ما بين الميدان وانقشاع سراب اوهام الرأسمالية الالمانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 12:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-10-2004, 05:05 PM

Walid Safwat
<aWalid Safwat
تاريخ التسجيل: 01-15-2003
مجموع المشاركات: 1227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين الميدان وانقشاع سراب اوهام الرأسمالية الالمانية

    المصدر جريدة القدس

    د.خديجة م. صفوت - كاتبة واكاديمية من السودان تقيم في اكسفورد

    احتفل الحزب الشيوعي السوداني السبت 2 اكتوبر بمرور 50 عاما علي ظهور جريدة الميدان . وكانت الميدان تخرج الي سطح الارض احيانا نادرة فقد بقيت تحت الارض اذ لم يعدم مسجل المنظمات والاحزاب في كل مرة ذريعة تمنع صدور الميدان علنا كجريدة حزبية سياسية. ذلك ان قانون المنظمات والمنشورات المحظورة بقي معمولا به منذ وضع المستعمرون قانون مكافحة العصيان بقي ـ مثلما فعلت شريعة بابوية تصدر عن قائمة مصنفات حرمها الفاتيكان منذ القرن الثاني عشر من المراجع والمؤلفات العلمية والفلسفية العربية بالطبع. المهم بقي الرفاق يتلقفون الميدان كما التمائم والتعاويذ السحرية ولا تخيب ظنهم الا لماما ـ رغم خشية الافتضاح جراء صوت المطبعة البدائية في ليل ضواحي الخرطوم وام درمان حيث الكل يعرف الكل ـ باحرفها المكسرة الصغيرة كما اسنان هرم ومسافات الاسطر الضيقة اقتصادا في الورق ـ حتي ظهور شبكة المعلومات. وما تنفك الميدان من اشد ما اثار في النفس الحنين الي عوالم واشياء يحدوها عشم الهم المرء(أة) الي ركوب الصعب مهما كان.

    وكان خروج الميدان دائما انتصارا علي وزارة الداخلية وعلي الخوابير المنزرعة في الحزب وعلي الذين ينذرون انفسهم بخاطرهم المريض للوشاية بمن لا يستحبونهم لاسباب ذاتية لا علاقة لها بالنضال ولا بالموضوعية. ولم تكن اسرة تحرير الميدان وحدها مستهدفة وانما اسر تحرير منابر اخري مثل صوت المرأة وكانت سرية بدورها بحيث بات الرفاق الشرفاء في خشية من تلك الخوابير الخفية اكثر من خشيتهم من الداخلية والامن العام والامن القومي وغيرها من اجهزة السلطة القمعية المتزايدة تباعا. وكان الحزب يعتذر احيانا للمتضررين بالوشاية عن الانحراف اليميني مما كان يصيب الحزب كما الملاريا المزمنة والكوارث الطبيعية او فيضان النيل بوصف الانحراف تخاريف فكرية. وكان المنحرفون اليمينيون يصدرون عما كان عبد الخالق محجوب يسميه قحطا فكريا ـ يعبر عن نفسه في الوشاية بدواخل الحزب وادارة انقسامات انقلابية وقد اعوز بعضهم ادارة الصراع الفكري داخليا. وكانت الميدان ـ حتي لو صودرت مطبعتها الرونيو الاثرية العجيبة او قبض علي اسرة تحريرها تخرج في مواعيدها كوفاء النيل والمطر ـ تطمن الرفاق بان كل شيء علي ما يرام وتأتي الرفاق برأي الحزب فتهدأ ارواحهم. فقد كانت الميدان بمثابة الوصايا العشر من فوق جبل سيناء في كل مرة وبقيت كوة يطل منها صغار الرفاق ـ في خلاياهم وتشظياتهم وفروعهم المتفرقة وقد تقلصت فضاءاتهم تحت معظم الانظمة مدنية او عسكرية ـ و لم يكن معظمهم يملك شراء كتب او مجلات أو صحف عربية معتبرة ـ علي امان عظيمة تبشر بها مقالات وتحليلات كبار الرفاق.

