السودانيون في أميركا "جنجويد" حتى يثبت العكس

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 07:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-13-2004, 09:59 PM

عيدروس عبد العزيز


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودانيون في أميركا "جنجويد" حتى يثبت العكس

    [email protected]

    بقلم عيدروس عبد العزيز



    عندما هبطت الطائرة البوينغ الضخمة في مطار دلاس، بالقرب من واشنطن، في الثامن عشر من سبتمبر الماضي، كنت أتوقع ان أجد ساحة المطار مثل قلعة أمنية، مدججة برجال الامن والشرطة، والمباحث مثلما تروج عادة وسائل الاعلام عند حديثها عن المطارات الاميركية. وهيأت نفسي لتفتيش دقيق من قبل موظفي المطار، الذين سينقبون عن كل شئ، ويعبثون بالحقائب، خاصة اذا كان القادم مثلي سودانياً.. عربياً.. مسلماً.. ومن أفريقيا، وان امتطى جواز سفر بريطاني.

    وقد ظهرت بوادر ذلك عند مغادرتي الأراضي البريطانية، حيث قام موظف الامن بمطار هيثرو بلندن بتفتيش حقائبي قطعة قطعة، وألقى عليّ عشرات الأسئلة التي تعدت المألوف، ولم تشفع لي عنده حتى الدعوة الموجهة لي من وزارة الخارجية الاميركية والتي احتفظت بها في جيب القميص الأعلى، لإخراجها بالسرعة المطلوبة عند اللزوم. سألته في حنق واضح، عما اذا كان يفعل ذلك مع أي مسافر، فأجاب: "ليس مع كل مسافر فحسب، بل مع كل فرد يمر من هذه النقطة".

    اذا كان هذا في لندن، فكيف سيكون الحال في واشنطن. هيأت نفسي إذن لساعات طويلة من الانتظار في مطار دالاس، ولكن لدهشتي لم تمض دقائق معدودة في أروقة المطار الكبير حتى وجدت نفسي عند بوابة الخروج، وأنا غير مصدق. لكن ما حدث لي يبدو كأنه مصادفة، فقد سمعت حكايات عدة في واشنطن عن أنماط التأخير في المطارات الاميركية، جعلتني أقول في نفسي، "كم أنا محظوظ".

    اما الانتظار الحقيقي الذي عانيته فقد كان خارج المطار في انتظار مضيفيَّ، من "مركز مريديان العالمي"، المختص بترتيب دعوات رسمية للأجانب، الذي نظم لي ولـ13 آخرين من الصحافيين والإعلاميين العرب، مهمة حضورنا الى الولايات المتحدة للمشاركة في ورشة عمل حول الانتخابات الاميركية، برعاية وزارة الخارجية الاميركية. فقد انتظرناهم لعدة ساعات، دون جدوى.. ثم غادرنا المطار بمفردنا الى فندق معلوم مسبقا بوسط واشنطن.

    في ردهة الفندق التقينا بزملائنا القادمين من مدن عربية مختلفة، بيروت، وتونس، والرياض، والدوحة وأبوظبي، ومن تلفزيونات الجزيرة، و"أل.بي.سي"، والعربية، والفضائية التونسية وعدد من الصحف العربية البارزة. بحثت في الوجوه عن "سوداني" يقاسمني هموم الاتهامات الموجهة لنا هناك بالانتماء الى مليشيا "الجنجويد"، بمجرد ان تقول لهم انك سوداني.. فلم أجد. لكن زميلي فؤاد عبد الرازق ابن وادي النيل، والإعلامي اللامع في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، والذي لازمني ايضا في الرحلة من لندن الى واشنطن، خفف عني كثيرا من هذه الهموم، بإطلاقه النكات اللاذعة والتي لم يكف عنها طوال رحلتنا التي امتدت لثلاثة أسابيع، وشملت الى جانب واشنطن، ولايات فيرجينيا ونورث كارولاينا، ونيويورك، ونيوجرسي.

    لم أكن اعلم ان كلمة "جنجويد" انتشرت الى هذا الحد، الا عندما طرحت عليَّ مرشدتنا السياحية الجميلة كيللي يانغ التي طافت معنا على حافلة أنيقة معالم مدينة واشنطن البارزة، سؤالا مفاجئاً وهو: من أي البلاد أنت؟ قلت لها من السودان.. فخرجت كلمة "أوه الجنجويد"، من فمها كأنها أشهر أغنية لجورج مايكل.

