بونا ملوال: هل خلقت زعامة الجيش الشعبي هيمنة ثقافة البندقية في جنوب السودان

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 10:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-24-2004, 08:00 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بونا ملوال: هل خلقت زعامة الجيش الشعبي هيمنة ثقافة البندقية في جنوب السودان

    نظرة متأنية إلى دوافع الغضب في الإستوائية
    هل خلقت زعامة الجيش الشعبي هيمنة ثقافة البندقية في جنوب السودان

    عندما كنت في العاصمة الكينية نيروبي في بداية أكتوبر لحضور مؤتمر حول السلام والتنمية في السودان نظمه منبر البحث والموارد الإفريقي -كان منشوراً غاضباً جداً رائجاً في كينيا بتوقيع «بعض قياديي الجيش الشعبي لتحرير السودان ينتمون الى الإستوائية» الذين لم يوقعوا أسماءهم. أود أن أشير هنا الى الغضب الذي ظل سائداً منذ أمد بعيد في شتى أنحاء الإستوائية تجاه الدينكا كشعب -وليس ذلك لأهمية الموضوع أو علاقته بالحوار الدائر حول مستقبل جنوب السودان.

    كان واضحاً منذ فترة أن أهل الإستوائية يكنون ضغائن كثيرة ضد قيادة الجيش الشعبي وكانت هذه الضغائن دائماً للأسف يتم تعميمها ضد الدينكا كقبيلة وكأنما هناك خطة دينكاوية متفق عليها لإخضاع وقمع الإستوائيين. والواضح لا شك أن هذا التعميم ينشأ عن حقيقة أن زعامة الجيش الشعبي دينكاوية تلك الزعامة لم تستجب أبداً لشكاوى أية قبيلة سودانية جنوبية سواء كانت من الإستوائية أو أي مكان آخر في جنوب السودان بمن فيهم الدينكا أنفسهم. لسوء الحظ توجيه اتهام عام ضد الدينكا القبيلة ربما يُرضي أولئك السودانيين الجنوبيين الذين ربما يرغبون إقناع أنفسهم أن الدينكا وحسب خطاءون. هذا التعميم ربما يرضي أيضاً أنفساً غاضبة في الإستوائية. ولكن ماينتج عن هذا حقيقة ببساطة تبرئة أولئك الذين يتوجب محاسبتهم على أخطائهم كزعماء شعب جنوب السودان، أولئك الزعماء المخطئون بشناعة سيشعرون بالراحة لأن أصابع الاتهام لا تشير إليهم كأفراد. ومن الصعب أيضاً بالنسبة لكثير من الدينكاويين أعرفهم يسعون للتضامن مع جنوبيين آخرين -أن يصححوا أخطاء وإخفاقات زعامة الجيش الشعبي.

    إذا سمحت لمثل تلك الاتهامات المعممة والألفاظ البذيئة والتهديدات ضد الدينكا كما جاء في المنشور اللا موقع لقيادات إستوائية في الجيش الشعبي أن يصبح أسلوب المناقشات بين السودانيين الجنوبيين، فلندع إذن الجيش الشعبي يستمر في إفساد حياة كل السودانيين الجنوبيين دون محاسبة. أكيد أن القيادات الإستوائية في الجيش الشعبي الذين أصدروا منشوراً بعنوان «إعلان عام: إنذار خطير» لا يتوقعون من أولئك الدينكا المتواجدين في الإستوائية الذين يتهمونهم «بجرائم حرب: الإرهاب والاغتصاب والاختطاف والقتل الجماعي والنهب والابتزاز» أن يردوا بأية طريقة غير التحدي. ان هذا لسوء الحظ ما تدعو إليه اللغة التي يستخدمها المنشور بل وكما هو النمط السائد في قيادة الجيش الشعبي في جنوب السودان -فإن أحدهم قد قرر مسبقاً أنه سوف يقرب نفسه الى قيادة الجيش الشعبي بالرد على المنشور الغاضب الذي وزعه قياديو الإستوائية في الجيش الشعبي . وأصدر من يقول إنه يرد نيابة عن الدينكا رداً فظاً جداً وغير مسؤول أخلاقياً لن يسر أحداً سوى زعامة الجيش الشعبي ولا أحداً غيرها في مجتمع الدينكا ولا أي مجتمع آخر في الجنوب.

