اعادة قراءه ادوارد سعيد بعيداً من "أسطورته" في الذكرى الأولى لغيابه؟(ملف)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 04:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-24-2004, 10:41 AM

مراويد

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اعادة قراءه ادوارد سعيد بعيداً من "أسطورته" في الذكرى الأولى لغيابه؟(ملف)

    نقلا عن الحياة
    في الذكرى الاولى لرحيل المفكر الفلسطيني ادوارد سعيد (25/9/2003) تعقد جامعات ومؤسسات عدة في اميركا وأوروبا والعالم العربي ندوات ولقاءات حول فكره وأعماله ومواقفه السياسية والنضالية.

    وما زال ادوارد سعيد منذ رحيله يشغل الكثر من المفكرين والكتّاب العرب وقد خصّت به ملفات ومحاور عدة في مجلاّت عربية متخصصة تناولت وجوهه المتعددة كمفكر وباحث وصحافي ومعلق سياسي. الا ان معظم ما كتب عنه لم يسع الى الكشف عن نواح جديدة في فكره وأعماله ولا الى مناقشة بعض افكاره او إحياء نقاش حول آرائه ومؤلفاته.

    هنا تفتح "الحياة" ما يشبه السجال حول ادوارد سعيد بعيداً من "اسطورته" او "أيقونته" التي رسخها الكثير من النقد العربي.



    Quote:
    (1)
    أنموذج أساسي لبعض مثقفي العالم الثالث في الغرب
    سعد البازعي

    تعرفت الى ادوارد سعيد حين كنت طالب دراسات عليا في الولايات المتحدة في آخر سبعينات القرن الماضي. كنت اعد لأطروحة دكتوراه حول ما سميته "الاستشراق الادبي" في الادب الانغلو-أميركي, مستمداً التسمية من كتاب سعيد الذي كان منشوراً للتو والذي ذكره لي احد اساتذتي الاميركيين عندئذ. وجدت في كتاب سعيد الاطار النظري الذي صاغه اعتماداً على عدد من المفاهيم والاطروحات النظرية, في طليعتها مفهوم "الخطاب" لدى ميشيل فوكو, وكان ذلك المفهوم المستند الاساسي الذي اعتمدته ايضاً لفهم طبيعة الاستشراق في النص الابداعي الغربي. وأذكر انني عزمت بعد ذلك على مقابلة سعيد الذي كان يحضر مؤتمراً لجمعية الخريجين العرب الاميركيين في اوائل الثمانينات. لكن الرجل كان مشغولاً بنجومية هائلة تولدت من الكتاب ولم يتح لي, وأنا التلميذ الغض الاهاب, ان احظى منه بأكثر من دقيقتين تطايرت خلال خطوات في بهو الفندق ولم انجح اثناءها سوى ان اخبره عن اطروحتي التي باركها مستعجلاً لأخرج بشعور امتزجت فيه نشوة القرب من "القائد" وخيبة الامل من قصر مدة الاتصال به. وحين اخبرت مشرفي حينذاك قال لي: وماذا كنت ستفيد من الاتصال به طالما كانت كتبه قريبة؟ انت لا تحتاج اكثر من الكتب.

    ما حصل بعد ذلك هو علاقة وثيقة بتلك الكتب, او على الاقل ببعضها, تولد منها اعجاب به لا يخلو من كبرياء قومية شعرت بها مثل غيري من الطلبة العرب, ومثلما شعر بها معهم, في ما بعد, كثير من الناس في البلاد العربية, بعد ان ترجم بعض كتبه الى العربية. فها نحن ازاء رجل نباهي به الأمم, رجل يحترمه الغربيون ويمكننا ان ندعي انه منا, صحيح انني كنت أمتعض احياناً حين يتحدث سعيد عن نفسه بصفته اميركياً, اي حين يستخدم ضمير "نحن" في اشارة الى الاميركيين, لكنني اعود وأطمئن نفسي بأن في اعماله ايضاً تأكيداً على هويته العربية.

