فتى الانقاذ المدلل يكتب عن مسيرة حياته وأسرار النزاعات الداخلية في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 08:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-23-2004, 11:33 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتى الانقاذ المدلل يكتب عن مسيرة حياته وأسرار النزاعات الداخلية في السودان

    كشف خفايا وأسرار النزاعات الداخلية في السودان والمواجهات الخارجية (الحلقة الأولى)

    وزير الخارجية: صراع البشير والترابي بدأ مبكرا وكنت أجمعهما في منزلي

    حاوره : محمد سعيد محمد الحسن

    اللقاءات المنتظمة التي اعتدت على ترتيبها مع وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، في مكتبه أو منزله للتحاور حول التطورات الاقليمية والدولية المتداخلة، في الشأن السوداني، قادت للتفكير في معرفة تفاصيل أخرى حول اسرار وخفايا الازمات الداخلية والاقليمية والدولية، التي عايشها بحكم عمله كوزير للخارجية، منذ فبراير 1998 وحتى نهاية العام الجاري.

    وكانت هناك مشكلة حقيقية تكمن في كيفية تدبير الزمن للجلوس والحديث عن هذه الاشياء في ظل برنامجه المشحون، وزياراته التي لا تنقطع للخارج، واجتماعاته المتواصلة، في الحكومة أو في رئاسة الجمهورية. وجاء اقتراحه بالسفر معه في رحلاته الى الخارج بالطائرة الرئاسية، التي تستغرق عادة ساعات طويلة، باعتباره الحل الامثل لمشكلة الوقت. وأشهد له هنا بالصبر وقوة الاحتمال. وجاءت هذه الحصيلة: في الحلقة الاولى، تناول بداية انضمامه للحركة الاسلامية، وكشف موقعه من الصراع على السلطة بين الرئيس عمر البشير والدكتور حسن الترابي، زعيم المؤتمر الشعبي المعارض حاليا. كما تحدث عن الاجتماعات التي تمت بمنزله لحل الخلافات بين الطرفين واعتراضه منذ البداية على ترشيح الترابي لرئاسة المجلس الوطني، وما دار من ملابسات.

    يقول الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ''انضممت للحركة الاسلامية منذ الدراسة بمدرسة القولد الوسطى (1965 ـ 1969)، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ما زلت عضوا نشطا في الحركة الاسلامية، اعمل في اطار مؤسساتها الطلابية والشبابية والنقابية والسياسية، وترأست العديد من الاتحادات الطلابية في المدارس والجامعات، وفي اثناء الدراسات العليا في المملكة المتحدة توليت مسؤولية الاتحاد العام للطلاب.

    وطوال هذه الفترة تعرضت الحركة الاسلامية لانشقاقات وانقسامات لكني ظللت على وتيرة ثابتة اعمل بها داخل الحركة الاسلامية فشخصيتي لا تؤمن بالعمل ''الشللي'' او ''الشللية'' بداخل اجهزة الحركة، كما انني بقيت دائما متمسكا بعدم الاستجابة لدعوات الانقسام والانشقاق والالتزام بالحركة الام، والايمان بمعالجة المشكلات من داخل مؤسسات الحركة.

    وعندما قادت مجموعة من الاخوان، على رأسهم الدكتور الحبر يوسف نور الدائم، والاستاذ صادق عبد الله عبد الماجد، وكان لها مؤيدون وبوجه خاص في الخارج، وفي بريطانيا حيث نشط تنظيم الاخوان المسلمين الدولي الذي اعتمد عضوية المجموعة التي يقودها الدكتور حبر والأستاذ صادق عبد الله، رفضت عضوية المجموعة التي كان يقودها الدكتور حسن الترابي بل طردتها من المؤسسات المختلفة، وكنت وقتها من اوائل الذين خرجوا من تلك المؤسسات حرصا مني على البقاء في داخل جسم الحركة الاسلامية، وعدم الاستجابة لأية محاولة للخروج على الحركة، وظل هذا ديدني.

    بداية الصراع على السلطة

    ومع قيام حكم الانقاذ الوطني وتأسيس التنظيم السياسي مطلع التسعينات، ظهر جليا ان القيادة اصبحت متنازعة بين شخصيتين، أي بين الفريق عمر البشير والدكتور حسن الترابي، وبقيت على موقفي، أي رفض المحورية او الشللية، وظلت علاقتي وطيدة مع الرئيس البشير، ومع الدكتور الترابي.

    وكنت احرص على ان نلتقي في منزلي بصورة شبه منتظمة في ايام الجمعة، ومن خلال هذه اللقاءات كنا نعالج الكثير من المشكلات التي تحدث قبل ان تصل الى السطح.

    كان الخلاف او المشكلة وقتها في الاساس، هل الدولة ممثلة في مجلس قيادة الانقاذ الوطني ثم رئيس الجمهورية المعين، ثم رئيس الجمهورية المنتخب هو المسؤول الاول في شؤون الدولة وادارتها أم أن الحركة ممثلة في الامين العام للحركة الاسلامية ثم التنظيم السياسي ثم المؤتمر الوطني هو الجهاز الحاكم بالنسبة للدولة.

    عدم الوضوح اتجاه من يتخذ او يملك القرار كان يقود في كثير من الاحيان الى التضارب في الاختصاصات والقرارات.

    خلاف على تعيين الوزراء والمحافظين

    ان التضارب في من يتخذ القرار يشكل ازمة مكتومة، فمن ابسط القضايا مثل تعيين الوزراء والمحافظين الى القضايا الاستراتيجية كذلك الحال بالنسبة للقضايا أو المواقف السياسية سواء داخلية، أو اتجاه مسائل اقليمية أو دولية أو اتجاه التعامل مع دولة.

    .. وخلاف على التعامل مع مصر

    فعلى سبيل المثال في حقبة التسعينات كانت العلاقات بين مصر والسودان حادة ومتوترة، وكانت هناك جهود مبذولة لتطويقها ومعالجتها، وكنت وقتها وزيرا للخارجية، والأخ روريج وزير دولة بالخارجية، وكنت خارج البلاد، وصدرت بعض المواقف والتصريحات من جانب القاهرة وبعد التشاور مع رئيس الجمهورية تم الاتفاق على استدعاء السفير احمد عبد الحليم من القاهرة للتشاور وقبل ان يتم ابلاغ السفير بهذا القرار اذا بأجهزة المؤتمر الوطني تجتمع وتقرر سحب السفير من القاهرة، اذا بنا نقرأ ونسمع من التلفاز هذه القرارات والتوصيات وتم نقلها لوزير الدولة بسبب غيابي، وعندما نقل وزير الدولة اهمية ابلاغ الرئيس البشير وموافقته، ابلغ بان المؤتمر الوطني هو الحاكم، وهذه القرارات للتنفيذ وليست للمناقشة فما كان من الاخ روريج الا ان ذهب للرئيس البشير واطلعه على هذه التطورات، فطلب منه الرئيس الا ينفذ القرار، وان ينتظر عودة وزير الخارجية، وان يلغي حتى مجرد استدعاء السفير الذي كان متفقا عليه.

    أزمة المجلس الوطني

    وتصاعدت الازمات الخفية والعلنية بين الرئاسة والتنظيم، وكنت حريصا على وجوب حسم أي خلاف مهما بلغ مداه في اطار مؤسسات المؤتمر الوطني، وعندما قرر حل المجلس الوطني (البرلمان) لحسم الموقف وانهاء صراع القمة، لأن المركب الذي يديره اكثر من ربان عرضة للغرق، ولأن البرلمان تحول لمركز قوي لمواجهة الحكومة دعانا الرئيس لاجتماع وطرح هذا الموضوع، أي حل البرلمان، وكان ذلك قبل ثلاثة اسابيع من اعلان اتخاذه، وكان الموضوع المطروح هو حل البرلمان، والدوافع الموضوعية التي أدت للوصول اليه، وكان المطروح وقتها على منصة البرلمان اجازة قرار ينص على انتخاب الولاة، او رؤساء حكومات الولايات، مباشرة من قبل سكان الولايات بينما كانت لرئاسة الجمهورية تحفظات وطلبت التمهل وإرجاء البت في الامر لحين استكمال الدراسات الخاصة به ولكن رئاسة المجلس الوطني تمسكت بالمضي في المناقشة والتصويت عليه للاقرار برضاء الرئاسة او عدمه.

    اعتراض على حل المجلس الوطني

    كان الاجتماع برئاسة الرئيس البشير، والحضور عدد محدود لا يزيد على اصابع اليدين وجرى التداول وكنت الوحيد الذي اعترض على حل البرلمان، ورفضت رفضا باتا مجرد التفكير في حل البرلمان، واستندت وجهة نظري على وجوب الاحتكام لمؤسسات المؤتمر الوطني، أي المكتب التنفيذي للمؤتمر الوطني، وجاء رد الرئيس البشير ان المكتب التنفيذي شُكل للحيلولة دون اقرار او اجازة قرارات لا يريدها الامين العام الدكتور حسن الترابي.

    وفي اليوم التالي لاجتماع الرئيس، كان هنالك اجتماع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني وكان الواضح ان الاجتماع اعد لتمرير واجازة القرارات الخاصة لانتخاب الولاة كخطوة سابقة لتمريرها داخل المجلس الوطني وكان من الواضح ان هناك سباقا خفيا بين رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس الوطني، ولكن رئاسة المجلس الوطني غاب عنها ان خيارات وبدائل الرئاسة اكبر وأوسع، والأهم من ذلك اسرع وانفذ.