    فكرة متأصلة

    إن أول فكرة متأصلة في ذهن جندي الجيش الشعبي هي خطاب زعيمهم بمناسبة تخرجه كجندي. هذا الخطاب يتم الآن الاستشهاد به بانتظام في مجتمعاتنا في أنحاء الجنوب. «البندقية هي كل شئ بالنسبة لك. إنها والدك.. والدتك.. إنها زوجتك.. إنها طفلك.. إنها كل شئ آخر تحتاج إليه في حياتك». عندما يكرر الزعيم مثل هذا الشعار مرات ومرات في كل حفل تخريج وبالأخص عندما يكون ذلك البيان ملازماً بأغانٍ عسكرية مثل «حتى إذا كان أبي نفسه فسوف أطلق النار عليه» وعندما تتواصل تلك الممارسات طوال (22) سنة دون تصحيح أو دون قواعد سلوك أو سيطرة -فلا شك إذن أن زعامة الجيش الشعبي قد خلقت ثقافة هيمنة البندقية في مجتمع جنوب السودان.

    ومن المؤكد أن القياديين الإستوائيين في الجيش الشعبي يقولون بجدية إن الأعضاء الدينكاويين في الجيش الشعبي وحسب هم الذين يرتكبون هذه الأفعال الشنيعة بحق مواطني الإستوائية. إذا كان الأمر كذلك فأين إذن القياديون الإستوائيون في الحركة وبينهم أولئك الذين أصدروا هذا الإنذار الغاضب ضد الدينكا؟ إننا نعلم أن ثقافة الجيش الشعبي طوال السنين الماضية لا تشكك في كلمة القائد -وليس هذا فقط- تلك الثقافة أكثر إفساداً من ذلك. عليك أن تبرر كل قرارات الزعيم وتدافع عنها بقوة إذا كنت تؤمن بها أو لم تؤمن.. الزعيم إذن أصبح معتاداً على حقيقة أن كل ما يقوله مبرر -ويوعظ ويُغنى كنشيد في أنحاء الجنوب ، إنه الحقيقة وحسب. ثقافة الرضوخ المطلق للزعيم كاملة ومطلقة في الجيش الشعبي. والأهم في ذلك تلك الثقافة تُعزز الكبت والفظائع ضد أي شخص يتجرأ بالتشكيك في قرار الزعيم. هذا ما يفسر إذعان قياديي الإستوائية الجنوبيين الآخرين وللتحرك الجماعي لنقد ووقف ممارسات قيادة الجيش الشعبي السيئة وممارسات بعض القادة الدينكا، فإن الطريق لذلك ليس بالتهديد بالموت!! كان يتعين على الإستوائية أن تكتشف مبكراً أن جنوب السودان بكامله متظلم جداً من سلوك زعامة الجيش الشعبي ومن الذين تشجعهم ورجالهم القتلة المتسلطين على كل المجتمع الجنوبي.

    لا يمكن هنا تحديد أسباب انطلاق هذا التحذير الغاضب من الإستوائية في هذا الوقت. ولكن الأخطاء الكثيرة من جانب الجيش الشعبي ضد كل مجتمع من جنوب السودان تم توثيقها وإعلانها. إننا نعلم على سبيل المثال أن هناك فظائع داخلية تمارسها قوات الجيش الشعبي ضد قياديين أفراداً وقبائل في الإستوائية مثل تلك التي تمارس ضد قبيلة ديدينقا في شوكودوم الذين طردوا من قراهم الأصلية من قبل الجيش الشعبي بسبب موت ضابط واحد في الحركة. طردت قبيلة بكاملها من قراهم الأصلية فاحتموا بالتلال. بدلاً من إجراء تحقيق في موت الضابط وعقاب المسؤولين عن الحادثة. نعلم بموت أشخاص بارزين من الإستوائية على أيدي جنود الجيش الشعبي بأوامر من شخص في قيادة الحركة، حدثت فظائع مماثلة في كل مكان في جنوب السودان، هناك بالتأكيد جرائم حرب، فإذا كان أولئك الذين ارتكبوا تلك الجرائم معروفين ، فإن الحل بالنسبة للجنوبيين عامة أن يتحدوا ويصروا على التحقيق في تلك الفظائع العسكرية المرعبة التي يمارسها الجيش الشعبي وعلى كشف المعلومات الحقيقية بدلاً عن نشر اتهام ضد الدينكا كقبيلة.

