تحليل سياسي واستراتيجي لمهددات السلام في السودان / صديق منصور الناير

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 05:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-22-2004, 09:01 PM

Zoal Wahid

تاريخ التسجيل: 10-06-2002
مجموع المشاركات: 5355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تحليل سياسي واستراتيجي لمهددات السلام في السودان / صديق منصور الناير

    نقلا عن سودانايل

    Last Update 22 August, 2004 10:49:07 AM

    تحليل سياسي واستراتيجي لمهددات السلام في السودان

    صديق منصور الناير [email protected]

    وجدت مقالا للدكتور حسن مكي الاستراتيجي والمحلل السياسي للمنظومة الحاكمة في السودان وهو بلا شك من المنظرين الذين يتشددون في دعم التيار العربي العنصري في السودان, بداية المقال يوحي إلى أنه وبلسان حال المنظومة الاسلامو عربية الحاكمة قد فقد الأمل في السيطرة علي السودان , وكان قد تنبأ بذلك منذ وقت مبكر من خلال كتاباته ومحاضراته محذرا من المد الأفريقي في السودان خلا لهم الجو ليمرحوا في ظل السيطرة الكاملة للأجهزة الإعلامية في السودان .

    افتتح صاحبنا المقال بعنوان رئيسي (السودان علي مفترق الطرق ….. وولادة أخرى) وعنوان فرعي صغير الإنقاذ في ظل خيارات الوحدة أو الانفصال وبيت شعر لامرؤ القيس عندما كان تبكي علي الأطلال , هل غادر الشعراء من المتردم ؟ مما يدل علي بكاءه مع منظومته الهلامية علي الانفلات الذي يحدث , والحقيقة أن أمثال الدكتور حسن مكي كثر يدعمون الأيدلوجية العربية العنصرية في السودان بعد أن تم تغليفها بالثوب الإسلامي الزائف مستخدمين نتف من العبارات المستخرجة من قاموس الروحانيات ذو التأثير علي المهووسين ودفعهم إلى الهلاك والموت لينعموا هم في القصور وبيوتات الصفوات مع استمرار النظرة الأرستقراطية وبقاء السودان علي تقسيمه الطبقي , البرجوازية النبيلة , الطبقة الوسطي (المتلاشية) والغلابة الكادحين , كل ذلك علي حساب أرواح من أسموهم ضلالا بالمجاهدين والشهداء ,وأنا شخصيا لا ادري أين موقعه (أي الدكتور حسن مكي) هل مع العرب أم مع الزنوج الأفارقه مع انه زنجي اسود مثله يستحي من لونه عندما يجلس بجانب العرب الأصليين ,هذه ليست اساءه بل هي حقيقة يجب أن يعترف بها صاحبنا الدكتور ….(قالوا اسمع كلام البيبكيك ولا تسمع كلام البيضحكك) وهنالك حقيقة أخري يجب أن نعيد النظر ونعترف بسودانيتنا وبأننا شعب متميز بلا انتماءات خارجية لكي يسعنا هذا الماعون الكبير وعلي النخب التي تدعم هذا التيار أن تعي ذلك جيدا حتى لا ينزلق السودان في ظل السلام المقبل إلى هاوية الصومال وأفغانستان في الاحتراب والاقتتال , سأذكر بعض هؤلاء الصفوة والنخب علي سبيل المثال لا الحصر ورغم اختلاف أصولهم العرقية وتياراتها الفكرية إلا انهم يتفقون حول الايديولوجيه العربية العنصرية ومنهم عبد الله علي إبراهيم الشيوعي , إسماعيل العتباني التركي المتوالي, عبد الوهاب بوب المحامي , عبد اللطيف البوني, محمد محجوب هرون الفوراوي, عبد الرحيم الدومه ,حسين خوجلي ,واسحق احمد فضل هذه النخبة تمثل عصبة عربية استراتيجية ورغم آن اغلبهم لا علاقة لهم بالعروبة اللهم إلا اللغة , ولكن العقدة التي يعيشونها (الدونية) جعلتهم ينجروا مع التيار المنادي بالعروبة في السودان وكان ذلك سببا كافيا ليكونوا اكثر تشددا من العرب أنفسهم ليستعيضوا النقص وليكونوا مع العرب في خط واحد ولكن ….ويلاحظ اتفاق الشيوعيون مع الإسلاميون, تناقض غريب والسلطة هي سبب اتفاقهم لذلك انبروا بالسنة حداد وأقلام لا تجف لها مداد من خلال الأجهزة الإعلامية المدعومة والمتناثرة هنا وهناك , تم استخدام هذه الأجهزة لتوجيه القبائل التي تدعي العروبة في غرب السودان (كردفان ودار فور) واستخدامها كأدوات ضد قبائل الزرقه حيث وضعت برامج إستراتيجية لتصفيتها تماما واحتلال أراضيها لذلك كونت المليشيات والتنظيمات بل يتم استجلاب قوات إرهابية من خارج السودان (ترابورا , باشمرقة )