    في مرحلة لاحقة تبين لي ان سعيد انموذج كبير لالتباس الهوية, أنموذج بدئي او اعلى للهوية اذ تنغمر في واحدة من اعلى معدلات الالتباس (ذلك لأن الهوية مفهوم ملتبس اساساً والاختلاف هو في معدل الالتباس ليس إلا). فالأنا العربية في اعمال سعيد تظهر اكثر ما تظهر في كتاباته السياسية, لتنزوي او تتوارى تماماً حين يظهر سعيد المثقف الغربي الاميركي, الذي يتحدث عن الثقافة الاميركية من زاوية اميركية وبضمير اميركي. هكذا مثلاً في مقدمة كتابه "الاستشراق" نجده يقارن بين الموقفين الاوروبي والاميركي تجاه الشرق ليصف الموقف الاوروبي بأنه ناتج عن علاقة وثيقة انتجت خطابها ومؤسساتها وأبحاثها وتصوراتها, بينما ظل الموقف الاميركي اسير تجربة هشة. ففي مقابل التجربة الاوروبية تأتي التجربة الاميركية, او "مغامراتنا" مختلفة: "سيبدو الفهم الاميركي للشرق اقل كثافة بكثير, على رغم انه يفترض بمغامراتنا مؤخراً في اليابان وكوريا والهند الصينية ان تخلق وعياً "شرقياً" اكثر ادراكاً وواقعية". يأتي ذلك ضمن تأكيد سعيد بأنه لم يؤلف الكتاب ليدافع عن الشرق او الاسلام او العرب, ومع ان ذلك صحيح, فإن صحته نسبية. ذلك انه من الصعب فصل الموقف الشخصي وراء الكتاب, فسعيد الفلسطيني الذي كتب عن فلسطين كثيراً هو سعيد العربي او الشرقي الاصل الذي استثاره موقف المستشرقين ليسير في دفاعه في خط سبقه اليه باحثون عرب في طليعتهم المصري انور عبدالملك. والطريف ان سعيد في الجزء الاخير من مقدمة "الاستشراق" يعلن اختلافه عن فوكو في كونه, على خلاف المفكر الفرنسي, يؤمن بتأثير الكاتب الفرد في تشكيل الخطاب. ومع انه يشير الى الاستشراق بصفته خطاباً يبرز فيه التأثير الفردي, فإن كلامه ينسحب على نقد الاستشراق بصفته خطاباً هو الآخر, خطاباً اصبح هو - أي سعيد - أشهر وأبرز اعلامه وان لم يكن اولهم.

    في ذكرى رحيل ادوارد سعيد يبدو لي ان الثقافة العربية لم تستوعب سعيد حقيقة, لم تقف عند تلك المضامين المتوارية في خطابه, او عند اشكالية الانتماء لديه, وتأثير ذلك على منجزه الفـكري والنقـدي الضخم والبالغ الاهمية. بمعنى ان ثمة حسماً لدى الكثير حول انتماء سعيد ومدى صلته بالثقافة العربية, مع ان هناك الكثير مما يشير الى ان صلة الرجل بالثقافة العربية صلة ضعيفة مقارنة بصلته بالثقافات الغربية وتمكنه المدهش منها. واذا كان هذا الوضع ليس غريباً, لأن سعيد أنموذج اساسي لبعض مثقفي العالم الثالث في الغرب ممن انتقدهم الهندي إعجاز احمد (وأتمنى ان يترجم النقد الجاد الذي وجهه احمد في كتابه "في النظرية") لجهلهم بأوضاع العالم الثالث على رغم دعواهم الانتماء اليه. ان تحقيق فهم حقيقي لسعيد يقتضي رفع هالة الاسطورية عنه, ويقتضي فهم اشكالياته الخاصة, فهو من ابرع وأعمق نقاد الاشكاليات وحري بنا ان نتلقاه بالكيفية نفسها.

    * ناقد وأكاديمي سعودي.

    (عدل بواسطة مراويد on 09-24-2004, 10:45 AM)

                  

09-24-2004, 10:46 AM

مراويد

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعادة قراءه ادوارد سعيد بعيداً من "أسطورته" في الذكرى الأولى (Re: مراويد)

    Quote: (2)
    الاستشراق والاستغراب
    جميل قاسم


    يندرج اسم ادوار سعيد, مثله مثل روجيه غارودي, ومكسيم رودنسون في خانة "الثقافة المضادة", أو الثقافة - المضادة للثقافة السائدة الغربية - المركزية.

    غير أن النظرة المتمعنة للخطاب النقدي قد تكشف النقاب عن سمات ارتكاسية وتعويضية في تكوينة هذا الخطاب, ومنها الخطاب "الاستشراقي" للمفكر الفقيد إدوار سعيد.

    وفي ما يتعدى "الاستشراق" الذي كشف فيه سعيد عن عمليات الاستبناء الخطابي المركزي بإزاء "الشرق" أو "الشرق المخترع بواسطة الغرب", يلمس المرء ثمة أوالية نفسانية عند الكاتب تقوم على التجاوز التعويضي Surcompensation وهي محايثة في الخروج على الإذعان Consent للمنظومة السائدة والتشديد على الانشقاق Dissent, في مواجهة السيطرة المؤسساتية على مناحي الوجود الحيوي في المجتمع الرأسمالي الحديث.