    إضافة للسلوك السئ لقياديي الدينكا في الجيش الشعبي في الاستوائية وبالأخص أولئك المعروفين بصلتهم الوثيقة بالزعيم -هناك شكاوى مستمرة ضد الدينكا الذين يتوافدون الى الإستوائية بمواشيهم، الاتهامات توجه دائماً الى قبيلة دينكا بور بسبب سوء الحظ الذي حاق بهم في أعقاب حوادث 1991 داخل الجيش الشعبي. في انشقاق 1991 الذي حدث في قيادة الجيش الشعبي -هوجمت قبيلة دينكا بور بأكملها في عقر دارها وطردتها قوات فصيل ناصر الذي انشق عن الجيش الشعبي. أُرتكبت فظائع مريعة في حقهم. الذين أوكلت إليهم قيادة الجيش الشعبي مسؤولية أهل الإستوائية وسلوك بعض قيادات الدينكا السئ - لأن قياديي الإستوائية في الجيش الشعبي يدركون أن تلك القيادات الدينكاوية إما أنهم ينتمون الى محلية معينة في منطقة الدينكا أو ينتمون الى أماكن أخرى في الجنوب وبالتالي مقربون شخصياً للزعيم نفسه. هذا هو سبب عدم تحدث القيادات الإستوائية في الجيش الشعبي -دعك من التشكك في قرارات سيئة. إنهم يخافون على أنفسهم ويخافون عواقب انتقاد سياسات وقرارات الزعيم. انتقاد قرارات الزعيم يمكن أن يكون قاتلاً في بعض الأحيان.

    منشور غاضب

    نحن نعلم أن الإستوائية ممثلة في قمة قيادة الجيش الشعبي. يدير الإستوائية حاكم إستوائي وكل المفوضين في كل مناطق الإستوائية، إستوائيون والمفروض أن يكون هؤلاء الإداريون مسؤولين عن إدارة وأمن شعبهم، لم نسمع حتى الآن المزيد من هؤلاء الإداريين حول ما لايقبلونه من سلوك بعض أو كل القادة الدينكاويين في الإستوائية قبل صدور أي منشور غاضب بلا توقيع من الإستوائيين يهدد الدينكا عموماً بالموت على يد الإستوائيين، إذا أراد القادة الإستوائيون في الجيش الشعبي تضامناً مع السودانيين وأراد فصيل آخر توقيع عقوبة على القبيلة التي ينتمي إليها زعيم الحركة الذي تمرد عليه الفصيل.. وكما هو الحال بالنسبة لكل الضحايا السودانيين الجنوبيين في هذه الحرب، لم يقم الجيش الشعبي بحماية دينكا بور وكما هو معروف للجميع - في حالة حدوث مثل تلك المآسي لأهل بور في 1991- هرب الناجون من تلك الفظائع لأقرب منطقة آمنة. لم يكن لديهم أي خيار آخر لأي موقع يتوجهون إليه. إن الناس عندما يتعرضون للخطر لا يملكون خياراً. إنهم يتوجهون الى أقرب نقطة يعتقدون أنها آمنة. جيش ناصر المتمرد ضد الجيش الشعبي شن الهجوم على دينكا بور من جهتي الشمال والجنوب الشرقي. وكانت النقطة الآمنة الأقرب الجري نحوها هي الإستوائية في الجنوب والجنوب الغربي. وكان يمكنهم أن يهربوا الى بحر الغزال في الاتجاه الغربي مباشرة ولكن نهر النيل وقف عائقاً أمام الفارين ولذلك توجهوا الى الإستوائية مع كل ما استطاعوا حمله أو سوقه بما في ذلك مواشيهم. إن هذا السبب المباشر للمشكلة الحقيقية للقبيلة الهاربة، أهل الإستوائية غالبيتهم مزارعون ولا يملكون الماشية، إنهم مزارعون ماهرون، الماشية والزراعة لا تتلازمان، الدينكا أنفسهم يعرفون ذلك جيداً، المواشي تسبب مشاكل بين المزارعين والرعاة -حتى هروباً. في بعض الأوقات، لا يسمح أي مزارع للماشية بتخريب محاصيله أو الرعي في حقوله دون رادع. يجب على ملاك المواشي أن يبعدوا حيواناتهم من الحقول أو يواجهوا العواقب. ومع ذلك حتى مع أكثر إدارة المواشي صرامة فإن بعض الحيوانات تتجول داخل الحقول من وقت لآخر وتسبب الإزعاج.