    بالا ضافة (الفرسان ,الجنجويد, شاهين ووو …الخ) هذه التنظيمات صالت وجالت وما زالت بدعم مبرمج من نظام الخرطوم ومن النخبة التي ذكرت البعض منهم في مطلع هذا المقال , ولكن الثورة الشعبية لتحرير السودان كانت لها كلمتها في توعية المهمشين ,استخدام سياسة الأرض المحروقة والاباده الجماعية والتصفيات العرقية دفع بالمجتمع الدولي للتدخل لوقف هذه الجرائم شئ لا يصدقه العقل ومناف للقيم ومبادئ الإنسانية .ومن الواضح أن القوة الدولي تدفع بشتي الوسائل لتوقيع اتفاقية السلام بين الأطراف المتنازعة ولم يبق الكثير منه خاصة بعد توقيع البروتوكولات الستة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان ونظام الخرطوم , ويبدو أن الأمل البصيص للتلاعب بهذه الاتفاقية قد بدأ يتلاشي لان دافور انتفض بشدة وتدخلت الأمم المتحدة والقوي الدولية الكبرى خاصة فرنسا وبريطانيا بجانب أمريكا وألمانيا هذه القوي اكتشفت مراوغات نظام الخرطوم الذي لا يبالي بل لا يهمه هذه الآلاف التي تموت والملايين المشردة ولازالوا يطالبون بمهلة إضافية من الأمم المتحدة والقوي الضاغطة لمزيد من الترتيب والمراوغة خاصة بعد أن ثبت استيعاب قوات الجنجويد ومليشياتها فيما يسمي بالجيش السوداني والحركة الشعبية تدري بكل هذه الأفاعيل ورغم ذلك تسير قدما لتوقيع السلام في هذه الفترة المقبلة وبالتأكيد ستتغير أشياء كثيره خاصة حرب دارفور ولكن هل بمجرد توقيع السلام يعني نهاية الصراع في السودان واستتباب الأمن ؟؟؟ لا اعتقد ذلك لان الطوق الذي فرض علي هذا النظام هو سبب رضوخه لتوقيع هذه الاتفاقية لذلك نتوقع تحديات كثيرة ومهددات اكثر يصعب حصرها لكني سأحاول ذكر ما أستطيع حتى ينتبه الذين يقودون تيار الإصلاح في السودان .

    أولى هذه المهددات تتمثل في المنظومة الاسلامو عربية الحاكمة وشتات من الحركات المنقسمة منها هذه الكيانات اسلامية في الظاهر ولا توجد خلافات جوهرية بينها والصراع علي كراسي السلطة هو السبب كما ذكرت سابقا لذلك نتوقع اشتداد الصراع وتحالفات حتى مع الخصوم ضد تيار الحركة الشعبية في الديموقراطية المقبلة ونحذر من الانفلات لان هؤلاء سيستخدوا كل ما هو متاح لهم لعرقلة هذا السلام, هؤلاء يخططون ويضعون البرامج المتجددة والمضادة لكل المراحل ومثالا لذلك المنشور الصادر من ديوان الحكم الاتحادي بعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في جبال النوبة لإجهاضها علي ارض الواقع والقضاء علي الحركة الشعبية في جبال النوبة باستقطابهم والقضاء عليهم , وكان من اجندة وبرامج هذا المنشور منع النوبة من العودة الطوعية خاصة الأعمار من50سنة وما دون ذلك وإرسال دعاه إلى المنطقة من غير النوبة للتبشير والتزاوج لطمس الهوية وتذويب النوبة بالإضافة إلى استجلاب العقاقير الطبية التي تسبب العقم للحد من تكاثر النوبة وأشياء أخرى كثيرة وفي حالة فشل هذه البرامج يتم تحريض القبائل العربية ضد النوبة ودعمهم بالسلاح والذخائر كما يحدث الآن في دار فور, ومن الواضح أن هذا النظام خطط برامج كثيرة لمرحلة السلام المقبلة كبرنامج الاستمساك الوطني حيث أقيم مؤتمر بهذا الخصوص في كادقلي ومن البرامج التي أعدتها هذه المنظومة للمرحلة المقبلة السجل الدائم حيث يتم حصر وتسجيل المواطنين بعد إغرائهم بالفلوس ووصل الأمر إلى استخدام القسم معهم للالتزام وضمان أصواتهم في الديمقراطية القادمة والتي نعتبرها اخطر مراحل الصراع علي الإطلاق لان الممارسة يتطلب بالضرورة الوعي الكامل والإدراك بالمهددات والمخاطر التي ستهدد النضال الذي استمر لاكثر من عشرين سنة لذلك نناشد كل الذين يشكلون النسيج الاجتماعي في جبال النوبة الانتباه والوعي في المرحلة القادمة لمصلحة المنطقة ,جبال النوبة محور الصراع والبركان الذي يتوقع انفجاره تحت آية لحظة .

