهتمامهم .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 26 )

    برنامج تربيتهم :
    برنامج تربيتهم مختص بهم ايضا ، وينبغي لهم الاستفادة من بعض الاساليب الخاصة . أما الخدمات التي يمكن تقديمها لهم تختلف هي الاخرى ايضا . والاساس في ذلك هو ان نفلح في ايصالهم الى مرحلة الرشد ومن ثم نراعي قابليتهم ونوليها اهتمامنا .
    ويجب ان يخضع هولاء لاشراف افراد مقتدرين واكّفاء يعيشون احيانا في أماكن خاصة أيضا وتتوفر لهم وسائل وادوات تعليمية خاصة . ويجب ان تنظم لهم اضابير خاصة لكي تصبح الاعمال والخدمات المقدمة لهم قابلة للبحث والتحقيق والتقييم.
    ويجب ان يكون الشعور بالمسؤولية بجاههم بدرجة أعلى من غيرهم . خاصة وان حاجتهم تتمثل بان تخضع جميع أوقات حياتهم ولحظاتهم للرقابة لكي لا يتعرضون للخطر والاذى .
    ويجب وضع البرامج المختلفة حسب اختلاف حالات هولاء الاطفال لكي تشمل جميع افراد هذه الشريحة بجميع الخصائص التي يملكونها مع الاخذ بنظر الاعتبار قابلياتهم وقدراتهم الروحية واستعداداتهم المختلفة .
    كما ان مسألة المرونة تعد ركنا اساسيا في برامجمهم حتى اذا تعذر علينا النجاح من احدى القنوات تواصل مسيرتنا من قناة اخرى .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 27 )

    محيطهم التربوي :
    الاساس الذي يجب ان نستند عليه في هذه المسألة ان هولاء الافراد يجب ان يواصلوا حياتهم ودراستهم مع باقي الافراد ومرافقتهم كلما أمكن ذلك ، وهو أسلوب تم العمل به وتطبيقه في موارد عديدة وكانت له نتائج انجابية ومثمرة . ولكن حتى ما تعسر علينا المضي في تطبيق هذا الاسلوب بامكاننا بل ويجب فصل محيطهم التربوي في المدرسة . ولهذا الامر ضرورة اخرى ينطوي عليها وهي :
    انهم يحتاجون احيانا الى اسلوب خاص في التعليم ، ولا يمكن تقديم هذا الاسلوب الا في محيط تربوي خاص . وعلى ايدي مربين مختصين بهذا النوع من التدريس ، ومثال ذلك الطفل الاطرش . واحيانا يكون محيط حياتهم بشكل يجعلهم عرضة للاستهزاء والتوبيخ والحيرة . وفي مثل هذه الحالة ايضا من الافضل ان يقوم بتجميعهم في محيط تربوي آخر .
    وبشكل عام فان هولاء بحاجة الى محيط تربوي اكثر ملائمة لكي يسهل بأمين احتياجاتهم الاساسية ويتيسر تطبيق البرنامج التربوي بشأنهم بالاساليب والطرق الخاصة التي يتطلبها . وكذلك نعمل على اقامة عالم خاص بهم يمكنهم في ظله اعطاء المعنى المناسب
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 28 )

    لحياتهم . وهذا امر ممكن ، وقد اثبتت ذلك تجارب العالم في يومنا هذا .

    اسس تربيتهم :
    ان اساس تربية هولاء الافراد مبني على عدة اصول لابد من اخذها بعين الاعتبار :
    1ـ مسألة اكتشاف عالمهم والتعرف عليه . ومعرفة الوضع الذي هو عليه وأين تكمن النقاط الايجابية والسلبية في حياتهم . وماهي النواقص التي يعانون منها ، وماهي درجة هذه النواقص .
    2ـ معرفة طرق الحلول دون انتشار تلك الاختلالات ،واتخاذ التدابير اللازمة لايقاف سريان وتفاقم تلك النواقص وعلاجها واصلاحها .
    3ـ استخدام الفنون والاصول التربوية الخاصة بهم ، والمستندة الى الواقع العلمي والعملي .
    4ـ الشعور بالمسؤولية تجاههم ، بحيث نقبل بهم ونشملهم برعايتنا ومحبتنا .
    5ـ مراقبتهم لئلا يتعرضون للاذى ، وائلا يصبح وضعهم الاستثنائي سببا لالحاق الاذى بهم وبالمجتمع .
    6ـ الحذر من ان نؤدي جهلهم او ذكائهم الى الحاق الاذى والضرر بالمجتمع .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 29 )

    7ـ الاقرار بانهم ليسوا افرادا عاديين وانهم بحاجة الى تربية خاصة .

    مسؤولية الابوين :
    تواجه اباء هولاء الاطفال مشاكل وصعوبات كثيرة بشان تربيتهم وفي نفس الوقت يتحملون مسؤوليات جسيمة ينبغي لهم الايفاء بها تجاههم .
    وتمتاز هذه الامر بصعوبة اكبر خاصة فيما يرتبط بالمعلولين منهم . والمتخلفين عقليا . ومرد ذلك ان الآباء ليس لهم امل في اصلاحهم وبنائهم وليسوا متفائلين بشأن مستقبلهم . على العكس من آباء الاطفال الاذكياء أو العاديين . إذ انهم تحملوا مشقة أو عناءً تجاه ابنائهم ويحدوهم الامل بأن جهودهم ستثمر في يوم ما وتعود عليهم بالخير أو على الاقل تعود بالخير على الطفل نفسه .
    ويجب على آباء هولاء الاطفال ان يعلموا بأن هولاء الاطفال لم يخلقوا عبثا . اذ لابد وان يكون لخلقهم اهدافا وغايات معينة أيضا . ولا ان تؤخذ بنظر الاعتبار . اذ يجب ان يحكموا علاقاتهم بهولاء الاطفال ويعملوا على تقوية ارتباطهم بهم اكثر فاكثر . ذلك ان لهذا الامر اثر بالغ في تأمين شروط حياتهم وسلامتهم .
    وعليهم ان يفكروا دائما بشوؤنهم وشؤون هولاء الاطفال
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 30 )

    ليتمكنوا من اداء مسؤوليتهم تجاههم بنحوا أفضل من جهة وليأخذوا بأيديهم نحو الهدف المراد بشكل أفضل من جهة أخرى ومن الضروري لهم في هذا السياق الاستفادة من تجارب الافراد المجربين حتى انهم في حالة عثورهم على طفل استثنائي عليهم ان يدخلوا دورة معينة ليتسنى لهم الانسجام مع الخصوصويات الجديدة لهذا الطفل بشكل أفضل وأكمل .
    وفي جميع الاحوال فان نوعية مواقف الوالدين . ونمط تعاملهم مع الطفل ، بشاشتهم او سطحيتهم حين التعامل مع الطفل ، له تأثير بالغ جدا وان طبيعة تلك المواقف هي التي تعمل على محو آثار الألم أو تزيد من حدته .