    التحفظ على رئاسة الترابي

    وهنا، اريد العودة للوراء أي قبل انتخاب رئيس المجلس لأقول بأن مواقفي تنسجم مع قناعاتي واتخذها في حينها دون حسابات بالنسبة على من تحسب، ولمن تضاف او تخصم، فقد كنت من القليلين الذين اعترضوا على تولي الدكتور حسن الترابي رئاسة المجلس الوطني، واذكر ان الدكتور الترابي اتصل بي ذات يوم عند نهاية دوام العمل اليومي في نحو الثالثة بعد الظهر ودعاني لمنزله لتناول الغداء معه، وكان متوعكا صحيا، ودخلت عليه وكان بمفرده، وابلغني انه عرضت عليه رئاسة المجلس الوطني وانه يود معرفة وجهة نظري، وقلت له انني اعرف الموضوع ورجوته اعفائي من الافضاء بها، وقد التزمت بذلك للآخرين، فجاء تعقيبه، لهذا هو مصر على معرفة وجهة نظري، فقلت له انني اعترضت على ترشيحه لعدة اعتبارات، منها ان لديه مساهمات قيمة في قضايا الفكر والدعوة تتخطى حدود السودان، وأن انغماسه، او تعاطيه القضايا السودانية البحتة سينعكس سلبا على هذه الصورة، كما انه الآن يمثل الحكم بين الجهاز التنفيذي والجهاز التشريعي وهذه مسألة في غاية الاهمية، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، ''وان القبول برئاسة المجلس الوطني ستضعك في موقع الخصم والحكم، كما ان رئاسة المجلس الوطني ستعرضك لكثير من المواقف ذات الشد والجذب والتجاوز من قبل اعضاء المجلس، وانت لست بحاجة لها بحكم انك تمثل مرجعية للجميع.

    ثم ان هنالك الاعتبار الاخير فاذا كنا نتحدث عن الانفتاح السياسي والقبول بالآخر وإشراك الآخرين، فاذا توليت انت رئاسة المجلس الوطني (البرلمان) والأخ الفريق عمر البشير في موقع كرئيس للجمهورية والأستاذ علي عثمان محمد طه كوزير للخارجية، فماذا نكون قد تركنا للآخرين الذين نريد مشاركتهم واشراكهم في ادارة مقاليد الدولة''.

    وأشهد له انه استمع لي بهدوء واصغاء جيد وبدون تعليق وشكرني وتركته على ذلك، ولم اكن وقتها عضوا في المكتب القيادي للمؤتمر الوطني.

    مفاجأة ودعوة لاجتماع طارئ

    وفي اليوم التالي لتلك المقابلة أو المحادثة في منزله بالمنشية اتصلت بي سكرتارية الدكتور الترابي للحضور الى مقر المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي سابقا، وعندما ذهبت وجدت ان المكتب القيادي في حالة انعقاد، فسلمت على الجميع، وفوجئت بالدكتور الترابي يقول للحاضرين، ان اخاكم مصطفى عثمان لديه وجهة نظر مختلفة حول ترشيحي لرئاسة المجلس الوطني، ويود من الجميع الاستماع لوجهة نظره، وبالرغم من المفاجأة بالدعوة والموقف، الا انني جلست وسردت ذات الاسباب والدوافع التي بنيت عليها اعتراضي على رئاسته والتي نقلتها له قبل يومين في منزله.

    وكان في ذلك الاجتماع الرئيس عمر البشير والأستاذ علي عثمان نائب الأمين العام ووزير الخارجية واللواء عبد الرحيم محمد حسين وابراهيم السنوسي ويس عمر الإمام وآخرون، وبمجرد ان انتهيت من شرح موقفي فتح الدكتور الترابي الموضوع للنقاش فانبرى العديد منهم لمهاجمة هذه الافكار، خاصة وان هذا الموضوع قد حسم وانه ما كان يجوز فتح هذا الملف مرة اخرى، ولم اعلق على هذا الهجوم وانما علق عليه الدكتور الترابي، ونقل للمجتمعين انه أي مصطفى عثمان ابلغه هذا الرأي فان شاءوا اخذوا به وان شاءوا تركوه وغادرت الجلسة بعد انتهاء حديثي اذ لم اكن في الاصل عضوا في المكتب القيادي، ولم اكن وقتها مدركا على وجه اليقين الدوافع وراء رئاسة المجلس الوطني، ربما رأى بعضهم ان المهام الجديدة في المجلس الوطني بما فيها القوانين والتشريعات وهي تشكل محورا حيويا من اهتمامات الدكتور الترابي انها ربما تبعده عن شؤون الدولة وقراراتها، ولكن يمكن للمرء ان يستخلص من هذا الموقف ان الدكتور الترابي مهما كانت درجة الاختلاف معه كان يحرص على معرفة وجهة نظر القيادات حوله بصرف النظر عن الأخذ بها او عدمه.

    مواجهة وحسم صراع السلطة

    ونعود مرة اخرى الى جلسة المكتب القيادي للمؤتمر الوطني والتي سبقت جلسة انعقاد المؤتمر الوطني لإجازة مشروع قرار انتخاب الولاة (حكام الأقاليم) مباشرة وليس بترشيح القائمة او التعيين، وفي تلك الجلسة تصديت بقوة واعترضت على مشروع تمرير القرار، وعملية المواجهة (بين رئيس الجمهورية والحكومة وبين رئاسة المنصة بالمجلس الوطني) واستندت في مداخلتي الى أن هذا القرار هو نتاج للصراع الناشب بين رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس الوطني، وعلينا ان نحسم الخلاف الرئيسي وهو الاهم والاصل وقبل ان ندخل في الخلافات الفرعية التي نتجت عن هذا الامر، واحسب انها المرة الاولى التي كانت الاشارة فيها مباشرة وواضحة ووضعت النقاط على الحروف من دون لبس.

    ولكن رغم هذه المداخلة، ومداخلات آخرين، فان المشروع طرح للتصويت ونال القرار اغلبية قليلة تمكنه من الانتقال الى المجلس الوطني.

    محاولة لمنع الانشقاق الفاصل

    وفي اليوم التالي لاجتماع المجلس القيادي الذي اجاز المضي في مشروع انتخاب الولاة في المجلس الوطني، كنت ليلا بمكتبي، واتصلت بالدكتور حسن الترابي وطلبت ان التقيه في ذات المساء، وكنت راغبا في التحدث اليه عن القضية المثارة في المجلس الوطني وتداعياتها وما يمكن ان تقود اليه، ورد علي الدكتور الترابي: لماذا لا تتفضل وتأتينا في المنزل، فجاء ردي ان الكثيرين الآن في المنزل ولن يتيسر الحديث بوضوح وصراحة وأنا اريد التحدث اليك مطولا. وسألني أين انت الآن؟ وقلت له انني في المكتب، فعقب: اذن اخبرني عندما تخرج من المكتب وأنا اخبرك اين نلتقي.

    وفي هذه الاثناء، اتصل بي الأخ علي يس وزير العدل، وذكر لي انه استدعيي لمنزل الرئيس في تمام الساعة التاسعة مساء، ولا يدري ما هو السبب وراء الدعوة المفاجئة، وقلت للأخ علي يس، انه لم توجه لي دعوة لهذا الاجتماع، واعتقد ان سبب الدعوة سيكون هو حشد الوزراء للحضور والمشاركة في جلسة الغد الخاصة بمشروع انتخاب الولاة في المجلس الوطني، وعليك الحرص على الحضور والعمل على ايجاد مخرج يحفظ للدولة هيبتها وللمؤتمر الوطني دوره منعا للانشقاق حتى يهيئ الله سبحانه وتعالى مخرجا للأزمة.

    وبعد دقائق من هذه المحادثة تلقيت اتصالا من رئاسة الجمهورية لحضور ذات الاجتماع الطارئ، وعندئذ اتصلت بالدكتور الترابي واستأذنته بعدم تمكني من لقائه الليلة ودون ان افصح له عن السبب، واتجهت الى منزل الرئيس البشير حيث وجدت الاخوة الوزراء بمن فيهم علي يس، وكان اول من حدثنا بسبب هذه الدعوة الدكتور عبد الوهاب عثمان وزير المالية حيث سألني ان كنت اعلم بسبب الاجتماع، فأجبت مازحا، اغلب الظن لحشد المواجهة في البرلمان غدا، فقال: لا، الرئيس قرر حل المجلس الوطني، فسألته هل انت متأكد؟ فرد: نعم.