    تنصب شكوى أهل الإستوائية المتواصلة أن مواشي الدينكا يسمح لها الرعي في الحقول دون رقيب وعندما يتظلم مزارعو الإستوائية فإن قواد الجيش الشعبي الدينكاويين أما يغضون النظر أو يوبخون المزارعين على جرأتهم بتقديم الشكوى. ولسوء الحظ في غياب إجراءات تحقيق في هذه المشاكل حيث ثبتت المعلومات والحقائق -وهو شئ لا تريده قيادة الجيش الشعبي إطلاقاً- فإن من الصعب تمييز الحقيقة من الخيال.

    وزيادة على ذلك هناك شكوى من الإستوائية أن بعض قياديي الدينكا في الجيش الشعبي جاءوا الى الإستوائية للبقاء فيها -تهديد احتلال. بل أن لفظة واحدة في الرد الدينكاوي الفظ اللا موقع للتحذير الغاضب من جانب القياديين الإستوائيين في الحركة- تقول ذلك. سواء كان قياديو الحركة الدينكاويين يريدون احتلال الإستوائية أم لا يريدون فإن حقيقة الأمر أن دينكا بور النازحين في الإستوائية لاجئون داخليون.

    اللاجئون لا يمثلون مناطق من تلك التي نزحوا منها. عادة تخصص للاجئين أراضٍ خالية من مواطني المنطقة التي نزحوا إليها، فلا خيار لهم أينما يقيمون أولا يقيمون. هذا ما يحدث للعدد الكبير من الجنوبيين المشردين الآن في شمال السودان - على الأقل (4) ملايين فلماذا لايحدث للدينكا النازحين في الإستوائية الى وطنهم وبينما من الأفضل أن تكون عودة النازحين طوعية، فسيكون من المستحسن أن تنصح حكومة جنوب السودان الجديدة الدينكاويين ترك الإستوائية والعودة الى قراهم بأسرع فرصة ممكنة. وهذا يمكن إنجازه بسهولة بتنفيذ برامج إعادة توطين جيدة تغري النازحين للعودة الى مواطنهم الأصلية.

    نظام دكتاتوري

    بعد أن قلنا كل ذلك. ما يفعله القياديون الإستوائيون في الجيش الشعبي الذين كتبوا «التحذير الخطير» الغاضب -يهدد بالحرب بدلاً من الوحدة. إنها الوسيلة الكلاسيكية التي يتبعها الجيش الشعبي لبث الخلاف والرعب بدلاً عن النقاش والإقناع. أن يفسد القضية القومية لشعب جنوب السودان وسعياً لوحدة الهدف التي تحرر الناس لاتخاذ الإجراء اللازم لتصحيح الأخطاء الشنيعة التي ارتكبها أولئك المهتمون فقط بإقامة نظام دكتاتوري وحسب للسيطرة على الشعب.النازحون في الإستوائية؟ هذه هي مسؤولية الإداريين المحليين في مختلف بلديات الإستوائية التي يجد النازحون الدينكاويون أنفسهم فيها، إذا فشل هؤلاء الإداريون المحليون -الحاكم والمفوضون والإداريون المحليون الآخرون- في أداء واجبهم إزاء النازحين الدينكا بتخصيص موقع لا يتضايق منه سكان الإستوائية -فإن هؤلاء القياديين المسؤولين في الإستوائية يجب أن لايتهربوا من المساءلة، إن السودانيين الجنوبيين محنكون ذوي خبرة جيدة في قيادة اللاجئين، إذا كما نريد من غير السودانيين أن يعاملوننا بلطف عندما نجد أنفسنا في المنفى خارج البلاد- فإن علينا أن نفعل أكثر لبعضنا البعض داخل البلاد - عندما يجد بعض من أهل سيئي الحظ أنفسهم مشردين.

    وأكثر من ذلك إذا حدث أن وُقعت اتفاقية السلام فمن المتوقع أن يعود مبدئياً قياديو الجيش الشعبي من الإستوائية ، حسناً حتى في تحذيرهم الغاضب للدينكا. إنهم يقولون إن سياسات الجيش الشعبي كانت خاطئة وأن القيادة سيئة. والخروج من هذا التشخيص الصحيح ليس بتهديد قطاع من مجتمع جنوبيي السودان بالحرب والعزلة من الإستوائية. إن الخروج من هذا (المأزق) يكمن في توحيد شعب جنوب السودان للتغلب على الصعوبات التي تنشأ في سياسات القيادة السيئة ولتغيير تلك السياسات.

    عندما يروج القياديون الإستوائيون في الحركة تحذيراً غاضباً ومسيئاً لكل الدينكا حول اتهامات ارتكبها بعض الدينكاويين في قيادة الجيش الشعبي يكون القياديون الإستوائيون أجدر لتصحيحها من أي قيادي عادي في الجيش الشعبي من غير الدينكا، فإن الرسالة تحث على إثارة نزاع إن لم يكن حرباً بين مختلف القبائل في جنوب السودان، إنه يسر أولئك الذين يتمنون تحريم جنوب السودان من قوميته شاملاً قيادة الجيش الشعبي نفسها، ونظراً لشخصيتها المعروفة لدينا الآن فإن زعامة الحركة الشعبية لابد أن تكون مسرورة جداً الآن حول هذا النوع من التعامل (مع المشكلة) من قبل الإستوائيين في قيادة الجيش الشعبي.

    العائق الأكبر ضد التحرير الوطني لجنوب السودان هو إدعاء أعداء جنوب السودان إننا حزمة قبائل غير قادرة على إدارة شؤوننا ويجب أن يحكمنا الآخرون، وهذا واحد من الأسباب لكون أن فكرة السودان الجديد التي ابتدعتها زعامة الجيش الشعبي -إساءة ضد شعب جنوب السودان الذي شن تلك الحرب الطويلة كي يكون حراً.

    القول إن الإستوائيين في قيادة الجيش الشعبي ربما يرفع من شأن الإستوائيين بعض الشئ، لإطلاقهم تحذيراً غاضباً للدينكا باسم الإستوائية. لكن تظل الإستوائية كياناً قبلياً موغلاً في القبلية مثل بقية جنوب السودان. أعزل الدينكا المدنيين من معادلة العلاقات الاجتماعية والسياسية داخل الإستوائية وتكتشف مذنباً جديداً، سيكون ذلك المذنب من الزاندي أو الباري أو أية قبيلة أخرى من الإستوائية مسؤولاً عن تلك المشاكل. تمييز القبيلة التي ينتمي إليها قياديو حركتنا ليس حلاً تقدمياً لمشاكل حقيقة. إن الحل هو مواجهة أولئك القياديين بتعميم واضح يتفق عليه كل شعب جنوب السودان لتصحيح خطتهم.

    حتى أقرأ هذا الإعلان العام و«الإنذار الخطير» الغاضب جداً الصادر من قياديي الجيش الشعبي الإستوائيين وجدت تشجيعاً في الآونة الأخيرة عندما تحدثت الى سودانيين جنوبيين كثيرين جداً بمختلف انتماءاتهم حول أخطاء قيادة الجيش الشعبي. كل سوداني جنوبي الآن يتفق أنه طالما لا تريد قيادة الجيش الشعبي الاعتراف بإخفاقاتها خلال الـ (22) عاماً وترفض الجلوس وتدخل في حوار مع الزعماء الجنوبيين الذين لا يؤيدون الحركة أو أعضاء فيها للمناقشة والاتفاق على مستقبل البلاد وشعبها - فليس هناك أي مستقبل لجنوب السودان.

    دليل واضح

    انه من الأفضل أن يضع الإستوائيون في قيادة الجيش الشعبي قائمة بأخطاء قيادتهم الدينكاوية بتقديم دليل واضح وموثوق به، ويوقعوا عليه بأسمائهم المعروفة وتقديمها لشعب جنوب السودان فيما يمكن أن يكون نقاشاً مستمراً حول مستقبل جنوب السودان. فقط بمثل ذلك النقاش الجرئ والموثوق به سيجد الجنوبيون طريقاً الى الأمان لأنفسهم ولمستقبل بلادهم.

