|
|
 الفنان العربى كاظم الساهر فى حوارمع (الرأى العام الثقافى)
|
الجمعة20أغسطس2004
بين الخرطوم وبغداد وبيروت عبر الهاتف:
الفنان العربى كاظم الساهر فى حوارمع (الرأى العام الثقافى)
حوار: عادل الشوية
= فقد بدأنا الإتصال بالصديق الشاعر منذر كريم فى بغداد وتناقشنا على اسئلة يحملها للساهر فى بيروت.. على أن نعاود الاتصال به لتلقى الإجابات أو هكذا ربطتنا أسلاك الهاتف وكنا بين الخرطوم وبغداد وبيروت نحصد واحداً من الحوارات المتفردة مع الفنان الساهر.
استمعت لوردى وهو فنان له اداء رائع
مدهش هذا الذى جرى بيننا والفنان العراقى الكبير كاظم الساهر اثناء وجوده فى بيروت للمشاركة فى مهرجان «بيت الدين» الذى أقيم مؤخراً..
=كاظم حينما نأتى إليه نجد مبدعاً ومثقفاً ومعلماً وشاعراً امتزجوا فيه وافرزوا مزيجاً من سحر فنان ذهب عنوة من أجل الارتقاء إلى القمة.. ونعرفه بين إخوة واخوات عشرة وعائلة تمتد جذورها إلى مدينة سامراء نحو «120» كلم شمال غربى بغداد.. وهى أولى عواصم الخلافة العباسية.. وإلى الموصل في الشمال العراقى وهى المدينة التى يوجد فيها قبر نبى الله يونس عليه السلام.. ومنها عثمان الموصلى أحد رموز فن المقام العراقى.. أو هي ملامح من النشأة المؤرخة بتعب ومعاناة دفعتاه إلى الاصرار لبلوغ القمة منذ أن اكتشف فيه موهبة الصوت.. فعمل على دراسة الموسيقى بجانب عمله فى حقل التدريس بالمراحل الابتدائية.. وإن تميز الساهر فان ذلك عبر تفرده بالمسير فى طريق لم يسلكه غيره..
= حوارات
= كان لا ينام.. وهو يواصل عمله نهاراً ويدرس عصراً ويتدرب ليلاً.. وفى اكثر من حوار قال لنا: الثقافة هى روح الفنان والمبدع من دونها لا يكون.. ولا انتماء للفنان إلا لجمهوره وابداعه.. فهو يبشر بفكره وبرؤاه فى الحياة من خلال اختياراته لأغانيه وهو يعرف ماذا يريد منه هذا الجمهور لذلك يذهب إليه ليرتقى معه ذائقة وفكراً.. لذلك ينهض المبدع الفنان.. ولا يمكن أن يركب الموجة .. ويخلد..
= الأثير
= والساهر مبدع كبير.. اشتقنا إليه.. وتحركت مشاعرنا فهو انسان يدمن الوفاء ويحرض إليه.. ومحب كبير وملتزم وصاحب روحية عالية وسلوك منضبط.. وقد قلنا: ماذا بعد بيروت؟
= بل قل لى ماذا فى بيروت؟.. كرم ومحبة ونقطة البداية لانطلاقتى العربية.. ونتبادل وجمهورها الحب بوفاء.. بيروت تبقى درة العقد الفنى والأدبى العربى.
= وماذا عن بقية المدن العربية؟
= جميعها اكن لها الحب.. وتربطنى بها ذكريات واواصر القربى .. القاهرة انطلاق الشهرة والعالم المرئى للثقافة والفنون والسينما.. تونس العاصمة وقرطاج الحلم الذى صحوت معه لأجد نفسى فى قلوب جماهير كبيرة وعمان ومهرجان جرش.. والدوحة ودبى..
= ولكنك لم تذكر الخرطوم؟
= اتوق لزيارتها.. وأعلم أن لى جمهوراً كبيراً فيها.. وقريباً سأحقق رغباتهم.. وبالمناسبة كنت منذ اكثر من خمس سنوات أبحث عن دواوين شعرية للشاعر السودانى الكبير الهادى آدم.. وقد عثرت مؤخراً على مجموعة من أعماله سأختار منها قصيدة لأغنيها.. فهو شاعر كبير وذو مفردة متفردة.. وقصيدته التى غنتها سيدة الغناء العربى أم كلثوم «اغداً ألقاك» تعتبر من بين روائع ما غنته.. وقد تندهش.. ولكنى جد تواق للغناء فى الخرطوم وبشائر السلام فى جنوب السودان.. وهى ستكون العام القادم عاصمة للثقافة العربية.. وأنا معجب من من استمعت إليهم من مطربين بالغناء السودانى الذى يعتمد على السلم الخماسى وأحياناً نادرة السباعى..
