من الكويت إلى السودان .. وجه آخر لاستغلال الإسلام :مشاري الذايدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-26-2004, 05:49 AM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الكويت إلى السودان .. وجه آخر لاستغلال الإسلام :مشاري الذايدي


    من الكويت إلى السودان .. وجه آخر لاستغلال الإسلام

    مشاري الذايدي
    [email protected]

    كشفت دراسة برلمانية كويتية، نشرت مؤخرا، تناولت أهم القضايا والمشكلات التي يرغب المواطن في مناقشتها في مجلس الامة، ان المشكلة الاسكانية احتلت رأس قائمة اولويات المواطن، بنسبة تصل الى 56% ، فيما حلت قضية تطبيق الشريعة الاسلامية في المرتبة العاشرة بين عشر قضايا بنسبة 40% .
    ماذا تعني هذه النتائج ؟ هل كف الكويتي عن ان يكون «مسلما» ، أو أنه يزهد بدينه من أجل دنياه ؟
    أبدا، فالشعب الكويتي شعب مسلم ، متمسك بإسلامه، كما كان اجداده وأجدادهم ، هوية طبيعية غير مفتعلة، يتنفسها مع هواء الجهراء ونسمات الخليج العربي.
    اعتقد ان مثل هذه النتائج ، ربما تؤشر لوعي الناس بالفارق بين الاسلام كإطار مشترك للجميع ، وانتماء تلقائي غير صناعي ، وبين فريق معين من اللاعبين في الحلبة السياسية، قرروا ان يكون الحصان الديني هو مركوبهم في حمأة السباق السياسي.
    لا اريد ان اذهب بعيدا في استقطار النتائج من لحاء هذه الشجرة، وادرك تماما ان خيوط اللبس ما بين الديني والدنيوي ، وما بين المطلق والنسبي، والثابت والمتحول، ما زالت متشابكة ومتداخلة . وادرك تماما ان هذا الفضاء الملبد بالضباب والغموض هو علة العلل للمسلمين منذ ان ابتلوا بسؤال الحداثة ، ومنذ ان دخلت عليهم «محدثات» ومصطلحات لا يملكون فكاكا عنها ، لانها صارت ملزمات كونية للجميع . مصطلحات تحمل مفاهيم ثقيلة اقتحمت المجال الراكد، كالدولة وحقوق الانسان ، والعلمانية ، والسلام العالمي ... وكلها تصطدم بالمنظومة «الفقهية» الغابرة ، التي كانت السياسة تتحرك وفق اشارتها وتهتدي بروحها.
    لم يعد «الماوردي» وأحكامه السلطانية ، مجديا او «ناجعا» بعد معاهدة «ويستفاليا»(164 التي أنهت حربا دينية استمرت 30 سنة، وقد أشرت لبداية تاريخ بشري جديد ، يعيد «فلسفة» العلاقات الدولية، ويحدد المسؤوليات والحقوق الدولية ، التي يجب ان تلتزم بها الاسرة البشرية، وما تمخض عن ذلك من ولادة الدولة الحديثة ، كل ذلك نشأ في اوروبا ، ثم تعولم ، واصبح ميراثا انسانيا ملزما ، تماما كما العجلة السومرية التي اصبحت انجازا مملوكا للبشر كلهم .
    شعار «تطبيق الشريعة» الذي يشكل عمدة الشعارات، اصبح قميص عثمان تعلق به كل إخفاقات العرب والمسلمين في هذا القرن، والمشكلة ان هذا الشعار العائم يشتت اكثر مما يوضح ، ويربك اكثر مما يطمئن، فهل الشريعة هي تفسير نفر محدد من الناس لها؟ وهل يعني عدم تطبيقها، مع انها لم تحدد وتعرف بشكل واضح لا لبس فيه، هل يعني عدم تطبيقها، تكفير من لم يطبقها؟ وهل يصبح الشعب الكويتي، او من شملتهم دراسة مجلس الامة الكويتي الآنفة ، مرتدا وخارجا عن حظيرة الاسلام، بعد اختياره ، عن غير إكراه ولا قسر ، ان يجعل تطبيق الشريعة الاسلامية ، في آخر اهتماماته ، مقدما عليها هم الازمة الاسكانية ؟