    وقد كشف ادوار سعيد في كتابه "الاستشراق" لعبة الإنشاء "الخطابي" الاستحواذية في علاقة المعرفة بين الغرب والشرق في اطار علاقة القوة والغلبة في مرحلة ما بعد عصر التنوير.

    ولجأ في نقده عملية الاستحواذ المعرفي الى ترسانة اصطلاحية ايديولوجية ماركسية - لينينية كمقولة "الامبريالية" وأخذ عن غرامشي تمييزه بين الإذعان Consent والانشقاق Dissent في كشفه سيطرة المجتمع السياسي (السلطة) على المجتمع المدني.

    غير أنه في ممارسته النظرية كان ادوار سعيد يصدر عن موقف كوزموبوليتي يعد فيها حالات الرجوع الى الثقافة والتراث والهوية شكلاً من الرجوعات الأصولية, يرى فيها نوعاً من تشابك الواقع بالسحر والمخيلة بالتاريخ في تكوينية استيهامية تقوم على "خرافة" الاستمرارية التاريخانية. ويؤيد ادوار سعيد ما يسميه ثقافة "الهجنة", وهو طابع الثقافة الكوزموبوليتية الأميركية في مقابل الثقافات البنيوية التي تؤكد "الهوية". هكذا يرى مثلاً أن امبريالية الغرب وقومية العالم الثالث تتغذى من بعضها بعضاً, ويرى مثلاً أن "العروبة" هي الوجه الآخر للامبريالية؟!

    كيف تنفصل الكوزموبوليتية عن الامبريالية؟ وكيف يتطابق نقد "الاستشراق" مع رفض الهوية, والتاريخانية, والثقافة التكوينية (التزامنية)؟ بين نقده للإمبريالية الثقافية واعتبار التراث اختراعاً دهمائياً؟ (كتابة: الثقافة والامبريالية).

    هذا التعارض الوجداني (الفصامي) يميز النزعة الإنسانية عند ادوار سعيد. وقد أنهى فوكو كتابه "الكلمات والأشياء" مؤلفه في نقد هذه النزعة الإنسانية التي تقوم على "انسانية بلا إنسان" بمقولة "موت الإنسان"" لقد مات الإنسان! لقد "أشكل الإنسان على الإنسان" - على حد تعبير أبي حيان التوحيدي - في كتابة ادوار سعيد, ولعل هذا ما يفسر حال "اللامكان" out of place والغربة الداخلية في خطاب المفكر الفلسطيني - الأميركي, في اشكالية الهوية والاختلاف, والذات - المتعددة.

    ولعل لعبة المطابقة والمفارقة بدت كما يلاحظ الباحث الشاعر شربل داغر في كتابه "الفن والشرق" في تحييد ادوار سعيد عدداً من المستشرقين (أمثال مكسيم رودنسون وجاك بيرك) لاعتبارات ايديولوجية لا علمية. كما أنه أهمل الدور الإيجابي للاستشراق الألماني بخاصة في تحقيقه المخطوطات الشرقية النادرة (كالمستشرق بكَر الذي حقق "فصل المقال" و"مناهج الأدلة" لابن رشد, وبروكلمان صاحب "تاريخ الآداب العربية"). والحال هذه لا يكفي إظهار الجانب السلطوي العنفي في لعبة الاستشراق, ولا الجانب النفعي في عملية الممارسة الكتابية والخطابية.

    ويبقى أن كتابة ادوار سعيد المناوئة للأصولية التراثية - وتلك مفارقة من مفارقاتها - قد عززت الأصولية - المضادة التي تلقفت هذه النظرة الثنائية في علاقة الشرق بالغرب بالدعوة الى الاستغراب كرد على الاستشراق الأكاديمي.

    وها هو المفكر المصري حسن حنفي يؤسس علم الاستغراب (باسم الفلسفة؟) كنقيضة للاستشراق. فيقول: "الاستغراب هو الوجه الآخر والمقابل والنقيض من الاستشراق, فإذا كان الاستشراق هو رؤية الأنا (الشرق) من خلال الآخر (الغرب) يهدف "علم الاستغراب" إذاً الى فك العقدة التاريخية المزدوجة بين الأنا والآخر, والجدل بين مركّب النقص عند الأنا ومركب العظمة عند الآخر" (انظر د. حسن حنفي. مقدمة في علم الاستغراب. منشورات "مجد". بيروت - 2000 - ص 23). ولغة الخطاب النفسانية (البسيكولوجية) واضحة في هذا الخطاب - المضاد, وهو خطاب ثنائي, يقوم على منطق التضاد والتناقض, والعقد الدونية والاستعلائية في علاقة الذات بالذات الأخرى, والشرق بالغرب, والاستشراق بالاستغراب: أليس الأجدى في عصر "صدام الحضارات" البحث في منطق آخر, يقوم على الاختلاف, والتعدد والمغايرة, في ما يتعدى الاستشراق والاستغراب؟

    * كاتب وأكاديمي لبناني.
                  