    2- من مهددات السلام أيضا الأحزاب التقليدية التي فقدت السلطة , هي الأخرى تسعي وبكل ما أوتيت من قوة لإزاحة من في السلطة والعودة إليها في الديمقراطية المقبلة ويجب أن لا ننسي بان قياداتها ما زالت تقود التيار الكلاسيكي أي الأيديولوجية التقليدية المتميزة بالعقلية الأرستقراطية وستحدث ما حدث أبان الثورة الفرنسية عندما استجابت الطبقات الأرستقراطية والإقطاعية للثورة وظهرت علي اثر ذلك البرجوازية التي حافظت علي مصالح النبلاء لذلك لا يستبعد التحالفات لتحقيق الغايات حتى لو كان ذلك علي حساب أشياء كثيرة , سيشتد الصراع والحركة الشعبية حريصة لتحقيق التوازنات لشق طريق المهمشين نحو حقوقهم بالطرق الديمقراطية الحقيقة وليست الزائفة .

    3- تيار الأخوان المسلمين والمتطرفين سيدخل هو الآخر كحليف استراتيجيي الصراع المقبل ويبدو التطرف واضحا من الآن فبين يدي الآن بيان من ما يسمي بمجلس الشورى للإخوان المسلمين (غير مسجل) يدعي هذا البيان بان اتفاق نيفاشا الذي تم برعاية أمريكا وأوربا الصليبية هي بمثابة تسليم مفاتيح القلعة للمتمردين ,,,,, وذكر البيان أيضا أن نيفاشا جعل الجيش السوداني علي قدم المساواة مع جيش التمرد ,,,,, لقد بلغت ادعاءات البيان إلى حد الإساءة والتشويه للحركة الشعبية بادعاء امتهان القران الكريم وافتراشه وتنجيسه في الحمامات وغير ذلك .

    أما التدنيس الذي تحدث عنه البيان فقد جاء في أعلام نظام الخرطوم المفلس المضلل هم الذين يفعلون ذلك لصرف الرأي العام عن الحقائق , فكيف تصدقونهم وكنتم في تنظيم واحد وتعرفون ذلك جيدا …. إذن لماذا انفصلتم لعمري هذه فتنة والفتنة اشد من القتل .

    المواطن السوداني لم ينم قرير العين منذ خروج الإنجليز ولم يحس بالأمن بل ضاقت به سبل العيش واصبح عدد المشردين في كل بقاع العالم يربو عن ثلث سكان السودان وانتم الآن تقودون فتنة أخرى باسم الدين أين انتم من الدين وأين الدين منكم ؟ وأي دين هذا الذي يدعوا إلى العروبة ويفرق بين الناس علي أساس الجنس واللون والعرق,فبيانكم ذكر ( أن علي آهل السودان ان يهيئوا أنفسهم ليحكمهم زنجي مسيحي ) وقال ان نيفاشا يحمل هذه النبوءة الكاذبة ما هذا,,,,,, اللون الأسود الذي تسخرون منه هو من عند الخالق ونحن نعتز ونفاخر به لانه لون آهل السودان وعيرهم وافدون وعليهم ان يرضوا بذلك أو فليذهبوا إلي حيث يشاءوا ويتركوا هؤلاء السود في حالهم, لقد أثبتم ان الأيديولوجية التي تحملونها وتدافعون عنها لا علاقة لها بالدين الإسلامي الحنيف .