    مسؤولية المجتمع :
    الطفل وديعة من الله تعلى بأيدي الوالدين ، والناس ، والدولة ، ونفس الفرد أيضا . اذ لاتقتصر الامر على ان الوالدين هم المسؤولون عنه فقط . نعم ، يتحمل الوالدين المسؤولية الأولى والاهم تحاه الاطفال . ولكن هذا الكلام لا يعني بان المجتمع لايتحمل اية مسؤولية تجاههم . فالرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم يقول ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) وتتسم هذه المسؤولية تجاه هولاء الاطفال بالجسامة البالغة والسبب في ذلك يعود الى أن القلة القليلة من الآباء يفلحون في الاهتمام بالوضع الخاص لهنولاء الاطفال بوجه أكمل .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 31 )

    ويقومون بانجاز جميع الاعمال المتعلقة بهم . ويجب على كل فرد منا الاهتمام بجانب من شوؤنهم ، ومساعدة اوليائهم في هذا المجال .
    ومن ناحية اخرى يتحمل المجتمع مسؤولية الاهتمام بهولاء الاطفال ورعايتهم لئلا تتولد في المجتمع الموجبات والمسببات التي تؤدي الى اهانتهم ومؤاخذتهم . وان لا يعاملون من قبل الآخرين بعنف واستعلاء ، ولا يعتدي أحد على حقوقهم ، ولا يتسببون في مضاعفة موجبات شعورهم باليأس ، والاضطراب ، والاهانة بل العكس من ذلك يجب ان يساعدوهم ويأخذوا بأيديهم ، ويهيئوا لهم موجبات سلامتهم ورعايتهم ونموهم .
    وفي سبيل تأمين هذه الاحتياجات يجب ان يساهم في ذلك العوائل والاطفال أيضا ، وكذلك الاطباء ، والممرضات ، والنفسانيون ، ومتخصصوا العلاج الطبيعي ، والروحانيون وبقية شرائح المجتمع ، وكل من بوسعه ان يكون مفيدا للاطفال بنحو أو اخر .
    ومجمل القول يجب ان لا ننسى هذه الملاحظة وهي ان الطفل اليوم وبهذا الوضع الذي هو عليه يعد احد اعضاء المجتمع وسيود صالحه وطالحه وخيره وشره غدا على جميع افراد المجتمع .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 32 )


    مشاكل الاباء في تربية الابناء


    عندما يموت احد الاقارب المحبوبين للطفل يترك غالبا بصمات الاحساس بالذنب في اعماق هذا الطفل .
    الموت هو احد حقائق الحياة . فكما يولد الانسان فانه يموت ايضا .لكن ماذا يحدث للطفل عندما يدق الموت باب البيت ليختطف واحدا من افراد الأسرة ؟ الأب او الأم . الأخ او الأخت ، الجد او الجدة اللذين يعيشان مع الاسرة في نفس البيت ... ؟
    اذا اقترب الموت من احد افراد الاسرة ، فان ذلك يثير في الطفل الصغير احاسيس مختلفة ، هذه الاحاسيس تختلف تماما عن تلك الاحاسيس التي يمكن ان يثيرها موت انسان غير معروف لدي الطفل معرفة جيدة او التي تثيرها مناقشة عامة من الموت . ان ذلك يثير في الطفل سؤالا هو .
    هل يمكن ان اموت انا . ؟ وهل يؤدي موتي الى ان ابتعد عن امي وابي ؟
    ان هذه الاسئلة يثير قلق الطفل لبعض الوقت ولكن اثرها ينتهي بعد ذلك .
    ولكن عندما يموت احد افراد العائلة او قريب لهذه العائلة فان علاقة الطفل بهذا الموت تكون مزيجا من الاحاسيس بالحسرة
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 33 )

    والقلق وتستمر هذه الاحاسيس بين الحزن والقلق لمدة شهر . ثم مثلا هناك الاحساس بالافتقاد ، وخصوصا عند موت احد افراد الاسرة كالأخ او الاخت ، وهناك الحزن الحاد الذي تتكرر موجاته في نفس الطفل . وهذا الحزن ينتج بطبيعة الحال مع الوعي التام بان من لن يراه الطفل بعد ذلك ولم يعد موجود في هذا العالم الحي .
    اما عندما يموت الوالد او الوالدة فان حزن الطفل يكون غاية في العنف . ان الطفل يعلن كل يوم عن حاجته لرؤية من مات . ان صورة الاب او الام تزور خيال الطفل اكثر من مرة في اليوم الواحد ، انه يشعر في كل مشكلة ، انه لو ان الاب ام يمت او ان الام لم تمت لكان من السهل حل هذه المشكلة كلما احتاج الى تحقيق اي رغبة من رغباته يتذكر على الفور من مات .
    حق اليتامى
    التربية الدينية / قاسم عباس الحائري
    فاليتيم من مات والداه او احداهما فاذا رايت يتيما فاعطف عليه وليرق له قلبك لان كان مثلك عزيزا ومحبوبا عند والديه يعيش تحت رعايتهما ويفرح بهما كلما
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 34 )

    نظر اليهما أو نظرا اليه والان بعد ان اصبح يتيما فقد كل ذلك فهو بحاجة الى رعاية الناس وعطفهم لكي ينسى بعض آلامه واحزانه .
    اما المساكين فهم الذين لايملكون شيئا ويحتاجون الى العون والمساعدة وللمسكين حق في أموال الاغنياء ، ولو عامل الاغنياء إخوانهم الفقراء معاملة عادلة وأعطوهم حقوقهم لما بقي على الارض مسكين او محتاج .
    فيجب عليك ايها المسلم ان لا تفكر في نفسك فقط وتأكل ما لذّ من الطعام وطاب ، ثم تنسى الجياع من المساكين الذين لايجدون من الطعام ما يسدون به جوع اطفالهم وعيالهم او من الملابس والمساكن مايحميهم من الحر والبرد .
    لقد كان نبينا محمد (ص) وكذلك أئمتنا عليهم السلام يعطفون على الايتام والمساكين وترق لهم قلوبهم ويراعون حقوق الناس وكان أحدهم أذا رآى يتيما مسح بيده الكريمة على رأس اليتيم وجرت دموعه حزنا عليه وعطفا حتى كان امامنا أمير المؤمنين عليه السلام يدُعى بـ ( ابي الارامل والايتام ) إذ كان عليه السلام يحمل معه الطعام في ظلام الليل ليوزعه على بيوت الفقراء والعاجزين وهم لا يعرفونه وهكذا جميع أئمتنا عليهم السلام
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 35 )