09-24-2004, 10:47 AM

مراويد

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعادة قراءه ادوارد سعيد بعيداً من "أسطورته" في الذكرى الأولى (Re: مراويد)

    Quote: (3)
    حق المفكر على المناضل!
    محمد جابر الأنصاري


    سيحتاج ادوارد سعيد بعد رحيله الى قراءة جديدة, محايدة ومنصفة ولكن متحررة من أصداء دوره النضالي الذي يستحق كل تقدير بمعزل عن التقييم الأكاديمي الموضوعي لعطائه الأدبي والفكري الذي يستحق أيضاً أن يكون مستقلاً ليكتسب قيمته العلمية بذاته, لأن النضال مهما عظم لا يخلق أديباً عظيماً ولا مفكراً مبدعاً, وإن خلق مناضلاً كبيراً...

    ولإدوارد سعيد, بلا جدال, قيمة أدبية وفكرية كبيرة وهي ما ينبغي أن تراعى في ذكراه وفي مكانته في تاريخ الثقافة الفلسطينية العربية والثقافة الإنسانية, إضافة الى تاريخ نضاله بطبيعة الحال, وان لتاريخ نضاله سجل آخر, للحفاظ عليه لا بد من ألا يتخالط بقيمة الرجل العلمية.

    أرى من الضروري التأكيد على هذه المسألة, بما يتعدى ادوارد سعيد, لأن ظاهرة الخلط بين الناشط السياسي وبين قيمة نتاجه - شعراً أو أدباً أو فكراً - ظاهرة شائعة وسائدة في الخطاب العربي لغير صالح التقدم الثقافي العربي.

    يرى الكثيرون في سيد قطب, رحمه الله, مفكراً كبيراً لأنه كان ناشطاً سياسياً بارزاً, ولأنه أُعدم, في النهاية, بسبب موقفه السياسي ضد الحكم الاشتراكي القومي (الناصري).

    وسيد قطب ناقد أدبي ستبقى قيمته, كما أنه مفسر للقرآن الكريم, في "ظلال القرآن", بحسه الأدبي الفني ذاته وما يضعه في مكانة متميزة. لكنه في التصنيف المعرفي الثالث لمكانته الثقافية - بعد كونه ناقداً صاحب ذوق ومفسراً قرآنياً صاحب وجدان مرهف - لا يرقى كثيراً في سلّم الابداع الفكري الإسلامي في كتبه الايديولوجية (الاخوانية) وآخرها "معالم في الطريق" (1965) الى مستوى المفكر الإسلامي المتسلح بالمعرفة النافذة لواقع التاريخ والعصر وحقيقة الإسلام. ففي هذا الكتاب مشاعر صارخة ضد ما اعتقد سيد قطب انه خطأ وخطيئة في جاهلية القرن العشرين وجاهلية العرب (القومية) المتجددة, ولكن من النادر أن نجد له أفكاراً أو معارف يمكن اعتبارها اغناء للفكر الإسلامي الحديث كما يرى محمد عبده أو الكواكبي أو رشيد رضا أو مصطفى عبدالرازق.

    وكمثال آخر, فإن المرحوم الشهيد غسان كنفاني روائي متميز تسلق رواية الدراسة والتقويم, ولكن استشهاده في سبيل قضــيته تاريخ آخر له محله شرط ألا يـــؤثر في تقويمه روائياً.

    ويندهش المرء, تحت وطأة الدمج بين شخص المناضل وشخص المبدع في الثقافة العربية المعاصرة, انه لا ديكارت ولا كانط مثلاً وهما من هما - في تاريخ النهضة الحديثة - كانا "مناضلين" أو ناشطين سياسين في عصرهما, وان مكانتهما جاءت من الفكر والفكر ودوره!