    4- من مهددات السلام أيضا التيارات العربية التي خلقتها أنظمة الخرطوم العربية العنصرية في توجهاتها بدعمها عسكريا وإعلاميا ابتداء من قريش ,فرسان , شاهين, جنجويد والباشمرقة هذه التنظيمات تقوم بتطبيق سياسة الأرض المحروقة والتطهير العرقي هذه القبائل لن تهدأ لها بال في السلام المقبل خاصة إذا اكتشفت بأنها كانت مستخدمة من قبل المركز والمركز ألان في خطر مما يعني أنها ستفقد الدعم والسند بعد ان خسر النوبةوالجنوب ودار فور اخصب الأراضي في السودان واكثرها وفرة للمياه هؤلاء سيعملوا ضد نظام الخرطوم وضد السلام ككل إذا فقدوا كل شئ ويتطلب ذلك ضرورة عمل الحسابات المناسبة والبدائل في معالجتها من قبل الطرفين مع ضرورة المحاسبة لكل الجرائم التي ارتكبت طيلة الفترة الماضية.

    5- الصراع علي الموارد الطبيعية ستكون إحدى مهددات السلام المقبل خاصة فيما يتعلق بالأراضي(الزراعة ,الرعي, الغابات) والمواد الخام خاصة البترول الذي تنكر عنه آهل الخرطوم في نيفاشا ومواد أخرى كثيرة تسرق في الخفاء , ضم ولاية غرب كردفان إلي جبال النوبة كانت لها إيجابيات من أهمها إنها حلت مشاكل لقاوه من حيث التبعية, فالبقاره كانوا مستخدمين من قبل المركز للحصول علي لقاوة رغم انف النوبة رغم ان تبعيتها كانت واضحة دون ادني شك والمشكلة هنا هي ان المركز ما زال يخدع البقارة ويقول لهم أننا قمنا بضم الولاية إلي جبال النوبة لتكونوا اغلبيه وتحكموا جبال النوبة , علي البقاره المهمشين ان يدركوا ان مصلحتهم مع النوبة لان القواسم التي تجمعهم مع النوبة كثيره والحركة الشعبية لم تقصي أحد حتى ألان لذلك نأمل ان ينتبهوا حتى لا يكونوا كبش فداء لنظام الخرطوم في السلام المقبل

    6-من مهددات السلام الخطيرة التي عقدت وما زالت تعقد مفاوضات السلام وستعقد بصورة اخطر تنفيذ السلام هو الكوادر النوبية التقليدية التي لمعت في سماء السياسة السودانية هؤلاء كوادر تم إعدادها لخدمة الأنظمة البائدة ولا يتوقع منها خير لانهم شربوا من إناء الجلابة واصبحوا عبيد واسري لسياساتهم فهم حتى هذه اللحظة متمسكين بالطعم والمنح والوعود البراقة من الجلابة لهم الفلوس الوظائف الشركات الجاه ووو….فهؤلاء كوادر طائعه تم أعدادها لتنفيذ سياسات وبرامج المركز والمعروف لكل نظام ان أراد الاستمرار علية إعداد كوادر استراتيجية مخلصة وهذا ما ورثة الحلابة من الإنجليز وتم تطبيقه في المهمشين خاصة ضعاف النفوس الذين تم تلميعهم إعلاميا ووظيفيا وهذا ما سماة الرفيق الدكتور الأديب والكاتب أبكر آدم إسماعيل في كتابه جدلية المركز والهامش بالترميز التضليلي والأصل ان يكونوا مبتورين من قواعدهم واقعيا وبالطبع نحن نعلم بساطة أهلنا الذين يفتخرون بهم كرموز لكنهم في الواقع رموز بلا رجاء هؤلاء سيشكلون عقبة حقيقة لمكتسبات السلام ليظلوا هم الرموز واتمني ان يخيب ظني وحساباتي بعودة هؤلاء إلي صوابهم لمصلحة آهل الريف والغلابة من آهل السودان فنظام الخرطوم مقتنع تماما ان القواعد الهلامية ستنهار لذلك أعدت الأموال الطائلة لاستخدام أمثال هؤلاء لكني أقول لهم كفي استغلال وكفي هيمنة لقد هب المهمشون وجاء الطوفان فلا مجال لكم ولأنظمتكم والأيام القادمة ستثبت ذلك .