    ان مشكلة الاخوان المسلمين ، الذين رفعوا شعار «الاسلام هو الحل» ، انهم فيما بينهم مختلفون على شكل ومحتوى وحدود هذا الاسلام وتخوم الاجتهاد والتجديد فيه . وسرعان ما انقلبوا على بعض المهتدين والتجديدين منهم الذين ابتعدوا قليلا عن اسوار الحزب، ليعانقوا شواغل «الامة» كلها، وليحاولوا التفاعل الحق مع اسئلة الحاضر ، بدون عبادة للشعار السياسي ذي الصبغة الدينية . من اجل ذلك نبذوا مفكرين اخوانيين او قريبين منهم ، مثل فتحي عثمان او جمال البنا شقيق حسن البنا ... الخ.
    ما هي الشريعة ؟ سؤال بسيط في ظاهره ، ولكنه حاسم ومصيري في نتائجه ، لانه يحفر الاخدود بين زمنين . فهل كان «الاديب» سيد قطب او «الصحافي» ابو الاعلى المودودي يدركان كثافة وغنى وتنوع هذا المصطلح، وهل كانا يعلمان موارد الشريعة الاسلامية ، وهل الشريعة كائن مستقل بذاته يؤخذ هكذا جملة واحدة ، ثم يركب على الواقع ، كما هي صورته في ذهن قطب والمودوي ، وكل تلاميذهم ؟ ام أنه ، اعني مصطلح الشريعة ، ما هو الا اسم لعملية تاريخية كبرى، حفلت بجهود الفقهاء العظماء، الذين أتوا من خلفيات متعددة ومشارب متنوعة ، واهتمامات متعددة ايضا ، وكان منهم الثائر على السلطة ، كسعيد بن جبير وابي حنيفة الذي مات في حبس ابي جعفر المنصور، وافتى بتأييد ثورة محمد بن عبد الله «النفس الزكية» على الخليفة ، وكان منهم من كان يتبنى التواصل والعمل مع السلطة ، كالزهري والازواعي ، وابو يوسف القاضي تلميذ ابي حنيفة نفسه ، وكل من هؤلاء الفقهاء ، وغيرهم كثير، كان يجد «التأصيل» الفقهي لموقفه ، تأصيلا يزخر بالآيات والأحاديث والحجج ، وتكفي مطالعة كلام الفقيه الاندلسي ابن حزم حول وجوب الثورة على السلطان ، ومقارنته بكلام الطيف الاوسع من الفقهاء ، الذين كانوا يرون حرمة الخروج والثورة صيانة لدماء المسلمين ، وحرصا على الامن ونبذا لـ«الفتنة»...
    إذن كل هذه الاجتهادات المختلفة ، والمتضادة احيانا ، يمكن ادراجها تحت مظلة هذا الاسم الكبير «الشريعة» .
    فالشريعة ، كما قلنا قبل قليل ، ليست كائنا متحركا بذاته ، بل اسم اطلق على هذه العملية التفاعلية، التي قام بها رجال مروا بلحظات زمينة، وظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية ، والأهم من ذلك ، كانوا محكومين بسقف ما انتهت اليه المعرفة الانسانية.
    ولذلك، نجد تفسير الإمام محمد عبده، ورشيد رضا ، يختلف تماما عن تفسير ابن جرير وابن كثير والزمخشري والطبرسي، وهم يفسرون نفس الكتاب الكريم ، وما ذاك الا لأنهم كانوا متسقين مع انفسهم وظرفهم، في الجملة ، اثناء قيامهم بالعملية التأويلية . وربما يكون هذا هو معنى صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان .
    وهذا هو معنى ومغزى «الاجتهاد»، ذلك المصطلح الاسلامي غير المخيف، فما هو في الحقيقة الا وصف لهذه المساحة البشرية الحرة ، ولا اقول السائبة، في تحقيق شكل التفاعل مع الاسلام، واستخراج الصيغ الملائمة منه لظرفنا .