    كانت هذه مسيرتهم وأخلاقهم فيجب عليك أيهما التلميذ المسلم ان تقتدي بالنبي الكريم (ص) والائمة من اهل بيته عليهم السلام في رعاية الأيتام والمساكين ومعاملتهم بالعدل والاحسان .
    فالطفل يتسم بطابع جدي ولغاية السنه الثانية من عمره ، خاصة وان الطفل في هذه المرحلة سرعان مايتألف مع المحيطين به حتى الذي فقد والده أو والدته ويعوض النقص الحاصل من جراء ذلك . وتكمن الصعوبة للطفل من السنة الثالثة من العمر فما فوق خاصة في السنوات 3 من العمر ولغاية مرحلة الابتدائية اذ توثر عليه تأثيرا حادا او تسبب في انهمار دموعه اذ لا يتمكن الطفل البالغ ـ 3 ـ 4 سنة من العمر ان ينسى بسهولة موت والده او والدته وخاصة والدته لان الام انيسته ومحط همّه وغمه ورفيقته والطفل يستأنس بها . واعتاد على حمايتها
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 36 )

    ومحبتها له . وهو يتملق لها . ويحتمي بها في الشدائد والأم هي التي تسمح دموعه . وتسلي عليه همومه . ان صعوبة تحمل موت الاب او الام تصل الى الدرجة التي تسبب له أحيانا حالة من الدوار ، والبهت ، والاغتمام ، والاضطراب ، والدهشة حتى انها تصده عن الاكل والشرب والنوم والفرح والنشاط . وتزداد حدة هذه المشكلة عندما يملأ مكان الأب اوالأم فرد غريب ، وثقيل وشديد ، ففي تلك الحالة تتضاعف هذه المشكلة اضعافا مضاعفة .

    آثار الموت وعواقبه : ان موت الأب او ألأم للطفل الذي يفهم معنى الموت فكان مستأنسا مع عزيزه المفقود ينطوي على آثار وعواقب متعددة مختلفة ، سواء في الجانب الفردي او الاجتماعي ، وكذلك في بعد نمو الشخصية وايضا في بعد النمو والرشد النفسي والعاطفي حيث ومن الممكن ان يبتلي الطفل على أثر وفاة والده او والدته ببعض الاثار ، ومنها قلة المحبة والتميز ، الامال الضائعة ، الخسران ، الفراغ العاطفي ، عدم الثقة بالنفس ، الشعور بخواء الحياة و .... الخ وتظهر له بعض المشاكل منها مشكلة وقوعه لعبة بين التضاد النفسي ودغدغة مشاعره .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 37 )

    ان مشكلة اليتيم لا تقتصر فقط على مشكلة فقده لوالده او والدته بل انه يعاني من مشاكل نفسية ، وهموم كثيرة ، والنكبة بفقدهم أيضا . وعلى اثر الشعور بالضغط الناجم عن الحرمان يتعرض نموه العقلي والعاطفي احيانا الى الخطر ويعاني من اختلالات عصبية واحيانا يتعرض لمشاكل معينة من حسث السلوك أو يتعرض الى الركود الذهني .
    ويتعرض الايتام بعد وفاة آبائهم او أمهاتهم الى مشاكل كثيرة ومن الممكن احيانا انهم لا يطيقون تحمل فقدانهم فتظهر على شخصيتهم القدرة والاستعداد على ارتكاب الجريمة ، اذ لا يبصرون عواقب الامور فيصبح ذلك سببا في مضيهم دون اكتراث ويتسببون بالتالي بوقوع الكارثة لهم وللأخرين خاصة اذا استحوذ عليهم الشعور بعدم جدوى الحياة وخوائها أيضا .

    حالاتهم وسلوكياتهم : ان مايذكر بشأن حالات الايتام وسلوكياتهم ليس من المعلوم ان كان ينطبق على جميعهم ام لا . ولكن هناك بعض الامور التي يتوقع حصولها هؤلاء الاطفال بشكل طبيعي خاصة اذا ظهرت لهم بعض الظروف الغير مساعدة .
    حالت الهيجان تعتبر امرا طبيعيا بالنسبة لهم . وكذا الكوابيس
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 38 )

    المرعبة غلبا ما تزعجهم وبعد هذا الامر بحد ذاته سببا لبروز الاختلافات العصبية لديهم . اذ ان نومهم غير منتظم ، الفزع من القوم بسبب الضطراب . ارتجاف العضلات ، ارتجاف البدن المفاجيء ، واحيانا يعانون من تلعثم اللسان . ومن الممكن ان تترك وفاة الأب اوالأم اثرا سلبيا عن نفسيتهم وسلوكهم وتؤدي الى اصابتهم بالاختلال في سلوكهم . وقد تؤدي احيانا الى بروز الفساد لديهم ، كما انهم يمتلكون الارضية المناسبة لتنمية الجريمة لديهم ، لهذا السبب من الممكن ان يصبحوا مرتعا جيدا لاستغلال المنحرفين والمجرمين . ومن الممكن ان يعاني اليتم نقصا عاطفيا . ولهذا السبب يبدو عليه الانفعال حتى انه يغض الطرف احيانا عن أبسط متطلباته مستخدما في هذا المجال اسلوب المبالغة . ومما يسبب له الألم فقدان التوازن العاطفي وكذلك الشعور بالحقارة واحيانا الشعور بالذنب ايضا . وعلى اثر القصص والآلم الذي يتعرّض له الاطفال الاذكياء عادة من الممكن ان يعرض اليتم عن ممارسة اللعب والحركة والنشاط ، ويستغرق في التفكير وينطوي على نفسه ، وينزوي ، حتى انه لا يأكل ، ويضعف ويصبح نحيفا ويؤلمه الجوع بشكل خفي وهذا بحد ذاته يصبح سببا لنشوء الكثير من المشاكل الأخرى .


    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 39 )

    احتياجات الايتام :
    ماهي احتياجات الأيتام ؟ والجواب هو : نفس احتياجات الافراد العاديين ولكن بدرجة اشد .
    ولماذا أشد ؟ لان الطفل وبسبب فقدانه لوالده أو والدته يرى نفسه فردا خاسرا ولغرض ملأ ذلك الفراغ ، يختلف الاعذار وتزداد توقعاته .
    وممن الممكن ان يكون والده حيا يرزق ولم يكن يمتلك القدرة على شراء حذاء له او لم يكن قادرا على توفير ماكله وملبسه ، ولكن الان اذ الأب عير موجود ليستظل بظله ، فانه سيتألم أكثر اذا كان لايملك حذاءً او ماكلا وملبسا وسيذكر أباه وينزعج اذ انه يتصور ان أبان لو كان موجودا لفعل له كذا وكذا .
    وفي نفس الوقت ليس بوسعنا ان ننكر هذه الحقيقة : وهي ان جزء من احتياجات الطفل اليتيم نتعرض للخطر بشكل جدّي فعلا اذ من الممكن على سبيل المثال ان يتكفل الأخرون ملا الفراغ الناجم عن فقدان الأم ويغمروا الطفل بمحبتهم . الاّ ان تلك المحبة لن تحمل حلاوة محبة الأم النابعة من اعماقها اطلاقا والتي تتسم بالواقعية والاصالة بدون ان تنتظر مقابلا لذلك ، وكان الطفل يتلمس ذلك ويتذوق طعمها . وكان يتعرض للضرب
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 40 )