    انقشاع سراب اوهام الرأسمالية الالمانية

    تحتفل المانيا في نفس اليوم بالمقابل بمرور 15عاما علي الوحدة الالمانية بين مجتمعين صناعيين الاول صناعي متقدم والاخر صناعي زراعي اقل تقدما وقد بقي يستخدم وسائل انتاج اقل تطورا وعلاقات انتاج وجها لوجه وربما النمط الشرقي. وحيث بقي القطاع العام قضية مقطوعا بها للالمان الشرقيين بالعمل مدي الحياة والتعليم والصحة الخ فرد ـ من التفريد ـ الالماني الغربي نسبيا واستقطب في ثقافة راحت تعصف منذ ثمانينات القرن العشرين بكل ما الفه الناس حتي في المجتمعات الرأسمالية الغربية نفسها. ولم تنفك الوحدة ان الفت واحدة من اهم عوامل الصدمة لدي الالمان الاشتراكيين علي الخصوص. فقد تكشف لهم فورا انهم اضاعوا نعيما جحدوه وقد صدقوا اوهام وسراب الوعود والغواية الرأسمالية فلم تكن الاشتراكية بكل ذلك القبح في الحقيقة مقارنة مع جحيم الرأسمالية. وفي نفس الوقت واجه الالمان الشرقيون حقيقة ان ما يجمعهم والالمان الغربيين كان اقرب الي حنين الي اشياء لم تعد وربما لم تكن فيما فاجأهم احتقار الالمان الغربيين غير المخفي. فمعظم الالمان الغربيين العاديين اقرب الي الجلافة في التعبير عن مشاعرهم مقارنة مع البريطانيين مثلا، ولعل ما قد يبدو من حساسية الاخيرين النسبية قد يعود الي كل من قوة القوانين المعادية للعنصرية الي كون الاخيرين ما ينفكون يصدرون ولو نفاقا عن مسؤوليتهم ازاء شعوب المستعمرات او خبرتهم علي الاقل بها فوق القدرة الانكلوساكسونية علي النفاق. وقياسا حيث اكسبت تجربة الشعوب الامبريالية في المستعمرات والهجرة من المستعمرات باكرا الامبراطوريات الاوروبية السابقة ثقافة اقل فظاظة نسبيا تفتقد المانيا بالمقابل مثلها مثل امريكا تلك الخصوصية. فقد فقدت المانيا مستعمراتها باكرا فيما لم تتعامل امريكا مع امتداداتها التوسعية الا بالرموت كونترول. ويتحكم كل من وكالة الاستخبارات المركزية وسلاح المارينز في الرموت كونترول.