    7- ويجب ان لا ننسي التحديات الداخلية التي ستواجهنا في الحركة الشعبية لان الحركة أثناء النضال المسلح واجهت تحديات شرسة وحاسمة وتمكنت من اجتيازها خاصة الانشقاقات التي حدثت في 91 و97و2003م وكان واضحا تفوق الحركة في تجاوز تلك التحديات بكل كبرياء, لذلك نتوقع صراعا من نوع آخر ومن المعروف أنة لا يوجد مجتمع بدون صراعات وفي نفس الوقت لا وجود لصراع بلا صعوبات فالصراع السياسي ربما تكون اكثر تعقيدا من الصراع المسلح ونحن نريد تحويل هذه الصراعات ليكون صراعا إيجابيا للنهوض بالسودان والمنطقة وفي اعتقادي التحديات كثيرة يمكن ذكر جزء منها وهي :-

    1- المصالحة مع النفس خاصة بعد هذ الفترة الطويلة من الحر وبات والقتال الذي استمر لاكثر من عشرين سنة هذه الفترة ولدت مرارات ورواسب كثير نتج من ذلك كراهية وتعصب شديدين مما يتطلب الرجوع قليلا والجلس مع النفس والخلو بها للتأمل والدراسة المتأنية ومعرفة السبل الكفيلة التي تحقق المصالح الذاتية في إطار الجماعة ,لذلك نأمل من كل المناضلين الذين حملوا السلاح وغيرهم ان يفكروا في ذلك جيدا لان نجاح أي برنامج يأتي من دراسات وقرارات متأنية فردية كانت أم جماعية (بداية الانضمام إلى النضال المسلح كان قرارا فرديا ولكن بعد الانضمام إلى الجماعة يكون العمل في إطار الجماعة ) ولتحول الذي نعيشة في هذه الفترة يتطلب المصالح مع النفس والوحدة معها لمحاربة المؤثرات القادمة مادية كانت أم سياسية , اجتماعية أم ثقافية لكي نواجه السلام المقبل بثبات .

    2- المصالحة والوحدة مع الآخرين ,لا شك ان فترة الحرب أدى التشتت الناس إلى أشلاء وتشرزمهم إلى طوائف وأحزاب وجماعات من سياسية الي دينية,ثقافية ,عسكرية,أحزاب ,مذاهب ….الخ والمرحلة القادمة تتطلب مراجعة الحسابات والمصالح التي تأثرت بفعل العوامل الخارجية وفرقت بين أبناء الأسر الواحدة والقبيلة الواحدة و ذوي المصالح المشتركة كل هذا الأشياء لابد من الرجوع إليها لذلك اتهجت الحركة الشعبية إلى إقامة المؤتمرات ابتداء من مؤتمر كل النوة مرورا إلى المؤتمرات القبلية التي ساهمت كثيرا في إزالة سوء الفهم في الفترة الماضية ونحن ألان أحوج ما نكون للجلوس مع بعض (كل انباء المنطقة من في الحركة ومن في الخرطوم مع الحركة أم مع نظام الخرطوم ومن في المهجر ) لتوحيد الصفوف ومواجهة التحديات المقبلة بشجاعة وككتلة واحدة.

    3- تحدي تحول الحركة من نظام عسكري تحرري إلى نظام مدني خاصة من الناحية التنظيمية من حيث تشكيل وتقوية الإدارات المدنية وتحويل الجيش إلى جيش منظم لمواكبة التغييرات المتلاحقة بالإضافة إلى التحول إلى حزب سياسي بفتح المكاتب والقيام بالعمل التعبوي داخل المدن السودانية بعد طول غياب كل هذه الأشياء تمهد لكسب الجولة السياسية المقبلة والتي من خلاله يتسنى لنا تحقيق السودان الجديد .

    4- تحدي العودة إلى الجذور الحياء الركائز الأساسية للهويات والإرث التاريخي الذي يبعث الذات للإنسان السوداني الأصيل ليحس بالتحرر من الانتماءات الثقافية والسياسية والاجتماعية ......... ونواصل,,,,,,,

    5- تحدي المحافظة علي اتفاقية السلام وتطبيقها علي ارض الواقع والفهم الحقيقي لدور الحركة الشعبية لتحرير السودان , وهذا يتطلب بالضرورة ان يفهم كل المهمشين تفاصيل اتفاقية السلام لمعرفة حقوقه والمطالبة به أثناء التنفيذ حتى لا يكون الجهل ببنود الاتفاق سببا في ضياع الحقوق.