    من قبل ابيه ايضا إلا انه في الحقيقة لم يكن ذلك الضرب يؤلمه . انه الان يتلقى ضربات فقدانه لوالده فتنقذ آلامه الى اعماق نفسه وروحه ، وهي المسألة التي يعبر عنها الطفل بالم اليتيم ، والاحساس بالتعاسة . وفقدان الملاذ . ففي السابق كان أبوه يضربه فيلجأ الى حصن امه ، وأما الان لايحوله ان يلوذ بأحضان غير والدته . ولو كانت له أخت كبرى او خالة لكان يفضل ان يلوذ بهن .

    المتطلبات الاساسية للأيتام :
    ولا نجد ضيرا ان نشير هنا الى طائفة من المتطلبات الاساسية لهذه المجموعة من الاطفال لكي تتضح لمربيهم المسائل التي يجب عليهم الاهتمام بها أكثر في أمر تربيتهم .

    1ـ الحاجة الى المحبة والحنان :
    لقد فقد الطفل اليتيم والده او والدته ، اي أنه فقد منبع العطف الحقيقي والمحبة الصادقة . ويجب علينا تلبية حاجته هذه بأن نعامل الطفل بكل لطف . ونداعبه ، واذ ان رسول الله (ص) كان عندما يرى الايتام يجلسهم الى جانبه او على فخذه ، ويمسح على رؤسهم ويقول ان الله تعالى يؤجر الفرد بعدد ما يمسح من الشعر بيده .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 41 )

    2 ـ الحاجة الى التعلّق والتبعّية :
    ومعنى ذلك ان الطفل الفاقد لوالدته بحاجة الى من يناديها بكلمة أمّاه . وخاصة عندما يكون مريضا ويحتاج الى مراقبة وعناية اكبر . أو اثناء النوم ويبدأ بالبحث عن والدته او لغرض قضاء احدى حوائجه ، اذ يجب ان يمتلك من يختاره أبا او أما له لكي يتأكد من توفير الحماية له من قبلهم . وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لذلك اليتيم الذي وجده مهموما ومغموما لهذا السبب « لاتغتم فاني منزلة أبوك ، وابنتي فاطمة اختك ، وزوجتي أمّك » .

    3 ـ الحاجة الى المواساة :
    الطفل بحاجة الى من يستمع لآلامه ويهتم بشكواه ومعاناته التي تواجهه في مختلف الاحيان . فلو أفصح عن أحدى همومه ان يقرّوا له بذلك لو طلب منهم الاستماع الى مسألة ما يجب ان يستجيبوا له . ان اللجوء الى هذا الاسلوب والعمل بهذه المسؤولية تجاهه سيؤدي الى اضفاء حالة من الهدوء والسكينة عليه .

    4 ـ الحاجة الى الضبط والسيطرة :
    صحيح انه يتيم . ولكن يجب ان لاتصبح معاملتنا أياه بالعطف والحنان سببا لان يشعر بأنه قادر على الاقدام على اي عمل
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 42 )

    يريده هو وان احدا لايراقبه او يمانعه في ذلك . اذ قال رسول الله (ص) « أدّبوا الايتام كتأديبكم لابنائكم » وبعبارة اخرى فالاساس في ذلك راعو الله فيهم واعتبروا انفسكم أبائهم ففي هذه سوف لن تُخدش عواطفهم ومشاعرهم .

    5 ـ الحاجة الى التأكيد :
    ان الايتام وبسبب المعضلة الخاصة التي يعانون منها من المحتمل اهم ان يفقدوا العزة والثقة بأنفسهم . وضرورة التربية تستوجب بان يصار الى تهيئة مناخ اعادة بناء شخصيتهم ، لكي يستعيدوا الثقة بأنفسهم مرة اخرى . ويرون لأنفسهم أهمية ومكانة تليق بهم ، حتى لايكونوا عرضة للانحراف والخطر .

    6 ـ الحاجة الى المدارة :
    يجب مدارة اليتيم كما يجب عدم جرح مشاعره أثناء تربيته كما هو حالنا عادة مع اطفالنا الأخرين . ويجب ان نأخذ في حسباتنا قلبه الكسير ونعلم بانه سريع البكاء . اذ ان بكاءه يهز العرش كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( اذا بكى اليتيم اهتز العرش ) .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 43 )

    بكاء اليتيم :
    من الممكن ان يكون اليتيم هادى في ظاهره . ولكن لو تأملتم جيدا بشأنه لوجدتموه انه يفكر بصدد ان تسنح الفرصة لكي يخفف عن نفسه فالاطفال الاذكياء نسبيا متحفظون وخادئون ولكنهم يشرعون بالكاء مع ابسط ذريعة تلوح لهم ويحرقون القلب ألماً .
    ان منظر بكائهم يدمي القلب احيانا . ونقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اجابته عن السؤال التالي : هل ان ملائكة الله يبكون ويضحكون ؟
    فقال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم انهم يبكون في ثلاية مواطن ويضحكون في ثلاثة مواطن ... واحدى المواطن التي يبكي فيها الملائكة هو الموطن الذي يكون فيه يتيما نائما ، يرى أباه وأمه في المنام وهو فرح معه او معها . ولكن يستيقظ فجأة فلا يراه او يراها الى جواره . فيتذرع بأبيه او أمه ويبكي بل وانه لكي لا يعلم الاخرين ببكائه تراه يبكي بصمت ويتّحرق وعندها تبكي الملائكة .
    نريد ان نقول لا بد لنا ان نشفق على امثال هولاء الاطفال المنكوبين والمليئة عيونهم بالدموع ، ولا ينبغي لنا ان نزيد من موجبات ألمه ومعاناته اكثر مما هو عليه . وهذا المسألة يوحي بها المعصومون عليهم السلام ويطالبوننا بمدارة اليتيم . وان لا يجري دموعهم .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 44 )