    هنا في هذه البلاد.. بل وفي الغرب جميعا بات اسم السودان، يرتبط بكلمة الجنجويد، أكثر من أي شئ آخر، أنت سوداني فأنت إذن "جنجويدي" فالارتباط عندما يكون وثيقا، لا يفرق بين الصالح والطالح.. فالكلمة تتردد في كل نشرة أنباء بل وحتى في مواجز الأنباء، وبات يرددها العامة قبل الساسة من باب "التباهي بالمعرفة". ولم أفاجأ بعد ذلك بذكرها خاصة عندما التقينا بمسؤولين كبار في وزارة الخارجية الاميركية، وفي البنتاغون والبيت الأبيض، وكذا وسائل الاعلام الاميركية البارزة.. وحتى الأُسر الاميركية التي زرناها في منازلها لم تكف عن الحديث عن الجنجويد، فقد كان الموضوع البارز دوما.

    قال لي احد الزملاء من تونس انه يستغرب سر اهتمام الأميركيين بالسودان، واكبر استغرابه هو ان السودانيين كانوا معروفين في السابق بانهم أهل الطيبة والكرم والزهد والأمانة، والتسامح لكنهم الان اصبحوا مرتبطين بالجنجويد والإرهاب. قلت له ان لهذا التحول الجبار في حياتنا "قصة طويلة" يطول شرحها، ولكني اذا كان لابد لي ان أختار بين اللقبين، فسأختار ان أكون جنجويدياً، من ان أكون ارهابياً، وشرحت له وجه نظري، بالقول ان كلمة "جنجويدي" رغم فظاعتها وارتباطها بقتل المدنيين والأبرياء في دارفور.. أرحم، على الأقل لأن معناها المباشر لا يعني بالنسبة للكثيرين شيئاً.. وحتى يعلموا معناها، تكون قد تواريت عن أنظارهم، بعكس كلمة إرهابي.. المباشرة التي قد تنال عليها عقاباً معنوياً في الحال.

    قالت كيلي يانغ وهي تلوح بيديها في تباه الى مباني مدينتها الأنيقة المتسقة التي وضع حجر أساسها الرئيس الاميركي جورج واشنطن في العام 1793، ان لواشنطن تاريخ عريض: احتلها الإنجليز إبان حرب العام 1812، وتم خلالها تدمير البيت الأبيض والمباني الفدرالية والكونغرس، قبل ان يتم إعادة بنائها، لاحقا. وبدا واضحا ان كيللي تحفظ نصوصا محددة عن مدينتها الجميلة، لأنها كانت غالبا ما تتوه في البحث عن إجابات مقنعة، لأسئلتنا غير المتوقعة بالنسبة لها، وغالبا ما تخوض في حوارات جانبية كمن تسأل مثلا عن معنى كلمة "جنجويد" في قاموس اللغات.

    كان موضوع الانتخابات الرئاسية او كما تسمية وسائل الاعلام الاميركية "هورس ريس" او "سباق الخيل"، هو محور زيارتنا الى الولايات المتحدة. وفي ذاك الوقت كان السباق على أشده على شاشات التلفزة الأميركية، وصفحات الجرائد الكبرى منها والصغرى، لكن دهشتنا كانت أكبر، لانصراف الشارع الاميركي عن هذا الزخم الانتخابي، وسعيه وراء قوت يومه بلا انتباه. وهنا يقول ديفيد بارلي وهو باحث أميركي في جامعة جورجتاون بواشنطن، التقيناه في إحدى جولاتنا، ان الأميركيين العاديين، لا يلتفتون كثيرا الى ما يدور في الانتخابات، فهم لا يرون فرقا بين، مرشحي الرئاسة، لذا فان أكثر من نصف المسجلين للانتخابات لايذهب الى صناديق الاقتراع.

    كما ان نسبة المشاهدة لمحطات التلفزة الإخبارية مثل "سي.ان.ان" وغيرها، تقل عن 30%، عن بقية القنوات التي تهتم بالبرامج الترفيهية، والاجتماعية، مثل "أي. بي. سي"، و"سي. بي. أس".

    سألت احد الأميركيين، في الفندق الذي كنا نقيم فيه بنيويورك، عما اذا كان يفضل احد المرشحين على الاخر، فقال لي انه لا يهتم. وقال اخر، انه لا يتوقع جديدا، وقال ثالث انه "لا يحب السياسة، أو الخوض فيها". ولم تصدر إحصائية حتى الان تحدد نسبة المشاركين في الانتخابات، لكن نسبة المشاركين في انتخابات العام 2000 كانت نحو 41%، غير ان جيل دينغ الموظفة في احد مراكز الاتصالات الدولية بمدينة رالي، والتي استضافتنا في منزلها الجميل بمدينة رالي بولاية نورث كارولاينا، اعتبرت هذه النسبة عالية، ولا تدل على عزوف الأميركيين عن الانتخابات.

    في مبنى "مركز مريديان العالمي" الواقع شمال غرب المدينة كان لقاؤنا الاول مع مسؤولي المركز الذي نظم "ورشة العمل"، وهو معهد خاص، يرتب زيارات لمجموعات دولية بغرض تبادل الأفكار. وقد ظل يمارس هذا العمل، برعاية من وزارة الخارجية الاميركية منذ 40 عاما. وكان التركيز في الأعوام الاخيرة على المجموعات العربية، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر.