    وداعا لينين:
    حصل فيلم وداعا لينين الذي عرض في صيف 2003 وهو فيلم فكاهي من نوع الكوميديا الفاجعة علي عدة جوائز اوروبية خاصة. ويدور الفيلم حول رفض الجيل الالماني الاشتراكي المعاصر لبناء الاشتراكية تصديق انهيارها بل رفض الفكرة اصلا. ويحاول طفلا امرأة مناضلة ـ دفعت ثمن كفاحها من اجل بناء الاشتراكية حرمانا من زوجها ورفيق دربها وربت ابنيها بمفردها ـ طوال الفيلم اخفاء سقوط حائط برلين عن امهما وكانت الام وقتها ترقد في غيبوبة بالمستشفي. وحيث تصور الابناء ان الام لن تحتمل ادراك الحقيقة الجديدة حين خروجها من المستشفي راحوا يعيدون تأثيث الشقة ـ و كانت تغيرت اثناء مرضها ـ بالاثاث القديم واخرجوا السيارة القديمة وغطوا اعلان الكوكاكولا الذي يواجه نافذة غرفة نومها وراح الابن يبحث عن افلام وثائقية وتسجيلات لنشرات اخبار فيعرضها علي شاشة تلفاز امه وكأنها طازجة. وتآمر الابناء مع الجيران واصدقاء ورفاق امهما القدامي علي التصرف في حضرتها وكأن شيئا لم يكن. وبين مفارقات مضحكة مبكية ومفاجآت يستمر الحال والابنان علي حافة سكين. سوي غطاء اعلان الكوكاكولا يسقط مرة فيسارع الابن يؤكد لامه ان الرأسمالية هزمت اثناء مرضها امام الاشتراكية وقد راحت الاولي تستثمر في المانيا الشرقية بشروط الاخيرة وليس اعلان الكوكاكولا سوي تعبير عن ذلك. وينتهي الفيلم بان تكتشف المرأة الحقيقة وتقبلها علي مضض ونراها بين احفادها في نزهة خلوية مرهقة غائبة ترنو الي النهر ساهمة دون ان ندري ان كانت سعيدة ام قانطة. وربما كانت تلك النهاية من تأليفي فحيث اجدني وقد نسيت نهاية الفيلم اجعل له نهاية مبهمة كمثل مغبة ما يحيق بنا.
    ذكرت الفيلم بمناسبة مرور 15 عاما علي الوحدة الالمانية وكيف انتابت الغرب احتفالية طافحة بسقوط الاشتراكية وكأن الرأسمالية تغيرت وان فعلت فهل اتجهت صعودا ام نكوصا؟ ولم يكن احد وقتها في وضع او مزاج بالاحري يتوفر علي تساؤل بهذا القدر من الخطورة وان فعل فقد كان التساؤل حريا بان يلقي بصاحبه تحت طائلة ما يشارف التجديف. وكنت لسوء الحظ او حسنه بين الذين دعوا للاشتراك في مؤتمرات اكاديمية ونسوية الخ كانت تعقد في كل مكان احتفالا بسقوط الاشتراكية واوروبا الموحدة. بل وجدتني النائب الاول لرئيس منظمة اوروبا الموحدة ومقرها ما بين فيينا وكراكوف بولندا. وكانت تلك المؤتمرات تنظم بتمويل وتحريض مراكز بحوث مشبوهة فيما كان الاوروبيون الشرقيون في غيبوبة ورائحة اجندة تقسيم الاتحاد السوفييتي والجمهوريات الاشتراكية تزكم انف من لم يدوخه خمر سقوط الستالينية و انتصار الديمقراطية والليبرالية والحرية الفردية الخ الخ.
    وكان صراع فصائل القوميات اليوغسلافية راح يشارف التماسك بالايدي في المؤتمرات بين الصرب والكروات والبوسنيين احيانا حيث بات ما كان آتياً لا محالة يطل بالحاح عند المنحني. ولم يكن معظمنا يفهم من خصائص التكوين اليوغسلافي الاثني كثيرا وربما لم يكن يدرك بصورة كافية ليكترث. وكان الالمان الشرقيون قد قاطعوا بعض تلك المناسبات باكرا. واذكر انني كنت واحدة ممن تطوع بتمثيل الاكاديميات الالمانيات الشرقيات في الدورة العادية لانعقاد الجمعية الدولية لعلماء الاجتماع في مدريد في يوليو 1991 حيث قرر عقد دورة الجمعية اللاحقة في بييليفيلد وتقع علي حدود الالمانيتين فيما اذكر مساهمة في الاحتفال بالوحدة. ففيما خلا ذلك فلا وجود لتلك المدينة الصغيرة علي الخارطة واقرب مطار لها مطار فرنكفورت.

    الموز والتطرف رمزا الوحدة الالمانية

    كانت المانيا الغربية اختارت الموز رمزا للوحدة. وقد اشيد في وسط مدينة هيميلن Hameln تمثال ضخم للوحدة من امرأة واشياء اخري كسبيطة موز وفئران فمدينة هيميلن مدينة الزمار الذي تخرج انغام مزماره الفئران من جحورها. المهم لعل الموز ـ و لا يزرع في المانيا ـ كرمز كان حريا بان يحمل دلالة مهينة للالمان الشرقيين والاممية التي تربوا عليها ولم يبرأوا منها بعد. فلم يكن الموز من اولويات ما كانت المانيا الشرقية تستورده فيما بقي الالمان الغربيون يستمتعون بفاكهة يستهلكونها خصما علي عائد جمهوريات الموز من العملة الصعبة ـ وحرب الموز مستعرة في 1999 ـ والمنتجين الافارقة المفقرين. ولا يدرك وربما لا يكترث معظم الالمان ان الموز بمعظم احجامه ومقاييسه أهم محصول غذائي اذ يمثل طعاما رئيسيا شعبيا في معظم افريقيا جنوب الصحراء. وان انتاج الموز الذي تفرض مقاييسه السوق الاوروبية المشتركة يتمأسس علي عمل الاطفال والعمل المقيد حد العبودية. وتقول اليونيسيف ان تجارة الرقيق الابيض كانت اكثر ربحا من السلاح والمخدرات في غرب افريقيا فالتجارة في الاطفال للعمل في المواخير او ـ و في المحاجر ومزارع البن والموز هي الاشد انتشارا في افريقيا اليوم واكثرها ربحا علي الاطلاق لكافة اطرافها.
    فبالمقابل لخطف الاطفال للبيع في سوق العبودية للقيام باعمال خطرة يبيع الاباء اطفالهم طواعية من املاق وقد باتت تجارة الاطفال في نيجيريا مثلا تحظي بالاحترام حيث يأتي الاطفال لاسرهم بالرزق فيساعدون علي تحسين احوال اسرهم. وقياسا تحاول الصناعات الامريكية الكبري احتكار انتاج الموز بتعديل الموز جينيا فيما يواجه الموز بآفات باتت شجرة الموز معها عاجزة عن مقاومة تلك الآفة ذاتيا. ولا يدل الموز ـ وشجرة الموز عقيم لا بذور لها ـ كرمز للوحدة علي اقل من الجهل والصلافة كوجهي عملة واحدة والبعد عن الواقع وعدم الحساسية فكثير من الالمان الغربيين بخاصة من لم يفارق قراه او مدنه الصغيرة عنصري علي نحو محزن وصاعق معا. ولقد ادركت في القطار من فرانكفورت الي مقر المؤتمر مجددا كم هي عنصرية الالمان مباشرة وفجة وفائحة ولا تتستر بل كلما اوغل القطار في الداخل وبعيدا عن المدن الكبيرة كلما تفاقمت عنصرية من صعد من الركاب من القري والارياف ولا انسي تلك الرحلة.

