حرب داحس والاقاليم الغبراء

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 09:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-20-2004, 12:41 PM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حرب داحس والاقاليم الغبراء

    حرب داحس والأقاليم الغبراء
    حسن أحمد الحسن/واشنطن
    [email protected]

    في حواراته الممتدة عبر قناة الجزيرة تعرض الأستاذ محمد حسنين هيكل إلى الأزمة السودانية وأبعادها منتقدا السياسة المصرية التقليدية في التعامل مع السودان التي مثلتها العقود الماضية ومعززا أهمية السودان بكل الأبعاد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإستراتيجية بالنسبة لمصر وطالب هيكل بضرورة فهم التركيبة السودانية الاجتماعية والجهوية والثقافية باعتبارها حقائق لايمكن تجاهلها بل ينبغي التعامل معها بطريقة إيجابية . وقال هيكل إن السودان ليس كتلة واحدة بقدرما هو متعدد ومختلف وعلي السياسة المصرية التعامل معه بناءا علي هذه الحقائق .

    كما طالب الحكومة السودانية إدراك هذا الواقع ومحاولة تثبيته بما يعزز قدرا من الوحدة في إشارة الي الغرب والجنوب والشرق والشمال والوسط الذي يكون مايعرف بالسودان .

    هذه الحقائق التي أدركتها القوي السياسية السودانية وتفاعلت معها عبر إتفاقات وتعاهدات وطنية باتت تفرض اليوم نفسها بقوة مزعجة في الساحة الإقليمية والدولية ضمن المناخ السائد في العالم الذي تراجعت فيه مفاهيم السيادة الوطنية واستأسدت فيه ثقافة القوة ومنهجها الجديد التي تجعل من وثيقة حقوق الإنسان أحيانا مداخل مناسبة لتشكيل مصالح القوي التي تتبناها سواء كانت دول أو منظمات أو جماعات ضاغطة.

    وماكان السودان ليتعرض لهذه المغامرات الخارجية لوقامت فيه علاقات الحكم علي أسس ديمقراطية تعزز من قيم الحرية والعدالة واحترام الإنسان السوداني وحقوقه رغم أن الديمقراطية قد شكلت مرجعية الحكم عقب الإستقلال واعلان السيادة الوطنية لكن تعاقب الإنقلابات والنظم الشمولية قد أربك عملية التطور الديمقراطي الطبيعي وهو السبيل الوحيد لتحقيق الإستقرار في بلد متباين كالسودان تقوده تعاسته وتعاسة سياسات الحكم فيه وتعاسة بعض مثقفيه الجهويين من أصحاب الهوي الي حدة الإستقطاب بدلا من رحاب التوحد الوطني والتماذج الثقافي الإيجابي .

    فرغم عدالة إستحقاق الأقاليم وشرعية مطلبها في العيش الكريم والمشاركة العادلة في السلطة والثروة إلا أن الوسائل المتبعة والمستمرأة لتحقيق تلك المطالب تزيد من معاناة المواطنين المستهدف تحقيق مطلبهم وإزالة عنتهم فأصبحوا كالمستجير من النار بالرمضاء فقد تعرض أهل الجنوب الي مجاعة بسبب الحرب التي إستهدف طرفيها الإنسان الجنوبي كما حدث في بحر الغزال منتصف التسعينات والآن يتعرض أهل دارفور للتشرد والضيم من كلا الطرفين جراء التصعيد الميداني والسياسي الذي فتح أبواب الإستنصار الخارجي غير مأمون العواقب والنهايات والذي عززته حملات إشانة السمعة لوطن بأسره علي شاشات العالم حيث اختلطت وقائع الحدث بزخم الدعاية التي تبلغ مقاصدها .

    ومع سعي الحكومة وتعجلها للخروج من هذا المأذق الذي أتي البلاد من أطرافها أو هوامشها كمايحلو للبعض إلا أن سياسة الحوار الثنائي التي تتبعها الحكومة مع القوي التي تحمل السلاح بعيدا عن أطر الحلول القومية الشاملة قد أثبتت فشلها كما يبدو الآن من مشهد نيفاشا رغم شكلية الإحتفالية بل أغرت هذه السياسة كل بضعة أشخاص يتحصلون علي قطع من السلاح الي رفع سلاحهم بغية الجلوس الي طاولة التفاوض مستفيدين من تناقضات السياسة الدولية ومصالح الدول ذات الحول والقوة فتجد من يدعو صراحة للتدخلات الخارجية دون ضابط ومن يسعي لصب الزيت علي النار ومن يحرض علي فرض العقوبات علي وطن بأسره دون وعي أو إدراك .