    إنني كدينكاوي آمل بصدق أن تُطرح كل الحقائق بحوزة أي سوداني جنوبي من غير الدينكا ضد قبيلة الدينكا في ذلك النقاش بكل صراحة ويناقش بأمانة. إذا تبين أن الأمر يتعلق بزعامة سيئة كما يعتقد كثير من السودانيين الجنوبيين على ما يبدو - فليس فقط السبب أن زعيم الحركة الذي يرتكب مثل تلك الأخطاء المروعة دينكاوي. بل لأن هذه الأخطاء تضر بقضية شعب جنوب السودان ويجب تصحيحها. إن السودانيين الجنوبيين قادرون تماماً على حل هذه المسائل. البديل ليس بترويج منشورات غاضبة مسيئة لا تحمل رمز مسؤولية الذين يروجون هذه «التحذيرات الخطيرة».

    علينا تحمل مسؤولية ما نقوله. علينا أن نضع توقيعاتنا على الوثائق التي نكتبها كأشخاص مسؤولين.

    لست متضايقاً من أي شخص يختلف معي في الرأي، لم أتضايق. ولكنني أريد مناقشة مسؤولة للقضايا مع أي سوداني جنوبي لديه الشعور القوي نحو تلك القضايا الى حد إصدار منشور غاضب جداً ومسئ جداً. كما هو واضح من قبل القيادة الإستوائية في الجيش الشعبي. إنني وآخرون كثيرون مثلي في جنوب السودان لانستطيع نقاش أخطاء زعامة الجيش الشعبي دون أن نكون قادرين على تحديد هوية من يتظلم وعلى ماذا يتظلم؟ دعونا إذن أن نعرف أنفسها ونعود الى نقاش مسؤول حول علل قيادة الجيش الشعبي. إنه أفضل طريق الى الأمان بالنسبة لجنوب السودان - الدينكا وغير الدينكا.

    ترجمة: أحمد حسن محمد صالح
    ©جميع الحقوق محفوظة لموقع صحيفة الرأي العام 2004
    Copyright © 2004 AL RAYAAM NEWSPAPER. All rights reserved
                  

10-24-2004, 09:24 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بونا ملوال: هل خلقت زعامة الجيش الشعبي هيمنة ثقافة البندقية في جنوب الس (Re: Elawad)

    Quote: إن أول فكرة متأصلة في ذهن جندي الجيش الشعبي هي خطاب زعيمهم بمناسبة تخرجه كجندي. هذا الخطاب يتم الآن الاستشهاد به بانتظام في مجتمعاتنا في أنحاء الجنوب. «البندقية هي كل شئ بالنسبة لك. إنها والدك.. والدتك.. إنها زوجتك.. إنها طفلك.. إنها كل شئ آخر تحتاج إليه في حياتك». عندما يكرر الزعيم مثل هذا الشعار مرات ومرات في كل حفل تخريج وبالأخص عندما يكون ذلك البيان ملازماً بأغانٍ عسكرية مثل «حتى إذا كان أبي نفسه فسوف أطلق النار عليه» وعندما تتواصل تلك الممارسات طوال (22) سنة دون تصحيح أو دون قواعد سلوك أو سيطرة -فلا شك إذن أن زعامة الجيش الشعبي قد خلقت ثقافة هيمنة البندقية في مجتمع جنوب السودان.
                  

10-24-2004, 11:49 AM

zoul"ibn"zoul

تاريخ التسجيل: 04-12-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بونا ملوال: هل خلقت زعامة الجيش الشعبي هيمنة ثقافة البندقية في جنوب الس (Re: Elawad)

    UP UP
                  

10-25-2004, 12:14 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بونا ملوال: هل خلقت زعامة الجيش الشعبي هيمنة ثقافة البندقية في جنوب الس (Re: Elawad)

    عادل و زول بن زول
    شكرا للمرور، طبعا هذا هو (المسكوت عنه) في السودان الجديد. نخليه فوق شوية!!!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de