    واذكر ان امرأة هندية كانت تجلس في ركن القاطرة علي مسافة 3 مقاعد في مواجهتي وكانت تبكي بكاء مرا. ولم اجد في قلبي الا اذهب اليها. وجلست بجوارها وكانت تواجهها امرأة تجاوزت منتصف العمر وتحمل كلبا بحضنها تحادثه بحنان ويتبادلان القبلات فيما تلقي الالمانية بنظرة الي الهندية ثم تحول نظرها. وسألت السيدة الهندية وكانت تجاوزت منتصف العمر بدورها ما بها وان كان ثمة ما يمكن ان اعمله. سوي ان نشيج السيدة اشتد حتي تصورتها لن تملك ردا حتي ان ارادت الرد فسألت الالمانية بالانكليزية ان كان ثمة سبيل الي كوب من الماء. هزت المانية رأسها وكتفيها انها لا تعلم او ربما ان لا شأن لها. وسألت مسافرا فدلني علي صنبور مثلج بجواره اكواب من الورق. فالقطار متخلف رغم نظافته طبعا ويسير ببطء القطار القشاش كما نسميه عندنا.

    المهم عدت للمرأة الهندية فوجدتها غيرت مقعدها وكانت قد هدأت قليلا فشربت الماء وسألتها مرة اخري ما بها من باب التهذب هذه المرة دون امل في اجابة الا انها اجابت بانكليزية راقية وقد راحت تنشج مرة اخري ان المرأة الالمانية امرتها بتغيير مقعدها لأن الكلب بات عصبيا جراء وجود الهندية هكذا قريبا من الكلب. ولم اصدق. فسألتها هل كان ذلك السبب في انها تركت مقعدها؟ فأجابت كالمعتذر انها كانت ستفعل لو كان ثمة وقتها مقعد خال. وعلمت ان الهندية بروفيسورة وذكرني اسمها بانها عالمة مشهورة وقد جاءت المانيا كآخرين لدورة الجمعية الدولية لعلماء الاجتماع لمشاركة الالمان في اعياد الوحدة. وتذكرت اننا دفعنا كل منا في دورة مدريد 200 دولار تبرعا لتعمير بييليفيلد وقد قر الاجتماع بها تشجيعا للسياحة. فعضوية الجمعية لا تقل في اقل اجتماعاتها شعبية عن 7 الاف عضو. ودون ان افكر سمعتني اقول للالمانية انها لا تملك ذرة من التحضر وان تلك المرأة بروفيسورة واننا هنا لمشاركتكم الاحتفال بالوحدة وان عليها ان تعتذر للسيدة الهندية. وكنت طلبت من المسافر الذي دلني علي صنبور الماء ان يترجم لها بعد ان ادعت الجهل التام بالانكليزية. واذكر كيف صمت المسافرون في قاطرتنا عن بكرة ابيهم وهم يتابعون مسلسلا مسليا ومحرجا لمعظمهم في وقت واحد. واعتذرت الالمانية بان مدت طرف يدها للهندية التي لم تبادلها الامر مما دفع معظم المسافرين الي الانخراط في التصفيق ربما لنهاية المهزلة. تلك هي المانيا الغربية ولو حكيت تجاربي بها لعذرت القارئ ان لم يصدق. كل ذلك ولم يكن كره الغرباء والعنصرية و الاسلاموفوبيا وغيرها قد اطل برأسه بعد وقتها.