    طبعاً هذا لا يعني الفصل التام في الدراسة الشاملة بين عنصر النضال وعنصر الابداع في أية حال, فللقضية دورها في الابداع, ولكن من غير الجائز, علمياً, الانحياز للمناضل عند تقييم عطائه الثقافي, لأن هذه النزعة ان طغت لا تبقي قيمة للمعرفة الخالصة والابداع الخالص, وكم من الأحزاب والسلطات أعلت من شأن مبدعين صغاراً - وكذلك الشِلل والصداقات الشخصية - حتى إذا انكشف الزبد تحت شمس الحقيقة اتضحت قيمتهم الحقيقية.

    اعتقد ان ادوارد سعيد, مفكراً ومناضلاً, لا يندرج ضمن هذه الظاهرة المفتعلة, لكن كل ما أتمناه ألا يعرّضه خطابنا العربي السائد عنه وعن أمثاله لمثل هذا الإشكال.

    ولقد كان لافتاً قرار الجامعة الأميركية في بيروت أخيراً انشاء كرسي أكاديمي للدراسات الأميركية باسم ادوارد سعيد بعد رحيله, وكان هذا ما يطالب الجامعة به في سنواته الأخيرة. وسيكون هذا الكرسي في اطار المركز الذي يموله الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز, لإجراء تلك الدراسات في الجامعة ضمن برامجها في العلوم الاجتماعية والإنسانية, وان كان انشاء الكرسي بحاجة الى دعم مالي اضافي أرى أن توفيره سيمثل أفضل وفاء لذكرى ادوارد سعيد ونضاله وعلمه وأكثر جدوى من خطب التأبين الحارة!

    ان "الظاهرة الأميركية" التي تفاعل معها ادوارد سعيد سلباً كلاجئ فلسطيني, وايجاباً كبروفسور في جامعة كولومبيا, بحاجة الى تسليط الضوء عليها علمياً لأنها من أخطر الظواهر المميزة والمثيرة في عالمنا, وقد أخد يعلوها ضباب كريه بين فلسطين والعراق. فهل تستطيع الجامعة الأميركية التي تمثل "وجهها الآخر" أن تشهد للحق ضد الباطل؟

    في بلاغها الإعلامي عن تأسيس كرسي ادوارد سعيد, أشارت الجامعة مشيدة بأهم كتبه, وهو "الاستشراق", بأنه الكتاب الذي كشف "الارتباط الفاجع بين التنوير والاستعمار". نعم أي "ارتباط فاجع" في واقعنا العربي... ومن يستطيع فك الارتباط؟

    * مفكر وأكاديمي من البحرين.
                  

09-24-2004, 10:50 AM

مراويد

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعادة قراءه ادوارد سعيد بعيداً من "أسطورته" في الذكرى الأولى (Re: مراويد)

    Quote: (4)
    "الاستشراق" صنع شهرته ... لكنه ترك أثراً في النظرية الثقافية الغربية ورسّخ خطاب ما بعد الاستعمار
    فخري صالح

    أهمية إدوارد سعيد, الذي رحل عنا في مثل هذا اليوم من العام الماضي, تتجاوز ما كتبه في السياسة وأثار الكثير من الجدل خلال تسعينات القرن الماضي, كما تتجاوز كتاب "الاستشراق", الذي صنع شهرة الناقد والمنظر الفلسطيني, إلى الدراسات الأنثروبولوجية, وتاريخ الفن, ودراسات خطاب ما بعد الاستعمار, والنظرية الثقافية التي كان سعيد واحداً من أبرز المنظرين والباحثين الذين حولوا مسارها في الربع الأخير من القرن العشرين, من خلال كتبه ومقالاته ودراساته التي تراوحت موضوعاتها بين النقد الأدبي والسياسة ونقد الموسيقى ودراسة ما يسمى في حقل الفلسفة المعاصرة تحليل أنظمة الفكر.

    من بين كتبه: "جوزيف كونراد ورواية السيرة الذاتية" (1966), "بدايات: القصد والمنهج" (1975), "الاستشراق" (197, "القضية الفلسطينية" (1979), "تغطية الإسلام" (1981), "العالم والنص والناقد" (1984), "ما بعد السماء الأخيرة: حيوات فلسطينية" (1986), "لوم الضحايا" (بالاشتراك مع كريستوفر هيتشنز, 198, "تنويعات موسيقية" (1991), "الثقافة والإمبريالية" (1993), "سياسة السلب: الكفاح من أجل حق تقرير المصير الفلسطيني" (1994), "صور المثقف" (1994), "غزة - أريحا: سلام أمريكي" (1994), "القلم والسيف" (حوارات مع ديفيد بارساميان, 1994), "أوسلو 2: سلام بلا أرض" ( 1995 ), "خارج المكان" (وهو الكتاب الذي يروي سيرته الذاتية ما بين القدس والقاهرة وأميركا, ويكشف عن جذوره ودور والدته في دفعه باتجاه الأدب والفن والموسيقى, 1999), "السلطة, والسياسة, والثقافة: حوارات مع إدوارد سعيد" (2002), "فرويد وغير الأوروبيين" (2003), "المذهب الإنساني والنقد الديموقراطي" (2004).

    تدل قائمة الكتب السابقة على تنوع اهتمامات إدوارد سعيد والنشاط الفكري الخلاق الذي تحلى به خلال السنوات السبع والستين التي عاشها. وصدر, في رؤيته النقدية وعمله المعرفي, عن تصور يرفض النظريات الأصولية في فهم الأدب والتاريخ, أي تلك التي ترى في الأصل الغربي - الأوروبي مصدر إشعاع يغمر بضيائه الثقافات الأخرى. وكان كتابه "الاستشراق" بمثابة نقد مضاد لكل هذه النزعات الأصولية حيث اختار لهجومه موضوعاً من بين أكثر الموضوعات الشائكة في التفكير الغربي حول الشعوب الأخرى, وهو الدراسات الاستشراقية التي صعد نجمها في مرحلة تاريخية ترافقت مع التوسع الاستعماري الهائل خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ووصف سعيد الاستشراق بأنه ممارسة من ممارسات القوة تخدم, بغض النظر عن الحالات القليلة التي تمثل الاستثناء لا القاعدة, برنامجاً استعمارياً للهيمنة والسيطرة, ولم تكن أهدافه, من ثمّ, علمية خالصة كما ادعى ممارسوه وأتباعهم ممن درسوا تاريخ الاستشراق وإنجازه النصي.

    ومن الواضح أن ما أثار حفيظة الكثيرين من نقاد سعيد هو اللهجة الهجومية, التي تستند إلى أرشيف ضخم من الكتابات الاستشراقية, كما تستند إلى معرفة دقيقة بمناهج التحليل الغربية الجديدة التي قرأت مناطق أخرى من ممارسات القوة - المعرفة وكشفت عن فضيحة العقل الغربي في أزمنة التنوير والحداثة (قراءة فوكو لتاريخ الجنون, وتاريخ الجنس, وتاريخ العقاب... إلخ). ولذلك أصبح "الاستشراق" من الكتب الأساسية, في القرن العشرين, العابرة للتخصصات والتي أثرت في عملية تغيير التفكير في موضوع الاستشراق وكذلك في حقول التفكير بالعالم الثالث وعلاقة المستعمِر بالمستعمَر مما مهّد لظهور ما يسمى الآن "دراسات ما بعد الاستعمار" التي تعيد النظر في الخطاب الاستعماري حول البلدان والشعوب المستعمرة, ومن ثمّ تفكك هذه العلاقة وتنظر إلى الذات الوطنية بعيون جديدة غير خاضعة لمناهج التحليل الغربية.

    كان "الاستشراق" إذاً قد وضع إدوارد سعيد في دائرة الضوء, لكن عملاً آخر سبقه لم يلق من الاهتمام ما يستحقه, لربما لطبيعة موضوعه المتخصصة المعقدة. إن كتاب "بدايات" يدور حول مشكلات بداية العمل الأدبي أو الفلسفي واختيار الكاتب الحاسم لبداياته التي يرتحل منها وتميز عمله عن غيره من الأعمال التي سبقته. لكن أهم ما في "بدايات" هو تساؤلاته الجذرية حول اللغة بصفتها موضوعاً للتفكير, وحول الهيمنة الثقافية لمجال ثقافي أو قومي على آخر, وحول الأصالة والتحرر والحرية (بدايات, ص: 381), وهي أسئلة بحثتها أعمال تالية لإدوارد سعيد بدءاً من "الاستشراق", مروراً بـ"القضية الفلسطينية" و"تغطية الإسلام", و"العالم, والنص, والناقد", وصولاً إلى عمله "الثقافة والإمبريالية" الذي يوسع أطروحة "الاستشراق" لتشمل جهات جغرافية أوسع في العالم تتجاوز الشرق, كما تشمل حقول بحث وإبداع كالرواية والشعر, دارساً في هذا الكتاب التحليلي الواسع الإطلاع والمعرفة علاقة صعود الرواية وتطورها بالتوسع الإمبريالي في القرنين التاسع عشر والعشرين.

    في "الثقافة والإمبريالية" ربط سعيد كتاباته عن فلسطين والشرق الأوسط وتأملاته حول دور المثقف ووظيفته بنقده للثقافة الغربية وأشكال الهيمنة الغربية على العالم غير الغربي. لكنه تحدث كذلك عن ثقافة المقاومة مقترحا صيغة جديدة من صيغ القراءة سماها "القراءة الطباقية". وما عناه سعيد بالقراءة الطباقية هو "إعادة قراءة الأرشيف الثقافي" للمستعمِر والمستعمَر شاملين في بحثنا الخطاب المهيمِن والخطاب الواقع تحت ثقل الهيمنة. وقد اقترح, في مواضع عدة من كتابه, أن نقرأ أوبرا عايدة لفيردي وأعمال ألبير كامو استناداً إلى التاريخ الاستعماري, وان نقرأ جين أوستن بمصاحبة فرانز فانون وأميلكار كابرال, حيث تشمل القراءة الطباقية الإمبريالية والمقاومة التي تتصدى لها في الوقت نفسه.

    يمكن أن نعيد تصورات سعيد السابقة, في ما يتعلق بمنهجية القراءة, إلى فكرته الأساسية حول تهجين الثقافات واختلاط هويتها, وهجومه المستمر على الرؤية المحافظة التي تغلف الهوية بادعاءات جوهرية حيث تفصل البشر عن بعضهم البعض بسيف بتّار. ولعل تعريف الهوية, والثقافات من ثمّ, بأنها متغيرة غير ثابتة هو ما يعطي كتاب "الثقافة والإمبريالية" قوة دفعه وأصالته وذهاب سعيد بعيداً في مشروعه الثقافي والشخصي بصفته مقيماً "بين الثقافات" وعلى حدودها المشتركة. لقد حاول سعيد في كتابه ذاك, الذي عده تتمة لـ"الاستشراق", أن يحلل فكرة الإمبراطورية, والتوسع والامتداد الجغرافي للإمبريالية الغربية في آسيا وإفريقيا, واتصال الحضور الإمبريالي بالثقافة وكونه جزءاً مُشكّلاً لمعنى الثقافة الغربية في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. ومن ثمّ لم تكن غاية "الثقافة والإمبريالية" تقديم قراءة متوازنة لما كتبه كتاب الغرب عن العالم الثالث وما كتبه كتاب العالم الثالث عن بلادهم, كما أن القراءة الطباقية, التي تحدث عنها سعيد, ليست سوى مقترح يعرضه للتخفيف من فائض التحيز الذي يغمر الكتابات الغربية عن العالم الثالث. لكن هذه القراءة المقارنة, بالمعنى الواسع والعميق لفعل المقارنة, ليست هي موضوع "الثقافة والإمبريالية", مثلما لم يكن كتاب "الاستشراق" معنياً بتقديم قراءة مصححة للخطاب الاستشراقي" إذ أنه كان معنياً في الحقيقة بتحليل الأنظمة الداخلية للخطاب الاستشراقي: كيف تشكّل هذا الخطاب, وكيف كان يعمل بنوع من الآلية الداخلية, وما هي غاياته وطرق اتصاله بالسلطة التي تستعمله. وهذا التحليل مدين بقوة لعمل ميشيل فوكو, الذي تأثر به إدوارد سعيد كثيراً, خصوصاً في "الاستشراق", على رغم افتراق السبل بين فوكو وسعيد من حيث فهمهما المختلف لغايات تحليل الخطاب والفوائد التي نجنيها من عملنا على الخطابات بأشكالها المختلفة.

