|
جاك دريــدا ومنهــج التفكيك
|
لقـد أثار إهتمـامى البوست الذى بـدأه الأخ والصـديق عبـد المنعـم عجب الفيــا، خصــوصـا عنـدما تداخل الأستـاذ عبـدالله بولا، ليعطى النقاش وزنـا على وزنـه. وبالرغـم من أنه كانت لمحات من فكـر دريـدا مبعثـرة هنا وهناك، فى خضـم النقاش الضـروس بين الأستاذين، إلا أننى لـم أجـدهـا كافيـة لفهـم الرجل بما يعطينى الحق لأدلى بدلوى، وإذا فعلت، فسيكــون عملا لا عـدالـة فيـه.. فقـررت أن أقـوم ببحث فى الإنتـرنت عن مفهـموم التفكيك الذى بـدا لى أن فلسفــة دريـدا تدور حولـه.. وما وجـدتـه مبذولا على الإنتـرنت أكـد لى أننى لا بـد أن أدرس هـذه المفاهيـم دراســة أكثـر عمقـا وشمـولا من متابعـة ترجمـات عربيـة محـدودة على الإنتــرنت. وأنا على يقين، أن فلسفــة عميقـة مثل هـذه التى فهمت ملامحهـا من قراءتى السـريعـة، لا يمكن أن تحويهـا بصـورة شـاملـة أى ترجمـة عربيـة، مهمـا كان المترجـم ضـالعـا فى اللغتين.. وأضـرب مثلا هنـا بصـديقى الألمـانى الذى ذكـر لى أن الخمـر فى الإســلام حلال، لأنـه قـرأ ترجمـة لتأريـخ الإســلام، وبأن الخليفـة هـارون الرشيــد كان يحتسـى الخمـر!! هـذا مثال دقيق يوضـح كيف يفســر متلقى الترجمـة الأحـداث والشخــوص.. ممـا لا يستطيـع المتـرجـم نقلـه، رغـم فهمـه فهمـا مغايـرا لمـا سيستقــر عليـه فهـم قارئـه. فالمعانى ليست فى الكلمـات، وإنما هى فى الكلمـات (أو قل اللغـة إن شئت) وفى روح الكلمـات.. فالمتـرجـم قـد يستطيـع أن يفســر لنـا النص كلمـة بكلمـة مقابلـة من اللغـة العـربيـة مثلا.. ولكنـه لا يستطيـع أن يترجـم الروح المكمل للمعنـى.. هــذه القاعـدة يثتثنى منهـا الأفـراد الذين لهـم أرض مشتـركـة فى نفس الفلسفــة أو المفاهيـم، ولكن كل بلغتـه، فإذا ترجـم أحـدهـم عبارة (أى لف يــو) بعبارة (أحبك) مثلا، فإن روح الكلمـة موجــودة أصلا عنـد المتلقى ولا يحتاج إلى من ينقلهـا لـه، لأن الحب شعـور مشتــرك، وكل ما يحتاجـه المترجـم له، هـو ترجمـة الكلمـة فحسب. أرجـو أن لا يفهـم من هـذا أنى أعنى أن كلمـة "التفكيك" تعنى "الحـب"!!
|
|
|
|
|
|