    و ليس غريبا امر الالمانية مع البروفيسورة الهندية فقد عدت من الاجتماع المذكور ومعي عرائض من الاكاديميين والاكاديميات الالمان الشرقيين ما برحت نسخا منها عندي يقول بعضها بان الاكاديميين والاكاديميات الالمان الغربيين راحوا ينزحون شرقا ليحتكروا رئاسة الجامعات وعمادة وكراسي مواد العلوم وقد تركوا لنظرائهم الشرقيين الاعمال الدنيا. وتقول احدي العرائض ان الالمان الغربيين لا يخفون احتقارهم للشرقيين ويعلنون اتهامهم لهم بالكسل والتخلف الاكاديمي. وتقول عريضة ثالثة ان الالمان الغربيين يتعاملون مع الالمان الشرقيين كمستعمرين.

    ما أحلي الرجوع اليه

    يأكل الالمان 20 مليون موزة في الاسبوع في وقت يستمر فيه انخفاض محصول الموز في العالم تباعا ومع ذلك يتناسب تفكك عناصر الوحدة بين الالمان الغربيين والشرقيين ومرور الوقت طرديا ولما ينقضي عقد ونصف علي الوحدة. ولعله لا غرابة ان تعود المانيا الشرقية بعد مرور 15 سنة وحسب علي الوحدة الي النظر في داخلها وتتأمل تجربتها مع الرأسمالية وواقعها في ظل الرأسمالية. وحيث كان المبررون يجأرون بان تردد الالمان الشرقيين في قبول الرأسمالية دفعة واحدة لم يكن سوي حنين الجيل السابق من الالمان الشرقيين للاشتراكية وقد الفوها وان الشباب حري بان يقبل علي المجتمع الاستهلاكي واخلاقه المادية الخ. سوي ان الشباب الالماني استقطب بين خندقي رد فعل يبدو كل منهما للنظر التبسيطي غير قابل للفهم. ذلك ان المانيا الشرقية تعود تباعا الي صيغة معدلة للاشتراكية من ناحية فيما يندفع الشباب نحو تنويعة متطرفة من اليمين بالمقابل. وقد خلف الالمان الشرقيون احزاب المانيا الغربية فاداروا ظهورهم لها ولم تعد اي من الالمانيتين تكترث في الواقع بالاخري في حين يتميز الالمان الغربيون غيظا فلا يعجبهم اغداق المانيا الغربية الاموال علي الالمان الشرقيين ولا الدعم والمثابرة علي خلق فرص العمالة فيما ترتفع ميزانية الرعاية الصحية الغربية وتتفاقم معدلات العطالة.

    وبالمقابل صمد الشيوعيون السودانيون علي الكفاح من اجل الابقاء علي الحزب ومؤسساته وادواته في ظروف يستحيل علي الالمان الغربيين والشرقيين تصور قساوتها فكأن الشيوعي السوداني وغيره من اعضاء الحركات المماثلة في المجتمعات المفقرة سياسيا وتنظيميا اي ديمقراطيا كالقابض علي الجمر. سوي ان القبض علي الجمر قد يسلم الي الافقار الفكري ويصيب الابداع في العمل الشعبي تحت ظل المصادرة والتعقب الطويل والرقابة ان لم يتنبه الناس لمغبة بلواهم. ذلك ان المصادرة والتعقب يسلمان الي الاصابة بفيروس انتشار الانقسامات في جسم اي تنظيم سواء كان سياسيا او مهنيا. ومن شأن الانقسامات استهلاك طاقة التنظيم علي العمل الملهم والابداع في فكر وتنظيم الثورة الاجتماعية بتنويعاتها سواء مدنية او عصيان مدني تحميه قوي مسلحة او غير ذلك من اشكال مقاومة الانظمة القائمة في المجتمع العربي مدنية او عسكرية. وحيث تداهم تهمة الارهاب فتروع اي مقاومة شعبية لنهب مقدرات الشعوب الفاضح و ـ أو رفضا لسمسرة معظم الحكام العرب والمسلمين في النهب والفساد الخ. وقد يجد التنظيم ـ اي تنظيم ـ نفسه ـ من طول المعارضة السرية والحياة تحت الارض ـ قد بات تنويعة علي الكونت دي مونت كريستو او مستهدفا لتجربة عبيط ديستويفسكي والعياذ بالله.

    وتحية للرفاق الالمان الشرقيين والي اسرة الميدان وكافة المناضلين العرب والمسلمين يقاومون تتار الالفية الثالثة في كل مكان.
                  