    في كتاب سابق على "الثقافة والإمبريالية", هو "العالم والنص والناقد", عمق إدوارد سعيد فكرته الأساسية عن ترابط الإنجاز النصي والعالم وشروط الحياة اليومية للبشر رافضاً تصورات منظري ما بعد البنيوية الذين يرفضون أية مقاربة لعلاقة النص بالعالم, مفضلين الاهتمام بالتداخل النصي! إنهم, كما رأى سعيد, لا يقدمون "أية دراسة جدية لمفهوم السلطة, سواء من حيث الطريقة التي تنتقل بها السلطة تاريخياً وظرفياً من الدولة إلى المجتمع المشبع بالسلطة, أو بالعودة إلى العمل الفعلي للثقافة ودور المثقفين والمؤسسات والأجهزة الاجتماعية". ومن الواضح أن هذا النقد الذي وجهه سعيد, إلى منظري ما بعد البنيوية, يمس بصورة عابرة ملهمه الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو. ومن هنا فإن علاقة سعيد بفوكو تبدو متغيرة غير ثابتة" فهو على رغم نهله من عمل فوكو وعدّه له مصدراً منهجياً أساسياً, لا غنى عنه, يزوده بتعريفه للخطاب ويدله على أشكال تموضع السلطة في الخطاب, إلا أن سعيد يبدو متشككاً في ما يتعلق بفهم فوكو للسلطة, ويرى أن هذا الفهم يقود إلى نوع من عدم المشاركة السياسية, خصوصاً أن الفيلسوف الفرنسي لا يؤمن أن النظرية أو التحليل يؤديان إلى أي فعل. إن منهجية فوكو في تحليل علاقات القوة والمعرفة تعمل على فضح صيغ التوتاليتارية وأنظمة الاستبداد وأشكال عملها في الفكر والمؤسسات, لكن ذلك لا يقود إلى أية مقاومة, ولا يحفز على وضع برنامج عمل. وهذا هو الفرق الحاسم بين تفكير كل من فوكو وإدوارد سعيد الذي يشدد على مفهوم المقاومة وعلاقة النصوص بشروطها المكانية - الزمانية. ومن ثمّ فإن سعيد يؤسس في "العالم والنص والناقد" مفهومه لدنيوية النصوص ويقارن بين ما يسميه النقد الديني والنقد الدنيوي مفضلاً النقد الأخير الذي يرى أن النصوص الأدبية "في أكثر أشكالها مادية تكون مشتبكة بالظرف والزمان والمكان والمجتمع".

    ميز سعيد أيضاً بين النظرية والوعي النقدي انطلاقاً من عقيدته الدنيوية إذ رأى أن "الوعي النقدي هو إدراك الاختلاف بين المواقف, وإدراك الحقيقة التي مفادها أن لا نظام, أو نظرية, يمكن أن يستنفد الموقف الذي منه انبثقت أو إليه انتقلت هذه النظرية (...) إن الوعي النقدي هو إدراك مقاومة النظرية, وإدراك ردود الفعل التي تثيرها النظرية في التجارب والتأويلات الملموسة التي هي في صراع معها. وفي الحقيقة فإنني أريد أن أذهب بعيداً وأقول إن عمل الناقد هو توفير مقاومة للنظرية, وفتح هذه النظرية على آفاق الواقع التاريخي, على المجتمع والحاجات والاهتمامات الإنسانية. إن عمله هو أن يحدد الشواهد الملموسة المستخلصة من الواقع اليومي الذي يكمن خارج أو بعد منطقة التأويل".

    لقد ظل إدوارد سعيد, إذاً, وفياً لأفكاره التي مسها بصورة عابرة في "بدايات", وشرحها بوضوح تام في "الاستشراق" ثم قام بتوسيعها ومد مجال تحليلها في "الثقافة والإمبريالية", وكذلك في "صور المثقف" حيث يركز على ضرورة أن يمتلك المثقف وعياً نقدياً. وهو يشدد في هذا الكتاب على ضرورة أن لا يغيب المثقف في كتلة التفاصيل وألا يصبح مجرد شخص يضاف إلى جمع المتخصصين. يقول: "أريد أن اشدد على أن المثقف فرد له دوره العمومي المحدد في المجتمع الذي لا يمكن اختزاله ببساطة إلى وظيفة لا وجه لها, إلى مجرد فرد مختص منشغل تماماً بعمله. إن الحقيقة المركزية بالنسبة إليّ, كما أظن, هي أن المثقف فرد منح قدرة على تمثيل رسالة, أو وجهة نظر أو موقف أو فلسفة أو رأي, وتجسيدها والنطق بها أمام جمهور معين ومن أجله".

    يعيدنا هذا المسار الفكري لعمل إدوارد سعيد, وإنجازه على صعيد البحث وتاريخ الأفكار, إلى السؤال الأساسي لوظيفة المثقف وموقفه مما يدور في هذا العالم. لقد رفض سعيد أن يتقوقع في بيئته الأكاديمية كأستاذ مرموق للأدب الإنكليزي في جامعة كولومبيا الأميركية, وفضّل, على رغم ما كان سيكلفه ذلك على صعيد المكانة الأكاديمية والسلامة الجسدية, أن يكون مدافعاً عن القضية الفلسطينية في قلعة الغرب المعادية لحقوق الفلسطينيين, وأن يفكك المفاهيم الزائفة المصطنعة التي بناها الغرب خلال قرون من الزمن عن نفسه وعن الآخر. ويمكن أن نعثر في كتبه العديدة على الباعث الشخصي لمسيرته الفكرية والثقافية, على جذوره كمثقف منفي لامنتمٍ, مستقل يقول الحقيقة للسلطة سواء كانت هذه السلطة فكرية أو سياسيةً.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de