    اهمية مسألة اليتيم :
    جميع الاطفال اعزاء ولهم حقوق علينا واليتيم أعز ويجب مراعاة حرمته وحقوقه اكثر من غيره . والتوصيات الموجودة بشأن الايتام لم تحدث بشأن الاطفال العاديين . ولعل السبب في ذلك يعود الى ان الاطفال العاديين ليسوا بحاجة الى المزيد من التوصيات ، اذ ان ابائهم وأمهاتهم الى جوارهم ويظلونهم بظلهم ويستجيبون لطلباتهم ويشعرون بالآمهم ويرون ان سلامة وسعادة ابنائهم هي جزء من سلامتهم وسعادتهم .
    والقرآن الكريم يوصي بالاحسان الى الايتام . والانفاق عليهم ( البقرة 177 ) وان عدم اكرام اليتيم يستحق اللوم والتوبيخ ( الفجر17 ) وان طردهم يعد نوعا من انواع تكذيب دين الله واياته . كما ان الامام علي عليه السلام أوصى بهم في اخر وصية له وهو على فراش الموت وقال « الله الله في الايتام لا تغيبوا أفواههم ولا يضيع حقهم في حضرتكم » .
    ان تربيتهم مسألة ضرورية لانهم يمثلون الثروة البشرية للبلد . ان وضع الخطط والترامج بشأنهم ومراقبتهم ورعايتهم يمكن ان يؤدي الى مافيه مصلحتهم وسعادتهم والمجتمع كذلك . كما يجب ان نبذل ما في وسعنا بشأن تربيتهم
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 45 )

    ورعايتهم لان هذه الثروات والطاقات البشرية للبلد معرّضة للخطر والاستغلال ، اذ ان اعمدة الدخان المتصاعدة من سوء تربيتهم من الممكن ان تدخل في عيون الآخرين ايضا ، ان اعالتهم ورعايتهم ، واحترام حقوقهم تحظى بعناية الله تعالى وتستنزل رحمته ولطفه .

    الاخطار المحدقة بالايتام :
    ما اعظم الاخطار والانحرافات التي تهدد الايتام وان عدم اهتمام الوالدين ومراقبتهم لهم هو السبب في سقوطهم في المهالك الشديدة والخطيرة ، وبدورنا سنذكر الاخرين بتلك الاخطار والعوامل التي تنجم عنها الاخطار لتكون تذكرة وتحذيرا لذوي اليتيم واسرته والمربين .

    1 ـ خطر المحبة :
    تسبب المحبة بايجاد الاخطار للأيتام مواء من حسث الافراط أو التفريط بها وأنهم معرّضون لهذه المسألة ، اذ أن قلّة المحبة تسبب بها في ان يمنح محبته لأفراد مجهولين ومن الممكن ان يجر نفسه الى مرحلة الفساد من خلال اظهار محبته وتملقه هذا كما ان الافراط في المحبة يتسبب هو الآخر في ان يتطبّع الطفل بالميوعة والدلال ويصبح فردا مبالغا في توقعاته وكثير
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 46 )

    الطلبات . وهذين الامرين يشكلان خسارة كبيرة له .

    2 ـ خطر فقدان السند :
    يفقد اليتيم بموت أبيه او أمه نقطة استناده واتكائه وتعلقه ويبدو في ظاهر الحال بأنه غير متعلق بأحد ويريد الاسلام ان يكون تابعا لفرد ما من خلال عيشه في بيته او في بنوت المؤمنين . لان عدم التبعية وفقدان المراقبة والاهتمام باليتيم يؤديان في النتيجة الى ان يصبح اليتيم كالثمرة المعلقة على الشجرة ليس لها صاحب وكل من يراها يلقمها حجرا ويصبح مرتعا يستهدفه الآخرون ويستغلونه اسوء استغلال . لذا كونوا له منزلة الاب او الام جدّيا بحيث يتعلق الطفل بكم ويشعر برعايتكم به .

    3 ـ خطر التحلّل والانفلات :
    أحيانا يشعر اليتيم بأنه اصبح حرا ومنفلتا بعد فقد أبيه ولايقبل بتبعيته لوالدته . أو بعد فقد والدته تلك الخيمة التي كانت تظلله برعايتها اياه خطوة بخطوة او لم يعد يرها الآت معه فانه سيشعر بالنتيجة بأنه اصبح حرا ولا نوجد من يسيطر عليه ويراقبه . ان استحواذ هذا التصور على الاطفال بل وحتى اليافعين يعد امرا خطيرا .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 47 )

    ان التفسخ وانعدام الضبط يبدأ من هذه النقطة ويؤدي به الى الفساد وارتكاب الجريمة .

    4 ـ خطر عدم الاتزان :
    لدينا من الايتام من لم يسأل احد عن احوالهم لحد الان شيئا ولم يضمد احد قلوبهم المجروحة ، حتى ان هناك من الايتام من لم يحظوا برعاية واهتمام اقرب الناس اليهم كالعم ، والخال ، والعمة ، والخالة ، ولاسباب متعددة . وبالنتيجة فان هولاء الافراد سيفتقدون في المستقبل للتوازن الروحي والنفسي . ويتحولون الى افرالج خياليين ويتحدثون مع انفسهم . وينزوون . ويتسّمون بحساسية مفرطة ويتهربون من الاحتكاك بالآخرين .

    5 ـ خطر العصيان والجريمة :
    وأخيرا لدينا من الايتام الذين تحولوا الى افراد متمردين ، غير مطيعين عصاة ، غير منضبطين ، بعيدين عن مراعاة الحقوق الانسانية وحرمة الناس وذلك بسبب عدم تمتعهم بالتربية والرعاية السليمة . حتى ان بعض هولاء اتصفوا بالجريمة والعصيان وانظموا الى مجموعة المجرمين .
    ولدينا نماذج كثيرة من هولاء الافراد ويؤيد ذلك عدد المجرمين في العالم . وكما يقول البعض من علماء النفس ، فان ارضية الجريمة
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 48 )

    كالدمل المحملة بالقيح ، ويجب مراقبتها والحؤول دون بروزها وطغيانها .
    ومعلوم لدينا طبعا في ان السبب في تلبسّ بعض الايتام بالجريمة يعود الى وجود جرح عاطفي لديهم لم يلتئم بعد ويعاني الطفل على اثر ذلك بالبطيء في النمو في مشاعره ولو قمنا بمعالجة هذه المسألة فتكون قد أوجدنا حلا كهذه الحالة .