10-10-2004, 09:12 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين الميدان وانقشاع سراب اوهام الرأسمالية الالمانية (Re: Walid Safwat)

    سلام وليد

    كنت اثناء دراستي للاعلام قد انجزت بحثا عن الصحافة السودانية في فترة الديمقراطية الثالثة = الميدان نموذجا ؛ اتمني ان انشره يوما.

    المقال اعلاه للدكتوره خديجة صفوت مقال مثير للجدل في بعض مواقعه ويحتاج الي نقاش هادي.

    التحية لك وللدكتورة خديجة

    عادل
                  

10-11-2004, 04:07 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين الميدان وانقشاع سراب اوهام الرأسمالية الالمانية (Re: Abdel Aati)

    شكرا يا وليد
    ومعذرة على هذا الاقتحام
    المواضيع المثارة هنا جديرة فعلا بالقراءة والتأمل والنقاش
    ونهيب بكل المهتمين بالصحافة كمهنة تناول ما طرح هنا
    وأن لا يترك الموضوع لمتواضعي القدرات والذين لا يدركون قيمة (الخبر)
    المتداخل أعلاه متورط كما تعلم في نشر معلومات كاذبة تخصني على هذا المنبر القروء
    ولازالت كلماته منشورة هنا دون براهين ودون أدلة تثبتها
    وهذه ، كما تعلم ، سابقة تجعل تداوله لأي موضوعات أخرى مثار شك وريبة
    لاسيما وأنه زج بكل سهولة بأسماء أحزاب وتنظيمات في فرياته الموثقة هنا ضدي
    والتي أناقش الآن مع بعض القربين أمر إثارتها قضائيا في مكان إقامته
    وفي أي مكان يمكن أن يظهر حقيقة ما أدعى
                  

10-11-2004, 08:20 AM

Walid Safwat
<aWalid Safwat
تاريخ التسجيل: 01-15-2003
مجموع المشاركات: 1227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين الميدان وانقشاع سراب اوهام الرأسمالية الالمانية (Re: فتحي البحيري)

    الاخ فتحي

    انا من انصار فتح الباب للجميع طالما اتسم النقاش او الحوار بالموضوعية.

    لست معنيا بما دار بين اخوتي من الاعضاء سابقا او في مداخلات لمواضيع اخرى. كل ما اتمناه هو ان اتلقى معلومه جديدة تساعد على تنويري. كل المعلومات لدي مقدرة وكل لبيب يقييم و ياخذ ما يوافق هواه و يلقي بالبقية حيث ماشاء.

    واعتقد ان اغلبية الاعضاء بالبورد لهم توجهاتهم و اراءهم المدروسة او المستوحاة من ظروف او عواطف.

    عفوا ان بدا هذا الرد كمحاضرة ولكن هو مجرد راي اخر ......
                  

10-11-2004, 08:05 AM

Walid Safwat
<aWalid Safwat
تاريخ التسجيل: 01-15-2003
مجموع المشاركات: 1227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين الميدان وانقشاع سراب اوهام الرأسمالية الالمانية (Re: Abdel Aati)

    شكرا الاخ عادل على المداخلة. نامل بان نقراء تعليقاتك بحياد.
                  

10-11-2004, 04:25 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين الميدان وانقشاع سراب اوهام الرأسمالية الالمانية (Re: Walid Safwat)

    التحيات النواضر لك يا وليد
    و حقا كما قالت د. خديجة حافظ الحزب على نفسه و على وجوده في ظروف يستحيل لاي كيان تقدمي الوجود فيها


    حقا الحزب الشيوعي السوداني
    شجرة الدر التي تستحق ان تروى بماء العيون
                  

10-11-2004, 05:53 AM

Khalid Eltayeb
<aKhalid Eltayeb
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 1065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين الميدان وانقشاع سراب اوهام الرأسمالية الالمانية (Re: Walid Safwat)

    الاخ العزيز وليد صفوت

    شكرا لنقل هذا المقال و الذي يمكن ان يثير حوارا في اكثر من جانب و التحية لصحيفة الميدان في احتفالها بعيدها الخمسين و حق علي الشيوعيين و الديمقراطيين الاحتفاء بهذه المناسبة بل و حق علي كافة الوطنيين الاحتفال , فالميدان كانت و لاتزال نبض الشارع و الملهمة لنضالات الجماهير و البوصلة التي تشير الي الوجهة . و ساعود اليك غدا بمداخلة مطولة .

    خالد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de