    ومحاولات أخرى لمنع الانشقاق

    وتحركت على الفور ومعي د. عبد الوهاب عثمان وعلي يس وطلبنا لقاء عاجلا مع الرئيس قبل الاجتماع الطارئ علنا نثنيه عن هذه الخطوة، وعندما استفسرنا عرفنا ان الرئيس في غرفة مجاورة يقوم بالتسجيل لحديث للشعب ونقل قراره بحل المجلس الوطني (البرلمان)، كان في الواقع همنا الحيلولة دون انشقاق حاد في جسم الحركة الاسلامية، مع قناعاتنا التامة باستحالة الاستمرار في صراع السلطة بين الرئاسة في القصر ورئاسة المنصة في المجلس الوطني وكذلك كنا على قناعة بأهمية توحيد القرار لدى رئاسة الجمهورية، ولذلك جاءت المثابرة والمحاولة حيث التقينا بالرئيس البشير وانضم الينا آخرون، وكنت اول من طلب الحديث ولكن الرئيس رفض الاستماع لي وقال للمجتمعين، انني اعرف مسبقا رأي الدكتور مصطفى عثمان وبدأ يستمع لرأي الآخرين ورد عليهم بتوضيح الأسباب وراء اتخاذ القرار بحل البرلمان، وعندئذ اخذت الأخ علي يس وخرجت من الاجتماع، وقال لي الى اين؟ قلت له: الى منزل الدكتور حسن الترابي.

    وفي الطريق قال لي الأخ علي يس، تقول للدكتور الترابي ان يقدم استقالته فورا حتى نستطيع تجنب هذه الأزمة، وقلت له الترابي لن يستقيل وربما من الأفضل ان نقنعه ان يرسل المجلس الوطني في اجازة فورا لحين معالجة الأزمة.

    ووصلنا الى منزل الترابي، ووجدناه وسط العديد من القيادات الاسلامية، وطلبنا اللقاء معه منفردا لأمر مهم وعاجل، وفعلا انعقد اللقاء، وبدأنا الحديث وشرحنا له ما سيحدث في المساء، ولكنه بدا غير مقتنع بأن الرئيس سيقدم على خطوة حل البرلمان.

    نقلاً عن الشرق الأوسط
                  

10-24-2004, 00:54 AM

Osman Hamid
<aOsman Hamid
تاريخ التسجيل: 11-24-2003
مجموع المشاركات: 187

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتى الانقاذ المدلل يكتب عن مسيرة حياته وأسرار النزاعات الداخلية في السو (Re: democracy)

    شكرا democracy
    واليك هذة الحلقة
    -
    عثمان
    ###### ####
    محمد سعيد محمد الحسن
    يكشف وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، في هذه الحلقة (الثانية) من ذكرياته حول المواجهات والنزاعات الداخلية والخارجية خلال حكم الانقاذ الوطني في السودان، والتي خص بها «الشرق الأوسط»، الملابسات التي أحاطت بتقديم استقالته للرئيس عمر البشير والدكتور حسن الترابي في ذروة الصراع بينهما على السلطة، في ديسمبر (كانون الاول) قبل ان يحسم البشير الصراع لصالحه. وكشف أيضا ما دار من حوار مع الرجلين، حول دوافع الاستقالة ومبرراتها.
    وأوضح ان إبعاد الترابي عن مواقع اتخاذ القرار ساهم بفعالية في اعادة العلاقات الدبلوماسية مع دول الجوار، وتحسين العلاقات مع دول المغرب العربي والخليج واوروبا. وتحدث اسماعيل لـ«الشرق الأوسط» عن حادثة سقوط الطائرة التي اودت بحياة النائب الاول للرئيس، اللواء الزبير محمد صالح، في جنوب السودان في فبراير (شباط) 1998 . وكيف انه حاول اثنائه عن القيام بهذه الرحلة، لاقتراب موعد الاجتماع الاستثنائي للمؤتمر الوطني (الحزب الحاكم)، الذي كان محددا له السابع عشر من فبراير 1998، لكن اللواء الزبير أصر على القيام بالرحلة، لانه كما قال «وعد قادة الجنوب بالقيام بها». واوضح ان اللواء الزبير طلب منه عدم مرافقته في هذه الرحلة، لمتابعة التحضير للمؤتمر في الجانب الخاص بالوفود الخارجية. كما تحدث عن لحظات سماعه بنبأ سقوط الطائرة في نهر السوباط، ووفاة النائب الاول، كما تناول علاقته معه، والوشائج الانسانية في شخصية اللواء الزبير.
    الخرطوم:

    * لماذا قدمت استقالتي للترابي؟
    * بعد معرفتنا بقرار الرئيس البشير، حل المجلس الوطني حاولت أنا والاخ علي يس اقناع الرئيس بعدم اعلان او تنفيذ القرار، ولكن دون جدوى، فقد كان رأي الرئيس انه لا بد من حسم الصراع لصالح الشرعية الدستورية وتوحيد القرار ووضع المصالح العليا فوق كل اعتبار.
    وبعد ذلك انتقلت برفقة الاخ علي يس الى منزل الدكتور حسن الترابي بالمنشية، وهناك طلبنا ان نتحدث اليه على انفراد، وبدأنا نشرح التطورات التي حدثت، وفي هذه اللحظة وبينما نحن نشرح ملابسات الموقف السياسي، قال لي الدكتور الترابي: «انا افهم، لماذا تتحدث بهذه الصورة باعتبارك جزءا من الحكومة»، وجاء قولي ان «للرئيس البشير بيعة في عنقي في أداء واجبي ومهامي بأمانة وتجرد في الجهاز التنفيذي وعليّ التزام تنظيمي باعتبارك الامين العام للمؤتمر الوطني، وحتى اتحلل من هذا وذاك، فقد قررت ان اقدم استقالتي من الموقعين»، وكنت قد كتبت بالفعل استقالتي من عضوية المؤتمر الوطني، واخرجتها من جيبي وقدمتها اليه، وقلت له غدا اقدم استقالتي للرئيس البشير من موقعي كوزير للخارجية.
    وعقب الدكتور الترابي على ما طرحته بالقول: «هذا معقول او فيه عدل»، وبعدها طرحت وجهة نظري في وجوب ان يتحرك معنا فورا الى منزل الرئيس البشير ليعلن من جانبه ارسال المجلس الوطني في عطلة لتفادي قرار الحل وما ينجم عنه من آثار وتداعيات، ونعالج بعده بهدوء المشكلة للوصول للحل الصائب، الذي يجمع ولا يفرق. ورد الدكتور الترابي «ولكنك تعلم انني لن افعل هذا وليست هذه طبيعتي في مواجهتي لمثل هذه المسائل»، وبينما نحن نتحاور في هذه القضية للوصول الى مخرج، دخل علينا الدكتور علي الحاج والاخ ابراهيم السنوسي، وقد كان رأيهما مغايرا لما طرحته واحتد النقاش ثم دخل علينا المهندس الطيب مصطفى وشارك في الحديث بشكل عاطفي ليحثه في محاولة لاقناع الدكتور الترابي لمعالجة الموقف.
    وبينما نحن كذلك جاءنا احد الاخوة ونقل الينا ان وكالة «سونا» بثت قرار رئيس الجمهورية بحل المجلس الوطني، فقطعت جهينة قول كل خطيب وانفض على الفور ذلك اللقاء العاصف.

    * رفض الاستقالة من الخارجية
    * وبعد احداث الليلة العاصفة في الرابع من رمضان 1999، ذهبت للسيد رئيس الجمهورية عمر البشير في مكتبه بالقصر الجمهوري صباح اليوم التالي، واستأذنت في الدخول اليه، ووجدته بمقره هادئا ومطمئنا كعادته، وكأن لا عواصف أمامه ولا حوله، لقد اعتاد عليها والتعامل معها بتعقل وثبات وبدأت حديثي بمقدمة شرحت له خلاله علاقتي منذ ان كنت طالبا بالدكتور حسن الترابي، فرد عليّ قائلا «انا اعلم ذلك، بل اعلم تفاصيل علاقتك بالدكتور الترابي». وقلت له، ولكن وقد حدث ما حدث واتجهت الامور لفراق، فإني لن استطيع قطع علاقتي بالدكتور الترابي، وحتى اجنبكم الدخول في حرج فها انا اقدم الاستقالة من موقعي. وقال الرئيس البشير، «ومن الذي طلب منك ان تقطع علاقتك بالدكتور الترابي، بل نحن نريد ان تستمر علاقتك معه، وحل البرلمان يجب ان لا يفسر بأن ما كان يجري بيننا هو نهاية المطاف، و«أنا لن أقبل الاستقالة»، وعلى كل حال انت قدمتها». وخلاص واصل عملك» ولا اخفي انني قدمت رجاءات مؤثرة لكي ينظر في أمر الاستقالة، غير انني خرجت منه مقتنعا، ان الرئيس لن يفعل ذلك، ولن يقبل بما قدمت. ورغم توجيه الرئيس بأن أذهب الى عملي، اتجهت الى منزلي، كنت بحاجة ماسة للتفكير والتمعن في هذه التطورات وانعكاساتها في الداخل والخارج.
    وفي اليوم التالي فوجئت بأن اجهزة الاعلام الخارجية اخذت في ترديد نبأ تقديم الاستقالة من الحكومة، وكانت المسؤولة الوطنية والواجب يجعل الاتجاه والخيار واحدا وهو مغادرة المنزل فورا الى مكتبي بوزارة الخارجية واصدرت بيانا نفيت فيه الاستقالة او التخلي عن ما كلفت به وواصلت عملي كالمعتاد في الوزارة.
    * حسم الصراع وتأثيره على الانفراج الخارجي
    * الواقع ان ارهاصات الانفتاح السياسي والتحول في العلاقات الخارجية بدأت اصلا قبل قرارات 4 رمضان وقبل حل البرلمان واعفاء الدكتور الترابي، ولكن طبقا لتقديراتي، فان بعض الدول خاصة دول الجوار: مصر وليبيا واثيوبيا واريتريا كانت تبحث عن ظرف مناسب، او فرصة مواتية او لحظة مناسبة لاحداث نقلة في علاقاتها مع السودان، ووجدت في هذا الحدث ما يوائم هذه الرغبة في تحقيق ما هو مطلوب، وحدثت انطلاقة قوية في علاقتنا مع دول الجوار وتحركت للامام العلاقات مع العديد من الدول العربية والافريقية والآسيوية وحتى الاوروبية، واظهر قرار رئيس الجمهورية ان حل المجلس الوطني برئاسة الدكتور حسن الترابي قد يسرْع بعودة علاقات السودان مع دول عديدة من بينها مصر والمملكة العربية السعودية ودول الخليج وكان مرجعه المأخذ الخاص بأزمة الخليج عام 1990، وكذلك تونس والجزائر حيث كانتا تعتقدان بارتباط الجماعات الاسلامية بالدكتور الترابي. ان ازاحة الدكتور الترابي وابعاده من موقع القرار السياسي والتشريعي أدت الى تسريع عودة العلاقات الى مسارها الطبيعي مع العديد من الدول بعد ان ظلت فاترة او متوترة او مقطوعة، الامر الذي بدا وكأن وجود الدكتور الترابي كان هو العائق الرئيسي لعودة هذه العلاقات.
    * واشنطن واختفاء الترابي
    * بالنسبة للولايات المتحدة، فان التحول او التحسن او التقدم في اتجاه الحوار الثنائي بدأ لدى لقائي مع الرئيس بيل كلينتون (ادارة الديمقراطيين) في نيويورك، حيث جاء التأسيس لحوار ثنائي، حدث ذلك بعد ضربة مصنع الشفاء في 20 أغسطس (آب) 1998 واستطاعت الدبلوماسية السودانية محاصرة الولايات المتحدة في المنظمات الاقليمية ولدى الرأي العام الدولي، بما في ذلك الرأي العام داخل الولايات المتحدة، ونقل القضية لمجلس الامن. وبدأت ادارة الديمقراطيين مراجعة موقفها من السودان، ولكن هذه الخطوة جاءت مع انتخابات الرئاسة الاميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2000، حيث رحلت ادارة الديمقراطيين، وجاءت ادارة الجمهوريين برئاسة جورج بوش حيث توصلوا منذ الفترة الاولى في ولايتهم الى اهمية فتح حوار مع الخرطوم وفق دراسات لمراكز البحث التي رأت ان النظام استخدمت ضده كافة انواع الخنق والتطويق والعقوبات اعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا حتى العمل العسكري لاسقاطه ولكن من دون جدوى ولم يتبق سوى خيار الحوار، والتعامل معه على اساس وقف اطول حرب عرفتها افريقيا وتحقيق سلام السودان.
    * التعامل مع النائب الأول الزبير
    * كنت وقتها، اعمل وزير دولة في الخارجية حيث كان الاخ علي عثمان محمد طه وزيرا للخارجية وكان ذلك في فبراير 1998، لقد صدر قرار التعيين بعد ايام قليلة من استشهاد الفريق الزبير محمد صالح النائب الاول لرئيس الجمهورية، وكنت في حالة اقل ما يمكن ان توصف به «انها حالة حزن شديد لفقدان شخص له مكانة مميزة»، كانت صلتي به غير عادية، فبجانب اننا ننتمي الى منطقة واحدة على ضفاف النيل بالشمال، وكنا نلتقي في اطارها، كان الفريق الزبير محمد صالح هو النائب الاول لرئيس الجمهورية، وكنت اتولى مسؤولية الملفات التي يتعامل معها في الشأن الخارجي مثل العلاقات مع مصر، والجماهيرية الليبية وغيرها، بل وحتى عندما كان يتولى منصب وزير الداخلية، كنت ارافقه في رحلاته الخارجية خاصة مؤتمر وزراء الداخلية العرب، التداخل في العلاقات بين العام والخاص والتعامل المباشر، والسفر وجلسات العمل الطويلة شكلت علاقة ذات نسيج انساني خاص، فقد كان يأتينا في المنزل بدون موعد، ويتعامل مع اسرتي وأطفالي كأسرته تماما ويتعامل معي معاملة الاخ الكبير مع الاخ الاصغر بكثير من الود والاحترام المتبادل، وبشكل اسري اكثر من كونه رسميا.
    * قصة الرحلة الأخيرة
    * ان قدرات الانسان محدودة، يستطيع ان ينظم وقته ويعمل ويخطط ولكن ليس ابعد مما يرى او ما هو متاح وممكن، لا يستطيع ان يقطع بأمر الا اذا حدث ووقع بالفعل، لا يستطيع ان يتنبأ بأمر فلا يعلم الغيب الا الله. تأتي هذه الاشارة على خلفية احداث فبراير 1998، فعندما اعتزم الفريق الزبير القيام برحلة للجنوب، كنت ضمن قائمة الوفد المرافق له، وكان ثمة برنامج آخر لا يقل اهمية عن رحلة الجنوب، فقد كلف الفريق الزبير برئاسة اللجنة العليا للتحضير للمؤتمر الوطني، وحدد له يوم 17 فبراير تاريخا لانعقاده، وكلفت بالاشراف على مشاركة الوفود الخارجية، وخطر لي امكانية تأجيل رحلة الجنوب لصالح التحضير للمؤتمر الوطني لاقتراب موعده، وقابلت النائب الاول شارحا الاعباء والمهام المطلوبة بالنسبة للمؤتمر العام، مما يتطلب تأجيل هذه الرحلة، لكنه كان مصرا على الرحلة لاهميتها، وحينئذ طلبت منه التخلف عن مرافقته لمواصلة الاعداد للمؤتمر العام فوافق.
    وفي اليوم السابق لسفر النائب الاول للجنوب، زرت الاخ علي يس الذي كان يعمل حينها وزير دولة بديوان الحكم الاتحادي ووجدته مرهقا ومهموما فلما سألته، رد بأنه يعاني من ارتفاع السكر، وان زوجته على وشك الوضع، كما انه مسافر مع النائب الاول للجنوب، ولما قلت له لماذا لا تستأذن للتخلف عن السفر؟ قال: انه محرج، ولا يريد الحديث في هذه المسألة، ودون ان ابلغ الاخ علي ذهبت للنائب الاول ونقلت اليه ما دار في مبنى ديوان الحكم المحلي وقدمت رجائي اليه باعفاء علي يس من رحلة الجنوب، فعقب بطريقته العفوية المحببة «يا أخي انت لا عاوز تسافر، ولا عاوز الآخرين يسافروا»، فرددت عليه مازحا: «يا سيادة النائب الاول، عليك الله علي يس ده يشبه رحلة للجنوب، خذ معاك الدكتور الطيب ابراهيم، والدكتور لام اكول وآخرين، فقال لي، طيب خلاص، احنا حنسافر وانتم اقعدوا ورانا وخلصوا شغلكم». وتخلفت عن الرحلة كما تخلف علي يس.
    * صفاته السودانية أدخلته قلوبهم
    * اللواء الزبير محمد صالح الذي اعتقل قبل انقلاب 30 يونيو 1989(حزيران) الذي قاده العميد عمر البشير لاتهامه بالتخطيط والتدبير لانقلاب عسكري، عينه البشير نائبا له حيث استطاع عبر اللقاءات الشعبية وادارته لحوارات نظمت في الخرطوم وغيرها من مدن السودان الدخول الى قلوب السودانيين بأحاديثه السلسة والعفوية التي كانت تجد طريقها الى جموع المواطنين، وبهذه الصفات المقبولة والجذابة وذات البعد الانساني لعب دورا مهما في العديد من القضايا الحيوية، واستطاع تحقيق التقارب السوداني ـ المصري بعد ازمات حادة عانى من جرائها كافة مواطني شطري وادي النيل، وكان الرئيس حسني مبارك لا يخفي ارتياحه له، وقد نقل مرة ان اللواء الزبير على غير عادته طالت غيبته عن القاهرة، فلما التقاه الرئيس حسني مبارك كان اول ما بادره به هو القول «كده يا اخ الزبير تطول غيبتك عنا»، ولانه جاء وقتها ليوم واحد، وقد كانت الاخيرة فان الرئيس مبارك تمنى عليه الاقامة لعدة ايام في الاسكندرية ومعه الدكتور مصطفى عثمان وزير الدولة بالخارجية، ورغم الارتباطات الملحة في الخرطوم فان اللواء الزبير لم يشأ رد رغبته وتجاوب معها بذات الود والتقدير وكان الدكتور مصطفى يذكره طوال الوقت بارتباطات الخرطوم، وانه جاء معه ببدلته اي بدون حقيبة وغيار باعتبارها «زيارة ليوم واحد»، فكان يرد عليه همسا «أنا عارف مشكلتك وسأحلها لك لدى الوصول للاسكندرية، حيث اشترى له هنالك بدلة جديدة كغيار للبدلة الوحيدة، ونقل وقتها ان الرئيس حسني مبارك ظل على اتصال يومي به اثناء اقامته بالاسكندرية وحتى عودته للخرطوم، وكانت تلك آخر زيارة له لمصر.
    وكان يوصف بالداخل حسبما نقل علي عثمان محمد طه، «انه رجل الموازنات»، اي الذي يستطيع التوفيق بين وجهات النظر مهما اشتد الخلاف او احتد النقاش، ويحقق الصيغة المقبولة، كما عرف بنشاطه الجم فما من حدث في اي موقع او منطقة او مدينة الا وكان اول من يصل اليه، وهكذا كان حتى جاءت حادثة رحلته في منتصف فبراير 1998 حين سقطت الطائرة في مطار الناصر ودفعتها الرياح الى نهر السوباط ولقي اللواء الزبير محمد صالح وعدد من المرافقين حتفهم غرقا.
    نقلاً عن الشرق الأوسط

                  

10-25-2004, 03:15 AM

Osman Hamid
<aOsman Hamid
تاريخ التسجيل: 11-24-2003
مجموع المشاركات: 187

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتى الانقاذ المدلل يكتب عن مسيرة حياته وأسرار النزاعات الداخلية في السو (Re: Osman Hamid)

    وهذه هي الحلقة الثالثة, لمسلسل الفضائح, والإستهتار
    #### ###

    الخرطوم: محمد سعيد محمد الحسن
    في هذه الحلقة الثالثة يعكس وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، مشهد الرئيس عمر البشير ومساعديه في القصر الجمهوري، عندما تلقوا نبأ سقوط طائرة النائب الاول للرئيس اللواء الزبير محمد صالح في فبراير (شباط) 1998. وقال ان الرئيس البشير بكى عندما ابلغوه بوفاة صديقه ونائبه اللواء الزبير، وانه (اسماعيل) سقط مغشيا عليه من الالم. وفي ذكرياته حول المواجهات والنزاعات الداخلية والخارجية خلال حكم الانقاذ الوطني في السودان، والتي خص بها «الشرق الأوسط»، يروي الدكتور اسماعيل الملابسات التي أحاطت بقرار تعيينه وزيرا للخارجية، وقال ان الرئيس البشير رد بقوة على الذين تحفظوا على تعيينه، ودافع عن قراره. واشار الى ان وزير الري المصري محمود ابو زيد هو اول من اطلعه على قرار البشير بتعيينه وزيرا للخارجية. وقال ان الوزير المصري كان في زيارة الى السودان وقد سمع الخبر من اذاعة ام درمان فأخبره به. واوضح انه حمل حقيبة (الخارجية) مليئة بالمتفجرات، وبدأ باصلاح البيت من الداخل. واشار الى ان ابناءه يقومون بتقبيل صورته عندما تظهر على شاشة التلفزيون لانهم لا يرونه كثيرا لمشغولياته الكثيرة. كما افرد مقارنة بين اللواء الزبير والنائب الاول الحالي علي عثمان محمد طه.

    * كيف تلقى نبأ الرحيل المفاجئ؟
    * يقول الدكتور مصطفى عثمان، كنت وزيرا للدولة بالخارجية اتولى المهام الادارية نيابة عن الوزير، وأثناء انشغالي بما امامي، ابلغت بأن السيد رئيس الجمهورية يطلب حضوري للقصر، فذهبت فورا، وجدت الرئيس وبجانبه الاستاذ علي عثمان محمد طه وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، وشد انتباهي لحظة الدخول الحزن الغامر الذي كان يسود المكان، وأن الدموع تتساقط من عيني الرئيس وعندها أصبت بنوع من الوجوم أخذني الاخ العميد صلاح كرار وابلغني ان النائب الاول الزبير ورفاقه قد استشهدوا في حادث بمدينة الناصر، وسقطت مغشيا على الارض اذ كانت الفاجعة الكبيرة فوق قدرتي واحتمالي، وعندما استيقظت واستعدت توازني ووعيي كان الرئيس البشير بجواري وهو يعبر بكلمات حزينة عن ضرورة الامتثال لإرادة خالق الكون والمتصرف فيه وضرورة الصبر على الابتلاء، لقد كانت الرئاسة اول من تلقى النبأ الفاجع، واول من اهتزت وأول من صمدت وصبرت وثبتت وتلازمت الدموع والاحزان مع صبر المؤمنين وحضت المحيطين والآخرين على الصبر والثبات والمضي قدما، لأن مسيرة العمل لن تتوقف مهما كان حجم الابتلاء وحجم الفقد.
    ولقد كان مما خفف ثقل الاحزان الكثيفة وأعاننا على التجلد وصول وفود الاشقاء والاصدقاء لتقديم العزاء في الفقد الكبير، حيث بعث الرئيس حسني مبارك بوفد كبير برئاسة رئيس الوزراء وعضوية عدد من الوزراء البارزين بينهم صفوت الشريف ومدير المخابرات المصرية، وجاء ابو بكر يونس ممثلا الجماهيرية الليبية.
    * كيف تلقى قرار التعيين
    * خلال هذه الايام الحزينة، لم يتوقف دولاب العمل وتواصلت المثابرة على اداء المهام، لقد اوصانا الاخ الرئيس ان اداء الواجب يعلو ما عداه، ولقد جاء في زيارة للسودان الاخ وزير الري المصري محمود أبو زيد، وكان يشرف على وزارة الري في السودان الدكتور نافع علي نافع الى جانب توليه مهام وزارة الزراعة، وطلب مني مرافقته لدى زيارة مشروع الجزيرة، وبينما كنا ننفذ برنامج الجولة في المشروع بعد الظهر، واثناء انتقالنا بالسيارات من احد المواقع الى آخر، جاءني الوزير محمود ابو زيد ليسألني ان كنت قد استمعت الى اخبار الثالثة من اذاعة امدرمان، فلما اجبته بالنفي نقل لي استماعه لقرار رئيس الجمهورية بتعييني وزيرا للخارجية، ودهشت لذلك اذ لم يكن لدي سابق علم بالقرار وبأني سأعين وزيرا للخارجية، وعندما استوثقت من صحة النبأ، اعتبرت ذلك ثقة جديرة بالتقدير وتكليفا وطنيا واجب التنفيذ.
    * البشير دافع عن اختياره وقراره
    * وفي وقت لاحق نقل لي الرئيس عمر البشير انه بعد اختيار الاستاذ علي عثمان محمد طه نائبا اول، اتفقا على تعييني وزيرا للخارجية واطلعا الدكتور حسن الترابي الذي ابدى موافقة ولكن بعض الاخوة اشاروا عليه بصغر سني وانه اي الرئيس رد عليهم انه عندما قام بانقلاب 30 يونيو 1989 كان في نفس السن من العمر (43 سنة).
    من الصعب في اطار هذه الملابسات الخاصة بالتعيين وفي تلك الظروف الدقيقة والحزينة حجب الحقيقة وهو انه تملكني احساس كثيف بالمسؤولية الضخمة ووجوب اعطاء المهمة الجسيمة كل ما هو مطلوب من طاقة وجهد وفكر وسعي ومبادرة، خاصة أني كنت اعمل ضمن مرؤوسي علي عثمان محمد طه وزير الخارجية والذي اشهد له انه بجانب قدراته وخبراته الوفيرة فهو يعطي الثقة لمعاونيه للمبادرة والمساحة الكافية للتحرك والاقدام على تحقيق كل عمل يصب في صالح الهدف المطلوب، كما انه يمتلك صفة غير متوافرة لدى الآخرين وهو اضفاء الطابع الانساني والاشادة بكل جهد صغر ام اكبر مما يعزز الاطمئنان الذي يحفز على تكثيف الجهد وتجويد الاداء.
    * ما بين علي طه والزبير محمد صالح
    * ومن خلال التعامل بطابعه الانساني والودي، كان يسقط الحواجز ويشارك فيما نسميه بالجوانب او المسائل الخاصة، واذكر انه عندما كان وزيرا للخارجية دخلت عليه وابلغته بأني قد رزقت بنتا واني افوضه لكي يختار لها اسما فهنأني اولا بالمولودة وتمنى ان تكون صالحة وموفقة وقال: يمكن ان تسميها مروة، ولكن لا بد من واقعة انقلها اليك فان بعضهم نصح بمثل هذا الموقف، وسميت المولودة مروة، ولكن بعد مروة جاءت صفا وتوالت الاسماء ذات الصلة بمناسك الحج ثم منى ومدينة واخشى ان يصيبك ما اصابه، وعلى اي حال فان البنات خير وبركة.
    وخرجت من عنده والتقينا في منزلنا وكان معنا الاب قبريال روريج وزير الدولة بالخارجية وسألني عن الاسم الذي استقر عليه الرأي فانبرى الاب وقال لماذا لا تسميها «اسراء» وأمن الاستاذ علي عثمان على الاسم فأصبح اسمها اسراء، وهي الآن قد كبرت ولانها لا تراني كثيرا في المنزل، فانها تكتفي بتقبيل والدها عندما تراه في التلفزيون وترفض ان يشارك اخوها في هذه التحية الخاصة.
    ان ما يجمع بين اللواء الزبير والاستاذ علي عثمان هو صفات «اولاد البلد» بما فيها من ود وكرم وادب وحسن قول وتعامل ورصانة، وعندما كان الزبير في الموقع الرئاسي كان ينقل ملاحظاته وارشاداته بطريقة صريحة وعفوية وبصورة انسانية سلسة وتأخذ طريقها مباشرة للتلقي والقبول، وقد كنت بحاجة اليه، لاني كنت وقتها اصغر الوزراء سنا.
    * ظروف حادة ومتوترة وصعبة
    * بالطبع، يمكن تصور نوعية التحدي ازاء اوضاع اقل ما يمكن ان توصف به انها صارت متوترة وصعبة، اذ في فبراير 1998، ناصبت الولايات المتحدة السودان العداء السافر، واستهدفته خاصة بعد حرب الخليج ودحر الغزو العراقي للكويت، وكذلك اتجهت الدول الاوروبية الى استخدام الحرب الدبلوماسية الصامتة من تخفيض ممثليها في سفاراتها بالخرطوم الى حجب القروض والمساعدات الى منع السفر على عواصمها ووضع العراقيل للوصول اليها، واستغلت الولايات المتحدة محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في اثيوبيا لكيل الاتهامات ضد السودان وحشدت جهودها مع الدول الافريقية وعدم الانحياز لتبني موقف معاد للسودان. ووجد السودان نفسه محاصرا سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا، فقد حددت حركة الدبلوماسيين في السفارات السودانية، وحظر سفر كبار المسؤولين لاوروبا والولايات المتحدة طبقا لقرار من مجلس الامن، واحكمت المقاطعة الاقتصادية بالكامل.
    وفي هذه الاجواء العدائية، وجدت المعارضة الشمالية لها قواعد في دول الجوار، في اثيوبيا واريتريا، واصبحنا بالفعل نواجه حربا من الجميع دون استثناء وفي كافة الاتجاهات.
    * وأوضاع السفارات السودانية بالخارج
    * ونتيجة للحصار والمقاطعة الاقتصادية وتردي الاوضاع المعيشية في الداخل اصبحت البعثات الدبلوماسية في الخارج تواجه ضائقة مالية ليتعذر على العاملين صرف مرتباتهم ولفترات تمتد احيانا لعدة اشهر، وبسبب الحصار الصارم شرع بعض الدبلوماسيين في طلب اللجوء السياسي، خاصة لدى انتهاء فترات عملهم والبعض الآخر انضم للمعارضة في الشمال او الجنوب.
    * حقيبة ملأى بالألغام والمتفجرات
    * كانت الحقيبة الوزارية التي حملتها لتوي (فبراير 199 آخر ما يصلح لتسميتها «الدبلوماسية السودانية». لقد كانت حقيبة ملأى بالمتفجرات والالغام المضادة للافراد والآليات وغيرها، كنت اعلم تماما ان مثل هذه الظروف الدقيقة الحادة والتحديات الصعبة تحتاج الى تعامل استثنائي تماما، اي انها لا تقبل التعامل العادي، او فوق العادي، انها الاستثنائي تماما بكل ما تعنيه من معنى ومضمون، من حيث طبيعة العمل، ومن حيث الزمن، ومن حيث التعامل الذي لا يحتمل الابطاء ولا الخطأ، الصواب وحده يقود الى نتائج ايجابية ما عدا ذلك يصبح كالحرث في البحر، وكان لا بد من وضع الاسبقيات، ووجدت ان القاعدة القديمة الاهتمام بالبيت الداخلي اولا، هي قاعدة ذهبية جيدة وذات عائد مميز وسريع.
    * قضية دارفور.. شكلت أكبر أزمة تواجه الإنقاذ منذ قيامها لعبت الدبلوماسية فيها الدور الأبرز
    * أخطر أزمة، هي مشكلة دارفور، فالانقاذ منذ مجيئها في 1989 ظلت تعالج مشاكل الحرب والسلام والوفاق الوطني في السودان، بدءا من مشكلة الجنوب، ومرورا بالمناطق الثلاث، جبال النوبة، والنيل الازرق وأبيي، وانتهاء بالحدود الشرقية والازمة مع اريتريا.
    ولكنا لم نواجه بمشكلة انفجرت في وقت قصير جدا، واصبحت تتصدر نشرات الاخبار والاذاعات والفضائيات والمؤسسات الاقليمية والدولية، حتى مجلس الامن الذي لم تصل الى منصته مشكلة الجنوب التي استمرت لاكثر من عشرين وربما لنحو خمسين عاما اذا قلنا ان اول تمرد قد بدأ في الجنوب في 18 أغسطس 1955، وبعد ذلك زيارات لمسؤولين كبار، العديد منهم لم يسبق لهم في حياتهم زيارة السودان، ففي خلال شهرين، جاء وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا وبريطانيا والسويد وسويسرا ورومانيا والامين العام للامم المتحدة ورؤساء دول افارقة منهم اوباسانجو رئيس نيجيريا، ورئيس الاتحاد الافريقي وكوناربي رئيس المفوضية الافريقية ساهم في ذلك، عدة عوامل من بينها الاعداد الضخمة من النازحين واللاجئين لأراضي تشاد في وقت وجيز، وما تبع ذلك من ازمات انسانية تحتاج لتعامل خاص في دولة مثل السودان ما زالت البيروقراطية في الخدمة المدنية تعشعش بأركانها.
    ثانيا، الانتخابات الاميركية واهمية اصوات الافارقة الاميركيين في كل من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري آخذين في الاعتبار تقلص الفارق في نتائج الانتخابات الاخيرة بين جورج بوش وآل غور الى عدة مئات من الاصوات فقط.
    ثالثا، الاوضاع في العراق، وتدهورها خاصة في الجوانب الامنية، والبحث عن مكان آخر يصرف الانظار عن العراق وليس بعيدا عن الادارة الاميركية شبه استخدامها للعنف لمعالجة القضايا الاقليمية والدولية.
    جاء قرار مجلس الامن رقم 1556 بتاريخ 30/7 وبعد اقل من شهر من زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول وكوفي انان والاتفاق الذي تم توقيعه معه لمحاصرة المشكلة في ظرف 3 أشهر، جاء قرار مجلس الامن باعطاء حكومة السودان انذارا بمدة شهر ينتهي في 30 اغسطس والتهديد بفرض عقوبات بعد هذه الفترة (30 يوما).
    جاء القرار بمثابة جرس انذار شديد الوقع على الدبلوماسية السودانية والحكومة السودانية في الحد الذي ظهر فيه تضارب في التصريحات لدى اتخاذ مجلس الامن لقراره، حيث صرح وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة عقب صدور القرار مباشرة ودون التشاور مع وزارة الخارجية صرح بأن الحكومة ترفض القرار، وكنت وقتها في التلفزيون مشاركا في برنامج الواجهة وعلى الهواء مباشرة وعندما فاجأني مقدم البرنامج احمد البلال الطيب، اوشكت على التشكيك فيما نسب اليه واستنكرته، وحتى لا ندخل في جدل مع الناطق الرسمي او ان اعارض رأيه وادخله في حرج، وكذلك الحكومة، خاصة انه تربطني معه علاقة جيدة، حرصت على القول بأن الموضوع يحتاج الى مجلس الوزراء الذي يجتمع بعد يومين للتقرير في الموضوع، وفي مجلس الوزراء قدمت مرافعة وزارة الخارجية وهي تقوم على التعامل مع قرار مجلس الامن، وكان الاخ وزير الاعلام والناطق الرسمي في غاية الحكمة وأدب الجدل الرفيع، الامر الذي جعلني احرص تماما بأن لا نحرج مجلس الوزراء بقرار قبول قرار مجلس الامن، فيضع الوزير في حرج او بقرار الرفض فيضع الدبلوماسية السودانية في حرج امام مجلس الامن، فاقترحته صيغة قبلها مجلس الوزراء، وهي ان مجلس الوزراء كلف الخارجية باعداد خطاب لمجلس الامن يعكس ملاحظات مجلس الوزراء حول قرار مجلس الامن وفعلا تم ارسال هذه المذكرة لمجلس الامن وبعد ذلك كان لا بد من ايجاد طريق للخروج من هذا المأزق الذي نواجهه، واعني به قرار مجلس الامن ومهلته الزمنية المحدودة، فكان المخرج في برنامج عمل دارفور بالاتفاق مع الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة يان برونك وبموافقة اللجنة المشتركة التي شكلت بناء على الاتفاق بيننا وبين الامم المتحدة في 3 يوليو 2004 . ولعلي اذكر ان امر هذا القرار وكيفية ايجاد المخرج الملائم ظللت مهموما ومأخوذا تماما به، وذات فجر تدافعت الافكار فشرعت في تدوينها وتسجيلها ثم ذهبت بعد ذلك الى المكتب وبدأنا مع الزملاء بالوزارة والوزارات المختصة نتداول الرأي حول هذه الافكار التي اضاف اليها ممثل الامين العام للامم المتحدة يان برونك افكارا اخرى مفيدة. وانتهينا الى خطة عمل دارفور، والحمد لله انها جاءت كعمل دبلوماسي جيد ومقبول حول قرار مجلس الامن الذي كان من المستحيل تنفيذه، ولكن الخطة جعلته قابلا للتنفيذ ووافقت عليه الامم المتحدة وامينها العام كوفي انان، ومن خلال ذلك تجنبنا مواجهة مع مجلس الامن، ما كان بالمقدور التكهن بنهايتها، وفي نفس الوقت انتقلنا بأجهزة الدولة الى خطة عمل مدروسة ومعروفة وقابلة للتطبيق والتنفيذ.
    هنالك أزمات اخرى اقليمية ودولية ودور الدبلوماسية فيها واذكر منها على المثال لا الحصر، الغزو العراقي للكويت والحرب على العراق التي اطاحت بنظام صدام حسين وغيرهما.

    نقلاً عن الشرق الأوسط
                  

10-27-2004, 04:12 AM

Osman Hamid
<aOsman Hamid
تاريخ التسجيل: 11-24-2003
مجموع المشاركات: 187

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتى الانقاذ المدلل يكتب عن مسيرة حياته وأسرار النزاعات الداخلية في السو (Re: Osman Hamid)

    الحلقة الرابعة والأخيرة

    #### #####
    الخرطوم: محمد سعيد محمد الحسن لقاء مثير مع صدام حسين
    في الحلقة الرابعة والاخيرة لذكرياته التي خص بها «الشرق الأوسط» يروي وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، تفاصيل لقائه مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين بشأن موضوع الاسرى الكويتيين، فقال ان صدام غضب عندما فتح معه الموضوع، وقال له "ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كان يجلس في المقعد الذي كنت تجلس فيه، وتطرق لنفس الموضوع، أتدري بماذا اجبته؟ قلت له «ما شأنك انت بهذا الموضوع». واضاف ان صدام رغم ذلك كلف وزير خارجيته بمناقشة الموضوع معي.. وتم تسليمي قائمة بأسماء 500 اسير تم تسليمها للجامعة العربية. وروى ايضا تفاصيل لقائه في الكويت، التي زارها للمرة الاولى بعد حرب الخليج الثانية، مع ولي العهد الشيخ سعد العبد الله الذي كان يصنف بانه أشد المسؤولين الكويتيين غضبا على الدول التي وقفت مع العراق في حرب الخليج الثانية، فقال ان الشيخ سعد تعمد مقابلتي بفتور وصمت، حتى فاجأته بقولي: «احنا دول الضد.. طال عمرك» فانفجر الشيخ سعد ضاحكا، وابلغه ان الكويت الغت قائمة دول الضد. بعد الغزو العراقي للكويت، وكانت العلاقات بين السودان والكويت قد انقطعت تماما جاءت مجموعة من اهالي الاسرى الكويتيين الى الخرطوم وألحوا علينا باعتبار ان هناك علاقات جيدة بين العراق والسودان ان نتحدث مع الرئيس العراقي في محاولة انسانية لاطلاق سراح الاسرى الكويتيين.
    وبعد حوار طويل معهم لاصرارهم قابلت الرئيس البشير وحكيت له الموضوع، وطلبت منه رسالة خطية للرئيس العراقي صدام حسين لتعييني في هذه المهمة، وحذرني الرئيس من ان الاخوان في الكويت قد لا يفهمونها بهذا المفهوم الذي نصبو اليه، بل ان الاعلام الكويتي قد يجعل منها مادة لتأجيج الوضع المتأزم اصلا بيننا، ولكنه عندما وجدني مصرا اعطاني الرسالة للرئيس العراقي السابق صدام حسين، وتحركت من الخرطوم الى الاردن، ومن هنالك تحركت برا حتى الحدود العراقية ثم برا ايضا الى بغداد، حيث قضينا يوما كاملا في الطريق، وفي اليوم التالي ابلغوني بموعد مقابلة الرئيس العراقي صدام حسين، وكان الوقت ظهرا وبعد التحية المعتادة سلمته رسالة الرئيس، وكانت الرسالة تقدمني اليه، بدأت اشرح له المهمة وألح عليه في اطلاق سراح هؤلاء الاسرى لاسباب انسانية حتى يخلق ذلك اجواء مواتية.
    صمت قليلا، وشعرت بأن تقاطيع وجهه تتغير وبدأ الغضب ظاهرا عليه، وقال لي قبل اسبوع كان يجلس في هذا الكرسي الذي تجلس عليه الريس ياسر عرفات، وتطرق لنفس هذا الموضوع، وسألني اتدري بماذا اجبته؟ قلت له ما شأنك انت بهذا الموضوع؟
    وفهمت الرسالة جيدا، وان الرجل لا يريدني ان استرسل في الموضوع، وبدأ الاخوة العراقيون الحضور يشيرون الي بانهاء الموضوع، ولكني بدأت مرحلة جديدة من النقاش في ذات الاتجاه فرد علي، اذا انت مصر على مواصلة هذا الموضوع، دعنا نصلي العصر ونعود مرة اخرى.
    فخرجنا للغرفة المجاورة وصلينا وهو يؤمنا في صلاة طويلة، وكأن لسان حاله ان اكف عن هذا الموضوع، وبعد الصلاة اطال الدعاء مليا، وعندما فرغنا سألني هل ما زلت تريد مناقشة الموضوع، قلت نعم، امر بعدها احد مساعديه بأن يرتب لي لقاء مع وزير الخارجية وكذلك مع وكيل الخارجية للشؤون القانونية رياض العين، وفعلا تم اللقاء وكان جيدا وسلمني الاخوة العراقيون قائمة بأسماء الاسرى (500)، وقالوا لي ولكن لا بد ان تتأكد منها، فبعضهم قد يكون لا يزال باقيا في السجون وبعضهم قد اختفى او قتل ولكن لتأكيد التعاون نسلمك القائمة وهي القائمة التي لدينا، وعدت الى السودان، والتقيت بالرئيس ونقلت ما دار في بغداد، وقال لي فعلت جيدا، لكني كنت اخشى عليك من فهم بعض الاخوة في الكويت، وقلت له انه كان لدي احساس باني سأعالج الموضوع، ثم سافرت للقاهرة والتقيت بأمين عام الجامعة العربية الدكتور عصمت عبد المجيد وسردت عليه ما حصل وسلمته القائمة وابلغته ان مهمتي قد انتهت عند هذا الحد لتبدأ مهمة الجامعة العربية.
    * في الكويت طال عمرك: «احنا دول الضد»!
    * كما هو معلوم بعد حرب الخليج، وكانت العلاقات مقطوعة بين السودان والكويت، وكنا قد صنفنا ضمن دول الضد التي كانت تضم الاردن وفلسطين واليمن والسودان، وكنا نعلم ان القادة الكويتيين غاضبون بشدة علينا، خاصة ولي العهد الشيخ سعد بن عبد الله الصباح رئيس الوزراء، وبعد اتصالات تمت بيني وبين الشيخ صباح احمد الصباح، تم الاتفاق على زيارتي للكويت، وكانت تلك اول زيارة لمسؤول سوداني للكويت بعد غزو العراق للكويت.
    وفي هذه الزيارة سلمت امير الكويت رسالة خطية من الرئيس البشير، والتقيت الشيخ الصباح وزير الخارجية وكانت الزيارة مفيدة جدا، فهو يتمتع بحس سياسي ودبلوماسي عال وتجنبت ان التقي بالشيخ سعد ولي العهد ورئيس الوزراء لمواقفه المعروفة وغضبه على دول الضد وعلى الاخص السودان، الا ان الشيخ الصباح اصر على لقائي بالشيخ سعد، فتوكلت على الله وذهبت لمكتبه بمجلس الوزراء للقائه وسلم عليّ سلاما فاترا وجلس، وجلست على مقعد بجواره ثم التفت الى الجانب الآخر متجنبا النظر نحوي، وساد اللقاء صمت شديد، وكاد ان ينتهي الاجتماع او ينفجر، وفجأة بادرته قائلا «طال عمرك احنا دول الضد» فأطلق بعدها الشيخ سعد ضحكة عالية جدا، وقال لي خلاص خلينا دول الضد، وفي نفس الوقت ابلغ الشيخ صباح النواب في البرلمان ان ولي العهد ابلغ وزير خارجية السودان، ان الكويت (الغت قائمة الضد). واستمر الشيخ سعد يعاتبني على موقف السودان، ويقول ان الكويتيين شاهدوا السودانيين يقاتلون مع الجيش العراقي اهل الكويت.
    وقلت له طال عمرك، اذا حدث لا قدر الله واعاد العراق غزوه للكويت فستجد هؤلاء السودانيين يقومون بنفس هذا العمل، فاستغرب تماما، وواصلت حديثي واذا حدث ولا قدر الله ان غزا العراق السودان، فستجد هؤلاء السودانيين مع الجيش العراقي في غزو بلدهم، وقال كيف يكون ذلك أليست عندهم وطنية؟».
    قلت له: طال عمرك، هؤلاء بعثيون استقروا في العراق وتم تجنيدهم في الجيش العراقي ويطلق عليهم الفيلق السوداني، ولا علاقة لهم بالسودان، فكيف تحاسب الحكومة السودانية على ما فعلوه؟
    وبدا الرجل متفهما لما حدث، وكان لقاء مهما جدا في مسيرة وعودة العلاقات الاخوية المتميزة السودانية ـ الكويتية.
    * الرئيس مبارك: «أنتم يا بتوع الترابي»
    * كانت العلاقات المصرية ـ السودانية بعد حادثة اديس ابابا مايو 1995، قد وصلت الى اسوأ اوضاعها والى مدى لم تعرفه طوال تاريخها.