    خلاصة القول هو ان انظم الخرطوم قد نجحت إلى حد كبير في خلق الفتن بين شعوب السودان المختلفة خاصة مع القوميات العربية في كردفان ودار فور وجبال النوبة واشتعلت الحر وبات والتناحر بينهم في غياب الوعي واصبح كل العرب وبعض المثقفون النوبة يلهثون وراء السراب ولا يدرون بالمصبية التي حلت بأهاليهم في القري والبوادي الذين كانوا يصولون ويجولون في أمن وسلام بالمراعي والمسارات المفتوحة لمواشيهم كان ذلك قد تلاشي أثناء الحرب الأهلية وتلاشي معه الأمن ولكن الأمل بدأ يتجدد بقدوم السلام لذلك نأمل ان يعي هؤلاء ويتفهموا معني السلام ويعملوا له بشجاعة ودون نفاق .ويجب ان ينظر الجميع إلى السلام بمنظار واسع وكبير لان ذلك سيقود إلى الاستقرار في المنطقة والصراع يجب ان يتحول إلى المركز حيث السلطة وعلينا ان نضع أيدينا علي موضع اتخاذ القرار ومن هناك نستطيع ان نتحكم في توازن التنمية والرفاهية , ويجب ان نضع في الاعتبار لن الصراع علي السلطة له ثمن غالي لان القابض لن يفرط خاصة الإسلامية (المزيفين) الذين يستخدمون الدين لتمرير ألا جنده الجهوية والعنصرية .

    الصراع علي السلطة بين العرب والإسلاميين ليس بالشيء الغريب وبالعوده إلى العهد الإسلامي الأول نجد ان جل الخلفاء الراشدين قتلوا إما سما وطعنا بالخناجر والسكاكين ,فالخليفة الثاني عمر بن الخطاب رفض ان يوصي بالخلافة لابنه بعد ان طعنه أبو لؤلؤ غلام المغيرة وحينها قال (يكفي ان تقلدها واحد من ال الخطاب) وقال أيضا ( إني لاكره الأماره واكره ان تنتزع مني الاماره ) . وسيدنا عثمان بن العفان حكم المسلمين 13 سنة واشتعلت الفتنة في الربع الأخير من حكمه (كما يحدث ألان في السودان من حروبات واغتيالات وتصفيات وسياسة الأرض المحروقة ) عندها طالبه بالتخلي والتنازل عن الخلافة أي السلطة فقال لهم (والله لا اخلع ثوبا البسنيه الله ) وعندما هدد بالقتل قال (لقد كنتم تحلبونها لبنا ولن تحلبوها بعد اليوم إلا دما ) وهذه المقولة حقيقة تدعوا لسفك الدماء وهي مطابقة لمقولة الحريكة عز الدين في لقاوه عندما قال (في اجتماع قادة المسيرية بنادي الشرطه , قال لقاوه تبقى للمسيرية بالدم وتذهب إلى النوبة بالدم ) ولان السلام ستصاحبه تغييرات كثيره في وضع السودان وخريطته السياسية والاجتماعية والثقافية . هذه التغييرات سنكون صعبة وغير مقبولة لدي الصفوة الحاكمة لذلك نتوقع صراعا شرسا بين الكيانات المعارضة لهذا التغيير , ولا شك ان هذا الصراع سيهدد الاستقرار في السودان الجديد خاصة المنظومة الحاكمة بالوانة السياسية والاستراتيجية الذين يشعلون النيران من خلف الكواليس ومن ثم يأتي من بعدهم القريشيون والجنجويديون والأحزاب التقليدية واخيرا تأتى رموز النوبة الذين يمثلون كوادر الأنظمة البائدة وتبقي بين كل هذه المهددات الصراع علي الموارد والأرض التي كغيرها واحده من المحاور الأساسية للصراع في السودان فياتري من سيكسب الرهان التيار الاصلاحي والتجديدي أم البرجوازية (طبقة النبلاء والصفوه) أم الأحزاب التقليدية أم النظام الحاكم في الخرطوم .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de