    وظيفة الأم عند فقدان الأب :
    بعد موت الأب فان مسؤولية الأم تصبح ثقيلة واكثر صعوبة وعليها ان تفي بكلا الدورين للطفل وفي آن واحد ، اذ ان الايفاء بذلك يعتبر امرا في غاية الصعوبة ونوعا من الفن . اذ انها من جانت تعدّ أما ويجب عليها ان تفي بدور الأمومة المتضمن لدور الرقابة ورعاية الطفل بالحنان والعاطفة . ومن جهة اخرى يجب عليها ان تملأ الفراغ الناجم عن فقدان الأب وعليها ان تفي بدور الأب المتمثل بأستخدام القوة والضبط . وهذا العمل لايمكن اعتباره عملا بسيطا ، والخطر هنا يكنت من ان الأم احيانا وبسبب وفاة الأب تستحوذ عليها حالة انفعالية وبالنتيجة فان الاطفال يستغلون هذه الفرصة استغلالا
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 49 )

    سيئا ويتصفون بالتحرير المطلق وعدم الالتزام بالضوابط الاسرية ويصبحون افرادا يتسمون بالحسد ، وعدم الرحمة اي القسوة ولا يرغبون في مواصلة دراستهم وتحصيلهم بسبب انخراطهم مع الافراد السيئين والفاسدين ولايكترثون بستقبلهم ومصيرهم وحياتهم .
    ولو كانت النية متجهة لانشاء اسرة جديدة فمن مصلحة الأم والطفل ان يصار الى الاقدام على هذه العمل في سني الطفولة . لان الطفل عندما يبلغ مرحلة بداية الشباب فيما بعد فان تحمّل هذا الامر يصبح امرا عسيرا عليه ومن الممكنان تتسبب الأم بخلق المتاعب له . والجدير ذكره ان الطفل يألف حالة فقدان الابوة سريعا ، وسرعان ما ينظم خلقه وطباعه مع الوضع الجديد ويتطابق مع الوضع القائم فعلا . ومن واجب الأم طبعا ان تتزّوج الرجل الذي يكون مستعدا للقبول بوجود طفلها وان يكون له منزلة الأب الحنون حقا .

    وظيفة الأب عند فقدان الأم :
    في حالة وفاة الأم ، فان هذا الامر يمثل خسارة كبيرة جدا للطفل بل ان فقدان الأم اكثر ايلاما واشد وطئا عليه ، وانه لمن العبث ان ندعي القول بان الرجل يجب ان لا يتزوج
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 50 )

    مرة اخرى حفاضا على مكانة زوجته المتوفاة . وان يتحمل هو بنفسه مسألة رعاية الاطفال ، اذ ان هذا العمل غير ممكن التحقيق وغير معقول ايضا .
    ان الاطفال الصغار بحاجة ماسة للأم . واهم مسألة في هذا الامر هو ان ينتخب الأم لهم اما وزوجة لنفسه كما ان فاطمة سلام الله عليها المحت في وصيتها للامام علي عليه السلام ان يتزوج فورا بعد وفاتها ، ولكن طلبت منه ان يتزوج لانها اكثر ألفة مع ابنائها .
    وبعبارة اخرى يحب التأكيد على ان تكون المراة التي تحل مكان الأم من اللاتي سبق للأبناء وقد ألفوها مثل الخالة او احدى القريبات من العائلة . والاولوية هنا للأطفال ويجب على الرجل ان يفكر بمصلحة الاطفال قبل كل شيء وليس لمصلحته الشخصية . ويجب ان يختار المرأة التي تنقذ الاطفال من القصص المرّة . وان تكون لهم بمنزلة الأم التي تاخذهم باحضانها وتملا عليهم حياتهم وتسلّيهم .

    مسألة اليتيم واليسر :
    ان لفظة اليتم واليسر وبسبب سوابقها المرّة التي أوجدتها في الاذهان تكفي لوحدها بان تدخل الرعب
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 51 )

    في نفوس الافراد . ان الضغوط الناجمه عن مشاعر الاهانة . وعدم الاعتناء ، والتوبيخ ، والعقاب ، وحالات الايذاء تعد من العوامل التي تدفع الطفل نحو التعاسة . والانزواء والتهرب . ولايمكن لاي رجل ان يكون للطفل بمنزلة الأب وأية امراة لايمكنها ان تحل محل الأم . ولكن لو اعتمدنا على الاصول الانسانية والاخلاق الاسلامية بهذا الشأن بوسعنا ان نتفائل بامكانية الحصول على رجال بدلاء عن الأب ونساء شبيهات بالأم . ان السلوكيات الظالمة التي يقوم بها أزواج الأمهات أو نساء الأباء والتي نسمع بها دائما . وهذه التصرفات القاسية والجرائم المرعبة التي تصدر عنهم احيانا . لاتصدر عن البشر ، بل من الوحوش المفترسة التي تبدو لنا في صورة انسان وتمارس حياتها تحت اسم زوج الأم او زوجة الأب .
    نعم ان لدينا نساء يتسّمن بمزيد من العطف والحنان ولكن عندما يصطدمن بطفل اخر لا ينتسب لهن يصبحن بدرجة عالية من الخطورة والقاحة وتنقلب احداهن الى غول قاس وشقي ويعذبن هذا الطفل البري الذي ليس له اي ذنب في وفاة والده أو والدته . فهل ان تلك النسوة لايفكرن بالله والحساب والقيامة ياترى ؟ الا يفكرون بان امامهن
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 52 )

    يوم أخر ؟ اما يكفي الطفل ألم فقدانه لوالدته ويتمه حتى تضاعف من جرح مشاعره ؟ لقد قال رسول الله (ص) أرحموا عزيز قوم ذلّ وغنياً افتقر .

    وظيفة الناس ازاء اليتيم :
    لافراد المجتمع واجبات تحاه الايتام لابد لهم الايفاء بها . إذ انهم مسؤولون عن تأمين وتحمّل تكاليف حياتهم . وعليهم ان يحتظنوهم في بيوتهم ويرعوهم ان وكان ذلك ممكنا لهم ويظهرون مواساتهم لهم في تحمل الآلام والمعاناة ولا يفارقوهم وان يقدموا لهم محبتهم الخاصة تجاههم في اقل تقدير . فاليظام الاسلامي يقضي بان يقوم الناس بتربية الايتام في بيوتهم كتربيتهم لابنائهم . وان يكبروا كما يكبر اولئك الاطفال .
    وان يتمتعوا بيفس المزايا التربوية التي يتمتع بها الآخرون وقد أثبتت التجارب بان الاطفال الذين يكبرون ضمن محيط الاسرة يمتلكون في المستقبل توازنا جيدا بالمقارنة مع غيرهم . وعدم الانسجام والانحراف لديهم أقل مايمكن . ولا يعانون من الحرمان في العطف أو المحبة المفرطة بحيث يقودهم الى الانحراف .
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 53 )

    وان لم نكن نمتلك القابلية على ايواء اطفال الناس في بيوتنا ، فينتغي علينا ان نعودهم ونسأل عنهم على الأقل . ونمسح على رؤوسهم بأيدي عطفنا وحناننا ، وان ندخل عليهم السرور والفرج بين الحين والاخر ونشجع اطفالنا على ملاعبتهم ومعاشرتهم . وخير ما نختم به هذا الموضوع عبارة شريفة للامام علي عليه السلام بشأن الايتام في آخر وصاياه اذ قال عليه السلام :
    « الله الله في الايتام فلا تغبّوا افواههم ولا يضيعوا بحفرتكم »
    نهج البلاغة
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 54 )


    عندما يعاني الطفل من طلاق والديه يصرخ
    إرحميني يا ......... أمي

    اذا بدا ارتباط الرجل بالمرأة محتما يرغب فيه الناس ، ويكرسه الزواج ويتاركه الله .. فقد يبدا الانفصال امراً شائعا يثبته الطلاق ويبغضه الله والبشر .
    واذا ما اعتبر الطلاق احيانا اهون الشرين ، واذا ما كان الاقرار بالانفصال في بعض الحالات . هو الحل النهائي المفضل ، الذي يضع حدا للصراع المرير بين الشريكين ، فانه في كل الحالات ضربة قاسية تسدد الى الاولاد . وتكاد تصرعهم ، فأي اولاد يترك الطلاق ؟ الحديث عن اولئك الضحايا القاصرين ، الضعفاء ، لايمكن اختصاره بقصة واحدة ، فقصص تلك المأساة عديدة ومتكررة ، لكن على الرغم من اختلافها ، فانك تجد قاسما مشتركا يجمع بينها ، ذلك القاسم المشترك هو اليأس .
    ويعكف علماء النفس على دراسة تلك الطاهرة الاجتماعية الخطيرة والنتائج السلبية المترتبة عنها ، ويبحثون عن الوسائل القادرة على معالجتها او التخفيف من آثارها .
    ويواجه الاطباء النفسانيون المتخصصون في علم نفس الطفل ، حالات
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 55 )

    معقدة ، يبذلون جهود كبيرة في حلها ، وربما كانت عيادة الطبيب النفساني هي المكان الانسب كي تتعرف على جوهر المشكلة . وتعي حقيقة المأساة المؤلمة .
    هناك تجد نماذج مختلفة للأزمة ، لكن النتائج كما قلنا متشابهة . يأس ، وضياع ، فقد تصادف ان برعما لم يتجاوز التاسعة من عمره كان حتى السنة الماضية . تلميذا ، مجتهدا ، محبا للمعرفة حريصا على امام واجباته ، قد تحول الى شخص جامد مسمر على مقعد الدراسة . يرفض المذاكرة ، ولايخلو تصرفه من الوقاحة ازاء معلمه ، ومن مظاهر التبدل الطارئة ، عودة ذلك الطفل الى « التبول » في فراشه ليلا على الرغم من ان تلك الحالة قد فارقته مذ كان في الثالثة من عمره ، وبما كان ذلك هو السبب المباشر الذي يدفع الأم الى عرض طفلها على طبيب نفساني ، معربة عن استيائها من ذلك الوضع وقلقها مما تسميه « ضعف ارادة » ولدها ، وهي تعترف للطبيب ، انها جربت الاساليب كلها . فلا الوعود ، والاغراءات الطفولية نجحت . ولا العقوبات ( بما في ذلك اجباره على غسل الاقمشة الملوثة ) قد افلحت ...
    وينظر الطبيب في عيني الطفل العسليتين الجملتين . فاذا بهما
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 56 )

    تلمعان بالغضب وتتأجج فيهما ظاهرة العدوانية ويتئامل اظفاره التي قضمها بشكل مخيف . وفيما يدخل هذا الطفل مع اختصاص نفساني آخر . الى غرفة مجاورة . للخضوع الى تعض الفحوصات الاختبارية يستعد الطبيب لاجراء حوار مع الأم . ولكن هذه الاخيرة ، تأخذ المبادرة ويباشر الحديث . موجهة التهم الى مطلقها :
    وانه خطأ والده .. إنه قاس لايحب طفله ، ولم يكن يتردد في ضربه أو ضربي انا ايضا بعدما تدور الخمرة في رأسه . كان بعد انتهاء العمل يتسكع من مقهى الى آخر . ومن حانة الى أخرى ، متجاهلا . ان في بيته زوجة تنتظره ، وطفلا يتلهف لرؤيته .
    ويستمع الطبيب النفساني الى الوالد :
    « جو البيت لايعجبني . لولا ذلك . لقضيت معظم وقتي فيه ، لكنه لا يمثل بالنسبة الى سوى اطفال مهملين .. فاذا تكن قادرا على تأسيس عائلة ، عمن الافضل الامتناع عن الزواج وانجاب الاطفال »
    وينسى المتحدثون الطفل الضحية ، وينسون فشله في المدرسة واصابته بسلس التبول .
    وعود على البدء ...
    الطفل الذي يعبر عن آلامه ومعاناته بما يملك من وسائل قد يتوصل بعد خضوعه لعلاج نفساني الى التحدث عن صعوباته ويصبح
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 57 )

    بالامكان فتح الحوار معه .
    وبالتالي مده بالمساعدة التي يحتاجها في جو من العاطفة ، والحنان ، والثقة ، لاحتمال الاشياء التي يعاني منها . والتي تمعن في تعذيبه ، ويصبح بالامكان كذلك .
    بدءاً من هذه المرحلة ، الرجاء في زوال الاعراض . التي تمثل في المرحلة الاولى . وسيلة تعبيرية غير واعية .
    ويتجسد الصراع بين الزوجين في مشهد يومي تقريبا .
    شجار عنيف ، وتبادل اللوم ، والشتائم ، اثناء وجود الطفل ، ذلك الشاهد المسكين . الذي يذعر عند مشاهدته احب مخلوقين لديه في الدنيا ، في مواجهة مروعة .
    لكن النزاع بين الوالدين لا يرتدي دائما شكلا جليا واضحا ، وهناك خلافات عميقة بين الشركين ، تبقى مستترة واذا ما غفل الناس خارج اطار العائلة . عن تلك المنازعات ، فان هذه الاخيره غير خافية عن الطفل ، الذي يعي تماما . تلك الحرب الباردة الدائرة بين الطرفين .
    ويكفي الطفل ، ان يسمع والده مثلا يقول له :
    مرة اخرى تركتك والدتك وخرجت مع اخيها ، وهي تعرف اني لا أريد ان تعشر تلك العائلة التعيسة ...
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 58 )

    أو يسمع رد والدته .
    « أغرب عني وأسأل والدك الذي يحرضك ضدي ... »
    حتى يدرك عمق الخلاف الواقع بين والديه .
    والواقع ، ان حدس الطفل لا يخطىء . وفي بعض الحالات الدقيقة يخرج الطفل بانطباع مشائم لشعوره بعدم وجود رباط حقيقي يجمع بين الوالدين . وهو باختصار يشعر بفقدان الحب . وتولد اللامبالاة ونقص العاطفة والدفء بين أمه وأبيه ، احساسا لديه بالقلق ، والاضطراب .... اذ ان تلك العوامل تحرمه من حاجة ملحاحة واساسية لنموه وتطوره .
    يتوقف مصير حياتنا العاطفية ، على بناء شخصيتنا الذي يجري في اللاوعي . ويتطلب ذلك البناء كي يتم بشكل منسجم وطبيعي قسطا كبيرا من الحب ، والعاطفة ، بيديهما الوالدان حيال طفلهما . لكن ما يجب معرفته ايضا ، هو ان الحب الذي يربط الزوجين ، لا غنى عنه هو الاخر ، بالنسبة الى تكوين شخصية الطفل .
    وتمر استقلالية الطفل عبر الحاجة الى تعلقه باحد والديه من الجنس المعاكس ، التخلي فيما تعد عن ذلك الموثف والتباهي باحد الوالدين من الجنس نفسه فكيف السبيل الى تخطي تلك المرحلة الصعبة والحاسمة
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 59 )

    بنجاح ، عند فقدان عنصر اساسي وضروري بالنسبة الى جو الامان والحب . الذي يكيف تلك المرحلة ؟
    وينعكس ذلك النقص بشكل خطير ، على الحياة العاطفية لدى الطفل ، فيتعرض توازنع الى الاختلال ويستقر في داخله قلق عميق ، يترجم باشكال مختلفة .
    عدم الاستقرار . اضطراب في النوم ، وفي التغذية ، شعور باليأس ، والتخاذل ، والهروب عبر الاحلام ، بعيدا عن واقع مؤلم ، ويرافق ذلك رفض للواجبات المدرسية واختلاسات تعريضية . وسلس بولي يشير الى تراجع نحو مراحل الطفولة الاولى ... وباختصار كل الاعراض التي تعطي الطفل صفة « المشاكسة »

    هل يطلق الوالدان ؟
    واذا ما حصل الطلاق . ماذا يحدث للطفل ؟
    ربما لا تكون اسوا الحلول بالنسبة الى الطفل ، عودة الامور الى نقطة اللارجوع . لكن ذلك يبقى بالنسبة اليه مأساة حقيقية . فكيف لايشعر بالتمزق ، والحيرة ، واليأس ، وهو الشاهد على انفصال شخصين ، لا يمكن لحبه الجمع بينهما ؟
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 60 )

    وما يجب التذكير به هو ان كل انفصال يجب يحضر بعناية ، لتخفيف الصدمة لدى الطفل . وليس ذلك بالامر السهل ، اذ يتطلب حذاقة كبيرة وشجاعة من قبل الجانبين ، وموضوعية ليسا قادرين دائما على اظهارها .
    ويبدو ان مساعدة اختصاصي نفساني امر مرجو ، نظرا الى النتائج الحسية التي توفرها تلك المساعدة ، ويكون الطلاق ناجحا ، متى تحلى الطرفان بالنضج ، وضبط النفس ، مما يسمح لهما بالحد من الاضرار الناجمة عن ذلك الانفصال ، التي ترهق كاهل الاولاد .
    وليس من النادر ان ترى احد الوالدين . يعرض امام طفله كل تظلماته ، وبكل التفاصيل ... كي يشوه في نظر ابنه صورة الطرف الاخر لكن ذلك يزيد في الطين بلة ، وينمي النزاع ، والتمزق ، داخل ذلك القلب الصغير ، ويعرض ذلك البرعم الى المزيد من اليأس والذبول ، ويسمم شخصيته ويؤخر نموه ...
    يكون الضغينة بين الزوجين السابقين عميقة الى درجة يصبح معها الطفل ، رسول حقد بين الوالدين المنفصلين ، ويشعر ذلك الصغير بعقدة الذنب
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 61 )

    وهو الضحية .
    ويجب ان يعرف الأب وكذلك الأم ، مدى حاجة الطفل الى عطفهما ، وعليهما تقدير تلك الحاجة ، واحترامها ... واثبات جدارتهما بمحبة طفلهما .
    وعلى الوالدين المنفصلين ، في مطلق الحالات تخطي الحواجز مهما كانت التضحية كبيرة . لانشاء علاقات مرضية مع طفلهما والواقع . ان هذا الاخير ، يمثل بالنسبة اليهما ، عائقا يحول دون الزواج من جديد ، او الانطلاق في الحياة العملية ويشعر الطرفان ، ان العودة الى الصفر تكاد تكون مستحيلة مع وجود ذلك الطفل ، الذي يصبح عبئا ثقيلا يقودهما الى نوع من الرفض يتجسد في تركه واهماله .
    الا يدفع هذا المأزق الصعب ، كلا من الرجل والمرأة ، لمواجهة فشل زواجهما ؟
                  

12-20-2004, 06:00 AM

وليد محمد المبارك
<aوليد محمد المبارك
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 26313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ...... (Re: خال فاطمة)

    لافض فوك
                  

12-21-2004, 00:32 AM

خال فاطمة
<aخال فاطمة
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 2004

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ...... (Re: وليد محمد المبارك)

    Quote: لافض فوك

    وخشمك فيو اللبن .. أخي وليد ود المبارك ..
                  

12-21-2004, 09:00 PM

خال فاطمة
<aخال فاطمة
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 2004

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ...... (Re: خال فاطمة)

    فــــــــوق ...
                  

12-22-2004, 02:30 AM

وليد محمد المبارك
<aوليد محمد المبارك
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 26313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ...... (Re: خال فاطمة)

    فوقين
                  

12-22-2004, 07:57 AM

وليد محمد المبارك
<aوليد محمد المبارك
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 26313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ...... (Re: وليد محمد المبارك)

    فوق
                  

12-22-2004, 08:37 AM

خال فاطمة
<aخال فاطمة
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 2004

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ...... (Re: وليد محمد المبارك)

    فـــــــــــــوق ...
                  

12-22-2004, 08:42 AM

وليد محمد المبارك
<aوليد محمد المبارك
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 26313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ...... (Re: خال فاطمة)

    فوق
                  

12-22-2004, 08:44 AM

khider
<akhider
تاريخ التسجيل: 03-17-2002
مجموع المشاركات: 2361

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ...... (Re: وليد محمد المبارك)

    اشهد ان لا الاه الا الله و ان محمدا رسول الله













    فوق
                  

12-22-2004, 08:57 AM

خال فاطمة
<aخال فاطمة
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 2004

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ...... (Re: khider)

    خضـــــــر الله يخضر ضراعك ..


    فــــــــــــــــوق ...
                  

12-22-2004, 09:00 AM

وليد محمد المبارك
<aوليد محمد المبارك
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 26313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ...... (Re: خال فاطمة)

    فوق
                  

12-23-2004, 00:36 AM

خال فاطمة
<aخال فاطمة
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 2004

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ...... (Re: وليد محمد المبارك)

    وليد الغالي .. الله يكتر مروءتك ...
                  

12-24-2004, 11:10 AM

وليد محمد المبارك
<aوليد محمد المبارك
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 26313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـحـاجـة إلـى الأدب والأخــلاق ...... (Re: خال فاطمة)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de