    قال لنا جيمس زغبي رئيس معهد العرب الأميركيين، بواشنطن، ان العرب بمختلف مستوياتهم الرسمية والشعبية، كانوا يعانون بشدة في السابق من اجل الفوز بلقاء مع مسؤول أميركي، اما الان فمن السهل جدا ان يتم ترتيب اللقاءات، معززا ذلك الى اهتمام الإدارات الاميركية بكل ما يجري في العالمين العربي والإسلامي. وقد حظيت 3 مجموعات عربية هذا العام بزيارات الى الولايات المتحدة، التقت خلالها مسؤولين كبار، في البيت الأبيض والبنتاغون والخارجية، كما كان الأمر كذلك بالنسبة لمجموعتنا الصحافية.

    كثيرون منا سألوا عن الهدف الحقيقي او الخفي، لترتيب مثل هذه الزيارات، للصحافيين العرب، وتختلف الإجابات سلبا وإيجابا غير ان الهدف الواضح كان هو تبادل الأفكار، والتعرف عن قرب لوجهات النظر المختلفة. وبالفعل فقد دارت حوارات ساخنة، حول الموضوعات البارزة مثل الوضع في العراق وقضايا الإرهاب، والازدواجية في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية، وقد حظي الوضع في دارفور بحظ كبير من النقاش للدرجة التي ما كنت اعرف وقتها هل اعبر عن فرحي بذلك أم أعلن حزني. فنحن "أصبحنا على كل لسان" وهذا أمر يبدو للوهلة الأولى أمر جيد. ولكن للشهرة كما هو معروف بابان، احدهما يؤدي الى الجنة والاخر الى الجحيم. فالسياسي والمطرب والفنان ولاعب كرة القدم وكذا المجرمون كلهم يشتركون في صفة "الشهرة".

    كان الحديث في وزارة الخارجية الاميركية، مع ادم فيرلي نائب المتحدث باسم الوزارة، عن مدى نجاح وسائل الاعلام الاميركية الناطقة بالعربية. وكان السؤال المباشر منه هو عن سر نجاح محطة "سوا" الإذاعية، وفشل محطة "الحرة" التلفزيونية. واختلفت الإجابات، ودار حوار ساخن، جعل المسؤول البارز في الوزارة يطرح سؤالا مباشرا في نهايته، وهو قولوا لنا كيف يمكن ان نحسن صورتنا كأميركيين في المنطقة العربية، وكان الرد بلسان واحد هو "تغيير السياسات"، لتصبح محايدة، وعادلة، ومتفهمة للواقع، ومحترمة للاخر.

    ولعل المدهش هو المعرفة التامة للمسؤولين الأميركيين لكبرى وسائل الاعلام العربي، ويتابعون بدقة ما يدور فيها، ويحتفظون فيها لبعض الموضوعات اللافتة، كما حدث، في البيت الأبيض عندما أطلعنا غريغ لاغانا وهو احد المستشارين الإعلاميين للرئيس الاميركي، على مجموعة مقالات يحتفظ بها لكتاب عرب.

    اما بالنسبة للمحطات الفضائية العربية، فهناك اهتمام كبير بما تبثه "الجزيرة" و"العربية" و"أبو ظبي"، وتختلف اراء الذين التقيناهم حول محطة الجزيرة، بين مستاء ومندهش، وعاتب. لكن الجزيرة، تحظى بأكبر إعجاب لدى الإعلاميين، وفاجأتنا مسؤولة بارزة، في محطة "سي.بي.أس" بنيويورك، بقولها انهم يقومون بتسجيل كامل على مدار اليوم لك ما تبثه، قناة الجزيرة.
                  

11-14-2004, 02:31 PM

فايز السليك

تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانيون في أميركا "جنجويد" حتى يثبت العكس (Re: عيدروس عبد العزيز)

    الاستاذ عيدروس. كل عام وانت بخير.
    طبعاً الجنجاويد دخلوا التاريخ من كل ابوابه. وزى ما دخلوا بيروت وواشنطن ففى افريقيا برضو. وانا كنت ماشى دارفور مررت بتجارب كتيرة. مثلاً فى اسمرا لما تقول ماشى انجامينا تحتار موظفة الخطوط فى وجهتك بس تقوم تقول قريب من دارفور. اول سؤال اوه ماشى للجناجويد؟. وكذلك فى الكمرون تقوليهم جاى من اسمرا يقولو ليك وين اسمرا؟ تقول دارفور طوالى تقفز الى الاذهان خيول الجنجاويد التى اضحت اقرب الى الاسطورة.
    المهم الاساتاذ عيدروس المقال قيم وفيه لمحات عن الانتخابات والديمقراطية الاميركية رغم خيول الجناجويد التى يمتطيها البعض لا ضد الديمقراطية وانما ضد الانسانية .
    لك الود
    فايز السليك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de