    فـالاجتهاد، في عمقه التاريخي، جاء مرتبطا بالشريعة الإسلامية باعتبارها قابلة للتطور والإضافة، ولذلك فهو جزء من مكونات الشريعة الإسلامية.
    انني حينما أتامل في شخص مثل حسن الترابي ، وهو لاعب سياسي من الطراز الخطير ، أدرك كم من لعبة تدار باسم الاسلام . وذلك هو الترابي وقد اتخذ من هذا الشعار قوة وسلطانا هائلين على الحياة السياسية ، ليس في السودان فقط ، بل امتد طموحه للهيمنة على الحركات الاسلامية في العالم العربي، ومن ثم الاسلامي، وكان الترابي يتحرق لتوحيد هذه الحركات في كيان تنظيمي واحد ، ومن هنا جاءت فكرة المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي في ابريل ( نيسان )1991.
    بل انه اصر داخل حركته الاسلامية في السودان على العمل السياسي الشامل، القائم على ما تقوم عليه السياسة في العادة ، من المناورة والمكر وعقد ونقض التحالفات دون وازع اخلاقي «اسلامي»! وبتلك الاساليب انتصر على تيار التربويين في الحركة ، ومنهم جعفر شيخ ادريس ومحمد صالح عمر (التيارات الاسلامية والديموقراطية / حيدر ابراهيم علي 285).
    والمفارقة ان الترابي ، الذي هو من أجرأ الاسلاميين على التنظير المنفتح الناقد لمواضعات الاسلاميين ، وقد قدم خلاصات واجتهادات جريئة في علم اصول الفقه، وما أسماه بتطوير الخطاب الديني، كان بخلاف ذلك حينما يصل للسلطة او يعقد تحالفات معها.
    الآن اصبح الرجل خارج اللعبة ، وسجنه تلاميذه واولاده، بعدما اقتضت «السياسة» ذلك ، وفي الحلقات التي تنشرها «الشرق الاوسط» مع تلميذ الترابي ، زير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان ، ان الرئيس البشير حينما اصر على تقليص نفوذ «شيخه» الترابي ، وحل المجلس الوطني الذي كان الترابي يدير منه الدولة ، بشكل متضارب مع رئيس الجمهورية ، تحسنت علاقات السودان الخارجية مع كل الدول ، مع عملية الاقصاء تلك ..
    حسناً ايها الوزير الإسلامي، وابن الحركة الاسلامية ، ألم يكن من الاولى بالمؤمنين، تحمل الشدة والبلاء، ولو قيل لكم ان الناس قد جمعوا لكم من اجل الترابي، ان تصبروا وتحتسبوا الاجر عند الله؟!
    الواقع ان تصرف الحكومة السودانية، حينها، كان بمقتضى المصلحة السياسية، التي لم يطق ابناء الجبهة الاسلامية مقاومة قانونها .
    السؤال : هل يحتاج اسلاميو الكويت الى تكرار تجربة الترابي في السودان؟ الترابي الذي كانت حركته تحظى باعجاب الحركات الاسلامية كافة، بما فيها اخوانيو الكويت ، لسبب جوهري، هو انها الحركة الاسلامية الوحيدة التي استطاعت ان تصل الى السلطة في فترة قياسية، مستفيدة من ظروف كثيرة ومعقدة، ليس هذا مكان شرحها.
    راجعوا اصدارات الترابي عن الشريعة الاسلامية قبل ان يصل للسلطة ، ثم انظروا الى ممارساته بعد أن وصل إليها ، فهل هذه هي الشريعة الاسلامية؟ وهل ذلك هو الدين الذي يؤمن به خمس الانسانية؟
    اعتقوا الاسلام من برامجكم هذه ، فهو دين كل الكويتيين ، كما هو دين كل السعوديين والعالم الاسلامي .. ولأنه ليس ملكا لهذه الحركة او تلك .

    نقلا عن الشرق الأوسط

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de