    فزعيم الحركة الشعبية مثلا لم يكن موفقا في مطلبه للمسؤولين الأمريكيين بضرورة ممارسة الضغط لفرض عقوبات علي السودان وأن يزيد علي ذلك القول بإستثناء جنوب السودان وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق من هذه العقوبات وهو مايكشف عن إنتقائية لاتنسجم مع مايدعو إليه من شعارات باتت بلا معني بسبب هذه التناقضات في القول والفعل رغم أنه يحرض الشرق والغرب وحتي فى أقصي الشمال علي المواجهة للمطالبة بمانالته الحركة في الجنوب عبرشراكتها مع النظام وقد أمسك بيده الريموت يقلب مستقبل الأقاليم كما يقلب قنوات التلفاز رغم عدم إستثناءه لهذه الأقاليم والمناطق وأهلها من عنت العقوبات نكاية في نظام هو شريكه في الواقع .

    فمعلوم أن العقوبات لن تؤثر علي النظام كشريحة حاكمة بقدر ما تؤثر علي المواطن السوداني بشكل مباشر بل أنها توجد المبرر للنظام لتعليق كل القصور الاقتصادي والمعيشي علي شماعة العقوبات والدليل علي ما تسببه من معاناة سعي السيد قرنق لاستثناء المناطق التي يسيطر عليها من أثر هذه العقوبات ولامانع أن يتجرعها الآخرون. فالصورة القاتمة التي أصبح عليها الوطن من مخاوف التفتت سواء بشرعية الغطاء الدولي عبر نيفاشا حيث لم يعد النيفاشيون من شركاء الجنوب قانعون بمانالوه بل عازمون علي إشعال أطراف أخري بغية الإجهاز علي مايسمونه بالسودان القديم فيما أصبح نيفاشيو الشمال في حيرة مدهشة , فكأن هذه الصورة السوداوية لم تعد كافية وكأن البلاد في حاجة للمزيد من التوتر والفوضوي لتأتي ثارات المؤتمر الشعبي علي خصمه الوطني تارة باسم الديمقراطية وتارة علي أرض دارفور وبأسم أهلها الذين لم يبرؤون حتى الآن من جراح التسعينات يوم كان ضحايا اليوم من هذا الشعبي جلادو الأمس القريب فكم من الجهد يتطلبه شعبيو اليوم لاستعادة ثقة جرحتها بيوت الأشباح وتواريخ الخسف وسياسات الخطيئة التي انتزعت السودان من سيرة التطور الطبيعي ورمت به في بؤر الضياع والمجهول وأشعلت فيه نار الخصومة باسم الجهوية وباسم العقيدة وابتدعت فيه مواسم أعراس الشهيد ومواسم أحزان أهل ذات الشهيد و مواسم حصد الأرواح باسم الجهاد وكم من زكائب التبرير يتطلبها متسلطة الأمس وضحايا اليوم من الشعبيون لولوج سياسة النواقض إرضاء للحلفاء المتوقعين بدافع تصفية حسابات داخل المدرسة التنظيمية الواحدة بشعارات ومطالب وحقوق كانوا يصلبون طالبيها ذات الأمس القريب .

    ورغم الإدانة التامة لكل أسباب إنتهاك حريات المواطن وحقوقه حتي لوكان منتهكا لحريات الآخرين في لحظة خطيئة إنسانية إلا أن العرض برمته ليس مقنعا .

    أما النظام الحاكم فلا يكفيه بالطبع إلقاء التهم فقط حيث أن المخرج الوحيد للخروج من هذه الأزمة التي تهدد الوطن وتهدد أمن المواطنين في دار فور والخرطوم والشرق وغيرها من مناطق السودان يكمن في اتخاذ القرار الصعب الذي يجعل مصداقيته في امتحان أمام الجميع بين أن تكون رؤيته فقط أو أن تكون رؤية الجميع وبين أن تكون السلطة كما يحبها هو أن تكون وبين أن تكون كما يحبها الجميع أن تكون .

    فالسودانيون رغم مانالهم من عنت ومعاناة منذ مطلع التسعينات في الداخل والخارج كانوا دائما أكبر من جراحاتهم ومن شهوة الانتقام فهل يرتقي الحكام والرافضة الي كلمة سواء تحفظ الوطن وتزيل ضيم المظلومين وتعزز من قيم لحرية وترسي قيم الحوار الجاد لبناء وطن يتسع للجميع .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de