    فكرنا كيف يمكن ان نحدث الاختراق لهذا الوضع المتأزم، خاصة بعد الغزو الثلاثي (اريتريا واثيوبيا واوغندا في يناير 1997) للسودان، وكان الشهيد الزبير النائب الاول لرئيس الجمهورية آنذاك على علاقة طيبة بالاخوة المصريين حيث انه تلقى بعض دراساته لديهم، ويكنون له نوعا من الود فعملت على ترتيب زيارة النائب الاول للقاهرة، واذكر انني كنت في مهمة للمملكة العربية السعودية وطلبت من المراسم الترتيب للزيارة باعتبار انني سأعود في اليوم التالي لارافق الزبير للقاهرة، واخطرني مدير المراسم ان المصريين يطلبون اسماء الوفد المرافق بالاضافة الى الـV.I.P فقلت له سأعلمكم بالاسماء، ثم نسيت هذا الموضوع، وكان هذا في مطلع عام 1998، وجاء الترتيب للزيارة ان تكون الزيارة لساعات ومن المطار يترك الوفد مع الرئيس حسني مبارك ثم نعود للمطار للمغادرة، وتحركنا من الخرطوم وعندما اقتربنا من مطار القاهرة، كان موظف الخدمات بالطائرة يقدم قهوة سودانية لركاب الطائرة، وبينما هو يفعل ذلك بدأ الزبير ترتيب عمامته وفي هذا الاثناء ومن دون ان ينتبه قام بضرب الصينية وعليها القهوة التي يحملها المضيف، وانسكبت القهوة على البدلة، وبدأ المضيف يردد عبارات الاعتذار وانا صامت، وبدأ الزبير يخاطبني بانه هو السبب وليس المضيف ثم واصل الزبير ماذا نفعل لك؟ قلت له، ليست المشكلة في القهوة، المشكلة ان هذه البدلة الوحيدة التي معي وسألني ما معاك شنطة، فقلت لا، وحاولنا تجريب بدلة مدير المكتب ولكنه كان نحيف الجسم ولم تكن مناسبة، وطلبنا من قائد الطائرة ان يستمر في التحليق وبدأنا ننظف البدلة ونمسح القهوة عنها ونجففها، وبعد ان نزلنا في المطار لاحظنا ان رجال الامن المصريين والمراسم المصرية في اضطراب شديد سألوني هل هذا هو كل الوفد ونحن نجيب بنعم، تقدم مدير المراسم المصري قائلا، امال فين الـV.I.P وتذكرت في الحال انني طلبت من المراسم السودانية ابقاء مكان الـ V.I.Pبالقائمة شاغرا حتى نضيف الاسم في ما بعد ولاحقا عرفت انهم كانوا يعتقدون (أي المصريون) ان هذه الشخصية V.I.P هي الدكتور الترابي، واننا اخفينا عنهم الاسم عن قصد وكانت هذه الحادثة الثانية في هذه الرحلة.
    وبعد ان دخلنا على الرئيس حسني مبارك سلم على الشهيد الزبير بحرارة وتوجه اليه بلوم وعتاب شديدين قائلا كده برضه يالزبير كل المدة ما تجيناش ولا تزورنا، ضحك الزبير كثيرا، ولكنه في نفس الوقت اشار نحوي وقال للرئيس مبارك، السبب كله من الجماعة ديل وتوجه اليّ الرئيس مبارك معاتبا وبشدة، «اه دول الجماعة بتوع الترابي»، فتدخلت مخاطبا الرئيس مبارك ان النائب الاول لم ينس علاقته بكم بل اكثر من مرة طلب مني ان ارتب له هذه الزيارة، ولكنني كنت اقول له ان العلاقات فاترة، وان الرأي العام ربما لن يقبل وان عليه ان يتريث، فاذا بالرئيس مبارك ينهض قائما، وينادي مدير المراسم ويقول للشهيد الزبير، والله ما انت ماشي ترتاحوا في القصر بالاسكندرية.
    وبينما هو يتحدث مع مدير المراسم وترتيب الرحلة للاسكندرية، بدأت اعد لتأجيل هذا الامر ولجأت للزبير وقلت له اننا يجب ان نراعي الرأي العام، ووضع رجله على رجلي وداس عليها قائلا، انا عارف مشكلتك، وبحلها ليك وهو يقصد (البدلة) الوحيدة، خرجنا من اللقاء وسافرنا للاسكندرية، في ضيافة القصر الرئاسي، ووضع لنا برنامج لزيارة الآثار، واحتفى بنا محافظ الاسكندرية محمد عبد السلام، وفي اليوم الثاني تحدثت للنائب الاول وقلت له لا بد ان نعود لان ناس الخرطوم سيكونون في حيرة ونكون نحن في اجازة فرد علي قائلا، وهو يضحك يا اخي انت لا تستريح ولا تريح الغير، وقلت له، حتى الآن استجبت لرغبة الرئيس مبارك، واقترح اتصالك به وشكره لنعود الى الخرطوم فاتصل بالرئيس مبارك واخبرني في ما بعد، انه عندما تحدث مع الرئيس مبارك، صاح فيه قائلا، يا الزبير ارتاحوا من اللي انتو فيه ده. وكانت هذه الزيارة وهي الاخيرة للزبير بداية لانفراج للعلاقات السودانية ـ المصرية. رحم الله الشهيد الزبير فقد كان رجلا ودودا مرحا، وحاضر البديهة اذا تحدث اليك بأي حديث بدا عفويا، ولكنه من القلب، واذكر مرة انه كان في زيارة الى الباوقة بالشمالية، ولاحظ ان الفنانين يتداولون الغناء وقصائد الحب والغزل ويكررون في اوصافهم لفظة التفاح ويقصدون بذلك صدور الفتيات والشهيد الزبير بصدقه وعفويته لم يشك بأن المقصود ليس سوى التفاح الفاكهة المعروفة، وفي برنامج زيارته تلك وقف يسأل الجميع (وين جناين التفاح) وهو يشير الى تغنيهم بذلك ورد عليه احد الحضور «يا سعادتك التفاح في البيوت»، ولما عرف الحقيقة والتعريف في ما بعد شعر بحرج شديد واعتذر للجميع. ألا رحم الله الزبير الانسان الصدوق الذي لا يقول الا ما يعتقد.
    * قرار رفع العقوبات عن السودان هو أهم نجاح للدبلوماسية السودانية
    * ان اهم قرار نجحت الدبلوماسية السودانية في تقديري في استصداره هو قرار رفع العقوبات الدولية على السودان من قبل مجلس الامن، فالقرار كان له مغزاه السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي على السودان، فمن حيث التوقيت جاء القرار بعد اقل من ثلاثة اشهر من احداث الحادي عشر من سبتمبر (ايلول)، والحملة الدولية على الارهاب بقيادة الولايات المتحدة الاميركية حيث رفع الرئيس جورج بوش في هذه الحملة شعار «اما ان تكون معنا او مع الارهاب»، اضافة الى ذلك فان السودان فرضت عليه العقوبات الدولية باتهامه برعاية الارهاب ومشاركته في محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في صيف عام 1993 بأديس أبابا، كما ان السودان كان وقتها في القائمة الاميركية للدول الراعية للارهاب.
    وظل عدد من دول الجوار الافريقي تستفيد من هذين القرارين في ايذاء السودان ومن بين هذه الدول أوغندا واريتريا، وجاء القرار بردا وسلاما على السودان فبرأه من تهمة تبحث عن من يدمغه بها، وهو بكل المقاييس وخاصة بعد ان تحولت الحرب على الارهاب ضد الانظمة الاسلامية مهما كان نوعها في السعودية او ايران او المنظمات الاسلامية مهما كانت اهدافها ونشاطاتها، وكان السودان نتيجة لهذه المواصفات هو اول المرشحين، اضف الى ذلك ان صدور القرار من مجلس الامن ساعد، واسهم في تسريع التطبيع والتطوير مع عدد من الدول وعلى رأسها جمهورية مصر العربية، ومع اثيوبيا وهما من تسببتا في فرض هذه العقوبات، كما ان رفع العقوبات الدولية عن السودان فتح الباب امام العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع العديد من الدول الاوروبية والآسيوية.
    وفي تقديري يمثل هذا القرار اهم قرار نجحت فيه الدبلوماسية السودانية، فمن تداعياته المهمة، عودة السودان لعضوية صندوق النقد الدولي بعد عقوبات اقتصادية فرضت عليه على مدى سنين، وكذلك رفع اسم السودان من اللجنة الدولية لحقوق الانسان، بعد ان ظل اسمه يتكرر ضمن الدول المنتهكة لحقوق الانسان، وأهمية القرارين الآخرين يأتي بنجاح الوصول اليهما رغم المعارضة المستميتة من جانب الولايات المتحدة وبعض حلفائها مثل استراليا واسرائيل.
    هنالك قرارات اخرى ايضا لا يتسع المجال لذكرها ومنها قرار دخول السودان في عضوية اللجنة الدولية لحقوق الانسان رغم المعارضة الشديدة للولايات المتحدة.
                  

10-25-2004, 03:42 AM

haleem

تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتى الانقاذ المدلل يكتب عن مسيرة حياته وأسرار النزاعات الداخلية في السو (Re: democracy)

    Quote: رد عليهم انه عندما قام بانقلاب 30 يونيو 1989 كان في نفس السن من العمر (43 سنة)


    المواصفات والمقاييس الانقاذية...في تولي المسئولية...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de