وردى
= وهل من مطرب سودانى اعجبت به؟
= محمد وردى .. وهو فنان له وعى موسيقى واداء رائع..
= كنت أتابعك دائماً وأنت تتعب نفسك فى البدايات وحتى الآن.. ولكن هناك من يقول إنك فنان خدمه الحظ وقضية بلده؟
= دعهم يقولون!.. ريما يكون للحظ دور ولكنه بالتأكيد لن يكون كل ما وصل إليه كاظم الساهر.. فأنا مزيج تراث وثقافة وعلم.. وشعراء وزملاء واساتذة علموني وتعلمت منهم أصول الغناء وفن المقام.. ثم ماذا يضير لو خدمتني قضية العراق.. وأنا أقدم جهدى المتواضع فى خدمتها.. أنا عراقى شئت أم أبيت.. ووطني فى خطر كيف تريدنى ان اتفرج عليه.. أو أنسلخ من انتمائى إليه؟..
=هل هناك من ساعدك للوصول إلى ما وصلت إليه؟
= ذلك فضل من الله.. ثم هذا الجمهور الذى اعتز به.. واعتقد ان أى فنان يمتلك الموهبة وآمن برسالة الفن السامية سيكتب له النجاح.. وأنا ما زلت أدرس الموسيقى وأتابع تطورها وأعزف على بعض آلاتها.. وأقرأ كل ما يقع بيدى من جديد فى عالمها.. فهى الحلقة المشتركة بين جميع شعوب الكون.. ثم هنالك كبار كانوا معي وكنت معهم.. فمن لا يعرف محمد القينحى ويوسف عمر وعثمان الموصلى وعباس جميل ومنير بشير وناظم الغزالى فهؤلاء مدرسة فى الغناء العربى أخذت منهم ومن تنوع المقام العراقى.. ما زلت اجتهد وأعدّ نفسى فى البداية.
أرفض
= البعض يقول إنك تحتكر نفسك بالتلحين وترفض ألحان الآخرين حتى لا تكتشف عيوبك الصوتية؟
= أرفض هذا الاتهام.. وأنا قادر على التلحين لمئات القصائد.. وقد قطعت شوطاً بعيداً فى تلحين ووضع موسيقى اوبرا «قلقامش».. ثقافتى الفنية والانسانية ومخزونى التراثى يعينوننى .. ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
= نزار قبانى وأنت أيهما افاد الآخر؟
= وهل غير نزار قبانى.. أنا تلميذ فى مدرسته وهو قمة شعرية.. هذا العملاق جعل الحب قضيته الانسانية.. منه تعلمت وبشعره أضفت لنفسى مكانة بين عشاق شعره وانتقلت إلى مرحلة جديدة فى مسيرتى الفنية.. ولا أنسى شعراء كبار كانوا معى.. وموسيقيون كبار فى مكانة عمار الشريعى..
= الغناء العربى والعودة الى القصيدة الطويلة؟
= لا يزال فيه الكثير .. وفيه العديد من النجوم.. ولا استغناء عن غناء القصيدة.. لأننا ما زلنا نحمل رومانسية الحب وبداوة الابتعاد عن جنون العولمة، فالجمهور الذى يدعّى البعض أنه «عاوز كده».. هو نفسه الذى انتمى طرباً لاغنية «أنا وليلى».. و«إنى خيرتك» و«يا صديقى».. ما زال هو جمهور أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.. وفريد الاطرش..
=اذن بعد هذه الرحلة الحوارية معك من هو كاظم الساهر؟
= انسان بسيط ومحب كبير.. ودوامة من القلق والتوتر وقلبه على لسانه ودمعته على عينيه.. أما ان كنت تقصد كاظم والعائلة والاشياء الأخرى.. فهذه خصوصية أصمت عن الحديث فيها.. أنا بلا أسرار.. وواضح مثل الشمس.
أطبع هذه الصفحة
العودة الى الصفحة الرئيسية
alrayalaam newspaper
|
|
 
|
|
|
|
omar_ragab
إيمان أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست